حقائق جديدة عن (سرداب الرعب) في النمسا

"اريد ان اخلص" الكلمات الوحيدة التي اطلقها بطل القضية حتى الان

حقائق جديدة عن (سرداب الرعب) في النمسا

حبس النمساوي الذي احتجز ابنته والتفتيش مستمروزير داخلية النمسا يناشد مواطنيه بالتعاون مع الامنالنمسا تتابع التحقيق في أسوأ جريمة بتاريخ البلاد

زيد بنيامين من دبي: هل من الممكن ان يتخيل الانسان العيش في سرداب لاربع وعشرين عاماً بلا شباك وكل ما يربطه بالعالم ممر ضيق ينتهي بباب كونكريتي لايفتح الا من الخارج بارقام سرية لا يعرفها الا رجل واحد قد يرحل في اي لحظة ويدفن سره معه، وهذا الرجل هو نفسه، الاب، المغتصب، السجان.

امام العديد من الجيران، كان كل من جوزيف وروزماري فريتزل يبدوان على انهما مواطنين مثاليين في قرية امشتيتين النمساوية وكان الكثير من الجيران يحترمان الطريقة التي يقومان فيها بتربية ابناء ابنتهما التي هربت في يوم من الايام منتصف عقد الثمانينات وكانت تعود بين فترة واخرى لترمي ابناءها امام باب الوالدين ليقوما بتربية الابناء لكن ما ظهر فيما بعد كشف ان للقضية مسار اخر كاد يدفن في اية لحظة مع موت الاب الممكن.

اليوم وبعد مرور ساعات عديدة على الكشف عن اسوء جرائم النمسا واوروبا ومازال النمساويون تحديداً غير مصدقين لوجود مثل هكذا قضية على اراضيهم، في الوقت الذي يواصل فيه اخصائيوا البحث الجنائي عمليات تمشيط السرداب بحثاً عن بصمات وقصص لفتاة عاشت افضل سني عمرها ولمدة ربع قرن خلف جدران سميكة مع ابناءها اللذين سلبت حق العيش مع بعضهم بلا ذنب سوا ان الاب حاول ان يخفي جريمة ممارسة الجنس مع ابنته منذ ان كان عمرها 11 عاماً بجريمة اكبر عوقبت فيه البنت بالسجن على يد والدها الذي كان يستحق هو السجن لا غيره.

ويقول المتحدث باسم الشرطة النمساوية انها مازالت تتلقى من الضحية العديد من القصص التي تعكس (الكابوس) الذي عاشته على يد والدها طوال الاعوام الاربع والعشرين منذ ان قرر عام 1984 ان ينقلها مكبلة الى السرداب والذي لم تخرج منه بعد ذلك ابداً.

ومن المتوقع ان تظهر الضحية (اليزابيث فريتز) قريباً لتدلي بتصريح للعامة هو الاول من نوعه بعد ان تم ضمان عدم اتصالها بوالدها مرة ثانية.

النافذة الوحيدة التي امتلكتها الاسرة المنكوبة هو جهاز تلفزيون بعد ان حجزت خلف جدار كونكريتي لم يحس بوجوده احد حتى الجدة التي لم تكن تعلم شيء عن ما يحدث في منزلها خلال الاربع والعشرين سنة الماضية ويعلق المتحدث باسم الوضع الذي عاشته الاسرة بالقول "هناك كثير من الاشياء التي لا تريد ان تراها، ما نشر على الصور هو الاقل تاثيراً على الناس مما لم يتم نشره من ذلك المنزل".

نهاية هذه القصة الحزينة جاءت حينما اصيبت البنت الكبرى البالغة من العمر 19 عاماً بمرض خطير للغاية فقام الجد برميها على باب احد المستشفيات القريبة قبل ان يوجه اطباء المستشفى نداءً عاجلاً للام من اجل القدوم والكشف عن التاريخ الطبي للفتاة وهو ما دعا المهندس الكهربائي البالغ من العمر 73 جوزيف فليتزر للسماح لابنته بالخروج من سرداب الرعب واخبار زوجته ان ابنته عادت بعد ان قررت انهاء رحلتها بعيداً عن عائلتها.

اثبات ان المغتصب هو والد الابناء الحقيقي

اثبتت فحوصات الـ DNA ان جوزيف فريتزل هو والد الابناء الستة الذين انجبتهم ابنته بعد ان اجبرها على ممارسة الجنس معه طوال مدة بقاءها في سرداب الرعب والتي امتدت لاربع وعشرين عاماً كما تم اثبات ان الابن الذي توفي بعد فترة وجيزة من ولادته وحرقه الاب هو ابن فريتزل نفسه ويواجه هذا الرجل الذي كان يعمل مهندساً كهربائياً حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة الاختصاب.

وفي ظهوره الاول امام المحكمة لم تبدو اي علامات للندم على وجه الاب وفق ما نقله الصحفيون اللذين سمح لهم بالحضور وكانت الكلمات الوحيدة التي قالها انه يريد تخليص نفسه.

وقد قررت القاضية ابقاء المتهم في عهدة القضاء دون تحديد مدة بقاءه

الشرطة تقوم بالبحث في بقية املاك الرجل

بدأت الشرطة النمساوية حملة بحث كبرى في العديد من املاك جوزيف فريتزل سعياً لتحقق من كون المتهم لم يكرر جريمته في اماكن اخرى من املاكه مع اشخاص اخرين.

واكد فرانس بويزر مسؤول الشرطة في مكتب (نمسا السفلى) ان العثور على ضحايا اخرين امر مستبعد "كون المجرم كان مشغولاً بجريمته الاساسية ولم يكن لديه الوقت لتكرار الجريمة في مكان اخر".

الصحف النمساوية تواصل نشر تفاصيل القضية

واصلت الصحف النمساوية لليوم الثالث على التوالي نشر تفاصيل الجريمة التي شهدتها بلدة (امشتيتين) حيث حملت تلك الصحف عنواين من قبل (الوالد المرعب يكسر صمته)، و (عاش حياة مزدوجة بالخفاء بدون ان تعلم زوجته) و (العيش خلف باب يزن 300 كيلوغرام).

وقامت الصحف بنشر لقاءات مع اطباء حول امكانية العيش بدون التعرض لاشعة الشمس كل هذه المدة وكذلك ان كان هذا الرجل قد تلقى مساعدة من اشخاص لاتمام خطته للحفاظ على ابنته في هذا السرداب كل هذه المدة وفي احد التقارير نقرأ "كيف يمكن لرجل ان يقوم باقامة باب يزن 300 كيلوغرام، علينا الان ان نقوم بالتحقيق في كون هناك اشخاص اخرين ساعدوه".

التايمز: للرجل سوابق

قالت صحيفة التايمز البريطانية ان الرجل اتهم في قضيتين سابقتين احداهما التحرش الجنسي.

التسلسل الزمني لحياة اليزابيث

1977: تحدثت الابنة اليزابيث عن تعرضها للتحرش الجنسي من قبل والدها منذ ان كان عمرها 11 عاماً.

8 اغسطس 1984: الوالد ينقل الابنة الى السرداب بعد ان قام بتخديرها ووضع غطاء على رأسها.

1988: مولد اول ابناءها من ابيها (كرستن)

1989: مولد ابنها الثاني (ستيفان)

1993: فتاة صغيرة (ليزا) تترك امام باب الوالدين مع رسالة تسأل الاب والام للعناية بها.

1994 : ابنة اخرى (مونيكا) تصل بنفس الطريقة الى باب الوالدين مع نفس الملاحظة.

1996: مولد التؤام ووفاة احدهما حيث قام جوزيف بحرق الجثة

1997: يتم نقل (اليكسندر) التؤام الثاني الى الطابق العلوي لكي يلتحق بباقي العائلة.

2003: رسالة اخرى من اليزابيث تقول انها انجبت طفل اخر هو (فليكس) السنة الماضية وتم رعايته في السرداب طوال سنة كاملة.

2008

19 ابريل: تم نقل كرستين الى المستشفى بعد ان شعرت بمرض شديد، وقد اكتشف الاطباء ان الجد هو الوالد!

ابريل 20 وحتى 27: جوزيف يقوم بترك الابنة لتخرج من سجنها مع ستيفان وفليكس ويقول لزوجته ان الابنة اختارت العودة اخيراً الى عائلتها.

26 ابريل: الشرطة تقوم باستقبال جوزيف واليزابيث بالقرب من مستشفى امشتاتين حيث يتم معالجة كرستين.

27 ابريل: جوزيف يعترف بذنبه بعد بيان رسمي اصدرته