كربلاء ذاع صيتها في العالم الاسلامي بعد موقعة الطف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: رغم تاريخها الموغل القدم، باتت مدينة كربلاء بعد موقعة الطف ومقتل الامام الحسين عام 680 من اشهر العتبات التي يقدسها الشيعة في العالم الاسلامي.
ويقول الباحث العراقي علي الفتال، ان"كربلاء كانت معروفة قبل واقعة الطف، ومن المدن التي تعود الى عصور ما قبل الميلاد وقد عرفت بعاصمة الفرات تحت اسم "قوربلالا" وتعني حرم الاله كما كانت مركزا لاستقطاب المعارف والاديان".
ويضيف "لقد سكنها في العهود القديمة الزرادشتيون من عبدة النار والمسيحيون قرب بحيرة الرزازة حاليا اضافة لليهود الذين سكنوا منطقة تعرف بالقاضية، وتعني مقار المحاكم".
ويوضح انه "بعد واقعة الطف، ذاع صيت كربلاء وباتت بين اهم المدن ويطلق عليها احيانا اسم فاتيكان الشيعة على وجه الخصوص، كما اكتسبت اهمية اكبر بعد بناء مرقد الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية".
وهناك اربع عتبات في العراق يقدسها الشيعة في العالم هي بالاضافة الى كربلاء مقام الامام علي في النجف وضريح الامام موسى الكاظم شمال بغداد ومرقد الامام العسكري في سامراء.
ويقوم ضريح الامام الحسين المبني عام 979 ميلادية، على قاعدة من الخشب المرصع بالعاج يعلوها مشبكان احدهما من الفولاذ الثمين وهو داخلي والاخر من الفضة وهو الخارجي الكبير وتعلو الضريح اوان ومزهريات ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة وفي كل ركن من اركان الضريح رمانة ذهبية يبلغ قطرها نصف متر.
كما تحتضن المدينة مرقد الامام ابو الفضل العباس الاخ غير الشقيق للامام الحسين والذي قتل معه في موقعة الطف.
وتفصل بين الحرمين مسافة 300 متر تقريبا.
وتعلو ضريح العباس الذي لايقل فخامة عن ضريح الحسين، قبة كبيرة ومنارتان.
ويضم المرقد مدرسة دينية لها منزلة مهمة بين العلماء وطالبي العلم الى درجة الاجتهاد، وشهدت ظهور اول حوزة علمية كانت من ابرز مجتهديها مهدي الشيرازي.
وكتب العديد من الرحالة والمستشرقين عن ضريحي الحسين والعباس والتطور الاجتماعي في كربلاء بعد موقعة الطف.
ويشير الفتال الى وجود كنيسة ما تزال اثارها باقية قرب منطقة الاخيض، غرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد).
ويقول "كان القدماء يجلبون المذنب الى نهر يعبر المكان ويطلبون منه عبوره. فاذا تمكن من ذلك، فهو بريء اما اذا لم يتمكن فهذا دليل على ذنبه وبالتالي فان الالهة الموجودة في النهر عاقبته عليه".
وكانت كربلاء، عندما وصلها الامام الحسين مجموعة من المنازل الطينية تعرف باسم الغاضرية. فاتخذ من مكان يطلق عليه "الطف"، نظرا لوجود الماء حوله، مقرا.
وقام سكان تلك المنازل بدفن الامام ومن معه اثر المواجهة مع جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية.
واستلهم كثير من الشعراء واقعة الطف وما تحمله من دلالات وابرزهم الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري الذي كتب 15 بيتا شعريا نقشت بالذهب على باب ضريح الامام الحسين، لكن النظام السابق ازالها.
كما كتب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة عنوانها "في رحاب الحسين".
واهتم عدد من الفنانين التشكيليين بمعركة الطف من خلال لوحات قدمت ثورة الحسين نموذجا للتحرر والثورة بينهم الراحل كاظم حيدر ورافع الناصري وفيصل لعيبي واخرون. ويتوزع مجتمع كربلاء على مختلف الفئات من تجار وادباء وفلاحين وعمال.
وتشتهر تاريخيا بالزراعة والتجارة والحرف اليدوية ونقش الاحجار الجميلة التراثية والتاريخية وكانها نصوص لقصص وحكايات مستوحاة عادة من التراث والقصص الشعبية والموروث الشعبي.
وتبلغ مساحة محافظة كربلاء 53 الف كلم مربع وعرفت في العهد البابلي ب"كور بابل"، اي مجموعة من قرى بابل.
ودخلت المطابع الحجرية المدينة عام 1856 لطبع الكتب الدينية.
وبدات كربلاء تشهد منذ مطلع القرن التاسع عشر نهضة ثقافية واجتماعية لعبت دورا مهما في تاريخ العراق السياسي الحديث فاخذت تمارس تاثيرا دينيا واجتماعيا وسياسيا.
وصدرت في كربلاء صحف بينها الاتفاق (1916) والغروب (1935) والندوة (1941) والقدوة (1951) ورسالة الشرق (1954) والاقتصاد (1960).