ترفيه

عالم دين أفغاني ينقل معركة أفغانستان على الهواء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



كابول
: عندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي شكل شيخ محمد اصف محسني قوة اسلامية في المنفى لقتال السوفيت جنبا الى جنب مع المجاهدين الاخرين.لكن عند انهيار النظام المدعوم من الشيوعيين دار صراع دموي على السلطة بين المجاهدين المنتصرين مما أدى الى اشعال حرب أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الالاف ووجد محسني نفسه يحاول القيام بدور صانع السلام.والان فان محسني البالغ من العمر 75 عاما ذا اللحية البيضاء أمامه مهمة أخرى وهذه المرة هي انقاذ المجتمع الافغاني المحافظ بشدة من فساد الثقافات الوافدة.

يطلق محسني قناة تلفزيونية شبه اسلامية لا تركز بشكل تام على التعاليم الاسلامية. ستكون أول قناة من نوعها في أفغانستان.وستبدأ القناة التي أطلق عليها اسم (تمدن) بث ارسالها خلال أشهر معدودة. وهي أحدث قناة ضمن سلسلة من القنوات الخاصة التي تظهر منذ سقوط حكومة طالبان عام 2001.لكن في حين أن البعض خاصة اللاجئين الذين عادوا في الاونة الاخيرة الى البلاد يرحبون بهذا المجال الرحب للاختيار بين القنوات حتى أن هناك قناة شبيهة بقناة ام.تي.في الغنائية التي تبث ارسالها من الولايات المتحدة يشكو اخرون من أن الموسيقى والبرامج الهندية والغربية سوقية.

وقال "أريد أن أشارك في تمدين مجتمعي الاسلامي في القرن الحادي والعشرين والاتجاه الذي يمشي فيه المسلمون الان حاد عن الصراط المستقيم."ومضى يقول عندما سئل عما اذا كان هناك موسيقى ضمن برامجه "تلفزيوننا هو لسان الاغلبية الصامتة. هؤلاء الناس يريدون الخبز والماء والملابس.. هؤلاء الناس يريدون المعرفة.. لا يريدون الثقافة الهندية أن تحكمهم."وأردف قائلا "المعتقدات العامة للناس يجري تجاهلها.. هناك خيانة للناس.. هناك تلاعب بتاريخنا وثقافتنا. نتحدث عن تلك الامور للناس لتمكينهم من العثور على هويتهم."

تبث قناة (تمدن) ارسالها على الهواء مباشرة ثماني ساعات يوميا وتشمل مناقشات حول تحسين الاقتصاد والتعليم وتحسين جيل الشبان الى جانب الحوارات العلمية.وأضاف محسني "نحن متأخرون في كل الجوانب. اقتصاديا نحن ننتسب الى القرن السادس عشر أو السابع عشر.. ولكن قنواتنا تبث أفلاما أكثر اثارة عشرة أمثال (مما يعرض في الدول الغربية)."

وصرح محسني لرويترز في غرفة باردة بجامعة شبه اسلامية يقيمها في كابول تسمى (خاتم النبيين) "انها فضيحة وخزي لنا. لدينا الاف الكوارث ويجب ألا نحيد عن الصواب."كما حذرت صحيفة (شيراج) وهي كبرى الصحف اليومية الحكومة من أن القنوات والبرامج ذات التأثيرات الاجنبية يمكن أن تكون مبررا للحرب التي تشنها طالبان على الحكومة المدعومة من الغرب.ومحسني من علماء الشيعة المحنكين وينظر له الافغان على أنه خميني أفغانستان.

وبسبب كبر سنه يتوكأ محسني على عصا للمشي. وهو عادة ما يضع على رأسه عمامة بيضاء ويرتدي زيا أبيض ويجله كل من الشيعة والسنة على حد سواء في أفغانستان.ويتدفق الناس بأعداد هائلة يوميا طلبا لمشورته في المسائل الدينية وفي النزاعات ولاسداء النصح لهم.

أنفق محسني مليون دولار لانشاء قناة (تمدن) من جيبه الخاص ومن التبرعات. وستتكلف الجامعة التي يقيمها والتي من المقرر أن ينتهي العمل بها هذا العام نحو 14 مليون دولار. وهناك نساء فضلا عن الرجال يدرسن بها بالفعل.لم يشغل محسني أبدا منصبا حكوميا خلال حكم المجاهدين أو خلال الادارة الحالية ولكن هذا العالم الفصيح اللسان يتمتع بنفوذ قوي منذ فترة طويلة.أتم دراساته الاسلامية في العراق عندما كان شابا ويتهم قوى الاحتلال الغربية بمسؤوليتها عن الاضطرابات وجرائم القتل الطائفية هناك.ومضى يقول "اراقة الدماء والعنف في العراق... لا يمتان للاسلام بصلة... الغرب وراء كل ذلك."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف