هل تسبب كاترينا باول هجرة جماعية بسبب ارتفاع حرارة الارض؟

واشنطن : اكد ليستر براون رئيس مؤسس "معهد سياسة الارض" (ايرث بوليسي انستيتيوت) الاميركي للابحاث ان الهجرة الجماعية الاولى بسبب تغير المناخ الناجم عن ارتفاع حرارة الارض، سجلت في الولايات المتحدة التي ساهمت اكثر من سواها في التغير المناخي.وقال براون في مؤتمر صحافي "فيما اعتقد معظم الخبراء انه سيتم احصاء اوائل اللاجئين بسبب التغير المناخي في جزر تواموتو في المحيط الهادىء، من المثير للدهشة ان نكتشف ان الموجات الاولى انطلقت من خليج المكسيك في الولايات المتحدة". وفي دراسة صدرت الاربعاء، اجرى براون تحليلا لوضع مئات الالاف من سكان لويزيانا والميسيسيبي الذين لم يعودوا بعد الى منازلهم بعد فرارهم منها على اثر مرور الاعصار كاترينا في اواخر آب/اغسطس 2005 والفيضانات التي تلته.

وذكر بأن العدد الاجمالي للاشخاص الذين تم اجلاؤهم قد ناهز المليون، موضحاان 375 الف شخص لم يعودوا بعد الى مناطقهم.واوضحت دراسته ان حوالى 250 الف شخص صنفهم بأنهم "لاجئون مناخيون" لن يعودوا ابدا.وقال براون "عندما يقرر منكوبون الا يعودوا، يصبحون لاجئين مناخيين"، طارحا بضعة اسباب تدفع الى اعتماد هذا الخيار، من بينها الصدمة الناجمة عن اقتلاع الشخص بفظاظة من محيطه المألوف، وكلفة اعادة البناء ورسوم التأمين الباهظة على المنازل وبالاخص على الشركات في المناطق التي ضربتها الاعاصير.وتوقع "مزيدا من العواصف المدمرة لأننا لسنا سوى في بداية ارتفاع حرارة الارض".

وقال ان الحرارة قد ترتفع ست درجات مئوية خلال هذا القرن في سياق ذوبان الثلوج وارتفاع مستوى البحار الذي يرافق هذه الظاهرة بالتأكيد.
وذكر براون بأن تشكل الاعصارين كاترينا ثم ريتا العنيفين في ايلول/سبتمبر 2005، مرده الى درجة الحرارة القياسية للمياه السطحية في خليج المكسيك والتي
بلغت 26 درجة مئوية.وقال هذا الباحث في البيئة "حسب بعض التوقعات قد يبلغ ارتفاع مستوى مياه المحيطات مترا واحدا" مؤكدا انه في هذه الحال سنرى نزوحا محتملا لملايين الاشخاص وليس الالاف.

وذكر براون من بين المناطق الاكثر عرضة لاعراض التغير المناخي المدمرة، مناطق جنوب شرق الصين فضلا عن جنوب شرق الولايات المتحدة.وقال ان "شنغهاي مدينة حساسة جدا اذ يقطنها 14 مليون شخص وهي ترتفع عن سطح البحر مترا واحدا فقط".واشار الى ان سكان 24 الف قرية اي ما يعادل ملايين الاشخاص اضطروا الى مغادرة اراضيهم في شمال وغرب الصين بسبب الاستثمار الجائر للمراعي الذي استنفذ كل الغطاء النباتي وادى الى ظهور عواصف الرمال التي تمحو كل شيء على طريقها.
واخيرا اقترح براون من اجل تخفيف العواقب الوخيمة لهذا التطور وتضاعف اعداد "اللاجئين المناخيين" ان "تؤخذ المخاطر الناجمة عن التغير المناخي في الاعتبار في سياسات الطاقة" وخصوصا في الولايات المتحدة التي رفضت التوقيع على بروتوكول كيوتو حول تقليص انبعاثات الغاز المسبب للانحباس الحراري.لكنه عبر عن اسفه قائلا "هنا (في الولايات المتحدة) نحن بعيدون جدا عن اعتراف السلطات الحكومية بالظاهرة".