العنف طال ثلاثة آلاف طفل في الجزائر هذا العام
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقالت قيادة الدرك الجزائري إنّ السنتين الأخيرتين عرفتا 1100 جريمة وجنحة ضد القصّر، 26 في المئة منها جريمة جرح عمدي، في وقت استخدمت جماعات الإجرام 500 قاصر في قضايا بيع وتعاطي مخدرات، وتعتبر المناطق الأكبر في الجزائر، وهي ولايات العاصمة ووهران وباتنة الأكثر عرضة للظاهرة (202 حالة).
ويرى أخصائيون أنّ غياب سياسة وقائية عميقة زاد من اتساع رقعة العنف ضد الأحداث، وأبدت تخوفها من احتمال استفحال حجم النزيف وخشيتها من ابتلاع غول العنف للقصّر في غضون الأعوام القليلة القادمة، علما أنّ السنة الماضية كرّست استمراريّة الانحراف، أين سجّل تورط 3123 قاصرا لجرائم، بمقابل ضلوع 24468 شابا تراوح أعمارهم بين 18 و 29 سنة في الاعتداءات.
ولمجابهة الخطر الداهم، أتت خلايا المتابعة والتي تأسست ثلاث منها على مستوى الجزائر العاصمة ووهران وعنابة بصفة تجريبية في انتظار توسيعها لاحقا، لاستدراك التأخر الحاصل على صعيد الاعتناء بالقصّر، حيث ستعنى خلايا التدخل المذكورة بالتنسيق مع إدارات التعليم والبيئة والشباب والرياضة إضافة إلى الصحة والثقافة والشؤون الدينية، ناهيك عن التكوين المهني والمنتخبين وعموم الجمعيات ووسائل الاعلام، على تحريك حملة تحسيسية واسعة تطال عموم الأطفال والمراهقين، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة، من أجل تقويم التردي الحاصل في منظومة القصر في الجزائر.
وبالتزامن مع العنف الممارس ضدّ الأطفال، هناك ظاهرة "اختطاف البراءة" التي لا تقلّ عنفا، وهي الوجه الآخر للمأساة، فقد شهدت الفترة الماضية اختطاف 841 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة، وصار الأمر مفزعا أكثر خلال الأحد شهرا المنقضية، إثر توارد أنباء عن اختفاءات ملغّزة لما يزيد عن 150 طفلا، عُثر على جثث أغلبهم في حالة تحلل متقدمة بآبار مهجورة، بينما تعرّض قطاع غير يسير منهم إلى اعتداءات جنسية كانت لها انعكسات على هؤلاء الذين تعرضوا لصدمات ليست بالهيّنة. والغريب أنّ الاختطافات التي طالت الأطفال، لم تتبنها جهات معينة، وظلت مقترنة غالبا بظروف غامضة، وقليلة هي الحالات التي طالب فيها خاطفون من عائلات ضحاياهم دفع فديات، ويربط محققون أمنيون يشتغلون على الملف، بروز هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الجزائري، بما أفرزته آفة المخدرات وممارسات شبكات الجريمة المنظمة، إضافة إلى ما نجم عن الفكاك الأسري والعنف الدموي الذي جعل من الجزائر أسيرة لمستنقع مزمن.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف