زياد نجيم: الإعلام اللبناني في الحضيض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يعتبر أن الحرب الأهليّة في لبنان بدأت
زياد نجيم: الإعلام اللبناني وصل إلى الحضيض
قبل سنوات كان زياد نجيم نجم الشاشة الأول، وكان برنامجه "الشاطر يحكي" منبراً للآراء الحرة في أيام القمع، غير أنّه دفع ثمنحريّته غالياً، فاضطر للوقوف ساعات أمام قاضي التحقيق، حين ألصقت به تهماً أقلّها أنّه يزعزع استقرار لبنان ويخرّب علاقته بدولة شقيقة، لم يتضامن معه أحد حينها، نسأله لماذا يقول بعفوية "إنهم لا يحبونني".
زياد نجيم الذي انتقل قبل حوالى الثلاث سنوات إلى قناة "الحرة" يؤكد أن الجمهور العربي ظلم المحطّة مرّتين، لا يبرىء ولا يدين المحطّة بالتبعيّة للنظام الأميركي، كل ما يطلبه هو الحكم العادل "شاهدوا الحرة بعيداً عن الأفكار المسبقة ثمّ احكموا عليها بتجرّد". معه كان هذا الحوار:
مشكلتك مع المحطّات اللبنانيّة أو مشكلة هذه المحطّات الدّائمة معك، كانت بمطالبتك بسقف حرّية أعلى من سقف المحطّة...
(يقاطعني قائلاً) ليس السقف الذي أطالب به، بل السقف الذي كنت أصل إليه، وهنا أذكر البرنامج الذي كان يقدّمه الفنّان زياد الرّحباني، تحت عنوان "في شي تابع لشي"، وقد ثبت لي مع الوقت صحّة ما يقوله زياد، بالفعل كل شيء في لبنان تابع.
محطّة "الحرّة" هل أعطتك ما كنت تصبو إليه، هل تستطيع من خلالها أن تقول ما لم تكن المحطّات اللبنانيّة تسمح لك بقوله؟
وظيفتي في "الحرة" إعلامي وليس طرفاً، أنا لا أعطي رأيي في البرنامج الذي أقدّمه، كذلك كنت في المؤسّسة اللبنانية للإرسال أيضاً. ليس مهماً الرأي الذي يعطيه الإعلامي، المهم أن يكون حيادياً وموضوعياً، وأن يكون على مسافة واحدة من شخصين يتناقضان في الفكر. أعتقد أنّي استطعت أن أحافظ على هذه المسافة بسبب أمرين، أوّلهما أنّ مرجعي الوحيد هو عقلي، وثانيهما أنّي لست متحيّزاً لأي من السياسيين، لم أقبل بحياتي دعوة غداء أو عشاء من أي سياسي، بالتالي لا أحد منهم يستطيع أن يملي عليّ شروطه.
أنا آخر لبناني غير مسيّس
لكن ليس هناك من لبناني غير مسيّس؟
بلى يوجد أنا. أنا أوّل لبناني وربّما آخر لبناني غير مسيّس، وهذا لا يعني أنّه ليس لديّ رأي سياسي، لديّ رأيي الخاص بطبيعة الحال، لكنّي لست تابعاً لأحد، وليس لديّ التزام سياسي لا بفريق، ولا بحزب ولا بمجموعة.
لأنّك غير تابع تمّ إقصاؤك من المحطّات اللبنانيّة؟
لا، فكما سبق وقلت أنّ مرجعي الحقيقي هو عقلي.
ألست معي أنّ الإعلامي غير المحسوب على فريق سياسي معيّن، لا يجد فرصته في الإعلام اللبناني الذي أصبح يعبّر عن وجهات نظر سياسيّة ضيّقة تخدم انتماءات القيّمين عليه فحسب؟
هذا صحيح المحطات اللبنانية شهدت فرزاً، ومن بقي فيها هو تابع لها، ثمّة أشخاص غير تابعين لأحد، ويعملون بكفاءاتهم لا أستطيع أن أشمل، مثلاً الإعلامي سعيد غريب يتمتع بالكثير من الموضوعية، وهو يحاور شخصيات مميزة، لكن لسوء الحظ محطّة NBN لا تحظى بنسبة كبيرة من المشاهدين. بالإجمال أنا لا أشاهد التلفزيون باستمرار، لكنّي حريص على متابعة بعض المحطّات مثل "العربيّة"، لكنّي أعتقد أنّ الإعلامي الحر يستطيع أن يحصل على مركز، إنما بالإجمال الحر لا يستطيع أن يكون حراً في محطّة مرتهنة.
سمعنا أنّه تمّ الحديث معك لتكون ضمن فريق OTV، ما مدى صحّة هذا الأمر؟
لم أتلق عرضاً رسمياً منهم، لكنّهم استشاروني بأمور إعلاميّة وأعطيتهم بعض الأفكار على سبيل الصداقة، واجتمعت مع العماد عون ونصحته ألا ينشىء تلفزيون للتيار الوطني الحر، وهذا ليس عيباً بل من حقه الطبيعي، لكن إذا أراد أن يقدّم نقلة نوعيّة في الإعلام العربي، عليه أن يقدّم تلفزيون عربي عام، يكون هو ملتزماً به.
لكنّ الجنرال عون أعلن مراراً أنّ التلفزيون لن يكون ناطقاً باسم التيار السياسي الذي يمثّله؟
أنتظر حتّى يصبح التلفزيون مرئياً لأحكم عليه، لكن لا أعتقد أنّه لديه هذه النيّة، أعتقد أنّه ينوي تقديم تلفزيون خاص به، وهذا حقّه لأنّ لكل تيار سياسي يملك محطّة خاصّة به.
لست مدمناً على الأضواء
كنت النجم الأوّل في الإعلام اللبناني، انتقالك إلى "الحرة" أخذ الكثير من بريقك الإعلامي، كونها غير مشاهدة فعلياً في لبنان؟
هذا صحيح.
ألا تشعر بحسرة لأنّ القلّة من جمهورك تشاهد نجاحاتك في "الحرّة"، بعد أنّ كان برنامجك "الشاطر يحكي" الأكثر جماهيريّة على مدى سنوات؟
لا أبداً، أنا لا أعمل للمشاهد فحسب، بل أعمل لقناعاتي التي لها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بحريّة التعبير والديموقراطيّة وتمكين المرأة ومستقبل الديموقراطيّة في المنطقة، أما النجومية والشهرة فقد نسيتها منذ خمسة عشر عاماً.
نسيت لأنّ المحطّة أنستك طعم النجوميّة والشهرة؟
لا بل نسيت منذ تلك الفترة التي لم أكن أستطيع فيها أن أمشي على الطريق لكثرة ما كان النّاس يتهافتون ليسلّموا عليّ.
اليوم هل لا يزالون يتهافتون لإلقاء التحيّة عليك؟
لا ليس كالسابق. الكثير من الناس نسيتني، وبعضهم تناساني، وبعضهم لم ينسني لكنّه يتظاهر بذلك.
ألا تشعر بألم؟
لا أبداً، بل أحترم حريّة الجميع.
هل تعني أنّك غير مدمن للأضواء مثل بقيّة الإعلاميين؟
أنا فعلاً غير مدمن. هل رأيت صورتي في يوم من الأيام في إحدى صفحات المجتمع؟ أنا غائب عن الحياة الإجتماعيّة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً لأنها لا تعنيني.
الجمهور العربي ظلم "الحرة" مرتين
زياد نجيم الذي يتكلّم دائماً عن الحريّة والديموقراطيّة، تطل عبر محطّة "الحرة" المتّهمة بالتبعيّة للكونغرس الأميركي؟
أولاً أود أن أشير إلى أنّ المحطّة مموّلة من الشعب الأميركي وليس من الكونغرس، وإذا كان البعض يعتبرها تابعة للكونغرس فليقل لي أي محطّة غير تابعة؟ "العربيّة" أليست تابعة للنظام السعودي؟ الجزيرة "أليست تابعة للنظام القطري؟
تعني أن "الحرّة" تابعة للنظام الأميركي؟
لا، لكن مشكلة "الحرة" أن الجمهور العربي حكم عليها قبل مشاهدتها بمرحلتين، وكان مخطئاً بالمرحلتين، الأولى حين حكم عليها قبل أن تبدأ بثّها، ولو كان الحكم إيجابياًً لكان أيضاً مخطئاً لأنه ليس مبنياً على منطق، وحكموا عليها من دون أن يشاهدوها بعد أن بدأ بثّها. أنا أدعو الناس إلى مشاهدة المحطّة بتجرّد قبل إبداء رأي جاهز ومعد سلفاً.
في حرب تموز كان للكثير من اللبنانين مأخذاً على تغطية "الحرة" وتحيّزها للجانب الإسرائيلي؟
لست مسؤولاً إذا أقدم صاحب الكايبل على قطع الإرسال المحطّة عن منطقة معيّنة، في الحرب كنت أقوم بتغطية إخبارية ثلاث ساعات يومياً على مدى أربعة وثلاثين يوماً، واستضفنا سياسيين من كل الاتجاهات حتى أننا استضفنا مسؤولين من حزب الله، لكن المشكلة تكمن في أنّ الناس لم تتابع "الحرة" كما تابعت "العربية" و"الجزيرة".
تدّعي محطة "الحرة" أنّ أحد أهدافها هو نشر الديموقراطيّة في العالم العربي، ألا يستفز هذا الادعاء برأيك الجمهور العربي، بعد التجربة الأميركيّة مع الديموقراطية في العراق؟
سأجيبك من نقطة أخرى، عندما كنت في واشنطن استضفت عدداً من المحللين والسياسيين انتقدوا علناً سياسة الرئيس بوش، وسياسة شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، لكن كما سبق وقلت المشاهدون حكموا على المحطّة قبل مشاهدتها، وحتّى لو شاهدوها فهم يحملون معهم أفكارهم المسبقة ويكتبون مقالات عنها لا تستند إلى الدقّة، المشاهدة الصحفيّة تقتضي الدقّة، والدقّة تقتضي المعرفة، والمعرفة تقتضي الوقت، أي على كل صحافي أو مشاهد أن يشاهد المحطّة بشكل متواصل قبل أن يكوّن حكماً منطقياً عنها. أغلبيّة الجماهير العربيّة اليوم ضد أميركا وهي تتّهم الحرة بالانحياز إلى أميركا وللصهيونية العالمية والمحافظين الجدد، وكل هذه الكليشيهات السياسيّة التي قد تكون صحيحة وقد لا تكون كذلك.
أنت لا تبرىء "الحرة" بل تترك للمشاهد العربي الحكم بموضوعيّة؟
انا لست محامي المحطة ولست الناطق باسمها، لكن من خبرتي معها أستطيع أن أجزم أنّ أحداً لم يطلب منّي أيّة ضوابط. ليس ثمّة محرمات في الحرة.
جميل السيّد قال كلاماً مهيناً بحقّي ولم يهدّدني
في مراحل محدّدة كان لدى المحطّة سقفاً سورياً، فرضه عليها مدير الأمن العام السابق جميل السيّد، واليوم تأكّدت من المسألة. فعندما قدّمنا حلقة قبل سنوات عن المحرمات، وكان أغلبيّة الموجودين من القوات اللبنانية التي كانت آنذاك محظورة ومن التيار العوني، دار حديث لم يخل من قسوة عن سوريا، وفي الحلقة اتصل بنا على الهواء مباشرةً شخص ادّعى أنّه سوري مسيحي، وقال أنّ في سوريا برنامجاً مثل "الشاطر يحكي" يتكلّم بحريّة، فسألته عن اسم البرنامج، فاعترف أنّ في سوريا لا وجود لمثل هذه البرامج، ما أحدث ضجّة وصفيق مدو في الاستديو، بعد هذه الحلقة قام جميل السيد بدعوة جميع مدراء المحطات التلفزيونيّة إلى اجتماع، ومنهم السيد بيار الضاهر، وقال كلاماً قاسياً جداً بحقّي وأهينت كرامتي، ولم أرد حينها لأنّه لم يواجهني.
ألم تخف حينها؟
لا لم أخف. جميل السيد بالنسبة لي كان يحسب له حساباً، لكنّي لم أكن خائفاً منه. أنا لا أخاف إلا من عقلي. أتأسف لأني أقول هذا الأمر لأنّه في السجن ولا يستطيع الرد علي، بغض النظر عما إذا كان سيدان في التهمة التي سجن فيها أو سيبرّأ.
ألم تواجه جميل السيد من قبل؟
اجتمعت به مرّة واحدة أواخر التسعينات، لكنّي لا أذكر إذا كان اجتماعنا قبل هذا اللقاء أو بعده.
لماذا اجتمع بك؟
لأنّي قلت حينها لجريدة "الديار" في مقابلة مع الصحافية ماري أبو زيد، أنّ هناك ثلاثة أشخاص يعرفون كل أسرار الحرب اللبنانية وأنا أحب أن أواجههم وهم لا يحبّون مواجهتي، وهو بالمناسبة إيلي حبيقة المسؤول السابق في ميليشيا القوات، جوني عبده السفير اللبناني السابق، وجميل السيد الذي كان مساعداً لرئيس المخابرات حينها. لذا اتصل بي لأنه شعر أنّه استفزّ في المقال، فدعاني إلى الغداء في وزارة الدفاع وكان لقاءً لم يتكرّر.
هل هدّدك في الاجتماع؟
لا بل كان محترماً معي، لا أستطيع أن أقول العكس، لكن نقل لي أنّه قال عنّي كلاماًً مهيناً من قبل شخصين بعد حلقة "المحرمات".
الإعلاميون لا يحبّون زياد نجيم
يقال أنّ برنامجك "استفتاء" كان من أحد الأسباب التي أوقف بسببها بث محطة MTV.
(يقاطعني قائلاً) ليس برنامجي أنا فحسب، بل برنامج سليمان أبو زيد أيضاً، وكانت الحلقة عن حرية الصحافة التي استضفنا فيها سمير قصير وشارل أيوب، فاتهمنا بأننا تعدينا على سوريا وأسأنا لدولة شقيقة وتعدينا على قوى الأمن وخربطنا النظام العام، فضلاً عن انتخابات المتن وتغطية المحطّة خصوصاً أنّ صاحب المحطّة غابرييل المر كان مرشحاً في الانتخابات.
من وقف معك في أزمتك تلك لا سيّما وأنّك استدعيت للتحقيق معك؟
وقف معي المحامي الدكتور منيف حمدان من دون أي مقابل مادّي أو معنوي من تلقاء نفسه.
لم يقف معك الزملاء الصحافيين، هل تعتبر موقفهم جحوداً لا سيّما وأنّك كنت من أشد المدافعين عن حريّة الصّحافة، أم قدرت خوفهم من نظام الوصاية السوريّة آنذاك؟
لم يقفوا معي لأنهم لا يحبّوني، قد يكون بعضهم خاف هذا ممكن، كل كما أعرفه أنّي قابلت وحدي قاضي التحقيق على مدى ساعتين ونصف، ولم يكن إلى جانبي إلا الأستاذ حمدان.
لماذا قلت إنّ الزملاء لا يحبونك؟
لأنّي أشعر بهذا الأمر. قد لا يكون معي حق، لكنّ هذا انطباعي عنهم.
استنطقك قاضي التحقيق ولم يصدر حكم بحقك؟
هذا صحيح، القاضي لم يطلب المحاكمة ولم يقفل الملف، بقي ملفي معلقاً.
هل تنتظر اليوم حكماً قضائياً؟
لا لأنّه في القانون اللبناني يقفل الملف بعد ثلاث سنوات تلقائياً.
أشخاص مثلي لا مكان لهم
الMTV لم تعد موجودة.
يحكى عن عودتها قريباً؟
لا أعرف، ميشال المر صديقي ولم تنقطع علاقتي به، وهو كان في "روتانا" وأعتقد أن بيار الضاهر سيصبح مديراً لروتانا.
سيترك LBC؟
لا أعتقد، قد يتقاسم المسؤولية مع ميشال المر.
ما رأيك بوسائل الإعلام اللبنانيّة، والتراشق الإعلامي بين محطات المعارضة والموالاة؟
الوضع يثير الحزن.
إلىأين سنصل بعد؟
لن نصل إلى مكان، لم يعد ثمّة مجال للتراجع لأنّنا أصلاً في الحضيض. الطائفيّة هي حالة مستشرية منذ قيام لبنان، ما حصل الآن أن المحطات بدأت تعبّر عنها بصورة أوضح، في الحرب كانت المصالح الآنيّة للقيمين على وسائل الإعلام تمنعهم من التعبير عنها. ربما ثمة مشروع طائفي يتحضّر في الكواليس السياسيّة مشابه لما يحضّر للمنطقة. التحريض جريمة حتى لو لم يؤد إلى جريمة.
هل تسمع طبول الحرب تقرع؟
بل أشاهد الحرب بمراحلها الأولى، نحن في حرب إعلاميّة واجتماعيّة، مذهبيّة، المنطقة تنام على بركان اسمه الحقد وعدم تقبّل الآخر، ومحاولة إلغائه وسحقه، ولا أبرّىء أحد من هذه التهمة.
هل أنت خائف؟
بل حزين وحزين جداً، حرام أن تسحق المشاريع المذهبيّة هذه الطاقات الموجودة في العالم العربي.
أنت كإعلامي ما هو دورك في لجم هذا الانفلات الإعلامي؟
أشخاص مثلي لا مكان لهم، لا سياسياً ولا إعلامياً ولا اجتماعياً، اليوم الكلام الذي أؤمن به لم تعد له شعبيّة. الناس تريد أن تسمع كلاماً لا يحثّها على التفكير مثل بعض البرامج الفنيّة، أو تشاهد اجساداً نسائياً على قنوات فارغة، أو تيتمع إلى تحريض سياسي. أغلبية المحطات اليوم توجهت للمشاهد المسطح فكرياً لتؤكد له أنّ مسطّح، وغير المسطّح عملت على تسطيحه. المشكلة ليست في المحطات فحسب بل في المشاهد لأن وراء هذه المحطات عقول ذكية، تقدم على المائدة ما يشتهيه المشاهد.
في هذه الأوضاع الأمنيّة غير المستقرّة، هل تفكر مجدداً بالهجرة إلى أميركا؟
عندما اتفقت مع "الحرة" كان شرطي الأساسي أن أسافر عاماً واحداً إلى واشنطن وأعود إلى بيروت لمزاولة عملي من هنا، ثمّة أسباب تجعلني متمسكاً بالبقاء هنا أياً تكن الظروف، منها عملي كطبيب أسنان وكأستاذ جامعي، فضلاً عن ارتباطي بأهلي.