ترفيه

"غرفة حلب" في برلين تظهر عراقة الفن الاسلامي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين: من اهم المعالم التاريخية التي تزين متحف الفنون الاسلامية، وهو جزء من متحف برغامون في العاصمة برلين هو غرفة حلب التي تظهر مدى عراقة الفن الاسلامي في اوائل القرن السادس عشر. ومع انها تحمل اسم غرفة حلب الا انها ليست غرفة كاملة بل جدار خشبي مغطى بالرسوم طوله 35 مترا وارتفاعه 2،5 متر.

وكانت الالواح الخشبية تزين في يوم من الايام غرفة الضيوف المصممة على الطريقة العثمانية التقليدية في منزل عائلة الوكيل السورية المسيحية وكانت من اشهر العائلات التي تمارس التجارة في مدينة حلب. ويحمل هذا الجدار الملبس بالخشب والنقوش الجميلة تاريخ ما بين عامي 1600 وحتى عام 1603، لذا يعد اقدم مثال من نوعه مازال محافظا على حالته كما كان يوم صنعت الغرفة فالوانه مازالت محافظة على نفس بريقها كما في الماضي.

ولقد وصلت الغرفة الى المانيا بعد ان اشتراها فريديرش سار اول مدير لمتحف برغامون عام 1912 من عائلة الوكيل، التي مازال افرادها يسكنون حي القوديدا بمبلغ كبير قياسا لذلك الزمن وقدر بالف جنية تركية. لكن يحمل الجدار ايضا اسم الشخص الذي اوكل الفنان برسمه وهوعيسى بطرس وكانت سمسارا وتاجرا ايضا.

ومنذ عام 1994 اهتم البحث العلمي مجددا بدراسة غرفة حلب وقبل وقت قصير نشرت النتائج التي توصل اليها الخبراء في كتاب يحمل عنوان " غرفة حلب" صدر عن دار النشر فيليب فون تسابرون. ومن بين النتائج الجديدة التي حملها الكتاب ان الفنان الذي رسم جدران الغرفة وهو حلب شاه وعلى الارجح فارسي الاصل، اذ انه ارتكب في العبارات التي يحملها الجدار بعض الاخطاء الاملائيية عند كتابة الخطوط العربية، لكن مازال منفذ هذا المشروع الفني الكبير مجهول الهوية ومن غير المستبعد ان يكون قد شارك فيه اكثر من فنان.

وتتشكل غرفة حلب ايضا من 14 بابا خشبيا وبعض الشبابيك ومزين بكالمه برسومات دينية تدل على ان صاحبها كان مسيحيا المعتقد الى جانب صور علماء مسلمين في الفقه وغيره. ومن الصور الجميلة جدا صورة السيدة العذراء مع ابنها يسوع المسيح، ايضا العشاء الاخير او العشاء السري وجمع السيد المسيح تلاميذه. وفي زاوية الجدار صورة للراقصة سالومي امام الملك هيرودوس واسحاق الذي اراد التضحية بابنه. ولا تمت الرسوم باي صيلة بالفن البيزنطي بل بالفن الاسلامي . كما يحمل الجدار صورا كثيرة لطيور جميلة ولحلقات السمر بعد الصيد والخدم وهم يقوم بشي الطيور من الطرائد. ايضا صورة لليلي والمجنون اضافة الى اعداد كبيرة من الزهور والحيوانات مثل الذئاب والدببة. وما يزيد الجدار جمالا خلفيته الحمراء النبيذية اللون مما يجعل الشخوص فيه اكثر جمالا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف