ترفيه

وفاة اب الفقراء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ابي بيير راعي المشردين والمهمشين

وفاة اب الفقراء

ايلاف: توفي اليوم الفرنسي ابي بيير في مستشفى عسكري بباريس و هو في الرابعة والتسعين من العمرما اثار حزنا كبيرا في جميع انحاء فرنسا واشادات كثيرة بشخصه وبانجازاته. كان من أحب الشخصيات إلى قلوب الفرنسيين. و قد تخلى عن الثروة من أجل شن حملة لنصرة المشردين. عرف القس هنري جرويي باسم الأبي بيار وكافح طوال حياته ضد البؤس مدافاعا في الوقت ذاته عن حق الناس في سكن يحفظ الكرامة. وقد أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك وفاة ابي بيير واصفا اياه ب"الشخصية هائلة و الرجل الذي جسد الخير." كما اعرب شيراك، في ايجاز صحفي، عن تأثره العميق لفقدان "قلب فرنسا". وقال "ان فرنسا برمتها اصيبت في صميمها"، معبرا عن "احترام عظيم ومحبة عميقة" للاب بيير الذي اسس جمعية ايماوس للمشردين قبل ان تتوسع وتنتشر الى اربعين بلدا.

و في اشارة الى "شتاء 54"، قال شيراك ان ابي بيير كان "يمثل الثورة ضد الفقر و البؤس و الظلم و يدعو الى التضامن الاجتماعي." وكان الأب بيير قد اطلق في شباط/فبراير 1954 نداءه الشهير والمؤثر عبر اذاعة "راديو لوكسمبورغ" من اجل نجدة المشردين.وبدأ نداءه "النجدة يا اصدقائي. لقد قضت امرأة من شدة البرد هذا الليل في الساعة الثالثة صباحا"، ليصبح فيما بعد رمزا لمعركته ونضاله المتواصل من اجل حق الجميع في مسكن، معركة نابعة من غضبه ازاء اضطرار البعض الى النوم في العراء وعلى ارصفة الشوارع في بلد غني مثل فرنسا.

من جهته، اوضح رئيس جمعية ايماوس في فرنسا مارتان هيرش ان الاب بيار توفي فجر اليوم في مستشفى فال دو غراس الباريسي محاطا ببعض المقربين منه.وقال مارتان هيرش ان الاب بيار "قضى نتيجة الالتهاب الرئوي الذي ادى الى نقله الى المستشفى" في 14 كانون الثاني/يناير.

وصرح رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان ان الاب بيار "كشف لنا طريق العطاء الفردي والجماعي" مضيفا "سيفتقده الفرنسيون جميعا".

من جهته حيا دليل بوبكر رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة ذكرى "رجل الايمان" الذي كرس حياته "للدفاع عن المساكين وعن حقوق الاكثر فقرا في العيش الكريم".

نبذة عن حياته

الاب بيير كان مقاوما ونائبا سابقا واحد الشخصيات الاكثر شعبية في فرنسا، كرس حياته للمشردين والفقراء واسس لهم جمعية ايماوس الدولية. ولد الاب بيير في الخامس من اب/اغسطس 1912 في مدينة ليون في عائلة ميسورة من ثمانية اطفال واتم دراسته في مدرسة الاباء اليسوعيين قبل سيامته راهبا كبوشيا في التاسعة عشرة من العمر.

غير ان المرض ارغمه على ترك هذه الرهبنة بعد قليل على سيامته في 24 اب/اغسطس 1938. التحق بابرشية غرونوبل حيث عين مساعدا لكاهن كاتدرائية القديس يوسف ثم مرشدا في دار ايتام واخيرا مساعدا لكاهن كاتدرائية غرونوبل.

وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية، انضم عام 1942 الى المقاومة السرية تحت الاحتلال النازي لفرنسا فساعد المقاومين في فيركور وتمكن من تحرير جاك ديغول شقيق الجنرال ديغول. وقد اتخذ لنفسه لقب "بيار" في فترة النشاط السري هذه واحتفظ به فيما بعد.

اعتقله الالمان في ايار/مايو 1944 في منطقة البيرينيه لكنه نجح في الفرار وهرب الى الجزائر العاصمة. انتخب الاب بيار نائبا عن الحركة الجمهورية الشعبية في منطقة مورت-اي-موزيل (1945-1951).

وفي 1949 اسس "رفاق ايماوس" قبل ان يطلق في الاول من شباط/فبراير 1954 نداءه الاذاعي الشهير والمؤثر من اجل "انتفاضة الرأفة" خلال شتاء 1954 الرهيب الذي شهد وفاة العديد من الاشخاص ولا سيما مشردين بسبب موجة برد قارسة.

ونقلت هذه الحقبة المهمة من حياته ونشاطه عام 1989 الى الشاشة الكبيرة في فيلم "شتاء 54" من اخراج دوني امار.

وبعد اربعين عاما عاد الى واجهة الاحداث منددا ب"قرحة الفقر" فوجه نداءه الاذاعي الثاني الى الفرنسيين من اجل مساعدة المشردين الذين قدر عددهم باربعمئة الف وللدفاع عن حق الجميع في مسكن. ولم يوقف الاب بيار نضاله يوما ولم يعرف الكلل فواصل مداخلاته سواء في الشارع او عبر التلفزيون او حتى داخل الجمعية الوطنية في كانون الثاني/يناير 2006.

غير ان تاييده للكاتب والمفكر روجيه غارودي المعروف بنقضه واقع المحرقة اليهودية اثار جدلا وعاصفة اعلامية عام 1996 واضر بصورته، الامر الذي اضطره الى سحب اقواله. وقد اوضح موقفه في كتابه "مذكرات مؤمن" الصادر عام 1997.

قلد عام 1992 وسام فارس جوقة الشرف لكنه ظل حتى 2001 يرفض وضعه احتجاجا على رفض الحكومة آنذاك توزيع مساكن شاغرة على المشردين. وفي الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الاخيرة الفرنسية عام 2002 دعا الى التصويت لجاك شيراك لمنع فوز مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبين.

له مؤلفات كثيرة بينها ثلاثية مسرحية. وقد نشر شهادات عن حياته منها "وصية" (تيستامان) عام 1994 و"ربي... لماذا؟" (مون ديو... بوركوا) عام 2005.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف