الجرائم سببها الكحول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : أفادت دراسة دولية مستقلة حديثة أنجزت في إطار خطة العمل الخاصة بالحد من تعاطي الكحول في دول الاتحاد الأوروبي الخمسة والعشرين أن وراء كل رابع جريمة قتل ووراء كل سادس حادث انتحار يقف الكحول وان الخسائر التي تنشأ نتيجة استخدام الكحول تصل إلى 125 مليار يورو سنويا .
وأكدت الدراسة أن 660 ألف أوروبي يموتون سنويا من جراء الإفراط في تعاطي الكحول إضافة إلى 17000 شخص يموتون في حوادث السير التي يسببها الكحول منهم 10000 لا ذنب لهم أي يقعون ضحايا السائقين المخمورين .
وتشير الدراسة إلى أن الأوروبي يشرب في المعدل الوسطي سنويا 12 ليترا من الكحول الصافي أي أكثر بمرتين مما يتعاطيه المواطن في أي قارة أخرى كما يزداد بشكل مقلق تعاطي الأولاد في الدول الأوروبية للكحول في أعمار مبكرة .
وتؤكد الدراسة أيضا بان أكثر من 200 ألف حالة مجامعه تتم بشكل غير محمي بين فتيات وفتيات في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من العمر تحت تأثير الكحول الأمر الذي يزيد احتمالات العدوى بالأمراض الجنسية المختلفة ولاسيما مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف اختصارا بالإيدز أو السيدا .
ووفق الدراسة فان الكحول هو العامل الخطير الثالث في دول الاتحاد الأوروبي الآن بعد الدخان وضغط الدم العالي .
وأمام الارتفاع القائم في استهلاك الكحول في دول الاتحاد الأوروبي حذرت المفوضية الأوروبية من أن استمرار هذه الحالة سيجعل الأمور تأخذ أبعادا خطيرة ولذلك بدأت تعد توصيات تستهدف الحد من تعاطي الكحول .
ووفق مجلة " أوروبيين فويس " فإن هذه التوصيات ستكون موجهه لدول الاتحاد وللجهات التي تنتج الكحول على حد سواء وستتضمن نصوصا تتحدث عن ضرورة رفع العقاب على الجرائم التي ترتكب تحت تأثير الكحول وبعدم بيعه لمن هم تحت سن الثامنة عشرة وبرفع قيمة الضريبة الإضافية عليه والعمل بنظام المحلات الحكومية التي تحتكر البيع كي يتم بشكل أفضل تامين مراقبة بيعه .
كما أن المفوضية الأوروبية تفكر في إحياء الاقتراح الخاص بتحديد الحد الأقصى لنسبة وجود الكحول في دم السائقين المسموح بها والتي ينتظر أن تكون بحدود 5و0%.
ولا تسود حتى الآن حالة موحدة في هذا المجال في دول الاتحاد ففي تشيكيا وسلوفاكيا من غير المسموح للسائقين قبل صعودهم إلى سياراتهم تعاطي الكحول ولو بنسبة قليلة فيما تسمح بريطانيا وايرلندا مثلا بوجود الكحول في دم السائق بنسبة 8و0% أي نحو 3 كؤوس من البيرة فيها نسبة الكحول 12% .
وتعمل المفوضية الأوروبية الآن على دعم الحملات المختلفة القائمة في دول الاتحاد للحد من تعاطي الكحول كما يجري التفكير في إمكانية توصية الاتحاد الأوروبي بمنع بيع الكحول في السوبر ماركات أو مراكز التسوق الكبيرة واقتصارها على محلات خاصة وفي ساعات محددة كما هو الوضع الآن في الدول الاسكندنافية خاصة وأن هذه التجربة أعطت نتائج جيدة تمثلت بانخفاض تعاطي الكحول في هذه الدول.