طاش يهادن الأصوليين وينتصر لخصومهم

"ليبراليون ولكن".. رحيق المعارضون
مسلسل سعودي شهير يهادن الأصوليين وينتصر لخصومهم

قبول الهاجري من الرياض: لا تكاد تُفرق بين ثمالة الأقداح من ثمالة أفواه شاربيها، فعلى نغمات السيدة فيروز، صدحت المفاضلات الفارغة بين البورجوازية والإمبريالية والوجودية، هكذا كان الجو العام لحلقة " ليبراليون ولكن " ضمن سلسلة حلقات المسلسل الأكثر جدلاً على خارطة المسلسلات الرمضانية كل عام " طاش ما طاش 15 ".

" طاش ما طاش " وبعد خمسة عشر عاماً من " الكر والفر " ومعارك طاحنة ضد ما هو "فاسد" و "نتن"، حاول احتواء الآراء الغاضبة، فأسقاها جرعة من " رحيق مختوم " ليبدو المسلسل " حقيقي " في طرحه ولم يتأبطاه التيار الليبرالي في السعودية أو ما يسمى بالتيار المتأمرك كما يزعمون.

سبع شخصيات حاول كاتب القصة حقنها بمفاهيم الليبرالية المتعارف عليها، فسقطوا ما عدا شخصية الدكتور عبدالله، والتي جسدها ناصر القصبي، التي أُسقطت عمداً لأنه كان " الليبرالي " الحقيقي، فتكاتف المزيفون ومدعو الحضارة والثقافة لإسقاطه.

حينما جاء الحديث عن الليبرالية قال الدكتور عبدالله أخشى ما أخشاه أن تكون "الليبرالية" في المجتمع السعودي كذبة اخترعها المحافظون ليشرعنوا وجودهم ويضمنوا استمرارهم، وكأنه يرد على من عاش في جلبابها ردحاً من الزمن و تجمل بوجاهتها، وانهزم أمام هجمات نظيره على الطرف الآخر الذي عاش في جلباب الدين.

طاقم المسلسل في هذه الحلقة أعطى إشارة إلى أن الليبراليين ليسوا سواسية، كما هم الإسلاميون. فكما خرج من تحت أجنحة الإسلاميون متأسلمون أخفقوا في تمثيل الشريعة الحقة، فإن الليبراليون أنفسهم خرج من تحت أجنحتهم مدعون يجدون في الليبرالية وجاهة اجتماعية وثقافية.

حلقة "ليبراليون ولكن" كتبها الدكتور عبدالرحمن الوابلي الذي كتب عدد من الحلقات في أجزاء مختلفة مثل"سواقين نواعم"، و "الأسفلت"، و"زواج مسياق" وغيرها . وشارك في الحلقة إضافة إلى بطلي المسلسل ناصر القصبي وعبدالله السدحان الممثل عبدالعزيز الطويان وإبراهيم الحساوي وعدد آخر من الممثلين السعوديين.

والحلقة بحسب المتابعون مارست تعرية غير مسبوقة، وأوضحت الصورة الحقيقية لعدد من الأوهام كحرية الصحافة وفعالية مجلس الشورى والليبرالية النظرية والشعارات الضيقة التي تنهزم بالمصلحة الضيقة وتتلوث بدناءة السلوك الشخصي.

كما أن المسلسل هذا العام عمل على جهة أخرى لاحتواء الآراء الغاضبة والمعارضة فقامت الدكتورة بدرية البشر زوجة الفنان ناصر القصبي بإصدار دراسة بعنوان "معارك طاش ما طاش: قراءة في ذهنية التحريم في المجتمع السعودي" تناولت فيه عدد من القضايا التي عانى منها طاقم العمل بالأخص الفتوى الصادر عن هيئة كبار العلماء في السعودية في ديسمبر عام 2000 والتي نصت على تحريم إنتاج المسلسل وترويجه وعرضه، وما أثارته الفتوى من ردود فعل متابينة.