ترفيه

ماريا معلوف:لا تربطني أيّة علاقة بماهر الأسد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيمان إبراهيم من بيروت: مدهشة ماريا معلوف بصراحتها، صلابتها وهدوئها الذي لا تعكسه تعابير وجهها الثائر دوماً. معها تستطيع أن تطرح ما يحلو لك من أسئلة دون أن تتوقّع ردّة فعل مستنكرة، رافضة أو حتّى معاتبة. صلبة أمام الشّائعات، فهي تدرك أنّ للأضواء ضريبة، تنفي ما يشاع عن علاقة حب تجمعها بماهر الأسد، لكنّه لا تخجل من التغزّل علناً بعيني الرّئيس بشار الأسد، مجيبة عن علامات الاستفهام التي تثار حول علاقتها بسوريا.
معها لا تستطيع أن تكون حيادياً، فهي تعبّر عن آرائها بحريّة، وتسمح لك بمناقشتها ومجادلتها، فلا تقنعك ولا تقنعها، لكنّك لا تستطيع إلا أن تبدي إعجابك بتلك الصبيّة التي لا تخاف من ردود الأفعال السلبيّة حول طروحاتها التي لا تناسب فئة كبيرة من اللبنانيين.
تنتقد الإعلاميّة مي شدياق بجرأة، لا يهمّها أنّ مي أصبحت رمزاً، فلا رموز في عرف ماريا، الكل خاضع الانتقاد. الكل؟ ربّما فماريا تعترف بأنّ ثمّة أخطاء سوريّة ارتكتب في لبنان، لكنّها تبرّرها بالقول "كنعان وغزالي ليسا معصومين".
في مكتبها التقيناها، بين استعدادها لإطلاق جريدتها الجديدة، وانشغالها ببرنامجها الجديد، وكان هذا الحوار:

يشاع عن عودة قريبة لك إلى NTV، فهل تمّ الاتصال بك من قبل المحطّة لتعودي إليها؟
ثمّة فارق بين أن يترك الإعلامي محطّته نتيجة خلاف، وبين أن يكون على علاقة طيّبة مع المحطّة رغم الانفصال المهني معها، أنا لست على خلاف مع " NTV"، بل أكلّم السيّد تحسين خيّاط وهو يكلّمني بصورة شبه دائمة، وليس ثمّة خلاف كما حاول بعض الصّحافيين أنو يوحوا، من خلال اقتطاع حديثي بما يروه مناسباً لعمل سكوب. أنا أحترم المحطّة وهم يحترموني، لكنّي لا أستطيع أن أعمل معها بعد اليوم.

سقف الحريّة في برنامج "بلا رقيب" كان عالياً، بدليل أنّه تسبّب بمشكلتين مع السعوديّة والكويت وبقي مستمراً، لماذا تعتبرين أنّك وصلت إلى مرحلة اللاعودة مع محطّة أعطتك أقصى ما يحلم به إعلامي، وهو الحريّة المطلقة؟
رغبت بتجربة جديدة في حياتي الإعلاميّة، وكانت الخطوة الأولى من خلال التلفزيون السّوري في فترة الحرب، ثم انتقلت إلى "NBN" التي كانت حينها "City TV"، وأشعر أنّ هذه المحطّة بحاجة إليّ أكثر من " NTV"، أشعر بالراحة في المحطة، وبالتعاون الوثيق من الإدارة، لست مضغوطة كما كان الوضع في " NTV" بسبب السفر المستمر، خصوصاً أن البرنامج كان عربياً وليس محلياً، اليوم أشعر أني قريبة جداً من نفسي، بعد أن بدأت أهتم أكثر بالشأن اللبناني، وأؤكّد أنّي لم أواجه أي مشكلة أو عقبة من الإدارة بشأن طرح موضوع ما، بينما كنت في السّابق أواجه الكثير من المشاكل في طرح أي موضوع، مثلاً واجهت فيتو من الإدارة بشأن إجراء مقابلة من جميل السيّد قبل دخوله السجن وكنت قد أخذت منه موافقة على إجراء المقابلة، لكن الإدارة لم تسمح لي بإجرائها بسبب الخلافات بين السيد وتحسين خياط. أنا اليوم أعمل في محطّة ليس فيها فيتو على أحد، بينما في " NTV" لم يكن بإمكاني إجراء حلقة عن السيّد موسى الصّدر، أو عن ميشال كيلو والمعارضة السوريّة. أنا خرجت من فكرة أن يقوم أحدهم برسم خطّة لي، أنا اليوم صاحبة قراري.

أصبحت أكبر من NTV ففضّلت الانسحاب
تقولين أنّ ليس ثمّة فيتو على أحد في "NBN"، هل يمكنك مثلاً في هذه الظروف إجراء مقابلة مع وليد جنبلاط في ظل خلافاته مع الرّئيس نبيه برّي؟
لما لا؟ الرّئيس برّي يعتبر أن المحطّة منبر للجميع، ولم أشعر أنّ ثمّة أمور محظورة في المحطّة.

لماذا لم تتمسّك المحطّة بك، كما فعلت مع الإعلاميّة رانيا بارود حين قرّرت الانتقال إلى محطّة أخرى؟
تاريخ استقالاتي في المحطّة معروف، كل سنة كنت أستقيل وكانت الإدارة تتمسّك بي، مثلاً مرّة استقلت إثر خبر أذيع في تلفزيون "المستقبل" وشعرت حينها أني كإعلاميّة سأكون كبش محرقة في خلافات تحسين خياط ورفيق الحريري، واستقلت مرّة أخرى بسبب خلافات بين رستم غزالي وتحسين خياط. أنا وصلت إلى مكان أصبحت أكبر من المحطّة لذا فضّلت الانتقال إلى محطّة تناسبني أكثر.

لكنّ الNBN ليست أهم من NTV؟
هي أقدم من الNTV وتعرّضت لضغوط ماليّة كبيرة، نجاحها كان يتأرجح بحسب المشاكل الماديّة لكنّها لم تقم يوماً بعمل بازار، لم تبع أو تشترى من قبل أيّ كان، مواقفها راسخة.

NTV باعت مواقفها برأيك؟
أنا أتحدّث عن NBN، المحطّة راسخة في مواقفها ومتماسكة أكثر. ليس فيها صفقات سياسيّة على حساب أمور معيّنة. لا أريد أن أتحدّث عن NTV لأنه ليس التوقيت المناسب، وأنا أتمنّى التوفيق للمحطّة، وعندما اعتقل الزميل فراس حاطوم تضامنت مع المحطّة وخصّصت حلقة كاملة للحديث عن الزميل. عندما تكون المحطّة في مأزق سأكون معها، وعندما أكون أنا في مأزق ستكون المحطّة معي من دون أدنى شك.

لم ولن أفهم علاقة تحسين خياط بسوريا
فراس حاطوم برأيك كان كبش محرقة في قضيّته مع محمد الصدّيق؟
فراس حاطوم بطل، وما فعله هو الاستقلاليّة، دخل بقضيّة أكبر منه وأكبر من لبنان، وتسبّب بشهرة المحطة واشتهر هو أيضاً، لكنّه لم يقدم على ما أقدم عليه حباً بالشهرة، بل قدّم بصمة لا تمحى في عالم الإعلام. لكنّ عندما يعلم الصّحافي أكثر ممّا يجب أن يعلم، عندما تكونين قريبة من تحسين خيّاط وتعرفين لماذا يحصل هذا الأمر، سيكون لديك حتماً بعض الحذر لترفضي الدخول في بعض القضايا. المحطّة قطفت الشهرة، وأنا لا أريد أن يستفيد أحداً من دون أن أعرف. ثمّة ألعاب قذرة في الإعلام.

برأيك فراس حاطوم كان ضحيّة تحسين خياط وتلفزيون NTV؟
لا، لا أقصد هذا، لم يجبر أحد فراس على البحث والتقصّي، لكنّ استغلال هذا الحدث هو الذي يستفزني، أن أقدّم حلقة مثلاً ويأتي من يستغلّها.

بماذا تفسّرين زيارة تحسين خيّاط إلى الرّئيس بشار الأسد، وقيام المحطّة في اليوم التالي على الزّيارة بعرض تحقيق عن أسير لبناني في السّجون السوريّة؟
هذا سؤال يوجّه لتحسين خياط الذي لم ولن أفهم علاقته بسوريا، ولا أريد أن أفهمها ولا أن أتحدّث عنها أبداً لأنه ليس الوقت المناسب.

لكن علاقتك أنت بسوريا تثير الكثير من علامات الاستفهام؟
لي الفخر أن أكون على تواصل وتفاهم مع الخط السّوري، الذي أعتبره الخطّ الوحيد المقاوم والمدافع عن لبنان المقاومة، لبنان الحر، لبنان السيّد الذي لا مكان فيه للفساد والطائفيّة والمذهبيّة.

لنتحدّث بواقعيّة أكثر، تقولين الخطّ السوري المقاوم، أين سوريا من تحرير الجولان؟
أنا أريد أن أتحدّث عن الحلقة التي قدّمتها عن الجولان، وكنت على بعد أمتار من العلم الإسرائيلي في منطقة القنيطرة المحرّرة، التي تمكّن الجيش السّوري من تحريرها في حرب 73، وعندما احتلّت إسرائيل الجولان، خاض السّوريون حرباً لتحريرها وتمكّن الرّئيس حافظ الأسد من تحرير جزء منها، سألت الناس فرداً فرداً، وكانوا عند رأي واحد بأنّهم مستعدّون للمقاومة إذا ما توفّرت الإمكانات والتدريبات اللازمة.

المقاومة ليست قراراً شعبياً فحسب، أين قرار الدّولة السّوريّة بشن حرب لتحرير الجولان؟
المقاومة إرادة شعبيّة وليست سياسيّة، صدّام حسين دخل إلى الكويت ومن وجهة نظره أنّها جزء من العراق، بنظره هو يقاوم، أجبر الجيش على الحرب، قتل شعبه وقتل شعب الكويت. المقاومة لا تنجح إلا أذا كانت مدعومة بقوة إيمانيّة من المقاوم نفسه. عندما تقترب إسرائيل من سوريا سنرى ردّ فعلها. أعتقد أنّه منذ العام 1973 الجيش السّوري يستعد، وأعتقد أنّ سوريا كانت ستتعرّض لضربة عسكريّة إسرائيليّة، وكان ثمّة من يحرّض. كما أنّ ثمّة من يقول في لبنان أنّ سوريا لا تريد الاستقرار لبلدنا، أقول أنّ لبنان هو خاصرة سوريا، وإذا فقد الأمن هنا سيفقد حتماً هناك. العراق ضرب وتقسّم، تأثّرت سوريا لأنّ المقاومين بدأوا يتسلّلون من حدودها، وكان عليها أنّ تتدخّل أكثر في العراق كي لا يتسلّل الإرهابي إلى أراضيها، وكي لا تنتقل عدوى الإرهاب إليها. ما مصلحة سوريا في تخريب لبنان؟ الشعب اللبناني والسوري شعب واحد، ولو لم يكن ثمّة دعم سوري وإيراني للمقاومة لما كانت انتصرت. يجب أن نخرج من عصبيّتنا، وعداواتنا لأنّ عدم وجود الوحدة العربيّة أدّى إلى تغلغل النفوذ الأجنبي، من خلال بعض ضعاف النّفوس من السياسيين، مثل جنبلاط الذي يقول أتمنّى أن أجمع نفايات في أميركا عوضاً عن أن أكون زعيماً في بلد عربي، ما هذا المنطق الاستسلامي؟

المسؤولون السوريون ليسوا معصومين
أتفهّم الخلفيّة السياسيّة التي نشأت فيها، لكنّ لا يسعني سوى أن أسأل، ألم تشاهد ماريا التّجاوزات السوريّة في لبنان طوال ثلاثة عقود؟
شاهدتها وتحدّثت عنها، وأنا مع الحق، لكنّ لا أحد معصوم عن الخطأ، رستم غزالي ليس إماماً، غازي كنعان ليس معصوماً، لكن أيضاً ثمّة شركاء لبنانيين كانوا متواطئين واستفادوا من الوضع الذي كان سائداً، في كل دولة ثمّة مفسدين وثمّة أشخاص مشهود لهم بنظافة الكف.

ألم تدفعي سلباً ثمن هذه المواقف السياسيّة الجريئة مع تنامي النقمة ضدّ سوريا في بعض المناطق اللبنانيّة؟
ضميري مرتاح، ربّما دفعت ثمناً معنوياً، لكنّ الحياة وقفة عز كما يقول أنطون سعادة، عندما دخلت عالم الإعلام، لم يكن هدفي الشهرة ولا أن أكون مجرّد ديكور في المحطّة، بل كان هدفي إيصال أفكاري. العمل السّياسي والعمل الإعلامي متقاربان، من هنا أخذت ترخيص جريدة سياسية لتكون منبراً أستطيع من خلاله إيصال أفكاري ومعتقداتي.

مع انتمائك للحزب القومي السّوري الاجتماعي، هل تؤمنين بلبنان وطن نهائي للبنانيين؟
لا أنتمي للحزب لكنّي أؤيّد عقائده وأؤمن بها. أنا أؤمن أن لبنان بلد عربي، وجزء لا يتجزّأ من الأمّة العربيّة، أرفض نظريّة لبنان الفينيقي. أؤمن بأنّ لبنان أكثر من وطن، هو كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثّاني رسالة. أعتقد أنّ السياسيين اللبنانيين خربوا الوطن، قرارهم ليس بيدهم، جميهعم يلجأون إلى الخارح لتحديد خياراتهم سواء إلى أميركا وفرنسا وحتّى سوريا وإيران، أنا لست متحيّزة لأحد.

لا علاقة عاطفيّة مع ماهر الأسد
ثمّة علامات استفهام كثيرة حول علاقتك بآل الأسد، يقال أنّ ماريا ستتزوّج بماهر الأسد، ما مدى صحّة هذا الأمر؟
هذه شائعة مثل الكثير من الشائعات التي تطارد أي نجم أو أي إعلامي، وفي كل مرّة يزوّجوني ويطلّقوني، أنا عزباء ولن أتزوّج بأحد من آل الأسد، أفتخر بأني التقيت بالرّئيس بشّار الأسد، وليس لديّ مانع من التغزّل به والقول أن عينيه جميلتان، أمّا ماهر الأسد فلم ألتق به يوماً ولا أعرفه. من ترك بي الأثر الكبير كان الرّئيس حافظ الأسد، كنت صغيرة جداً وكنت أعتبره مثل جمال عبد الناصر وتشي غيفارا، وكتاب باتريك سيل أكبر دليل على أهميّة الرّئيس الرّاحل بحكمته وطريقة تعاطيه مع القضايا الكبيرة، لذا أصبح اسم بلده سوريا الأسد، وتخيّلي عظمته ليتمكّن من الإمساك ببلد يضمّ 18 مليون، ويقترن اسم البلد فيه.

كل البلاد العربيّة مرتبطة باسم زعمائها، وهو ليس بالفخر بقدر ما يوحي أحياناً بالتبعيّة؟
إذا بقي الزعيم في الحكم ضد إرادة الناس، وإذا كان طاغياً وجوّع شعبه بإمكانك الحديث عنه سلباً. لكنّ لا يحقّ لنا الحديث عن رئيس بنى دولة مؤسسّات، وبنى سياسة خارجيّة.

هل تؤمنين بالحريّة الإعلاميّة؟
بالطبع، لا يوجد حريّة مئة بالمئة، تستطيعين أن تضعي خطوطاً لنفسك وتسيرين عليها.

سوريا الأسد لا يوجد بها حريّات إعلاميّة؟
نظامنا يختلف عن كل الأنظمة العربيّة، لبنان بلد ديموقراطي مثل الكويت، سقف الحريّة فيه عال، في مصر أيضاً ثمّة حريّة إعلاميّة. القانون اللبناني لا يسمح لنا مثلاً بالتعرّض لرئيس الجمهوريّة، ومع ذلك نجد من يتعرّض للرّئيس من دون رقيب، بينما في بعض الأنظمة يسجن الإصلاحيّون. في سوريا ثمّة قانون للإعلام. جميل أن يعرف الإنسان عيوبه ويسعى إلى تحسينها، عجلة الإصلاح في سوريا تسير بوتيرة معيّنة، وقد بدأوا بإصدار جرائد خاصّة منها جريدة "الوطن"، إذا كنا نقول أنّ سوريا ليس فيها حريات إعلاميّة، فحري بنا أن نرى منطقة الإعلام الحرّة التي أنشئت هناك على غرار دبي، نحن ماذا فعلنا؟

مي شدياق تبثّ سموماً على الهواء
تحضّرين لإطلاق جريدة جديدة، أين سيكون موقعها بين هذا الكم من الجرائد اليوميّة في لبنان؟
نحن نقوم بأبحاث مع أخصّائيين من فرنسا، وستكون الجريدة منطلقة من الفكر القومي السوري، بالتوسّع وعدم حصر القضايا بالجانب المحلّي. سيكون لدينا كتّاب متخصصين من أميركا اللاتينيّة، وسيكون موقعها مبدئياً من دبي.

لماذا من دبي وليس من بيروت لتشجيع عجلة الصّناعة وتأمين فرص عمل للبنانيين؟
أنت قلت أنّ ثمّة زحمة في سوق الجرائد في لبنان، ونحن نهدف إلى الاستفادة من القوانين، ليس من مصلحتنا كلما كتبنا كلمة أن يسحبونا إلى قصور العدل وفق القوانين الموضوعة، المشكلة أنّ الصّحافيين لا يحاكموا بجرائم المطبوعات كما يقضي القانون، بل باتوا يحاكمون وفق القانون الجزائي كأنّهم مجرمين.

ترخيص الجريدة لبناني؟
نعم وهو اليوم عند وزير الإعلام.

هل وجدتم صعوبة في الحصول على الترخيص؟
لا بالعكس، الوزير العريضي رغم انتمائه السياسي محايد مع الإعلاميين. (تستطرد قائلة) لكن لديّ لوم على أمر حصل في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في مصر، حيث كان لبنان ضيف شرف، وتمّ تكريم 14 شخص من كافّة الدّول العربيّة، والوحيدة التي استفادت من المنبر كانت مي شدياق، التي أحبّت أن تقطف المناسبة علماً أنّه لم يكنّ ثمّة كلمات في الحفل، رفيق علي أحمد تمّ تكريمه لكنّه لم يلق كلمة. مي تكلّمت وهي التي طوال عمرها لم تكن تفكّر بالبعد العراقي أو الفلسطيني، استعطفت الحضور بذكرها الصّحافيين الذين يموتون تحت القصف، وأثارت استهجان بعض الحاضرين. ليس مستحباً أن يمثّل الإعلامي ويخدع الآخرين، الكلمة التي ألقتها كانت متناقضة جداً مع شخصيّتها، نحن كلنا نشاهد مي ونعرف كيف تفكّر.

تجربة مي ألم تغيّرها؟ هي خرجت من براثن الموت، ألا يحقّ لها أن تشعر بمعاناة الآخرين في فلسطين والعراق؟
من يرشح سموماً على الهواء، ومن يملك هذا القدر من الحقد تجاه قضيّة ما لا يتغيّر، بل الحقد ينمو. أنا أشدّ على يدها بشأن قضيّتها الخاصّة، وأتمنّى ألا تصيب أحداً وأن تكون مي قد تأقلمت مع جسمها الجديد. لكنّ الذي يتألّم من أمر يزيد حقده ولا يصبح أكثر ليونة.

ما تسمّيه سموماً، ألا تعتقدين أنّه علينا أن نتقبّلها نتيجة تجربتها المريرة التي لو حصلت معنا لا يعلم سوى الله ماذا كنّا سنفعل؟
كل إنسان مؤمن بقضيّته من حقّه أن يعبّر عنها، لكن ليس من حقّه أن يتحدّث بكره وحقد، أنا مثلاً لا أحبّ رموز 14 آذار لكنّي لا أتحدّث عنهم بكره، بل أستضيفهم وأتحاور معهم.

إذا اعتبرنا أنّ الحديث بكراهية وحقد هو نوع من السّموم، فلا يسعنا القول سوى أنّ تلفزيون "المنار" أيضاً يطلق سموماً ؟
(تتساءل باستغراب) المنار؟ ربّما لأنّ الحقيقة تجرح. تلفزيون المنار يجب أن نقدّم له التحيّة لأنّه دمّر في الحرب، لكنّه تابع البث من أماكن عدّة، كان فريق التلفزيون يعمل من كل قلبه، وهو معرّض للموت أكثر من غيره. الإعلام المقاوم يختلف عن إعلام الهرطقة الذي يحمل لواءه تلفزيون "المستقبل" و"LBC" وحتى في أي منبر آخر. الرّئيس الحريري مات، رحمه الله، لكنّها ليست جمهوريّة الضّريح كما قال وئام وهّاب، وليس علينا أن نعيش في مأتم دائم.

صراحتك مثيرة للدهشة في زمن المجاملة والرّياء. ألم تخسري جرّاء هذه الصّراحة التي لم توفّر أحداً؟
الأهم أنّي ربحت نفسي. الجرأة تتطلّب ثمناً، أنا لا أريد أن أمر في هذه الحياة مرور الكرام.

استدعيت إلى القضاء في دعوى حمادة ضدّي
في قضيّتك مع ميشال كيلو، شعرنا أنّك ستذهبين كبش محرقة لقضايا أكبر منك؟
أنا عرفت أموراً لم أستطع السّكوت عنها. القضية نابعة من إعلان بيرون دمشق، الذي أعتبره تحريضاً على كيان الدّولة السوريّة، علينا أن نستوعب أنّ تركيبة النّظام السوري تختلف عن النّظام اللبناني، وما يمكنك قوله هنا لا يمكنك قوله هناك، فهم لديهم تركيبة معيّنة إذا تمكّنتي من فهمها ستعشقيها وتعشقين الشعب السوري. أنا لا أستطيع أن أرى انقلاباً يحدث ضد رئيس صادق مثل بشار الأسد، وأنا صحافيّة أعرف الصح من الخطأ، وقد استضفت ميشال كيلو وأعرف أنّه رجل ذكي ومثقف ولا أشكّ أبداًً في قدراته، لكنّي عرفت أنّه سخّر اسمه ليستغل ما يحصل في لبنان، ويدخل في المشروع الأميركي، وهذا أمر لم أستطع السكوت عنه. كيلو تلقّى أموالاً بدعم خارجي مع مروان حمادة، وأنا أستغرب إفلاس هؤلاء المثقفين الذين تركوا كل شيء ليلحقوا مقالاً كتبته. بالمناسبة أنا لم أتبلّغ برفع قضيّة من ميشال كيلو ضدّي.

رفع الوزير مروان حمادة قضيّة ضدّك في المحكمة؟
نعم واستدعيت إلى التحقيق، واستمر التحقيق سبع ساعات وتركت بسند إقامة، ولو كان لديهم شيئاً ضدّي لأوقفوني. الدعوى اليوم كبرت وتمّ استدعاء تلفزيون المنار للتحقيق أيضاً. القضية أني نقلت تقريراً عن موقع "الحقيقة" في فرنسا، يتحدّث فيه عن أن حمادة دلّ الإسرائيليين على مكان اختباء السيد حسن نصر الله في الحرب.

إلى أي يملك موقع "الحقيقة" مصداقيّة لنتبنّى تقريراً نشر فيه؟
أنا أبحث عن الخبر أنّا وجد، وأنسبه للمصدر، وبالمناسبة كاتب الخبر يدعى نسيم ألوني وهو إسرائيلي، إذا كان الإسرائيلي يتكلّم هكذا وهو صديقهم لماذا لا أصدّقه؟

في العالم العربي ثمّة منطق "كوني جميلة واصمتي"، أنت كسرت هذه المقولة من خلال جمعك الشكل الحسن مع الثقافة العميقة، برأيك لماذا تتّهم المرأة الجميلة دائماً بالسطحيّة؟
في الإعلام السياسي الجميلات قليلات، لأن الجميلات يخترن دائماً الطّريق السّهل، عندما تكون المرأة جميلة يخفّ عقلها لأنّ اهتمامها يصبح بالمرآة، ويصبح الجمال هو بوابة عبورها للنجاح.
imane@elaph.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف