ترفيه

الفلسطينيون يتّحدون الأوضاع الصعبة ويحتفلون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جيوب خاوية تتأمل الورود الحمراء في عيد الحب
الفلسطينيون يتّحدون الأوضاع الصعبة ويحتفلون

بشار دراغمه من رام الله: فجر مفعم بالورد الزاهية مختلط برائحة البارود والرصاص التي تملأ المكان. آليات عسكرية تمر من أمام محلات تبيع الورود في يوم عيد الحب والعشاق وجيوب خاوية تتأمل تلك الوردة الحمراء. فحب واحتلال وفقر كلها معادلات تناقض تمكن الفلسطيني من التغلب عليها ليصنع لعيد الحب مكانا خاصا يحتفل من خلاله بهذه المناسبة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط به. فاحتلال يحاصر هذا العيد وفقر يشد الخناق عليه. لكن هناك من استطاع التخلص من هذا الطوق الخانق وحمل وردته الحمراء واتجه به نحو عشيقته أو زوجته متحديا بذلك الحواجز العسكرية والجيوب الخاوية من المال.

أسواق باللون الأحمر
خلال جولة "إيلاف" في عدد من الأسواق الفلسطينية كان بائعوا الورود الحمراء هم السمة الأبرز لهذه الأسواق وفي حديثنا ما أحد الباعة أكد أن هناك إقبال كبير من المواطنين على شراء هذه الورود لإهدائها لأحبائهم في هذه المناسبة. يقاطع البائع مراد حديثه معنا ليصدح بصوته وسط السوق: "يا أهل الحب كل عام وانتو بخير أحلى ورد أحمر معنا اليوم تفضلوا وشوفوا" ومن ثم يعود ليتابع الحدث معنا مستدركا بالقول: "لازم الواحد يتعب على شان يعرف يبيع، عيد الحب يوم واحد بالسنة ولازم نتعب فيه".

ولا يتوقف مراد عند بيع الورد الحمراء فقط وإنما العديد من الهدايا وضعها أمام محله ليعرضها للعشاق في يوميهم لكنه ما ميز هذه الهدايا هو لونها الأحمر.

بائع آخر يقف بجانب مراد ويعرض أيضا أزهاره للبيع لكنه لا يصدح بصوته مبررا ذلك بقوله: "الورد الأحمر لافت للنظر والعاشقين يشتمون رائحته من مسافة بعيدة لذا لا داعي لكي أتعب بنفسي للمناداة".

هدية رمزية
الشاب إياد الذي كان يتجول في الأسواق وقف أمام أحد المحال التي تبيع الورود وهدايا الحب والعشق وبعد أن قام بشراء وردة واحدة اتجهنا إليه لنسأله عن سبب شرائه لتلك الوردة الوحيدة فقال: "وضعي المادي صعب جدا وأريد أن أقدم شيئا لزوجتي بهذه المناسبة والهدية ليست بقيمتها المادية بل بقيمتها المعنوية والوردة التي اشتريتها ما هي إلا هدية رمزية وحتما ستسعد بها زوجتي".

ويعاني الفلسطينيون من وضع اقتصادي صعب يمنعهم من شراء حاجيات ترفيهية أو ثانوية إلا أن الكثير منهم ضغطوا على أنفسهم واقتطعوا جزءا من ميزانيتهم للاحتفال بهذه المناسبة. فالمواطن سعيد أكد على أن هذه المناسبة ليست ثانوية بالنسبة له وإنما شيء هام جدا وقال: "بالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب إلا انني مستعد للاستغناء عن جزء من مدخولي للاحتفال بهذه المناسبة فهي لا تأتي إلا مرة واحدة في العام وعلي أن أقدم شيئا جيدا لحبيبتي".

مصدر دخل
في ظل هذا الإقبال على شراء الورود والهدايا بمناسبة عيد الحب أكد الكثير من التجار والباعة على أن هذا اليوم فرصة جيدة للبيع والربح ويقول صاحب أحد البسطات: "أنا بالعادة أبيع الخضار والفاكهة لكنني قررت استثمار فترة عيد الحب لبيع الورود والأزهار لأنه سيكون هناك إقبال كبير عليها واستطعت حتى الآن تحقيق دخل جيد من بيع الورود". يضيف: "هناك إقبال على شراء الورد ولذلك لأنها رخيصة الثمن ويمكن للكثير من العشاق والأزواج شرائها ولا يكلفهم ذلك كثيرا".

بينما وجدت السيدة فاطمة بهذه المناسبة فرصة أيضا للاستثمار حيث عملت على تنسيق الورود وجمعها من حديقة منزلها المتواضعة لتقوم بعد ذلك بإعطائها لأبنها ليقوم ببيعها في الأسواق.

لا إجراءات قمعية
في الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول العربية والإسلامية إجراءات قمعية من السلطات لمنع الاحتفال بهذه المناسبة وذلك بسبب الاعتقاد السائد بحرمتها من الناحية الشرعية فأنه لم يكن في فلسطين ما يسير إلى وجود مثل هذه الإجراء، فالباعة منتشرين بكثرة والمحالات التجارية تعج بالورود الحمراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف