رياحنة : الاجتياح ألغى الحظر الضمني على القضية الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بطل "الامين والمأمون".. مقاوم يحمل البندقية وعاشق يحب اليهودية!
رياحنة الذي انتقل مع "الأمين" إلى قائمة أفضل الممثلين العرب، ينتظر عوائد معنوية كبيرة بعد دوره الرئيسي في "الاجتياح" الذي يعرض على فضائية lbc، حيث يجسد شخصية حقيقية من الواقع الفلسطيني المعاصر- مصطفى..المناضل والعاشق الفلسطيني المطارد، التقته "إيلاف" في الحوار التالي :
- حدثنا عن دورك في مسلسل "الاجتياح"؟
أقدم في "الاجتياح" شخصية "مصطفى" أحد رجالات المقاومة الفلسطينية خلال فترة اجتياح جنين ورام الله أثناء عملية الدرع الواقي عام 2002، والذي يعيش قصة حب عاطفية مع فتاة يهودية تمر فصولها بالعديد من الملابسات والظروف الإنسانية، التي يمتزج عبرها دور المقاوم بدور العاشق لتنتهي هذه العلاقة نهاية مأساوية، في اللحظة التي يعانق فيها حلمه الأزلي..العودة إلى بيته ومسقط رأسه :حيفا!
بالنسبة لي، كان أداء شخصية "مصطفى" بمثابة حلم، فهي شخصية معقدة التركيب وواقعية وحقيقية، وقد استغرق الإعداد لهذه الشخصية قرابة العام، وعشت خلالها، بتوجيه من المخرج شوقي الماجري، أفضل تجارب حياتي، واظنني خرجت منها بأهم الخبرات، سواء على صعيد التمثيل أو على المستوى الإنساني، كما أظنني قطعت مع هذه الشخصية وهذا العمل، مسافة كبيرة، تعادل ما يمكن أن توفره لي عشرة أعمال أخرى.
بالنسبة لي، "الاجتياح" هي قصة حياة، قصة الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بما يتخللها من إرهاب دولة مسكوت عنه، قصة إنسان يعيش الحياة بكل تفاصيلها ويومياتها رغم أنه وأنها على المرمى القريب من الرصاص الإسرائيلي، وأعتبر أن الدور الذي قمت بأدائه يمسني شخصياً، وكأن مصطفى هو نفسه منذر رياحنة في كثير من الأوقات واللحظات، ولا أبالغ إن قلت أن "مصطفى" و"الاجتياح" يمثلان قصة حيّة لم أعشها، ولكنها سكنتني منذ القراءة الأولى فأصبحت وكأنها قصتي وسيرتي الخاصة.
- ما الذي يميز شخصية مصطفى أكثر من سواها..؟
ليست شخصية مصطفى إلا عنواناً للعمل، وهي تأخذ أهميتها منه، فهذا العمل ألغى التابو غير المعلن المفروض على تناول الواقع الفلسطيني المعاصر، وانتقل بالدراما التلفزيونية العربية من الارشفة للقضية الفلسطينية عبر "البكائيات الدرامية" كما في الأعمال السابقة التي تطرقت لهذا الموضوع، إلى تناول الإنسان والواقع الفلسطيني المعاصر بجرأة وبطريقة حيّة وغنية بالتفاصيل الإنسانية وأعادت إلى الشاشة الخطاب المتوازن الذي يضع الحق ونصرته نت أولى الصفات الإنسانية التي يتحلى بها الإنسان!
شوقي الماجري مخرج حساس ويجيد التعامل مع الممثل ويتقن إدارته، وشعرت أنا وفريق العمل بالراحة أثناء العمل معه، وإدارته الجيدة هي ما ساعدنا في اجتياز فترة ستة شهور من العمل المضني في تصوير "الاجتياح" وما سبقها من إعدادات استمرت قرابة السنة، والأهم أن شوقي مخرج يراكم خبراته عملاً بعد عمل ويجيد إظهار هذه الخبرات المتراكمة في الأعمال اللاحقة، و"الاجتياح" خير دليل على ذلك.
- من هي الشخصية التي تأثرت بالعمل معها في المسلسل؟
شخصية الفنان عباس النوري الذي يؤدي شخصية "أبو جندل" دون شك، فهو شخصية فذة ذات حضور كبير والعمل معه له نكهة خاصة؛ كما لا أنسى مجموعة الزملاء الذين الاحتكاك معهم في هذا العمل بالذات تجربة فريدة، رغم أنني التقيتهم في أعنال أخرى سابقة، ولا أظن المشاهد سينسى اللحظات الثمينة التي وقفت فيها أمام الفنانة القديرة نادرة عمران..بالنسبة لي ستظل هذه اللحظات من أهم وأغنى ما ظهرت فيه من مشاهد تلفزيونية.
-كيف كانت طبيعة الجو السائد بين الفنانين، وهل شعرت بنوع من التنافسية بينكم؟
بالنسبة لي مجرد أداء أي دور في هذا العمل الكبير هو إضافة أعتز بها لرصيدي الفني ، ولا شك أن كل واحد من فريق العمل حاول بذل أفضل ما يستطيع كي يؤدي الدور المسند إليه، من هنا فقد اتسم جو العمل مع فريق "الاجتياح" بالتعاون والألفة عموماً وخصوصاً بيني وبين الفنانة صبا مبارك والفنان إياد نصّار اللذين تجمعني بهما رحلة فنية طويلة، ولا أنسى أن كل من شارك في "الاجتياح" ولو في دور صغير، وجد في ذلك الدور ما يغنيه عن المنافسة ويشغله عن النظر بعين الحسد إلى الآخرين..إذ امتازت الأدوار في هذا العمل على العموم بقدرتها على إشباع رغبات الفنان وإمكانيته.
كل فنان بحاجة إلى جهة يشعر بالراحة معها، وتلبي حاجاته الفنية..وبالنسبة لي فإنني أشعر بالامتنان لـ "المركز العربي للخدمات السمعية البصرية" الذي فتح الباب أمامي واسعاً لأداء أدوار رئيسية في أعمال ضخمة من خلال مسلسلات مثل "ابناء الرشيد: الأمين والمأمون" ومسلسل "الاجتياح" وسواهما من الأعمال.
- ما هو جديد منذر رياحنة بعد انتهائه من تصوير مسلسل "الاجتياح"؟
حالياً أقوم بأداء شخصية أبي مسلم الخرساني في المسلسل التاريخي الضخم "أبو جعفر المنصور" الذي ينتجه "المركز العربي للخدمات السمعية البصرية" في عمان، والمُعد للعرض بعد شهر رمضان الكريم، وكما هو معروف يعتبر هذا القائد التاريخي المعروف من أبرز شخصيات المرحلة العباسية الأولى ولعب دوراً هاماً ومفصلياً في الدعوة وبناء الدولة العباسية.