احتدام المواجهة بين المنار والمستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تراشق في الشارع قابله آخر إعلامي
احتدام المواجهة بين المنار والمستقبل
فقد قام الحافي بالتعليق على صور كانت ترده مباشرةً من أرض المعركة، بعد أن اقتحم شبّان غاضبون البوّابة الرّئيسة لجامعة بيروت العربيّة حيث اندلعت شرارة الفتنة، وبدأوا يرشقون بالحجارة ويضربون بالعصي كل من صادف طريقهم.
كيف تصرفت المحطة؟ اكتفت بقطع المشهد والانتقال إلى باريس لمتابعة أجواء مؤتمر باريس3. لم يعتذر الزميل ومعه محطّته، التي يبدو أنّها عمّمت على مراسليها التعابير المناسبة لاستخدامها في تغطية الأحداث "حزب الله وملحقاته"، "قاطعو الطرق"، "القوى الانقلابيّة"، "المخرّبون"، لذا لم يعد يبدو غريباً أن يكون الإعلاميون أولى ضحايا ردود الفعل وسط الشّحن الطّائفي والسّياسي، ما يفسر لجوء معظم المحطّات اللبنانيّة إلى النقل المباشر عن قناة "الجزيرة" حفاظاً على أرواح مراسليها.
في المقلب الآخر يبدو تلفزيون "المنار" وقد استخدم إعلامه العسكري في زواريب السّياسة المحليّة أشد قسوة، حيث لم يعد بإمكانك التمييز بين هجومه على إسرائيل وهجومه على الداخل، ليصبح تيار "المستقبل" ميليشيا المستقبل المسلحة، وحكومة السنيورة الحكومة اللا دستوريّة.
لم يعد ثمّة ضوابط تحكم الإعلام اللبناني، خصوصاً بعد أن اقتنعت كل محطّة أنّ جمهورها يقتصر على محازبيها، إذ أكّد تلفزيون "المستقبل" أن حادث الجامعة العربيّة بدأ عندما اعتدت قوى الدواليب وقطّاع الطرق وحزب الله وملحقاته على طلاب من تيار المستقبل، ليؤكّد تلفزيون "المنار" ومعه "NBN" أنّ الحادث بدأ مع اعتداء ميليشيا المستقبل المسلّحة ومعها ميليشيا التقدمي الاشتراكي على طلاب من حزب الله وحركة أمل. بينما اكتفت باقي المحطّات بنقل وجهتي النّظر.
تراشق في الشارع خلّف قتلى وجرحى، وتراشق من نوع جديد لم يعتد مثله لبنان حتى في أقسى مراحل الحرب الأهليّة، كان الشّرارة التي انطلقت منها أحداث الشغب، منذ أن تخلّى المجلس الوطني للإعلام عن واجباته في الرّقابة على وسائل الإعلام تحت شعار الحريّة والديمقراطيّة.