ترفيه

تجار بيت لحم مازالوا يعلقون أملهم على عيد الميلاد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأ تعليق المصابيح وانطلقت أجراس كنيسة المهد لكن فرحة عيد الميلاد لم تصل بعد الى كل سكان بيت لحم.

بيت لحم: على الرغم من عودة الهدوء الى المدينة التي شهدت مولد السيد المسيح والتي شهدت قتالا شرسا خلال الانتفاضة الفلسطينية اول هذا العقد فان السياح الاجانب الموسرين الذين ينفقون الاموال لم يعودوا كما يقول أصحاب المتاجر والمطاعم الذين يعتمدون على هؤلاء السياح لكسب الرزق.

وفي العام الماضي شهدت بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة أول موسم سياحي مزدهر منذ الانتفاضة. وقالت وزارة السياحة الفلسطينية ان نحو 1.5 مليون شخص زاروا بيت لحم عام 2008 .

وقال الياس العرجا رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية "وجود الناس هنا خلال موسم عيد الميلاد ينعكس على المواسم القادمة واذا كان الوضع العام جيدا فان ذلك سينعكس على المدينة."

لكن رغم التوقعات بزيادة عدد الزوار مجددا يؤكد أصحاب المتاجر انهم لا يشعرون بالفائدة.

فالسياح الاجانب يجيئون الى بيت لحم من مدينة القدس القريبة في زيارات سريعة لمدة نصف يوم تنظمها شركات سياحية مقرها في اسرائيل. وعلى الرغم من ان المسافة بين المدينتين لا تزيد على بضعة كيلومترات فان الجدار العازل الاسرائيلي يعقد الرحلة.

وقالت دوريس واريل وهي قسيسة بروتستانتية أميركية كانت من بين عدد قليل من الاجانب بقي لمشاهدة السلع المعروضة في سوق أقيمت هذا الاسبوع بمناسبة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد "لدي انطباع واضح بأن الحكومة الاسرائيلية لا تفضل مجيئي الى هنا."

جاءت من الولايات المتحدة وتذكرت رحلة مختلفة تماما لبيت لحم عام 1994 بعد وقت قصير من اطلاق عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة الان.

وقالت واريل "كان الناس سعداء ويحتفلون. كانت هناك نقطة تفتيش لكن لم يكن هناك هذا العائق البصري الضخم" مشيرة الى الجدار العازل الذي بنته اسرائيل في عمق اراضي الضفة الغربية على مدى الخمس سنوات الماضية. وتقول اسرائيل انه لمنع شن هجمات على مواطنيها.

وأضافت واريل "أنا كشخص يريد السلام للفلسطينيين والاسرائيليين على السواء .. مشاهدتي لهذا الجدار هو علامة على مدى الخطى التي اتخذناها للوراء. الامور بالنسبة للبعض قد لا تكون بهذا العنف لكنها لم تصبح سلمية بعد."

وتقول اسرائيل ان الجدار العازل نجح الى حد بعيد في تقليص اعمال العنف بينما يقول الفلسطينيون وقد دعمهم في ذلك حكم من محكمة العدل الدولية ان بناءه في أراضي الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 هو مصادرة للاراضي ووسيلة لتشديد سيطرة اسرائيل على القدس.

كان معظم الزوار في سوق عيد الميلاد في بيت لحم التي تباع فيها الزينات وأشغال الابرة وزيت الزيتون والمجوهرات فلسطينيين. وقال حنا (20 عاما) من مركز ادارة الضفة الغربية في رام الله "الكل يعرف عظمة المجيء الى بيت لحم خلال عيد الميلاد.

"اذا تمكن سكان بيت لحم من جعلنا نحس بان الموقف هاديء وانهم يقومون بمثل هذه الانشطة فهذا يشجع الفلسطينيين على الزيارة."

واتخذت الحكومة اليمينية لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي خطوات لتسهيل حرية الحركة للفلسطينيين في شتى انحاء الضفة الغربية وقلصت من نقاط التفتيش العسكرية في مسعى لتعزيز النمو الاقتصادي.

ويقر زعماء فلسطينيون يرفضون استئناف محادثات السلام احتجاجا على رفض نتنياهو فعل المزيد للحد من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بأن خطوات "السلام الاقتصادي" التي يتخذها ساهمت في النمو الاقتصادي الذي بلغ هذا العام نحو سبعة في المئة.

لكن تجار بيت لحم يشكون من ان مواطنيهم الفلسطينيين لا ينفقون مثل السياح الاجانب الذين اعطوا يوما تجارتهم دفعة قوية خلال الاعوام التي بدت فيها أعمال العنف قد انتهت.

بل ان الاجانب الذين يجيئون ليسوا ممن ينفقون كثيرا.

وقال توفيق الاعمى وهو شريك في واحد من أكبر المطاعم ومحلات بيع الهدايا التذكارية الاعمى "خلال عيد الميلاد نشاهد 50 باص من الفلبين واجانب غيرهم يحضروا من تل ابيب ونتانيا ولا احد يستفيد منهم."

ويعمل فلبينيون مسيحيون باعداد كبيرة في اسرائيل عادة لرعاية المسنين.

وقال العرجا الذي ينتظر ان تزيد اعماله بما يتراوح بين 60 و70 في المئة هذا العام ان فنادق بيت لحم تشهد حالة ازدهار والفضل في ذلك يرجع الى زوار عرب يجيئون من مناطق اخرى من الضفة ومن اسرائيل لقضاء عطلة.

وأضاف "وقت عيد الميلاد لن تبقى حجرة واحدة شاغرة."

وتوقعت خلود فرنسيس خليل دعيبس وزيرة السياحة الفلسطينية زيادة عدد الزوار.

لكن هذه التوقعات لم تعط سامر قرعة الذي يملك مطعما ومتجرا لبيع الهدايا التذكارية قدرا كبيرا من الراحة والذي يريد ان يمكث الاجانب وقتا أطول في بيت لحم وينفقون اموالا اكثر في المدينة التي يعيش تجارها على مبيعات متاجرهم من الصلبان المصنوعة من خشب الزيتون والزينات الخاصة بعيد الميلاد.

ويقول سكان بيت لحم ان شركات سياحة تدار من اسرائيل هي التي تنظم زيارات السياح الاجانب لبيت لحم.

وقال قراعة "انهم يتسوقون في اسرائيل ويجيئون الى هنا ساعتين فقط ولا نستطيع ان نقول لا لاننا نريدهم ان يأتون الى بيت لحم."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف