النار تلتهم لبنان الأخضر

حرائق من الشمال إلى الجنوب اندلعت فجراً
النار تلتهم "لبنان الأخضر"

الياس يوسف من بيروت : اندلعت عشرات الحرائق الضخمة في لبنان من شماله إلى جبله حتى جنوبه، والتهمت مساحات شاسعة من الأحراج والمساحات الخضراء وهددت سكاناً كثيرين في منازلهم فاضطروا إلى الهرب مذعورين خصوصا في دير القمر وسط جبل الشوف ، وساعدت قوة الرياح في اتساع رقعة النار، بينما عجزت وحدات الدفاع المدني والإطفاء التي ساندتها قوى الجيش اللبناني والأمن الداخلي والأهالي عن إهماد النيران حتى الآن، إلا في بلدة الكفير في قضاء حاصبيا حيث تمكنوا من محاصرة ألسنة اللهب تمهيدا لإطفائها.

ولفت أن الحرائق المتفرقة في المناطق اللبنانية، والتي تعد بالعشرات، اندلعت دفعة واحدة ، ابتداء من الساعة الأولى فجراً ، ومعظمها انطلاقاً من الاحراج الصنوبرية والسنديانية في القبيات وعالية ورشميا وبليبل وحومال والعربانية والعبادية وبيصور ودير القمر والكفير. وعزا مصدر أمني الأسباب إلى الجفاف والرياح ، وأعلن أن لا خسائر في الأرواح حتى الآن، أما الخسائر خصوصا في الثروات الطبيعية فهي فادحة . وتتمثل في احتراق أحراج بكاملها من الأشجار المعمرة الخضراء التي لطالما زينت جبال لبنان .

وهددت النار المنازل في الكفير فهرب سكانها ليلا منها ، وأطلقت مناشدات متلاحقة للمساعدة في ظل استنفار تام لكل مراكز الدفاع المدني وعناصره . كذلك في دير القمر والعربانية ورشميا وصلت النيران الى البيوت، واطلقت مناشدات للدفاع المدني للتوجه الى المناطق التي تشتعل.
وساهمت طوافات الجيش اللبناني في إطفاء الحرائق في عدد من المناطق .
وتم اجلاء بعض البيوت واقفال المدارس لا سيما في دير القمر حيث بدا المشهد كارثيا . إذ قطعت النيران الإتصالات الهاتفية الثابتة والتيار الكهربائي ، وبات التنقل مستحيلا في بعض أحياء المدينة التي تضم عددا من المدارس وفرعين للجامعة اللبنانية وسيدة اللويزة .
وقال السكان من القبيات أن الحرج الرائع الذي تطل عليه البلدة بات في خطر ، إذ تتوجه إليه النار ، فيما المساهمون في الإطفاء يبدون في حال عجز .
ويشهد لبنان كل سنة في مثل هذا الوقت من السنة حرائق من هذا النوع .
وتتوقع الأرصاد الجوية أن تنخفض تدريجياً درجات الحرارة في لبنان ابتداءً من هذا المساء مع احتمال هطول امطار خفيفة ومتفرقة في المناطق الداخلية.