لماذا إنتقل التحقيق في قضية تميم إلى استجواب أصحاب ورؤساء تحرير الصحف

لماذا إنتقل التحقيق في قضية سوزان تميم إلى استجواب أصحاب ورؤساء تحرير الصحف
عادل معتوق يناشد الشيخ محمد بن راشد أن لا يسمح للأيادي الخفية بتغطية الجريمة

رحاب ضاهر من بيروت: فيما تحيط السرية التامة في مصر قضية سوزان تميم ومنع وسائل الاعلام من نشر اي خبر يتعلق بالقضية واستجواب بعض رؤساء تحرير الجرائد التي نشرت اخبار تتعلق بالقضية أصدر السيد عادل معتوق بيانا جاء فيه:

اليوم وبمرور أكثر من أسبوعين على جريمة القتل ، وبعد تصريح قائد شرطة دبي بإكتشاف القاتل وإلقاء القبض عليه في مصر والتقدير الشديد الذي أبديناه للجهود الجبارة المبذولة من السلطات الأمنية في دبي بالتعاون مع السلطات المصرية وترقبنا لظهور الحقيقة الكاملة في غضون أيام كما وعدونا تمهيداً للإقتصاص من الفاعل والمشتركين والمتدخلين معه والمحرضين له
نقف بإستهجان مذهولين أمام التعتيم والتلفيق والتضليل حول قضية التحقيقات مع الجاني محسن منير السكري الذي يطالعنا تارة خبر إنتحاره داخل السجن وتارة أخرى تعرضه لنوبة قلبية ونقله إلى المستشفى وطورا" معلومات عن بقائه على قيد الحياة سواها من أخبار غير مؤكدة بحيث بقي مصير المجرم مجهولا" وإعترافاته على المحرض والمدبر طي الكتمان .
فلن نقبل الوقوف متفرجين مكتوفي الأيدي على ما يحصل من فبركات وشهادات زور وسنعمل بكل ما يقدرنا الله عليه لكشف الحقائق ومتابعة الموضوع حتى النهاية .
إزاء هذا التكتم الشديد لا بد من مناشدة سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم حاكم دبي الذي عهدناه دوما" حصنا" في وجه الباطل والظلم يفتح المقفل ويفضح المكتوم، وليس عنده من الله أكبر وقد عاهدنا على إعلاء راية الحق والدفاع عن الإنسان وجعل من دبي موطن الأمان والحريات وبلد الحضارة في هذا الشرق .
نناشده بإسم الحقيقة والضمير أن لا يسمح إطلاقا" للأيادي الخفية بتغطية الجريمة من خلال إخفاء القاتل وطمس المعطيات الثابتة والصحيحة ، وبالتالي المسارعة إلى إستلام القاتل من السلطات المصرية مع كامل ملف التحقيقات حفاظا" على حسن سير العدالة وإستكمال إجراءات التحقيق وصولا" لتوقيف كل من يثبت ضلوعه بهذه الجريمة مهما علا شأنه وإحالته إى المحاكمة ليلقى أشد العقوبات . فهذا من شيم الكبار مساعدة الحق وإنزال الإنصاف ومساواة الناس جميعهم تحت حمى القانون .
هذا من جهة ، اما من جهة أخرى نسأل سيادة الرئيس حسني مبارك لماذا إنتقل التحقيق مع الفاعل إلى التحقيق مع اصحاب ورؤساء تحرير الصحف في مصر ولم تحسم بعد نتائج التحقيقات ومصير المتهم محسن السكري ومعرفة دوافعه ودافعيه ولم يصدر بعد أي تكذيب عن القضاء المصري بخبر مقتله في السجن ، وهل ترضون أن يقال عن السلطات المصرية في دولتكم يا سيادة الرئيس أنها تخفي المجرم الحقيقي وتقمع الإعلان عن حقيقة الفاعل والمدبر والمتورطين في مثل هذه الجريمة النكراء سيما بعد القبض عليه وإدلائه بإعترافات نشرتها العديد من وسائل الإعلام في الوطن العربي ؟! وكيف تطلبون عدم التستر عن أي مجرم

في حين يمنع النائب العام في مصر نشر الأخبار عن هذه الجريمة بحجة الحفاظ على الوضع الإقتصادي المصري ؟!
ولماذا هذه الجريمة بالذات رغم أن الصحف تتناول يوميا" آلاف الأخبار عن كل الجرائم الأخرى في مصر . وهل أن الإقتصاد المصري مرهون بإخفاء الجرائم وبتغطية شخص قد يكون وراء مقتل فنانة لبنانية نحرت وسفك دماؤها في دبي على يد مجرم رهيب يحمل الجنسية المصرية ومصر براء منه ؟ وهل تسمحون أن يصبح الإنسان البريء رخيصا" إلى هذا الحد في أم العروبة ؟
أليست القيم والمباديء الإنسانية التي تنادون بها هي الأساس أم ستسمحون أن تتحول لا سمح الله لمجرد كونها شعارات للإستهلاك العام ؟
فماذا سيكتب التاريخ عن هذه الحادثة وماذا ستقولون للرأي العام تجاه إرتباط إسم رجل الأعمال والسياسة المصري الشهير بهذه الجريمة ؟
القرار قراركم وإن أردتم إقران القول بالفعل فأعطوا أوامركم بتسليم القاتل فورا" إلى قضاء دبي مع إعترافاته الأولية التي صدرت بصورة عفوية تحمل حقيقة محرضه قبل أي تدخل أو تحوير أو تطنيش وذلك كي ينصفكم التاريخ ونصرة" للحرية والحق والعدالة ، فندعوا لكم بالعمر الطويل ولعهدكم بالدوام ولبلدكم بالتقدم والسلام والإزدهار .
إلا أنه فخر للأمة العربية ألا تكون لديكم أي محظورات وقد أوعزتم برفع الحصانة عن أي كان في هذه القضية كما اشارت المعلومات الصحفية .
فما تريدونه يا سيادة الرئيس نحن نريده وثقتنا أنه سيتحقق تحت حكمكم وإشرافكم وعهدكم الأمين .
ولكن قطعا" لدابر الشك يجب تسليم القاتل إلى السلطات في دبي التي وضعت يدها على الجريمة وباشرت التحقيق وأن يتم ذلك على وجه السرعة تحسبا" للأسوأ ومنعا" لمحاولات التدليس على إختلاف أنواعها ولوضع حد للتأويلات والشائعات وما يستتبعها من تحاليل ومفاعيل تضر بسمعة مصر الحبيبة ولكن أيضا" وفي مطلق الأحوال ومهما كانت الأساليب الملتوية التي يتوسلها البعض لتمرير المسألة بخدعة ولفلفة نطمئنهم أننا لن ندعها تمر ولن تمر ، فالموضوع لنا هو مصيري بإمتياز . ونحيي الصحافة الجريئة التي تحافظ على رسالتها السامية وإن كان البعض الآخر من الصحف الخاصة يختلق التحاليل لتبرير هذا وذاك مساهمة" منه في لعبة التمويه هذه من أجل مصالح مادية وشخصية رخيصة لم تعد تخفى على أحد . فهؤلاء نعتبرهم شركاء في التواطؤ على الحقيقة ونحملهم كل المسؤوليات لما يسوقونه من أكاذيب ، فثمنهم البخس بات معروفا" ... والدماء الغالية لا تشترى ولا تباع بمال مهما غلا وكلام الشرف والكرامة والنزاهة بالنسبة لنا لا يزال ...

كما ونطلب من جانب النائب العام التمييزي في لبنان بشخص القاضي سعيد ميرزا المحترم التدخل شخصيا" بشكل ملح للإستحصال على أجوبة نهائية واضحة وصريحة فيما خص مصير الجاني الموقوف في مصر وما آلت إليه التحقيقات وتزويده بنسخة عنها كي يتخذ القرارات المناسبة ويبنى عندئذ على الشيء مقتضاه القانوني الصحيح .
فنحن على يقين بأن لسوزان الرحمة والآخرة الصالحة وإنه لن يموت أبدا" حق وراءه مطالب وإن العدل سيأخذ مجراه ولا يزال في وجهنا نظر وفي عقلنا بصيرة وفي قلبنا نبض وفي نفسنا روح وفي روحنا وجدان ولن نهاب شيء في سبيل الحقيقة طالما في دمائنا حياة يكتبها الله عز وجل ، فله وحده ننحني وإياه وحده نعبد ونخاف .