قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليليان إيليا ناعسي تقرأ بين سطور خبرتها الإعلامية:
صاحبات الألقاب الجمالية يكتسحن الشاشات
زلفا عسّاف من بيروت: تفتحت عيناها على العمل الإذاعي فاختارها الإعلام قبل أن تختاره، وعوض أن يكون لقبها الجمالي كملكة جمال جبل لبنان في العام 1985، جوازاً لدخولها المجال الإعلامي، كما هو الحال اليوم، حصل العكس تماماً. فمنذ البداية وضعت نصب عينيها هدفاً أساسياً بحثت خلاله عن رسالة إعلامية أرادت إيصالها لجمهورها فاقتحمت أثير الإذاعة وتربعت على عرش الشاشة الصغيرة وأتت المحصلة رسالة مثمرة لبرامج منوعة، نهلت خلالها ثقافة وخبرة وأداءً وحضوراً أنيقاً جعلها تتألق وتستمر رغم موجة الصرعات السائدة. ليليان إيليا ناعسي فتحت قلبها في صفحة ملونة عن حياتها العملية في هذه السطور:
عملي الإذاعي كان بوابة عبور الى التلفزيون
باكراً كان الموعد مع إذاعة جبل لبنان في العام 1983، فعملت عبر الأثير حين كانت في الصف الأول ثانوي وذلك قبل أن تختار الإختصاص الجامعي في مجال الأدب العربي الذي تعتبره أساساً للغة المتينة وعاملاً مساعداً للإعلامي كي يُعدّ برامجه ويتواصل مع الناس. لم يُغرها لقبها الجمالي فكانت ترفض أن يُعرّف عنها كملكة جمال، بل جذبها لقب السلطة الرابعة. إجتازت مراحل العمل الإعلامي بشقيه الإذاعي والتلفزيون فقدّمت برنامج
" بدون موعد" " أحلى الأيام" و" من كل وادي عصا " على شاشة MTV ثم عملت في محطة الأوربت، فقدّمت برامج منوعة منها: " جار القمر" ، " إستديو أوربت" و" عيون بيروت" فضلاً عن برامج أخرى تتعلق بأناقة المرأة والتسوّق، ومهرجانات عربية عدّة. في موازاة ذلك، يتخذ كل مجال إعلامي طابعاً ونكهة خاصة وعن ذلك تقول ليليان: " كان العمل الإذاعي بمثابة جامعة تخرّجت منها لأدخل الى عالم التلفزيون، لقد خلقت في هذا الجو وكنت متأثرة حينها بالإعلامية غابي لطيف، وكان الأمر بداية مجرّد تسلية الى أن أصبح عملاً متكاملاً، فكنت أقوم بهندسة الصوت والإعداد والتقديم للبرنامج عينه. أما التلفزيون فشيء آخر، إنه رمز للشهرة ومن خلاله تعرّف الناس الى صوتي وشكلي معاً. وفي هذا السياق، تنشقت ليليان رحيق العمل الإعلامي، فانتشت بأريجه ونثرت في كل عمل نكهة خاصة، أكسبتها شيئاً مختلفاً عن ما سبق: " ففي الإذاعة تنوّعت البرامج بالإضافة الى ما تقدّم، قدّمت برامج مختلفة في مضامينها ومنها " مجتمع إمرأة" الذي استضفت فيه زوجات السياسيين وبرنامج " صفحة ملونة" استضفت خلاله جميع الفئات من شعراء وملحنين وفنانيين ومثقفين وفي محطة أوربت أعشق برنامج " عيون بيروت" الذي أقدمه بالتعاون مع زميلاتي، لأنه شامل ومنوّع حيث يختصر باقة منوّعة من المضامين الشاملة" . وكما في كل مسيرة يكتسب الإعلامي طعماً خاصاً في كل خطوة يخطوها.
فليليان كانت من هذا النوع التي عرفت كيف تضيف الى معرفتها معرفة أخرى: "فبرنامج عيون بيروت أضاف الى تجربتي خبرة البث المباشر، ذاك أن البرامج التلفزيونية الأخرى كانت مسجّلة، فالحيوية عبر البث المباشر تبعث في نفسي الحياة والبقاء على طبيعتي وهذا ما أفضله، أعشق العمل الحقيقي لأنه يدرّبني على كيفية التأقلم مع ردّ الفعل وفي كل يوم هناك شيئاً جديد اًعلى الصعيد الثقافي والإجتماعي والعلمي، فحين أذهب الى عملي أشعر وكأني أذهب الى الجامعة لأتعلم كل جديد".
لا أخاف من التقدّم من العمر وآمل أن يُقدّر الإعلامي لمضمونه
وكما بات معروفاً، يتطلب العمل الإعلامي إضافة الى الثقافة والخبرة حضوراً جذاباً ومقاييس جمالية معينة، فإلى أي مدى إستطاعت ليليان المحافظة على هذه المعايير؟
" عندما بدأت العمل الإعلامي لم تكن هذه المعايير بنفس مقاييس اليوم، لم تكن صاحبات الألقاب الجمالية وعارضات الأزياء يكتسحن الشاشات، مع إحترامي الشديد، فاليوم بات يعتقد البعض أن المذيعة التي لا تجيد التكلّم بالمعيار الصحيح فهي موضة العصر الرائجة، لأن من يُجدنَ التعبير الفصيح أضحينَ من التقليد الماضي، وللأسف أصبح هذا المفهوم سائداً في العديد من المحطات إلا أن بعض المحطات الراقية لا زالت تُعوّل على المستوى الراقي" .
وتكمل في تقييمها لهذا الوضع فتربط إستمراريتها ونجاحها بإطلالتها الرصينة وشخصيتها الواثقة وخبرتها العملية.
وعلى المقلب الآخر " تحتل المنافسة حيّزاً هاماً في حياة كل ناجح إلا أن المنافسة هي حثّ الذات لتقديم الأفضل، وعلى قاعدة كل جمال الى زوال فالتقدّم في العمر يؤثر في الحفاظ على الإستمرارية: " وفي هذا السياق تقول أتطلع نحو التجربة الغربية وأتمنى التمسّك بالفكر المنفتح الذي يُقدّر الشخص لمضمونه وليس لشكله الخارجي، فالساحة للجميع وهناك نوعية برامج تتطلب حضوراً خاصاً وعمراً معيناً وخبرة واسعة، أما في أفق المستقبل لا أرغب أن أطلّ في نوعية برامج أقلّ مستوى مما قدمته" .
وبعيداً عن هموم العمل، إستطاعت ليليان أن تجمع ما بين العائلة والعمل "فأمسكت العصا من الوسط، فلم أكن أماً حتى النهاية ولا إعلامية حتى النهاية، فسعدت في حياتي الزوجية واستمتعت بالأمومة وأكملت عملي في الإعلام وفي الختام "إذا لم يكن ما تريد، أرد ما يكون" .