افلام انتظرت طويلا في هوليوود الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف تتابع الاوسكار والافلام المرشحة
افلام انتظرت طويلا في هوليوود الجديدة
محمد موسى من امستردام: تتجه الافلام المرشحة لجوائز الاوسكار فئة افضل فيلم روائي طويل الى مقاربة مناطق شائكة ملتبسة سياسيا واجتماعيا. فالافلام المرشحة ترتكز على سيناريوهات محكمة انتظرت طويلا في مكاتب المنتجيين السينمائيين قبل ان تحصل على الدعم المالي الكافي للبدء في التصوير.
مخرج فيلم (جبل بروكباك) التايواني الاصل انج لي انتظر 7 سنوات قبل ان يجد المنتجيين الذين وافقوا اخيرا على انتاج فيلمه. فيلم ( التصادم) للمخرج الاميركي باول هيغيز كان حلما للمخرج لسنوات قبل ان يستطيع تنفيذه بصعوبة لحساسية موضوعه في المجتمع الاميركي.
كما ان ممثلا معروفا مثل جورج كلوني اضطر لانتاج فيلمه (طاب مساؤكم وحظا سعيدا) بنفسه لصعوبة ايجاد منتج يؤمن بالشكل الفني الذي اراده جورج كلوني لفيلمه اضافة طبعا الى حساسية موضوع الفيلم الذي يهاجم فترة من التاريخ الاميركي القريب.
وحده المخرج المعروف ستيفين سبيلبيرغ لم يواجه اي صعوبة في انتاج فيلمه (ميونخ). سبيلبيرغ الذي تحول من مخرج ناجح الى احد صناع هوليود ومحددي توجهاتها نجح في صنع فيلم غير مسبوق عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لكن باخطاء مريعة قد تبعده عن جوائز الاوسكار هذه السنة.
الانتظار الطويل والتعب الذي رافق صناعة افلام الاوسكار لهذه السنة انتج افلاما مهمة جدا ليس فقط بسب جمال وقوة تنفيذها بل ايضا بسبب دورها الذي سوف يؤسس لتيارات جديدة وجريئه في هوليود التي ارتبكت كثيرا امام تجارب مخرجي اوسكار هذه السنة.
الثقة التي منحها نجاح الافلام التجاري في اميركا والعالم سوف تدفع المزيد من السيناريوهات المكدسة في مكاتب المنتجيين في هوليود الى استديوهات التصوير وسوف تشهد السنوات القادمة زيادة في نوعية الافلام التي تتعرض لمواضيع انسانية وسياسية صعبة باشكال فنية غير مالوفة ومبتكرة هذه كله يجعل اوسكار هذه السنة مميزا جدا وقد يكون بداية لسنوات من السينما المختلفة الناجحة.
الافلام المتنافسة على جوائز افضل فيلم روائي طويل
1- فيلم ميونخ ( 2005)
2- فيلم جبل بروكباك (2005)
3- فيلم التصادم (2004)
4- فيلم تصبحون على خير وحظا سعيدا ( 2005)
5- كابوتي (2005)
1- التصادم (2004)
هذا الفيلم رشح لستة جوائز اوسكار لافضل فيلم، افضل مخرج (الاميركي باول هيغيز) افضل ممثل ثانوي للممثل مات ديلون افضل مونتاج، افضل سيناريو اصلي، افضل اغنية.
اهمية فيلم (التصادم) الكبيرة هو جرأته في تحليل ظاهرة العنصرية الاثنية والاحكام المسبقة التي يملكها الكثير من الاميركيين القادميين من اصول عرقية مختلفة، منذ اكثر من عقدين والاعلام الاميركي يدير ظهرة لظاهرة العنصرية الموجدة في قوة في الحياة الامريكة وتاحذ صورا عديدة (تغلف) احيانا ا باغلفة من الادب الاجتماعي والمجاملات التي تنجح في تاجيل التصادم الذي حكى عنه الفيلم لكنها لن تلغيه او توقفه.
شخصيا ت الفيلم القادمة من خلفيات اثنية اجتماعية وطبقية مختلفة تجد نفسها مضطرة الى مواجهة بعضها ومواجهة ذواتها عندما تتقاطع حيواتها في مدينة امريكية مثل لوس انجلس.
سنياريو ممتاز وحوارت تكاد تقترب من الحقيقة دون رتوش الادب المزيف، تعود شخصيات الفيلم الى جذورها بعد تصادمها القوي والغير منتظر مع بعضها وتعود ايضا الى احكامها المسبقة العنصرية (الامنة) بحيث بدت مدينة لوس انجلس بالليل وكما عرضها الفيلم مدينة لناس لا تعرف بعضها حقا بل تمتلا بالخوف من بعضها.
اخراج واداء قويين لفيلم يحاول ان يقول الاشياء كما هي ولا يتردد في تعرية ظاهرة العنصرية الموجودة بمستويات مختلفة بين البيض والسود والمجموعات الاثنية الاخرى التي تشكل المجمتع الاميركي. الفيلم لا يحلل رغم اجتهادة الكبير العنصرية كسلوك انساني معقد لكنه يمهد لاعمال قادمة امريكية او عالمية قد تتناول هذه الثيمة مستقبلا.
2- جبل بروكباك (2005)
عندما بدات عروض فيلم جبل بروكباك نشرت بعض الصحف بان الفيلم هو فيلم (الجنسية المثلية) مما ابعد الكثيرين عن المشاهدة، فوز الفيلم بجوائز غلودن غلوب والبافتا البريطانية وترشيحه لثمانية جوائز اوسكار اعاد الاعتبار لواحد من اشد الافلام خصوصية للسنوات القليلية الماضية.
مشكلة الفيلم مع الكثيرين هو موضوعه (المحرم) في الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعاتنا العربية، الرئيس الاميركي بوش صرح لجريدة عن عدم نيته لمشاهده الفيلم مثلا !
متى تتجاوز الحاجز( النفسي ) للفيلم ستكون امام تحفة سينمائية لمخرج انتظر سنوات قبل ان يجد المنتج لفيلمه. قصة الحب التي يصورها الفيلم و التي تمتد فترة 20 سنة غارقة في الصعوبة والقوة وتشابه قصص حب كلاسيكية مستحيلة اخرى. سرد الفيلم السلس والمتدفق لاحداث جرت لفترة 20 سنة بدا مدهشا جدا، اداء تمثيلي من الفئة الاولى لابطال الفيلم مع تصوير رائع للغرب الاميركي (صور الفيلم في كندا) في فيلم قد يعيد الجدل حول التقبل الاجتماعي للفئات المختلفة بيننا. الفيلم رشح لثمانية اوسكارات هي افضل فيلم، افضل اخراج للمخرج التايواني الاصل انج لي، افضل مممثل رئيسي للممثل كيث ليدجر، افضل ممثل مساعد للممثل جاك كلينهال، افضل ممثلة مساعدة للممثلة ميشيل وليمز، افضل تصوير، افضل سيناريو مقتبس، افضل موسيقى.
3- ميونخ (2005)
فيلم (ميونخ ) للمخرج ستيفين سبيلبيرغ فوت فرصة كبيرة على نفسه لمعالجة سينمائية مبهرة للعنف الفلسطيني الاسرائيلي والذي كان موضوع الفيلم والسبب الذي جعل المخرج ستيفين سبيلبيرغ ينتج ويخرج الفيلم. الفيلم ينطلق من عملية ميونخ والتي قام بها التنظيم الفلسطيني غير المعروف انذاك (ايلول الاسود) باحتجاز 11 من الرياضيين الاسرائليين والذي ادى بالنهاية الى قتل الرياضيين جميعا مع مختطفيهم قبل ايام من بدء دورة اللالعاب الاولمبية في ميونخ عام 1972. كان يمكن للفيلم لن يقدم شهادة محايدة وحادة للعنف المستمر منذ خمسين عام في الشرق الاوسط خاصة مع اخراج ستيفين سبيلبيرغ المحكم لمشاهد العنف الاولى بين الفلسطنيين والرياضيين الاسرائليين لكن الفيلم اختار استخدام كتاب خيالي افتراضي لعمليات الانتقام الاسرائلية اللاحقة والتي قام بها الموساد من اجل القصاص من القادة الروحيين والحقيقين لعملية ميونخ واعضاء منظمة (ايلول الاسود)، كتاب (الثار) للكاتب الكندي جورج جوناس هو خيالي يسرد احداث غير موثوقة عن عمليات (الثار ) تلك ويمنح منفيذيها بعض التعاطف ويسرد جوانب انسانية لهم اثناء عمليات الاغتيال!!
الفيلم يمارس الشيء نفسه ويسرد قصص وحوادث انسانية لفريق الاغتيالات الموسادي لا نعرف اذا كانت قد وقعت ام لا ! غياب الحقيقة التاريخية اثر بشكل كبير على فيلم قدم رغم كل هذا صورة واضحة ومنكسرة و تكاد تقترب من الصورة الحيادية للفلسطيني ذاك الزمان. فيلم (ميونخ ) سيكون مع فيلم المخرج الفلسطيني الهولندي هاني ابو اسعد( الجنة الان) تذكيرا بفلسطين والصراع الدموي الطويل الدائر هناك.
الفيلم مرشح لخمسة جوائز اوسكار هي افضل فيلم، افضل مخرج للمخرج ستيفين سبيلبيرغ، افضل سيناريو مقتبس، افضل مونتاج وافضل موسيقى اصلية للفيلم.
4- تصبحون على خير وحظا سعيدا (2005)
جورج كلوني احد اكثر الممثليين الاميركان حضورا ونجاحا يخرج ويكتب فيلما تاريخيا سياسيا مهما عن فترة المكارثية في الخمسينات من القرن الماضي. كلوني الذي يمثل دورا ثانويا في هذا الفيلم يضع ذالك الزمان تحت الضوء والمحاسبة. الفيلم الخاص جدا لكلوني والذي صنعه تحية لوالده الذي كان احد صانعي الاخبار في التلفزيون الاميركي لفترة 30 سنة.
يعرض الهوس الاميركي اليميني انذاك بالشيوعية وارتكاب ذالك اليميين الاخطاء الشنيعة بحق الالف من المثقفيين والمتخصصيين. هوليود التي كان الكثير من فنانيها ومثقفيها ضحايا للجان مكارثي قد تعيد الاعتبار لهم بمنحها جوائز الاوسكار لهذه السنة لفيلم كلوني (تصبحون على خير وحظا سعيدا). جزء من قوة الفيلم هو شخصية المقدم التلفزيوني ايدرد وينر ومساعده الذي يقرر رغم اعتراض محطتة التلفزيونية الاميركية على مهاجمة قرار لجنة مكارثي بفصل طيار امريكي بتهمة الشيوعية. الفيلم يبقى في كثيرا منه فيلما حميميا خاصا عن خيبة المقدم المقدم التلفزيوني من اميركا بلده والاحلام التي امن بها دوما. رشح الفيلم لستة جوائز اوسكار هي افضل فيلم، افضل مخرج لجورج كلوني، افضل ممثل رئيسي للممثل ديفيد ستريثلاين، افضل سيناريو اصلي، افضل اتجاه فني، افضل تصوير.
5- كوبيت (2005)
فيلم قاتم لمخرج مقل جدا (بانيت ملير) عن الحدود الرفيعية بين الاجرام والابداع. يقرر الكاتب الشهير تريمان كوبيت ان يكتب عن جريمة فظيعة حدثت في مدينة نويورك الاميركية في نهاية الخمسينات (الفيلم قصة حقيقة) وعندما يبدا في مقابلة احد الذين نفذوا الجريمة يتطور لدى الكاتب نوع من الاعجاب والعطف بالشخصية الذكية والحية للمجرم.
اداء متفوق للممثل فليب هوفمان في فيلم لا يحل ابدا اسرار تلك الجريمة الغامضة بل يبقى الاشياء كما هي تنتمي لعالم سري تحكمه اشياء لا نفهم الكثير منها.
الفيلم رشح لخمسة جوائز اوسكار هي افضل فيلم، افضل مخرج، افضل ممثل رئيسي للممثل فليب هوفمان، افضل ممثلة ثانوية للممثلة كاثرين كينير وافضل سيناريو مقتبس
ناقد سينمائي- امستردام
moesa_film@yahoo.com