باب الحارة... إسم يدخل عالم التجارة من أوسع أبوابه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اللهجة السورية غزت العالم العربي
باب الحارة... إسم يدخل عالم التجارة من أوسع أبوابه
نجلاء عبد ربه من غزة:حينما قررت شراء قميص صيفي ليعادل موجة الحر التي وصلت ذروتها هذا العام... بدأت دخول محلات الملابس المختلفة، فشدّ إنتباهي محلاً مكتظًا بالفتيات يشترين منه.. توقعت للوهلة الأولى أن صاحب المحل إستطاع إدخال ألبسة تركية أو سورية من خلال الأنفاق المقامة ما بين رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، وجمهورية مصر العربية... ما حذا بي لدخول المحل دون تردد. تتجول في ثنايا المحل فلا تجد شيئًا مميزًا عن جيرانه... الكل هنا يجلب بضاعة معظمها من الصين التي غزت العالم بشتى أنواع السلع المختلفة... وبالتالي لم يعد لي غير البحث عن سر إرتياد الفتيات لهذا المحل. أخيرًا إهتديت إلى إسم المحل الذي جلب زبائنه دون دعاية تذكر. فـباب الحارة، هو إسم المحل الذي يقع في شارع فرعي من شارع رئيس وسط مدينة غزة. وقد إستطاع مروان، صاحب المحل، أن يختار إسمًا يجذب إليه الزبائن في وقت قياسي، وهو ما تحقق له ذلك.
ولقي مسلسل باب الحارة بجزأيه نجاحًا منقطع النظير وحصد كمًّا هائلاً من المشاهدين العرب على جميع الفضائيات، حتى أصبحت شخصيات المسلسل على اختلافها رموزًا وقدوه لكل متابع وفقًا لفهمه وثقافته وتربيته وجيله وشاع اسم باب الحارة، فأطلق على الكثير من المصالح التجارية كاسم له صداه وسلعه تجاريه طبعت على الملابس البوسترات واللافتات، وكانت كفيلة بتحقيق أرباح هائلة .
ونجحت سوريا من خلال مسلسل باب الحارة الدرامي من دخول قلوب المجتمعات العربية المختلفة، وأرضت الثقافة العربية والاسلاميه بما حملت من مضامين حضارية، خاصة من يسكن الشرق الأوسط الذي تربطه عادات وتقاليد شبه موحدة. الأمر ذاته ينطبق على مقهى باب الحارة وسط قطاع غزة. وأختار صاحبه محمد الدغمة الإسم لما له من راحة نفسية لدى المواطنين الفلسطينيين. وبحسب الدغمة، فإن الإسم جلب مئات الشبان. ويقول "يأتون من كل أنحاء قطاع غزة ليستمتعوا بمنظر البحر وسط جو من موسيقى المسلسل السوري الشهير.
وحظي مسلسل باب الحارة بإهتمام واسع جدا بين سكان قطاع غزة تحديداً البالغ عددهم مليون ونصف مليون فلسطيني،. وتزامن بث الجزء الثاني منه عقب إنقسام إجتماعي حصل بعد قتال دامٍ أوقع أكثر من 450 ضحية بين حركتي فتح وحماس. وكان المسلسل يحكي عن حارة موحدة يقف أبناؤها مع بعضهم البعض في كافة المناسبات، وهو ما إفتقده الفلسطينيون حينها. وتمنوا من خلال المسلسل إعادة اللحمة الفلسطينية الداخلية لسابق عهدها.
يقول الحاج أبو عبد الرحمن لـ إيلاف "دفعت ضريبة الإنقسام احد أولادي وهو في عمر الشباب، فقتلوا محمود "21 عاماً" دون أن يقترف ذنباً". ويضيف المسن عندما كنت أشاهد المسلسل، "كنت أبكي أحياناً، خاصة في اللحظات المؤثرة، كوني أتذكر إبني محمود".
زوجة الحاج تتحسر على غياب فلذة كبدها الذي غيبته عدة رصاصات إخترقت جسده. تقول "نتمنى أن يكون عندنا عقيد مثل أبو شاب يحكم الناس هنا ويمشون على خط مستقيم دون أن يقتلوا بعضهم البعض". وتعيش هناء "33 عاماً" لحظات من الماضي عندما تذهب لإستراحة باب الحارة. وتقول "ديكور المكان يخيل لي أن في حقبة زمنية ماضية، إضافة للموسيقى التي تتبع مسلسل باب الحارة، كل هذا يشعرني بحب الماضي والهروب نحوه ولو للساعات".
وتقول هناء حتى معرض ملبوسات النساء، فأنا أذهب إلى محل باب الحارة لمجرد إسمه، علماً بأني أعرف أن ملابسه عادية جدًا، وقد أجدها في أي محل، إلا أن نفسيتي ترتاح له فقط". وتهم أريج "21 عاماً" مع مجموعة من زميلاتها بدخول باب الحارة وسط إبتسامة تعلو جبينها. تقول الفتاة لإيلاف "ربما حبي أنا وزميلاتي للمسلسل جعلنا نرتاد على المحل بشكل شبه دائم، فنحن أحوج ما تكون علاقتنا كما داخل المسلسل من حب وإخلاص".
وتضيف زميلتها سمر " لقد إستفاد أصحاب المحلات الذين عنونوا محلاتهم بإسم باب الحارة، وألصقوا صوراً لأبطال المسلسل داخله. فالمقهى مثلاً الصق كافة صور أبطال المسلسل الشهير، مما يدخل السرور في نفوسنا".