ترفيه

هل تتلون عباءة المرأة السعودية ؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد أن أصبحت تنافس فساتين السهرة :
هل تتلون عباءة المرأة السعودية ؟

إيلاف من الرياض: لم تعد العباءة في السعودية، مجرد حجاب ترتديه المرأة حتى لا تظهر عورتها، أو فتنتها، بل أصبحت وسيلة سعوديات يرتدين العباءة بلونها الأسود المميز- تصوير عيسى الدبيسي للزينة النسائية، بعد أن تطورت من عامٍ لآخر، واتخذت خلالهاأشكالاً متعددة، وتزينت بالرسومات والنقوش الجميلة، حتى ظهرت خلال الأعوام الأخيرة نوعيات جديدة من العباءة تُعرف بالفراشة، والمخصر، وغيرها من المسميات، حتى أصبح بعضهم يشببها بفساتين السهرة، نظرًا لكونها أصبحت تلفت الانتباه بشكل كبير، خصوصًا حين تتركز الرسومات على الصدر، ومن الأسفل، خاصة مع دخول وسائل تزيين أخرى على العباءة كالترتر والخرز والشك والصور والتخريم في الأكمام وأسفل أطراف العباءة.

إلا أن القاسم المشترك بين كل هذه التغييرات، كان "اللون الأسود"، الذي بقي ثابتًا كرمز لا يمكن تغييره، وعُرف من أعراف المجتمع السعودي؛ صحيفة " شمس" السعودية، أجرت تحقيقًا مطولاً عن العباءة في السعودية، استطلعت فيه آراء النساء والرجال على حد سواء، حول رأيهم في تغيير اللون الأسود المميز للعباءة، إضافة إلى رأي الدين في مسألة لون العبارة تحت عنوان "تلوين العباءة".

تلوين العباءة!

جرت العادة أن ترتدي المرأة اللون الأسود في حجابها لما له من إيجابيات تتميز في ستره الكامل لعورتها إلى جانب عدم وجود بوادر للزينة فيه، لكن هذه المسببات بدأت تنتفي مع تقادم الأزمان حيث أصبح اللون الأسود من أكثر الألون مثارًا للفتنة من خلال الإضافات والرتوش التي بدأت تدخل عليه فضلاً عن التصميمات (المحسنة) الجديدة التي بدأت تظهر على عباءات النساء فظهرت "المخصرة" و"المفتوحة" و"المزركشة"، كل هذه التداعيات جعلت بعض الأصوات تتعالى منادية بعدم حصر حجاب المرأة وعباءتها في اللون الأسود فقط، وفتح المجال أمام الألوان الأخرى طالما أن الأمر لا يرتبط بخدش الحياء العام، مستندين في ذلك إلى أن الأسود يوحي بالتأخر والعتمة الفكرية والكآبة، فضلاً عن أنه يعد من الألوان المزعجة، خصوصًا عند ارتفاع درجات حرارة الصيف، هذه الأصوات قوبلت بموجات رفض عنيفة لكنها في أغلبها لا تستند إلى سند شرعي واضح، فكان الرفض من باب التقيد بالعادات والتقاليد.

"شمس" ومن خلال هذا التحقيق تحاول تسليط الضوء على مسألة حجاب المرأة المسلمة ودلالات إلزامها اللون الأسود ومدى إمكانية تغيير هذا الفكر الذي استمر لفترة طويلة من الزمن.

النجار: لا أرى حرجًا في ارتداء ألوان أخرى

لا ترى نهى النجار (سيدة أعمال) أي حرج في لبس العباءة الملونة بألوان أخرى غير اللون الأسود، مطالبة بالتركيز على فكرة الحجاب كرداء ساتر، مشيرة إلى أن اللون الأسود ارتبط بالكآبة وبالحداد على الموتى، فضلاً عن أنه من الصعوبة بإمكانية إقناع أي سيدة نصرانية بالدخول في الإسلام ولبس الحجاب الأسود من أول وهلة، خصوصًا أنهم يعدون اللون الأسود من الألوان المنفرة.

التركي: العباءة السوداء مثل الشماغ لا مجال لتغييرها

يقول خالد التركي: "العباءة السوداء موروث اجتماعي لا يمكن تغييره بأي حال من الأحوال لارتباطها الوثيق بالمجتمع، شأنها في ذلك شأن الشماغ الأحمر الذي يلبسه الرجل، فلا يعقل أن يتم تغييره مثلاً إلى اللون البني أو الأخضر، مشيرًا إلى أن الأصوات التي تنادي بتغيير لون العباءة لا تهمها مصلحة المجتمع، والعباءة السوداء وبغض النظر عن مكانتها الدينية أصبحت جزءًا أصيلاً من العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع؛ لذلك لا يمكن الإستغناء عنها مطلقًا".

حنان: الحجاب الأسود يظهر مفاتن المرأة

حنان الطيب (طالبة طب) أشارت إلى أن النقاب الأسود يشعرها بنقص حاد في الأكسجين لذلك تضطر دائمًا إلى رفعه بين الحين والآخر للسماح بدخول الهواء، وهو الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرارها بنزع العباءة والاكتفاء بالبالطو الأبيض أثناء خروجها للتدريب، مشيرة إلى أنها من خلال ملاحظتها للبس زميلاتها،رأت أن المرأة السعودية مستهدفة من وراء إجبارها على ارتداء الحجاب الأسود الذي يتميز فعلاً بإظهاره مفاتن المرأة من خلال عكسه لون بشرتها.

الدكتورة ربى: الغربيون وراء زعزعة ثقتنا في الحجاب الأسود

قالت الدكتورة ربى مطلوب (إخصائية علم النفس): "الثقافة الغربية تنظر دائمًا إلى اللون الأسود كلون من ألوان التمرد والحزن؛ فالصينيون مثلاً يعتبرونه لون الصبية الصغار، أما سكان أميركا وأوروبا فيعبرون به عن عيد الفصح، شرط مزجه مع اللون البرتقالي، بينما يعبر به أهل العصور القديمة في الثقافة الأوروبية عن الشاب سيئ الخلق، عكس اللون الأبيض الذي يعبر عن الشاب الصالح؛ ما يخلق فكرة متناقضة من الغربيين الراغبين في معرفة أمور دينية خاصة عن الحجاب.

المصممة العيسى: الأسود (سيد) ألوان الفخامة والغموض

أكدت المصممة رابعة العيسى أن اللون الأسود مصنف على أنه من الألوان الفاتنة كغيره من الألوان الداكنة التي تظهر الجسم أكثر رشاقة وبروزًا، فضلاً عن أنه عرف بـ (سيد) الألوان من حيث الفخامة والغموض، خصوصًا في ظل ظهور التصاميم الجديدة من العباءات التي بدأت تقضي فعليًا على الغاية والهدف من الحجاب من خلال تصميماتها الضيقة والمثيرة سواء كانت باللون الأسود أو أي لون آخر، وأضافت: "اللون الأسود يعكس جمالية الألوان الأخرى، وهذا ما نراه في تصاميم اليوم التي بدأت تفقد الحجاب هويته وجعلته أكثر فتنة".

الجبر: الحجاب الأسود إما أن يظهر المرأة مخيفة أو فاتنة

غلاف عدد شمس اليوم وتحدثت نورة الجبر عن حادثة طريفة حدثت لها عندما استضافت صديقة لها من الجنسية البريطانية، وكانت حديثة عهد بالإسلام دفعتها رغبتها في التعرف إلى الإسلام عن قرب إلى زيارة خاطفة لبلادنا، فخرجت منها مذهولة عن واقع الحجاب الأسود، وتقول: "لم تقتنع صديقتي (ميتشيل) التي أصبحت بعد الإسلام (عليا) بالحجاب الأسود ولم أجد لها مبررًا لارتدائه غير العادات والتقاليد والعرف في المجتمع الخليجي عمومًا، أوضحت لها أن الغرض منه هو الستر، لكنها فاجأتني بأنها لم تجد فيه اعتدالاً من قبل النساء إلا نادرًا؛ لذلك صنفت ارتداء المرأة الحجاب باللون الأسود في أمرين فقط وهما: إما أن تظهر المرأة به بصورة مخيفة أو أن تظهر في صورة فاتنة، كأن عباءتها فستان للسهرة، وهو الأمر الذي دفعها إلى عدد كبير من التساؤلات عن حقيقة الحجاب الأسود.

الزهراني: إذا كان الأسود يعبر عن الحداد لدى الغرب فهو يعبر عندنا عن الستر

تقول حسناء الزهراني (70 سنة): "قديمًا كانت النساء في منطقة الحجاز يرتدين الرداء الأبيض الذي يسمى في ذلك الوقت "الجلال" الذي كان يغطي أجسادهن كاملة إلى جانب القبعات التي تقيهن حر الشمس، حيث كن يخرجن للعمل في المزارع، وهناك كثير من النساء في المناطق الزراعية والقروية لا يزلن يرتدينه رغم تقدم العصر، وهؤلاء إما غير واعيات أو ملتزمات بما اعتدن عليه، واستغربت الذين ينادون بتغيير لون العباءة في الوقت الجاري، مشيرة إلى أن هؤلاء يريدون إدخال أمر خارج عن المألوف لدينا، فإذا كان اللون الأسود يعبر عن الحداد والحزن في ثقافة معينة، فهو ارتبط عندنا بالستر.

الشعلان: أحداث سبتمبر غيرت نظرتنا إلى الحجاب الأسود

تقول نوف الشعلان (طالبة طب مبتعثة في كندا): "أحداث 11 سبتمبر دعتني إلى تغيير طريقة حجابي وألوانه فصممت حجابا متكاملا في مدينة جدة شد الكثيرات من صديقاتي في الجامعة الكندية من الأجنبيات فأصبحن يرتدين (الأسكارفات الملونة) على رؤوسهن إلى درجة أنها أصبحت في فترة من الفترات موضة رسمية في الحرم الجامعي"، وأضافت: "أحداث 11 أيلول / سبتمبر جعلت الرغبة في الحجاب الملون تزداد لدى المسافرين إلى الخارج بغرض الابتعاد عن الشبهات، فضلاً عن أن ألوانه مريحة ومرغوبة إلى درجة أن كثيرًا من الراغبات في الدخول في الإسلام أبدين إعجابهن به، بل إن بعض السيدات العربيات أصبحن يصممن النقاب الملون المتكامل مع الرداء.

المزيد: لا مجال لتبديل الأعراف

تقول أمجاد المزيد: "طالما عرفت العباءة السوداء بأنها عرف اجتماعي في جميع أنحاء السعودية ورمز للعفة والستر، فلماذا تتجه أبصارنا إلى تغييرها واتخاذ لون آخر بدلا منها وهي تؤدي وظيفتها كما يجب"، وتضيف: "اللون الأسود رغم سلبياته المعروفة بامتصاصه الحرارة إلا أن له إيجابيات أيضا؛ فهو يخفي ذرات الغبار والأتربة، فلا تحتاج المرأة إلى غسيل عباءتها يوميا كما هو الحال مع الأبيض مثلا"، مشيرة إلى أن المرأة إذا خرجت خارج البلاد فلها أن تختار اللون الذي يناسبها مع الالتزام بمبدأ الستر ومراعاة عدم اختيار الألوان الصارخة أو ذات الزينة كالأحمر مثلا، أما داخل البلاد فلا مجال لتبديل الأعراف والتقاليد.

الأبيض لا يصلح للحجاب
النجيمي: اللون الأسود ليس شرطًا في الحجاب

وذكر الشيخ محمد النجيمي أن الأصل في لبس الحجاب ألا يكون فيه زينة؛ حتى لا يلفت الانتباه، وأن يكون فضفاضًا كثيفًا لا يكشف تحته، ولا يشترط أن تلبس المرأة اللون الأسود، لكن هناك ثلاثة شروط في لبس الحجاب لا بد أن تطبق؛ فيجب أولاً ألا يكون أبيض، وألا يكون ذا زينة، وأن يتلاءم مع العادات والتقاليد في كل دولة، فمثلا عندنا في السعودية اعتادت النساء لبس اللون الأسود من باب العرف؛ لذلك لا بد أن تتقيد الباقيات بهذا اللون حتى لا يلفتن أنظار الرجال، خصوصًا أن التزام العادات والتقاليد أمر مهم جدًا، فكل بلد إسلامي له لونه ولبسه المعين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف