إيلاف ترصد مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في العالم

غدير غزيري- إيلاف، وكالات : على الرغم من أن الإسلام هو الديانة الرسمية لـ22 دولة عربية، إلاّ أن ما يقارب 20 مليون مسيحي يحتفلون بأعياد الميلاد في الدول العربية. عادات وطقوس الاحتفال بميلاد السيد المسيح تختلف من بلد لآخر.

يعيش المسلمون والمسيحيون في العالم العربي والإسلامي بسلام وانسجام تام في كل مكان تقريبا في العالم العربي، وبما أنّ هذا التعايش بينهما لا تشوبه شوائب، يحتفل كل من الفريقين بعيد الآخر ويعايش المسلمون والمسيحيون مظاهر وأحداث الأعياد بفرح وسرور. لكن مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد تتفاوت بين بلد وآخر، كما أنه في بعض البلدان، التي يعيش فيها عدد كبير من المسيحيين مثل لبنان ومصر، يقتصر الاحتفال بها على مستوى السفارات أو القنصليات والاحتفالات الخاصّةً داخل البيوت.

جندي لبناني يقف أمام شجرة الميلاد في بيروت واحد من مظاهر الإحتفالات بأعياد الميلاد في لبنان تبدأ الاستعدادات غالبا لدي كثير من المسيحيين قبل شهر من ليلة عيد الميلاد ، ويبدو ذلك في أشكال الزينة المتعددة والأنوار والزخارف التي تظهر في الشوارع وواجهات البيوت والمحلاّت التجارية. كما تظهر أيضاً في المدارس وبين التلاميذ والأطفال." والإضافة على ذلك تكثر أهازيج الفرح والأغاني و يبدو الناس أكثر سعادة وسرور وراحة، كما لا تقتصر الاحتفالات علي المسيحيين فقط بل إن المسلمين أيضا يبتهجون به"، على حدّ قول جهينة من لبنان. وتضيف جهينة قائلة: "لو كان جارك مسيحيا على سبيل المثال، فإنك تشاركه فرحته بالعيد ويبدو ذلك من أشكال الزينة في البيوت والأغاني والأفراح التي يشترك فيها الجميع، إنه بكل بساطة إحساس جميل أن يعيش الجميع أجواء الفرحة والابتهاج، ممّا يعيد لنا النشاط والحيوية."

وبالرغم من أن غالبية السكّان في جمهورية مصر العربية هم من المسلمين، إلاّ أن الاحتفال بأعياد الميلاد تقام في كل مكان تقريبا، بل أن الدولة قررت، إعتبار إجازة رسمية في يوم 07 يناير/كانون ثاني باعتبار غالبية المسيحيين في مصر هم من الأقباط الأرثوذكس، وذلك على مستوي المدارس والمؤسسات الخاصّة ولعامّة والمصالح الحكومة، وجعل هذا اليوم إجازة عامّة للجميع.

وتقول ريتا وهي مسيحية من مصر: "مظاهر الاحتفال في مصر لا تختلف عنها في ألمانيا، عموما تجتمع غالبية الأسر في أعياد الميلاد، حيث نجتمع في المنزل مع أخوتي، كما تحضر جدتي إلينا ويحضر المقربون منّا مع زوجاتهم وأبنائهم، ويجتمع الكل في منزلنا لمائدة ليلة عيد الميلاد". وتكثر أصناف الطعام علي المائدة المصرية في أعياد الميلاد من اللحوم الى الحلويات المختلفة، كما تضيف ريتا قائلة "العيد بالنسبة لنا يرتكز بشكل كبيرعلى الأكل، فعندما نجتمع يجلس الجميع ونأكل الديك الرومي، وبعد ذلك يخرج الشباب إلى الشوارع والنوادي الليلية حيث تقام الحفلات الموسيقية والغنائية الراقصة". ولا ينبغي في مظاهر الاحتفال في مصر نسيان شجرة عيد الميلاد، وبابا نويل، وفتح الهدايا.

إقتصار الإحتفالات على نطاق معيّن وخاص جداً في بعض الدول العربية

الرئيس الفلسطيني لدى وصوله لبيت لحم لحضور الاحتفال يُحتفل بأعياد الميلاد في بعض الدول العربية والإسلامية المحافظة علي نطاق خاص جداً، ومقتصر في أغلب الأحيان على الأفراد والعائلات التي تحيي هذه المناسبة فيما بينها، خصوصا لو كانت هذه الشريحة من المسيحيين في مثل هذه الدول من الأقليات.

ففي السعودية مثلاً لا تسمح عرف وتقاليد أو حتى قوانين هذا البلد السماح للمسيحيين بإقامة مظاهر العيد أو الاحتفالات العامة كما هو الحال في باقي الدول الأخرى." لهذا السبب لا أحد يعرف معنى مظاهر أعياد الميلاد، ويرجع ذلك إلى سببين رئيسيين: الأول أن أغلب هذه الاحتفالات تقام على مستوى خاص. والثاني أنه لا يسمح في السعودية الاحتفال بأعياد أخري كعيد الميلاد أو أعياد رأس السنة بشكل علني كالاحتفال في الفنادق أو الأماكن العامّة. ولا يعني هذا أن الدولة لا تسمح باحتفالات الديانات الأخرى على نطاقات خاصّة كالبيوت والقنصليات علي سبيل المثال" كما ذكر ذلك أوسام جمجوم من السعودية.

قرى اسبانية تصبح ثرية في أكبر يانصيب للميلاد في التاريخ

حصل أصحاب القسائم التي تحمل رقم 20297 على أكبر يانصيب في التاريخ، حيث فاز بمبلغ يقترب من ثلاثة مليارات دولار الجمعة. وقالت أسوشيتد برس إنّ أصحاب الحظّ السعيد كانوا قد اقتنوا بطاقاتهم قبل أقلّ من ساعة من فتح صندوق السحب في بانصيب "إلغوردو" الإسباني الذي وصل إلى 2.14 مليار يورو(رقم قياسي عالمي) بعد أن كان العام الماضي قد وصل إلى 1.8 مليار يورو.

ومن ضمن الفائزين جميع سكّان قرية صغيرة اعتبرت ما حصل بمثابة هدية الميلاد. وجرى بيع البطاقات في ثماني مدن وقرى اختارها المنظمون بالقرعة، هي فيتوريا وأليكانتي وبنيدورم وأنيل وفونلابارادا وسانتيبونسي وألمزان وفالنسيا.

إيقاد الشموع احتفالا بعيد الميلاد وتضمنت 1800 بطاقة الرقم الفائز بحيث تحصل كل بطاقة على مبلغ 300 ألف يورو. وكانت قرية روبيللو دي دويرو القريبة من ألمزان على موعد مع ليلة سعدها حيث أنّ جميع سكانها كانوا من أصحاب البطاقات الفائزة.

وقال موظف في بلدية القرية إنّه اقتنى لها بما ثمنه 1200 يورو من البطاقات وأنّه هو "شخصيا حصل على 600 ألف يورو لأنه اشترى بطاقتين." كما نقلت الوكالة عن رئيسة بلدية أونيل أنّ القرية حصلت على مبلغ 45 مليون يورو مما يعني أنّ كل متساكن سيحصل على مبلغ ستة آلاف يورو بمانسبة الميلاد.

ومن العادة أن يتسمّر الإسبان أمام التلفزيونات كلّ 22 من ديسمبر(كانون) الأول من كل عام ترقبا لإعلان نتائج "يانصيب الميلاد" الذي يعود ميلاده إلى 1812.ويشارك في اليانصيب ثلاثة من كل إسبان فضلا عن عدة آلاف من الأجانب.

عيد ميلاد كئيب في بيت لحم وسط محنة اقتصادية

وفي بيت لحم تجمع مئات الحجاج يوم الاحد لحضور قداس عيد الميلاد مع ان فرحة العيد شابتها الكآبة بعد اسابيع من العنف الفلسطيني الداخلي والقيود الاسرائيلية المعتادة على التنقل والسفر. ودقت اجراس الكنائس في أنحاء البلدة التي يعتقد المسيحيون ان المسيح ولد فيها ودلفت الشخصيات الدينية الكبيرة اليها ومرت عدة مواكب في ساحة المهد التي تم تزيينها بالاضواء الملونة وأشجار عيد الميلاد.

لكن كثيرين من السكان ظلوا في حالة كآبة في أعقاب اسابيع من العنف في الاراضي الفلسطينية بين الفصيلين المتنافسين فتح المؤيد للرئيس محمود عباس وحماس الحركة النشطة التي فازت في الانتخابات البرلمانية في يناير كانون الثاني.

وقال محافظ بيت لحم صلاح التعمري لرويترز انه مزيج من الفرحة يوم الاحد لحلول عيد الميلاد ولمسة من الحزن بسبب الحصار الاسرائيلي والوضع السياسي والتدهور الاقتصادي. وقال ان هذه القضايا معلقة في الهواء بجانب زينات عيد الميلاد.

رغم الجراح .. بيت لحم تحتفل بالميلاد واصبحت الحياة اليومية في بيت لحم اكثر سوءا نتيجة ان السكان يجدون صعوبة في الوصول الى اماكن العمل في القدس ومدن الضفة الغربية مثل الخليل وسط نقاط التفتيش الاسرائيلية والحاجز الاسرائيلي الذي يقتطع من اراضي الضفة الغربية التي يريد الفلسطينيون ان يقيموا دولتهم عليها.

وتقول اسرائيل ان الحاجز المصنوع من خليط من اسلاك شائكة وحوائط خرسانية يهدف لابعاد الانتحاريين. وضربت العقوبات الغربية المفروضة على السلطة الفلسطينية التي تقودها حماس الموظفين الحكوميين الذين لم يحصل الكثير منهم على رواتبهم منذ شهور.

ومع تزايد نسبة البطالة الى حوالي 65 في المئة يجلس الكثير من سكان بيت لحم عاطلين. وتزين ملصقات الانتحاريين الفلسطينيين الذين نفذوا هجمات ضد اسرائيل كثير من الجدران. وانخفضت السياحة التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد بيت لحم منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000. وهبط المعدل الشهري للزوار الى ما يصل الى 20 الف شخص من حوالي 100 الف قبل الانتفاضة.

طفلتان فلطسطينيتان .. بأي حال عدت يا عيد لكن وزير السياحة الفلسطيني جودة جورج مرقص ان ما بين ثمانية الاف و 10 الاف زائر من المتوقع ان يصلوا خلال فترة العطلة مقابل الفين فقط في العام الماضي. وقالت هنرييت اوسيمس (56 عاما) القادمة من هولندا "كنت خائفة من الحضور لكني سعيدة لانني هنا. يمكنك ان تشعر بالقدسية هنا."

وقال كريم اليتيم (54 عاما) البواب في احد فنادق بيت لحم ان لديه حجوزات للمرة الاولى منذ اربعة اشهر بسبب العيد حيث كان المطعم المكسيكي للفندق هو مصدر دخله الرئيسي للعديد من الشهور.

وقال ان كل شيء يؤثر في عمل الفندق الحاجز في الضفة الغربية والصراع الداخلي بين الفلسطينيين وان الحياة صعبة هنا وانهم في كل عام ياملون ان يكون الوضع افضل في العام المقبل فالامل هو كل ما يملكون.

طيف احتفالات عيد الميلاد يطارد ضحايا اعصار دوريان في الفلبين

لا يريد شروين بالستر جهاز تشغيل الاغاني (اي بود) او زوج من الاحذية الرياضية بمناسبة عيد الميلاد ولكنه يريد ان يتلقي اشارات بأن روح ابيه واخيه معه. ويجلس الصبي الفلبيني البالغ من العمر 15 عاما صامتا لساعات وسط مستنقع شاسع من الطين حيث كانت تقبع قريته قبل ان يجرفها الاعصار دوريان مع اسرته. ويقول بالستر وهو يشير الى الاماكن التي اعتاد ان يلعب فيها مع اخيه وابناء عمومته "ربما يحقق لي بابا نويل امنيتي. افتقدهم بشدة. امل ان يشعروني بوجودهم. اريد بعض الاشارات."

واهلك الاعصار دوريان قرية بادانج التي كانت من قبل قرية تنبض بالحياة عند سفح البركان مايون على بعد حوالي 320 كيلومترا جنوبي مانيلا بعد أن ادت السيول لتساقط صخور بركانية على المنازل والمزارع في الشهر الماضي.

وفقد بالستر والده سيرافين وشقيقه الاكبر جومار و17 من اقاربه. وهو واحد من كثيرين فقدوا احباءهم في الكارثة التي يخشى ان يكون راح ضحيتها نحو 1200 بينما شردت حوالي 120 الفا.

وبينما يجلس بالستر منتظرا يحفر حفنه من الرجال طبقات من الصخور البركانية لانقاذ ادوات طهي وغيرها من المقنيات من منازلهم التي دفنت تحت ما بين مترين الى ثلاثة امتار من الطين والرمل والصخور.

وتطعم سيلانجان سانتاندر طفلتها البالغة من العمر عامين في مدرسة تحولت الى ملجأ ايواء مؤقت تزدحم بمئات من المشردين من بادانح وتقول لرويترز "لن يعود عيد الميلاد كسابق عهده ابدا." وتابعت "لم يتبق لنا شيء. فقدنا منازلنا. فقدنا مزارعنا واحباءنا. لا نعرف الى متى ستقدم لنا الحكومة الطعام." وفقدت كل أسرة بين اربعة وخمسة من افرادها.

فلبينية تحتفل مع طفلتها ووسط هذا الحزن والمآسي يبدو من غير الصائب لمن لم تضار منازلهم او اسرهم ان يحتفلوا بعيد الميلاد من خلال تجمعات عائلية تقليدية وتبادل الهدايا والاكلات الشهية. ويقول فلوريان لوسين الذي يدير فندقا صغيرا "لا أشعر بروح عيد الميلاد. أشعر بالذنب حين احتفل ومن حولي مازالوا يعانون من اثار الاعصار."

ومازالت مناطق شاسعة من منطقة بيكول حيث كانت تقع بادانج بدون كهرباء. وفي مدينة ليجازبي المركز الاقليمي لا تصدح الاناشيد ولا تتدلى الزينات من المنازل والمتاجر كما الغيت حفلات عيد الميلاد. حتى محطات الراديو تحاشت إذاعة ألحان مبهجة بمناسبة الاعياد. وقال خوان فيلانوفا عضو وكالة مكافحة الكوارث المحلية " ليذهب من يريد الاحتفال بعيد الميلاد الى مانيلا ويمكث مع اقاربه."

وفي بقية انحاء البلاد سيحتفل الفلبينيون بتناول لحوم الخنزير وكعكة الارز عشية عيد الميلاد بينما لن يتناول سكان بادانح السابقون سوى معلبات اسماك السردين والمعكرونة سريعة التحضير. وفي اليوم التالي يتجمع من نجا من اسرة سانتاندر لاقامة قداس حيث كان يقف منزلهم. وتقول سيلانجان "لن يكتمل عقد اسرتنا مرة اخرى. نريد ان نكون معهم بارواحنا في عيد الميلاد وهو تقليد حافظنا عليه حين كنا اسرة واحدة كبيرة وسعيدة."

وفي عيد الميلاد ايضا سيعود بالستر الى منزله الذي كان. ويقول "اتمني ان يحقق لي بابا نويل امنيتي في عيد المبلاد. اتوق شوقا لرؤية والدي واخي مرة اخرى

الدمية الملكية هدية لا بد منها في عيد الميلاد في اسبانيا

اصبحت دمية تشبه الاميرة ليونور البالغة من العمر 14 شهرا الهدية التي لا بد من شرائها في عيد الميلاد في اسبانيا. وباعت المحال التجارية الكمية المحدودة من هذه الدمى. وعرضت الدمى في مزاد على الانترنت بأكثر من 500 يورو (660 دولارا أمريكي) مقارنة بسعرها الاصلي الذي يقدر بنحو 65.95 يورو.

.. وهنا إحتفالات وتحضيرات الاسبان للميلاد وستصبح الاميرة ليونور ابنة ولي العهد الاسباني الامير فيليب والاميرة ليتيسيا ملكة للبلاد اذا لم ينجب والداها طفلا ذكرا. والدمية المصنوعة من المطاط والسيلكون شبيها مطابقا لليونور لكن الشركة المصنعة للدمى ومقرها اليكانتي تقسم بأن الشبه بينهما محض صدفة.

وتعهدت الحكومة الاشتراكية في اسبانيا التي يتساوى فيها تمثيل الذكور والاناث باصلاح الدستور الاسباني ليمنح حقوقا متساوية للنساء والرجال في خلافة العرش. وقال والدا ليونور الشهر الماضي انهما ينتظران ابنة ثانية في مايو أيار.

جوّ الاحتفال العائلي بأعياد الميلاد في ألمانيا

فرحة الأطفال بأعياد الميلاد مناسبات سعيدة، يغمرها الفرح والمرح والسرور؛ ومحافل بهيجة، سمرها ما لذ وطاب من طعام وشراب؛ تجمع الأسرة، ويكثر فيها التهادي بين الأحبة. هكذا هو طابع الأعياد في شتى البلاد. ولا تختلف ألمانيا عن هذا النهج في أعياد الميلاد. تبدأ في ألمانيا مظاهر الاحتفالات المبكرة بدخول شهر ديسمبر/كانون الأول، حيث تشرع المحلات التجارية تتسابق في عرض السلع الخاصة بأعياد الميلاد، لتهيئ الناس نفسياً لإخراج ما في الجيوب؛ فترى أكياس البلاستيك تترنح في أيادي النساء والرجال، محملين بالهدايا والمشتريات؛ وترى الشوارع قد تزينت ولبست حلة العيد، فُرشِت بأشجار زُوِّقت بأنوار، وعلقت في أجوائها عناقيد إضاءة مختلفة الأشكال مزركشة الألوان. هكذا هو الجو الآن في ألمانيا، في موسم الاحتفالات بأعياد الميلاد. وربما يكون سر هذه البداية المبكرة بمظاهر العيد يكمن في المبادرة بالتفريج عن الناس، لكسر الملل عندهم وإخراجهم من مزاحم الحياة وتبعاتها.

الاحتفال التقليدي

شجرة الميلاد أعياد الميلاد موسم الهدايا أما ذروة الاحتفال فتبدأ بدخول اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر، الليلة المقدسة، حيث يكون كل غائب قد وصل من السفر، ليشارك العائلة بهجة المناسبة. وفي هذا اليوم تفتح المحلات إلى منتصف النهار؛ ومن لم يتمكن من شراء ما يكفيه من مئونة المأكل والمشرب، فعليه أن يصوم يومين، حيث إنه لا بيع ولا شراء طيلة اليوميين التاليين؛ ومثل هذا "المقلب" قد يقع فيه بعض العرب المستجدين على البلد. وفي مساء هذا اليوم يجتمع الأهل في بيت العائلة؛ ومفهوم العائلة في ألمانيا لا نقصد به القبيلة، كما هو الحال في البلاد العربية، بل هو مقصور على الزوج والزوجة والأولاد، وبحد أقصى أحد طرفي أجداد الأولاد، وغالباً من ناحية أمهم. وتجلس العائلة في جو ملؤه الدفء والرومانسية، ومن حولهم أنوار الشموع إلى جانب أضواء شجرة عيد الميلاد؛ وحبذا لو كانت الثلوج تهطل خارج النوافذ. ينظر الأطفال تحت الشجرة، فيجدون - بقدرة قادر- هداياهم التي كانوا يرغبون فيها. وأحياناً يأتيهم بابا نويل محملاً بتلك الهدايا، هذا إن كان أهاليهم مقتدرين فاستأجروا لهم شخصاً يأتي متنكراً في صورة بابا نويل بزيه الأحمر المعروف، فيقدم لهم الهدايا بنفسه، بعد أن يكون قد أخذها من الأهل مسبقاً. وبعد فرحة الصغار يأتي دور الكبار، ليتبادلوا الهدايا فيما بينهم.

ما لذَّ وطاب

الأوز المحمر من أكلات أعياد الميلاد ثم يجيء العَشاء، وغالباً ما يكون مقلياً أو محمراً أو مشوياً بالفرن. وأشهر المشويات في هذه الليلة لحوم البط و الأوز، تُتبَّل الواحدة منها ويُزَج بها في فرن البوتاجاز كاملة، ثم تُخرَج فتوضع أمام العائلة، فيتعامل كل واحد منها مع الهدف كيفما شاء، فهذه ليلة "الانبساط والفرفشة". ومن لا يعشق لحوم الطيور فقد يجد ضالته في لحوم البقر أو الصيد البري، يقدم مقليا مع السلطات والأرز أو البطاطس مسلوقة أو مهروسة. ومن لا يهوى اللوم جملةً كأن يكون نباتياً أو من محبي الأسماك فلا يُعدم طلبه، إذ أن الأهل يعرف بعضهم رغبات بعض، فتكون الأم قد "عملت حسابها" وأعدت المطلوب. أما المشروبات فلا تخلو منها مائدة أكل في ألمانيا. ويفضل الكبار أن يشربوا في هذه الليلة النبيذ، هذا إلى جانب المياه الغازية والعادية والعصائر للصغار؛ وهي ليست ممنوعة على الكبار، إن "زهقوا" من النبيذ يروون منها ظمأهم. وعلى الجانب الآخر من الطاولة تجلس الفواكه متربعة تنتظر دورها بجوار "الجاتوه" وكعك العيد ومستلزمات التسالي.

اختلافات طفيفة

إحتفالات روسية بأعياد الميلاد صورة لأجمل طقس يعشقه الألمان في أعياد الميلاد وعلى هذا النحو تقضي معظم العائلات الألمانية ليلة عيد الميلاد. وطبعاً معظمها يعني أن بعضها يتخذ استراتيجية أخرى لقضاء الليلة المقدسة؛ فما من شك أن هناك عائلات تجعل الدين في تلك الليلة في بؤرة شعورها، كي لا تكون الكنائس في ليلة ميلاد المسيح خالية من أتباعه؛ فالمتدينون يروحون إلى الكنائس ليشاركوا في برامجها في الاحتفال بهذه المناسبة. ومع ذلك فإن تلك العائلات تخصص السويعات الأولى من الليلة للاحتفال الأسري؛ وهكذا يفعل أيضاً كثير من الشباب والفتيات، حيث يبقون جزءً من الليل مع العائلة، ثم يخرجون ليقضوا بقية ليلتهم مع رفاق المدرسة القدامى، بعد أن فرقت بينهم البلاد سعياً وراء الدراسة أو ربما لقمة العيش؛ والآن، حيث جمعتهم ثانيةً أعياد الميلاد، يتوجهون معاً إلى المقاهي أو المراقص الليلية، ليستعيدوا الذكريات. وفي اليومين التاليين تستمر الاحتفالات بما فيها من أكل وشرب وتسالٍ؛ إلا أن الدائرة قد تتسع ببقية الأقارب. وغالباً ما يكون اليوم الأول مخصصاً لأهل الزوج والزوجة؛ أما اليوم الثاني فللأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وربما بعض الأصدقاء؛ ويصبح الفرد فيهما إما زائراً أو مزوراً.

إن الاحتفالات بالأعياد تكاد تتحد فلسفتها في جميع البلدان - الكل يريد أن يرقص ويغني ويفرح ويستمتع بالمناسبة؛ وأما الطريقة التي يتخذها كل مجتمع للتعبير عن تلك الفرحة فإنها محفوفة بالعادات والتقاليد والحضارة التي يعيش فيها أفراد ذلك المجتمع؛ إذن اتحدت الغاية واختلفت الطرق.