غادة مصلي: أميرة الفضل ولجين عمران ظهرتا من بعدي

رحاب ضاهر من بيروت: كان دخولها عالم التقديم صدفة ولم يكن ضمن مخططاتها ولكن الصدفة لعبت دورها حين شاهدتها سيدة تعمل في "روتانا" وطلبت منها أن تجري اختباراً وذهبت وهي غير مقتنعة بالأمر لكنها نحجت وتم قبولها واستطاعت أن تحقق نجاحاً حيث شاركت في تقديم برنامج "روتانا كافية" ثم كانت الخطوة الأهم في حياتها المهنية حين انتقلت للعمل في "ال بي سي" عبر برنامج "عيشوا معنا" . غادة مصلي وجه اعلامي مشرق تملك الجمال والقبول لدى الناس اضافة الى إنها في حالة بحث وجهد دائم لتطور من قدراتها أكثر وأكثر حيث تعتبر أن الجمال وحده لايكفي لصنع النجاح بل الثقافة هي الأساس الذي تعتمد عليه . غادة مصلي بعفويتها وتلقائيتها في حوار لإيلاف:

بعد مرور أكثر من سنة على المشاركة في تقديم برنامج "عيشوا معنا ". كيف وجدت التجربة؟
الحمدالله أني وفقت بهذه التجربة لأنها اضافت إلي الكثير، برنامج "عيشوا معنا " جعلني اتعرف إلى كثير من الأمور ، وأول شيء أريد أن أقوله أنه جعلني أعيش وكأني مقيمة في السعودية وجعلني أعرف أمورا كثيرة عن بلدي وخصوصا أني اعيش في غربة ،صحيح لبنان بلد جميل ورائع لكن بالنهاية أنا بعيدة عن بلدي ولكن لامست الشارع السعودي وتعمقت بقضايا بلدي ومشاكل المجتمع وكل شيء جديد من خلال برنامج "عيشوا معنا " وهذا شيء اضاف إلي كثير ، إضافة إلى القراءة الكثيرة ومتابعة الصحافة بشكل يومي ومواكبة كل جديد.

مشاركتك ب"عيشوا معنا " كان نقلة نوعية من برنامج شبابي إلى برنامج اجتماعي. كيف وجدت ذلك؟
دائما كنت أردد أن "روتانا كافيه" هي خطوة أولى لي رغم أنها جاءت بالصدفة وكنت اعتبرها خطوة او مدخلا لبرنامج مثل برنامج "عيشوا معنا" وتمهيدا لأقدم برنامجا اجتماعيا يعالج قضايا وكان ذلك حلمي . بعد ان تعودت على الكاميرا والظهور على الشاشة والناس تقبلتني كنت أحلم ببرنامج اجتماعي.

أول سعودية تظهر على فضائية

أنت خريجة ادارة أعمال ما الذي أخذك إلى التقديم
لم يكن لدي اي مخطط لدخول عالم التلفزيون أنا درست ادارة أعمال ودخولي للتقديم كان صدفة حيث إني كنت في زيارة إلى لبنان وكنت في مقهى وتعرفت إلى سيدة تعمل في روتانا وقالت لماذا لااجرب عمل "كاستينغ" طالما أني سعودية فرفضت لأني كنت خائفة ولكنها بقيت تلح علي لفترة أن اتقدم إلى أن وافقت وذهبت على سبيل المزاح وعدت إلى السعودية وتكلمت مع عائلتي بالموضوع وقبلوا الفكرة وجاءني اتصال انه تم قبولي ويريدون ان انضم إلى "روتانا كافية" وفي ظرف شهر جئت الى لبنان واستقريت فيه . وفي تلك الفترة كنت أول سعودية أطل على شاشة فضائية في برنامج مباشر .

لكن كان يوجد أميرة الفضل ولجين عمران؟
لا أبدا أميرة الفضل ولجين عمران ظهرتا على الشاشة بعدي أنا. اميرة كانت في إذاعة "ام بي سي" ولجين كانت في البحرين .

هل لأنك سعودية تم اختيارك؟
لااستطيع أن انكر هذا الشيء لكن هذا امر في صالحنا حتى يعرف الناس من هي الفتاة السعودية ودليل نجاح الفتاة السعودية وجود كثير من المذيعات السعوديات على الفضائيات ولا نستطيع ان ننكر أننا نسير على خطى مذيعات قديرات مثل "ماما دنيا" دنيا بكر يونس ونحن نسير على خطاهن لكن جيلنا توافرت له الفضائيات .

هل نجاح المذيع السعودي لأنه يجلب المعلن؟
نعم نستطيع أن نقول أن إغلب المعلنين هو المعلن السعودي وهو الموجود والأكبر في السوق وخصوصا في الاعلام ولكن برأي أن اي معلن يبحث عن مذيع ناجح سواء كان سعوديا او من جنسية أخرى.

لكن المعلن السعودي عادة يرى أن المذيعة او المذيع السعودي ورقة رابحة نظرا لإقبال السعوديين على متابعة ابن بلده؟
سأتكلم عن برنامج "عيشوا معنا" وليس عن غادة فالبرنامج كما قلت يعالج قضايا وهو الأول من نوعه وسوف تتفاجأين عندما تجدين أن كثيرا من الفضائيات تعد لعمل برامج نسخة عن "عيشوا معنا" لأنه كان سباقا لمعالجة قضايا سعودية واستطاع ان يتكلم عنها بصدق وشفافية وشد المشاهد السعودي لأنه يعبر عنه وكانت اسئلتنا سواء انا أو زميلي علي أو منى عندما كانت في البرنامج كنا نطرح اسئلة المشاهد الذي يرغب في معرفة أجابات عنها من هنا استطاع البرنامج ان يجذب المعلن والمشاهدفي الوقت نفسه.

حلقة "هيئة الأمر بالمعروف" كانت جريئة ومن اقوى الحلقات هل واجهتكم صعوبة في الاعداد لها و في استضافة الشخصيات؟
للأمانة دائما أسأل إذا كنا نواجه صعوبات في البرنامج بشكل عام ولكن الحلقة الخاصة بالهيئة كانت من أجمل الحلقات وكانت حلقة مكاشفة وتوضيح عن دور الهيئة نحن لم نهاجم هيئة الامر بالمعروف بل ألقينا الضوء على دورها وما دورنا نحن كأفراد وكيف نتقبل الأمر وكان لابد من معرفة ما هي واجباتنا وما هي واجبات الهيئة حتى لايحدث لبس لأننا سمعنا مؤخرا في الصحافة كثيرا من القصص عن الهيئة وقضايا تقام ضدها فكانت حلقة برأيي أكثر من رائعة وأحب عبر "إيلاف" أن أشكر المحامي نايف يماني وهو مستشار قانوي اشكره على صراحته وجرأته وعلى حديثه الذي افادنا وقدم لنا توعية نستطيع ان نستفيد منها وان نتكلم عن هيئة الامر بالمعروف بشكل سليم وصحيح .

كيف وجدت صدى البرنامج في المملكة العربية السعودية؟

لااستطيع ان اصف لك صدى البرنامج وألمس ذلك من خلال زيارتي للمملكة الحمدالله . من خلال زياراتي لمدينة جدة اجد الناس تسلم علي بفرح وهم يقترحون علي مواضيع لطرحها في البرنامج وفعلا كثير من القضايا والمواضيع التي نطرحها في البرنامج هي بناء على طلب المشاهد السعودي مثل موضوع التسجيل والقبول في الجامعة بسبب النسب المرتفعة وكانت من اروع الحلقات.

بعد انتقال منى سراج من البرنامج هل أعطاك ذلك مزيدا من المسؤولية تجاه البرنامج كونك اصبحت مذيعته الوحيدة ؟
للأمانة وعبر هذا اللقاء وعبر "إيلاف "أريد أن أوجه لمنى تحية وأبارك لها بكل خطوة جديدة ستخطوها والله يوفقها أنا منذ أن انضممت لل "ال بي سي" وأصبحت زميلة لكثير من الأسماء الكبيرة الناحجة وثقة الأستاذ مروان متني الذي اختارني لأكون في فريق "عيشوا معنا" جعلني في موضع مسؤولية منذ اليوم الأول الذي ظهرت فيه على الهواء وان كانت الناس تلاحظ الفرق بين أول يوم والآن أصبحت حسب رأي الصحافة والزملاء أكثر تطورا وطورت نفسي لكن منذ أول يوم إلى الآن الاحساس نفسه بالمسؤولية.
كيف هي علاقتك ب " ال بي سي "؟
علاقة ممتازة لي قرابة السنتين في "ال بي سي" و تقدم لي كل شيءولاأجامل قناة رائدة ولااشعر نفسي في قناة تتعبني أو أشعر أنها عبء على العكس كل شيء توفر لي ولا تبخل بشيء وكريمة معي فوق التخيل.

التقديم المباشر له ايجابياته وسلبياته . ماذا تعلمت من تجربة التقديم المباشر؟
أول شيء أنا بدأت بالبث المباشر في "روتانا كافية" ولم أكن لأقبل بعد ذلك بخطوة أو عمل غير مباشر ، الجميل في المباشر أنه يجعلك قريبة من المشاهد ، التسجيل يشعرني بالبعد عن المشاهد ويتعبني في "عيشوا معنا" سجلنا حلقة العيد و تعبت فيها ولم اشعر اني سعيدة رغم انها كانت حلقة خفيفة ، المباشر فيه تفاعل مع المشاهد عبر الاتصالات أما سلبيات أنه مع الوقت قد يضجر او يمل المشاهد لأن كل يوم يشاهدك اضافة الى الخوف من ان يأتي اتصال يهاجمني ، أنا أكثر واحدة لاتخاف من المباشر .

الكاميرا تظلمني
إلى اي مدى ساهم جمالك في دخولك عالم التقديم؟
اليوم مفهوم الجمال لم يعد يؤخذ به من قبل الإدارات في المحطات روتانا كان فيها كثير من ملكات الجمال وغيرهن اليوم اصبح الاعتماد على الثقافة ووجود القبول rsquo; لن اقول لك اني جميلة رغم ان الكاميرا تظلمني وابدو ممتلئة أكثر من الحقيقة لكن لدى قبول والناس تقول لي انها تتقبلني ، اوبرا وينفري ليست جميلة لكن لديها قبول غير طبيعي الكبير والصغير يتابعها ، الثقافة والتجدد في الأفكار والشكل في الأسلوب واضافة شيء جديد اهم بكثير من ان أكون جميلة وغير مثقفة وإذا كان الجمال مدخلا في هذه المهنة بالذات فهي بداية خاطئة لأن الجمال لم يكن يوما كفيلا بنجاح شخص الجمال حلو عندما يجتمع مع الثقافة والقبول ، انا اليوم اقول الحمدالله أني أملك القبول والثقافة والادارات في الفضائيات تبحث عن من يجمع العنصرين لاجمال يكفي ولا ثقافة لوحدها تكفي .

دائما المذيع عندما يكون يقدم برنامجا مع مذيع اخر يحلم ببرنامج خاص به. هل لديك هذا الشعور والرغبة؟
انا اؤمن أن العمل الناحج يحتاج لفريق وليس شرطا حتى يكون المذيع ناجحا ومتألقا ان يقدم برنامجا لوحده ، انا دائما اعود لبدايتي لأني تأثرت بها ففي "روتانا كافيه"كنا فريقا وروحا واحدة وهذا ما ساهم في نجاح البرنامج لمدة خمس سنوات وعندما ترك احدنا البرنامج كرت السبحة والآن جاء فريق جديد وفي "عيشوا معنا" كنا مثلثا انا ومنى وعلي وكان أول حوار لنا في مجلة روتانا وذكرت أننا نحن الثلاثة لن ننجح دون بعضنا وللأسف منى تركت البرنامج وأتمنى أنا وعلي أن نكون على قدر المسؤولية ، صدقا فكرة اني اريد الضوء لي وحدي فكرة بعيدة عني والفريق هو الذي ينجح البرنامح .

سمعنا انك تحبين الصحافة المكتوبة ؟
منذ أن بدأت مع "عيشوا معنا" يوجد فقرة الصحافة وهذا ما جعلني أحبها واكون قريبة واطمح أن يكون لي شيء في الصحافة المكتوبة لأنها تضيف كثيرا و المذيع الماهر لابد أن يكون صحافياماهرا .

لن اترك لبنان مهما حدث
في هذه الفترة طالبت السفارة السعودية من رعاياها ترك لبنان. هل يراودك القلق والخوف ، وما تعليق العائلة على وجودك في لبنان في هذه الاوضاع؟

لبنان عشت فيه بحلوه وسأعيشه بمره صحيح السفارة طلبت من الرعايا السعوديين مغادرة لبنان لكن أنا لم أثأثر ولم أخف لي خمس سنوات أعيش في هذا البلد وأعتبر نفسي فردا منه مثلي مثل اللبناني واذا اللبناني خاف وسافر أنا سأسافر ، لاأستطيع أن أصف شعوري ناحية لبنان وربما كثير من السعوديين سيستاءون لكن أنا أحب لبنان وكأنها بلدي عشت فيها وعلمتني وقدمت لي النجاح وعندما طلبوا من الرعايا السعوديين المغادرة لاأنكر أني خفت لكن ليس خوفا أن يحدث لي شيء خفت أن تطلب عائلتي مني العودة وتصر على ذلك لكن الحمدالله عائلتي تفهمت الوضع واحترمت خصوصيتي وعملي ورغبتي وانا سعيدة بهم وبموقفهم ولن اترك لبنان مهما حدث .

ماذا عن شعور الغربة؟
لايوجد لدي في لبنان اي احساس بالوحدة أو الغربة والشعب اللبناني شعب مضياف وعلى قول ماجدة "ست الدنيا يابيروت" وهي فعلا كذلك وبعد انضمامي ل "ال بي سي" كونت معهم عائلة ومن قبلها مع روتانا ، يوميا بيننا اتصالات صارت لدي عائلة "روتانا" وعائلة "ال بي سي" ولدي كثير من الناس والمعارف والأصدقاء الغربة اسم فقط والشيء الوحيد الذي تغربت فيه عندما افكر بأخوتي كيف يكبرون ولو حدث شيء في السعودية سواء خبر مفرح او حزين اتمنى ان اكون مع عائلتي هذا ما يشعرني بالغربة وافتقاد عائلتي.

أنا أحترم بلدي سواء وضعت الطرحة أو لم أضعها

الى اى مدى اصبح المجتمع السعودي والرجل خاصة يتقبل ظهور فتاة سعودية في الاعلام ؟
منذ ظهوري في الاعلام وأنا منسجمة مع حياتي ومع عائلتي ومع الإنطباع الذي ألاقيه في السعودية. لاتتخيلي الى اي مدى الرجل السعودي اصبح اكثر انفتاحا والمجتمع السعودي اكثر تفاعلا" مع مجريات الحياة ، انا اليوم صادقة مع نفسي ظهرت كما انا وتقبلوا هذا الامر واحبوا كيف انا ظهرت واحبوا جرأتي وصراحتي .

تقصدين بأنك ظهرت كما أنت أنك لم تضعي الطرحة أو الحجاب ؟
نعم بالفعل ظهرت كما أنا ، وعندما سأرتدي الحجاب -وان شاء الله سأرتديه- سألتزم و أقصد أن ألتزم أي أنني سأرتدي الحجاب ليس فقط أمام الكاميرا وتكون قناعتي أن ألبس الحجاب في كل وقت وكل مكان ولن يظهر مني شعرة ولن يكون مجرد ايشارب.

لكن عندما تزورين السعودية تضعين العباءة والطرحة ؟
نعم أضعها لأني أشتاق لها ولأنها الزي الوطني وأحب شكلي بالعباءة والطرحة وليس معنى أني لا أضع الطرحة أني لا أحترم بلدي ، أنا أحترم بلدي سواء وضعت الطرحة أو لم أضعها وأتمنى أن تصل هذه الفكرة للناس لأن كثيرين يقولون لي إني عندما لاأضع الطرحة أنا بذلك لااحترم بلدي على العكس أنا أحترم بلدي بأخلاقي وبسلوكي وكلما طورت نفسي وعملي وليس الطرحة هي التي تمثل الاحترام .
أنا أحترم حجاب منى أبو سليمان ومنى سراج وكثير من الأسماء واحترم ايضا عهود الفهد التي ثبت خطوتي ومفهوم النظرة للمرأة السعودية.

لماذا انت مقلة في الحديث الى الصحافة ؟
أولا أنا كسولة اضافة أني أحب أن أعرف من الصحافي الذي سيجري معي اللقاء واي مجلة سأظهر فيها ، اضافة اني لاأحب أن اظهر لمجرد الظهور أو التحدث لمجرد الحديت وأفضل أن يكون لدي شيء أقوله وليس زيادة في عدد اغلفة المجلات الموجودة في الخزانة . أنا تجاوزت هذه المرحلة من زمان رغم أن كثيرا من الاصدقاء يلوموني على ذلك ويقولون ان الظهور في المجلات يفيد الاعلامي ، الشخص الناجح يفرض نفسه سواء كان غلافا على مجلة أو او في حوار صغير .

هل تنتقدين نفسك؟
كثيرا جدا ، لم امدح نفسي ابدا ، وابحث عمن ينتقدني والنقد جعلني أتقدم أكثر انتقد نفسي لماذا فعلت ذلك وأحيانا تفلت الأمور من يدك او لاتستطيعين التغلب على عادة لديك أو كلمة أرددها دائما مثل حين اقول للضيف " الله يخليك بسرعة " أو " الله يسعدك" يضحكون علي بسببها ويطلبون مني تخفيفها لكن قلت لهم دعوني على راحتي . اتقبل النقد من أي أحد من الصغير قبل الكبير ، النقد الذي ليس له هدف سوى التجريح يغضبني مثل في احدى المجلات الكبيرة والمعروفة وكنت انا من أشد متابعيها تنتقدنا لمجرد الانتقاد وتقولنا اقوال لم نقلها هنا ازعل وانزعج . والدتي تنتقدني وتقدم لي النصح وتقول لي اين كنت جيدة واين اخطأت .
لديك "ستايل" خاص في اللبس ونجد ان البعض بدأ تقليده؟
جيد ان يكون لي طريقة خاصة في اللبس ويسعدني أن أجد غيري يرتدي طريقتي نفسها بذلك اعرف اني نجحت بهذا الستايل.