المصوّر ميكي لإيلاف:أيمن الأعتر تركني دون أن يُعلمني

المصوّر ميكي لإيلاف:أيمن الأعتر تركني دون أن يُعلمني
الكاميرا وعيني كيان واحد لا ينفصلان
الفنانون ليسوا ضمن أولوياتي
المشاهير يجب أن يتعذّبوا ليصلوا إليّ
قرّرت الحياة الصعبة ولا أبحث عن الشهرة
أريد أن أصوّر عمرو دياب لسبب...
في السادسة والثلاثين من عمري سأقدّم فيلماً سينمائياً
حسين الجسمي، عاصي الحلاني وأنغام من الأوفياء
وفاء كيلاني بعدسة ميكي فاتن حموي من بيروت: درس الديكور، المسرح، الإخراج، والتمثيل وخبرته الشخصية تجعله يختار ما يفهمه أو ما لايعرفه كي يعرفه، الكاميرا وعينه كيان واحد لاينفصلان...بهذه الكلمات يعرّف مصوّر المشاهير ميكي نفسه. هو يستخدم أكثر من كرسي في صوره وبعضها يصنعها بيده، فالأشكال والخطوط تعطيه آفاقاً في التصوير ويستطيع بالتالي استخدام الجسد في توازن يريحه.
صوّر أكثر من ألف غلاف مجلة، أسهم في تأسيس عشرين مجلة عربية وأجنبية، بالإضافة إلى تصوير250 فنان (غلاف ألبوم) مع أكثر من 12 شركة في العالم العربي من المغرب وصولاً إلى أقصى البحرين. لا يحبّ الضحك في الصورة ويقدّر الصمت ولغة العيون والأحاسيس التي تنعكس من الوجه دون أن يعرفها الشخص، ويقول هناك أعصاب في الوجه، والعصب هو الإحساس والآه والوجع، وأنا أعرف قراءة الإحساس وهذه مشكلتي. إلى ذلك يكتب ميكي لإسعاد نفسه ولتثبيت الحقائق والواجبات والحقوق، يكتب ما يخطر على باله ويُرضي أنانيته وطموحه ويثبت ما تعلّمه، لكنّه لن يكون يوماً شاعر أغنية.
الضوء بالنسبة إلى ميكي يشبه الحلم وقلّة هم الذين يرون الألوان في أحلامهم فما يرونه هوعبارة عن Spirit أو Mood غير واضح الرؤية، أمّا الضوء فهو الذي يخلق الصورة وعلى المصوّر معرفة كيفية خلق الضوء وكيفية إنارة حائط أسود على سبيل المثال بطريقة فنية. أغلى صورة على قلبه تلك التي لم يصوّرها بعد... وقد وجّه من خلال إيلاف رسائل عدّة يقول إنّها تُقرأ بين الأسطر.
لماذا التصوير؟
حول ماذا يريد ميكي من التصوير قال: "أريد البقاء في منتصف الصفحة وأنا الآن في المحيط، أرسم أفكاري واسمحي لي أن أقول قدري، يعني أنّني أخطط حياتي قبل عشر سنوات. ففي الثامنة عشرة من عمري كتبت: "نزلت في مرافئ موبوءة المياه، صلّيت في معابد ليس فيها إله، لكي أجد طريقاً لم يعبرها أحد قبلي"، وفي الثامنة والعشرين كتبت:" وجدت الطريق التي أبحث عنها، نزلت في المرافئ المبوءة المياه وصلّيت في معابد مع جميع الآلهة". معنى هذا أنّ السنوات العشر أعطتني تفكيراً بالإله وعدم ظلم الناس والصبر الكثير".
هو في التاسعة والعشرين من عمره الآن، وقد فصل نفسه سنة عن كل محيطه وعما أنتجه في السنوات العشر الماضية، إذا استطاع إيصال اسم ميكي في العالم العربي ووصل إلى روما، لندن، الولايات المتحدة، ومالطا... وفي السادسة والثلاثين من عمره يقول ميكي إذا منحني الله عمراً وصبراً وقوةً سأقدّم فيلماً سينمائياً وسأطلق مؤسسة للتصوير في 1-1-2008 .
اغتيال الحريري والغياب
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تغيّرت أمور عدّة في محيطه وشخصه، وحول غيابه عن لبنان قال إنّ من يتّهمه بالغياب لا يعرفه ولا يستطيع أن يلتقط الصورة الحقيقيّة له لأنّ تواجده مبنيّ على أنّه قرر العيش حياة أصعب من الطبيعية، وهوكان متواجداً في أربع عواصم عربية خلال سنة واحدة ولم يكن يريد الظهور، وعندما لا يحب الظهور يتوارى عن الأنظار.
وائل كفوري ميكي لا يركض وراء المشاهير ويحبّ أن يتعذّبوا للوصول إليه، ويقول إنّ الفنانين ليسوا من ضمن أولوياته وهو في الأساس لا يبحث عن الشهرة. وجلّ ما يريده هو القيام بأمور مثيرة في عالم التصوير وأن يفتتح استديو ميكي حلمه الصغير الذي يسعى إلى تحقيقه ويضيف " في السابق عملت اسم فاضي إلا من اسمي، لا أحد يعرف من هو ميكي أي اسم المنتج الذي قدمته منذ اثني عشرعاماً. ميكي هو محمد خضر عكاوي . والاسم يعنيني بشكل كبير إذ ركضت وتعبت لأجله".

حقيقة ما حصل مع أيمن الأعتر
جورج وسوف بما أنّ الموسيقى جزء منه وعندما كان يسعى لإختيار أغنية إنما كان يختارها له ولأيمن الأعتر كونه كان مدير أعماله ورفيقه الفني بعد أن حاز لقب سوبر ستار العرب، عمل معه مدة سنتين هما الأجمل في الإنتاج الموسيقي وكانت هناك عقبات صعبة جداً وفق تعبير ميكي الذي أعلن أن أيمن حُرم من الدعم بعد سوبر ستار، لأنّ الجميع اعتمد على مجهوده الشخصي ومجهود أيمن الفكري، وقال ميكي إنّه تعب جداً من حمل هذا التعب على كاهله حتى بات أيمن لا يتحمّله، ودفع الكثير على عمله مادياً ومعنوياً وزمنياً وجغرافياً، وقد دفع من ماله الخاص الذي كان يكسبه من إنتاج التصوير.
شيرين وعن سبب اختياره لأيمن قال: عشت مع المشتركين حينما كنت المصوّر الخاص لبرنامج سوبر ستار وكنت زرت ليبيا خلال شهر رمضان في فترة سابقة، والتقيت أيمن في رمضان وجدته وحيداً فدعوته إلى الإفطار مع أهلي قبل أن أفكّر في العمل معه ولأجله، وقد جمعت الصداقة بيننا. قررت مساعدته بالمعلومات، الأفكار، وأرقام هواتف مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يعملون في مجال الفن، سهّلت له أمور الحياة دون أن يشعر بصعوبتها وضغوطاتها، أمّنت له الاتصال بفنانين كبار وصغار وشعراء وملحنين واستديوهات وتنقّلات، وأن ينام في مكان محترم وأن يأكل ويشرب بشكل محترم، وانفصلنا لأنّه ليس لدي حلول وسط ... لا أحب النصف الأبيض والنصف الأسود، فقد قرّر الأعتر الانفصال دون أن يكلّمني أو يعلمني بالأمر. ولا وجود للأوراق بيننا كي يكون هناك إنذارات. عملت مع أيمن وأنتجنا عمله من دون توقيع أي ورقة تحت الطاولة أو فوقها. وعمّا إذا أحزنه وأزعجه بما فعله أيمن معه أجاب : "هناك مثل يقول(الولد الذي ليس من ظهرك افرح له كلّما جنّ)".
لا أرفض تصوير أيّ فنان ولكن...
لا يبحث ميكي عن الفنانين ويريدهم أن يسألوا عنه كي يصوّرهم، لأنّه بنى الأرض التي هو عليها كي يسأل الناس عنه وليس العكس، وكان يضحك من قلبه عندما يصله عمل استمات للحصول عليه سابقاً، لكنّه يعترف بهذا الأمر أمام الفنان، وعلى سبيل المثال التقى بالفنان خالد الشيخ بعد مرور عشر سنوات على إطلاقه أغنية "عيناك" وقال له إنّ أغنيتك نقلتني إلى مرحلة النضوج عند الشباب وسعادتي لا توصف بالتعامل معك....
ولا يعتقد ميكي تصوير جميع الفنانين ضرورة، لكنّه يحبّ تصوير كاظم الساهر من جديد، وقد التقى بعمرو دياب ويريد أن يصوّره ليريَه إضافات ميكي إلى صورته ككلّ. ويقول إنّ هناك أشخاصاً يحلم بالوصول إليهم لكنّ الحلم يتوقف حين يصبح حقيقة، وهو يفتح عينيه طيلة الوقت ويرى الحلم هدفاً صغيراً، إذ يستطيع اللعب بقدره نوعاً ما بمعنى أنه يستطيع اختصار المسافات عبرالذهاب إلى فلان أو علان ويرسل له رسالة أو وسيطاً كي يصوّرنجماً ما لكنّ رغبته مختلفة كونه يفضّل الانتظار.
ميكي لا يرفض تصوير أي فنان ويعترف أنّ بعض صوره غير جميلة لأنّه لم يصوّرها بقلبه، وهو يحكم على الفنانين من خلال تاريخهم الفني ويضع لهم درجات بحسب استفادته الفنية من كل فنان بحسب كمّ الإحساس الذي ضخّه فيه من خلال اختيار الكلام والألحان.
الرحباني وقعبور وخليفة هم الأساس
مايا دياب في صورة جريئة أمّا الفنانون الذين تعلّم من ثقافاتهم فهم زياد الرحباني، أحمد قعبور، ومارسيل خليفة . إذ حين كان تلميذاً كانت مسرحيات زياد وكلمات أحمد قعبور وألحانه وإحساس مارسيل يرافقانه، فمارسيل علّمه الوطنية وحقوق الإنسان، وأعطاه بوليس الإشارة وتوت توت عبيروت، في البال أغنية، جواز السفر، وأمي، واصفاً إيّاه بالمطرب الذي ينعش الأحاسيس المختبئة... وقد تعلّم الإخراج من مسرحيات زياد التي سمعها ولم يشاهدها، فهو يعرف حركة إخراجه من خلال الصوت.
وعن أغنية أناديكم لأحمد قعبور قال: جلست معه وقلت له حفروا في الوجه مغارة تعني العلامة التي لاتذهب مدى العمر، مرّوا على جسدي هي إهانة، زرعوا في القلب رصاصة هي الموت، نصبوا لي الخيمة، قالوا لي إرحل تعني التهجير.
ولدى سؤاله عن الفنانين الأوفياء قال: "الفنانون الأوفياء كانوا أوفياء معي، أمّا الذين يتصل بهم إذا صادفته مشكلة فهم حسين الجسمي، عاصي الحلاني، فضل شاكر، وأنغام ولاحواجز بيننا هم يعرفون ما هي مشاكلي دون أن أعلمهم. وفي إحدى المرات اتصل بي شاعر سعودي يدعى علي العسيري ولم أعرف سبب اتصاله ... كلّ ما أعرفه أنّني لم أكن أستطيع الكلام مع أحد في ذلك الوقت، الحظ كان يعاندني والدنيا مقلوبة رأساً على عقب، فالظروف والحرب والوقت وعدم الاستقرار كانوا كفيلين بخربطة نصف عائلتي.
وللصور كلام من نوع آخر