توقع زيادة غازات الدفيئة في الصين بمعدل الضعف في 2020
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
على الرغم من رغبة الصين المعلنة بخفض كثافة الكربون يتوقع العلماء ان تتضاعف انبعاثاتها من غازات الدفيئة في 2020 مقارنة مع 2005 متجاوزة بذلك المستوى المطلوب للحد من ارتفاع حرارة الارض.
وفي وقت تتمحور مفاوضات مؤتمر كوبنهاغن للمناخ حول تقاسم الجهود للحد من انبعاث الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري، ينهمك خبراء في احتساب الانبعاثات المقبلة لهذه الدولة التي باتت اول ملوث عالمي، علما ان العديد من المحللين يعتبرون ان الصين اعلنت التزامات طموحة لم تكن مطالبة بها اصلا.
وستراوح الزيادة في انبعاثات غازات الدفيئة بين 74 في المئة ومئة في المئة اذا تمكنت الصين من تقليص انبعاثاتها بنسبة تراوح بين اربعين و45 في المئة مقارنة بالعام 2005، في موازاة تحقيق نمو اقتصادي لا يتجاوز 8 في المئة، الامر الذي تجاوزته الى حد بعيد منذ 2005.
واوضح ايمانويل غيران منسق المناخ في المعهد الفرنسي للتنمية الدائمة والعلاقات الدولية انه "مع نسبة نمو تبلغ 8 في المئة، ستزيد الانبعاثات بمعدل 74 في المئة".
وتوقع غيران في اتصال هاتفي من كوبنهاغن ان تصل انبعاثات الصين من غازات الدفيئة الى "12,6 جيغاطن العام 2020"، ما يعني "زيادة بمعدل جيغاطن واحد على الهامش الذي حدده (الخبير الاقتصادي) نيكولاس ستيرن والذي ينبغي ان يراوح بين 7,9 و11,6 جيغاطن".
ويشكل هذا الرقم، اي 12,6 جيغاطن، نحو 29 في المئة من مجمل الانبعاثات العالمية. ويعلق غيران "على الانبعاثات العالمية الا تتجاوز 44 جيغاطن العام 2020 اذا اردنا تحقيق هدف ابقاء الاحتباس الحراري ضمن سقف درجتين مئويتين".
لكن دراسة اخرى اعدها خبراء اوروبيون تتوقع زيادة اكبر. وقال خبير رفض كشف هويته ان "انبعاثات الصين من ثاني اكسيد الكربون ستتضاعف بحلول العام 2020"، مؤكدا بذلك تقديرات ادلى بها جامعي استرالي.
وكان فرانك يوتزو من معهد التغير المناخي في جامعة استراليا الوطنية توقع ان "تتضاعف" الانبعاثات الصينية.
ووفق الخبير الاوروبي، فان "انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ستزيد بمقدار يراوح بين 4,2 و5,1 مليارات طن في ظل نمو اقتصادي بنسبة 8 في المئة، وستراوح كامل الانبعاثات بين 9,8 و10,7 مليارات طن العام 2020".
وعليه، سيشكل هذا الارتفاع ثلاثة الى اربعة اضعاف مقدار اجمالي الخفض الذي اعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي انها ستسعى اليه.
وفي ظل هذه الظروف، فان الصين ستتجاوز فرنسا العام 2012 او 2013 ثم الاتحاد الاوروبي بين العامين 2018 و2020 وفق معيار طن واحد من الانبعاثات لكل شخص.
لكن وانغ كي الاستاذ في جامعة الشعب في بكين يرد على هذه الافتراضات بقوله "تستند هذه الفرضية الى تقليص الانبعاثات الاوروبية. لكن السؤال هو: الى اي حد سيتمكن الاتحاد الاوروبي من تحقيق هذا الهدف؟".
واشادت المفوضية الاوروبية التي قالت انها لم تقم بقياس الزيادة المتوقعة للانبعاثات الصينية، برغبة بكين في الابطاء من نموها.
لكن باربرا هيلفريش المتحدثة البيئية تداركت بقولها "في كل الاحوال، بما ان خفض الانبعاثات المستهدف مرتبط بارتفاع اجمالي الناتج الداخلي، فانه من المؤكد ان الانبعاثات ستسجل زيادة سريعة جدا مع توقع نمو قوي خلال السنوات العشر المقبلة (..) ان تحقيق معدلات نمو اعلى للناتج المحلي تتطلب تحسين كثافة الكربون بصورة اكبر لضمان تحقيق هدف وقف ارتفاع حرارة الارض عند درجتين مئويتين".
وبمعزل عن كثافة الكربون، تعهدت بكين القيام بخطوات اخرى مثل اعادة التشجير، ما قد يؤدي الى وقف زيادة انبعاثات الغازات الضارة.