أعمال التنقيب تقترب من كشف ألغاز أشهر قصص الحب التاريخية

بعثة أثرية مصرية تواصل البحث عن مقبرة كليوباترا وأنطونيوس
أعمال التنقيب تقترب من كشف ألغاز أشهر قصص الحب التاريخية
نبيل شرف الدين من القاهرة: يبدو أن بعثة أثرية مصرية تقترب من كشف غموض حكاية آخر ملكات البطالمة في مصر، ونهاية أشهر قصص الحب الملكية في التاريخ، التي جمعت بين الملكة كليوباترا، والقائد مارك أنطونيوس، إذ تواصل البعثة بالاشتراك مع أخرى من دولة الدومنيكان، أعمال الحفائر والترميم والرسم المعماري والمسح الأثري لكشف غموض منطقة "تابوزيرس ماغنا" بمدينة برج العرب شمال غرب البلاد، أملاً في العثور على مقبرة الملكة كليوباترا "آخر ملكات البطالمة اليونان" أو احد أبائها .وقال مصدر مسؤول بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، "إن أعمال الحفائر تجري الآن على الشواهد الأثرية على السطح في الجانب الشرقي من هذا المعبد، والذي شيد لعبادة الثالوث المقدس "إيزيس وأوزوريس وحورس" .
وأضاف المسؤول المصري أن العثور على اكتشافات أثرية تقطع بوجود مقبرة الملكة كليوباترا يحتاج إلى وقت طويل وأعمال أثرية ضخمة تشمل المسح الأثري لمسافة تمتد نحو كيلومترين مربعين من الصخور والرمال، وتوقع أن تستغرق هذه الأبحاث الأثرية وقتا طويلا واعتمادات مالية كبيرة .
وأشار المصدر الرسمي إلى أن العثور على عملة معدنية تعود إلى ذلك العصر لا يكفي لإثبات وجود المقبرة بالضرورة في هذه المنطقة، إذ يقتضي الأمر وجود متعلقات كانت تستخدمها الملكة " كليوباترا" .
ويخصص "معبد أبو صير"الذي أطلق عليه البطالمة اليونان "تابوزيرس ماغنا" لعبادة الثالوث المقدس "إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس"، وبالطبع فهي آلهة مصرية فرعونية، وقدسها من بعدهم "البطالمة اليونان"، مما يشير إلى مدى تأثير الحضارة المصرية القديمة على الحضارة الإغريقية . هوس دولي بكليوباترا
واتسعت رقعة تغطية الصحافة الدولية لقصة البحث عن مقبرة كليوباترا، أشهر وآخر ملكات البطالمة التي ارتبطت بقصة حب تاريخية مع مارك أنطونيوس خلدها الأديب البريطاني الكبير وليم شكسبير في قصة شهيرة، وقالت صحيفة "زود دويتشه" الألمانية أن علماء الآثار يتوقعون وقوع المقبرة التي تجمع كلا من ملكة مصر القديمة كليوباترا وزوجها مارك انطونيوس، وهو القائد العسكري والسياسي الروماني بمنطقة تقع بالقرب من مدينة الإسكندرية . تمثال لكليوباترا وأفادت الصحيفة - في تقرير لها بعنوان "السر الأخير لكليوباترا" - بأن العلماء اعتمدوا في اكتشافهم الجديد على استخدام أجهزة التصوير الإشعاعي بالمنطقة القريبة من المدينة، مشيرة إلى أن زاهي حواس رئيس هيئة الآثار المصرية يضع نصب عينيه اكتشافاً ربما يفوق نظائره المكتشفة بمقبرة الملك "توت عنخ آمون" روعة، كما نوهت إلى التحذيرات التي أطلقها خبراء آخرون بضرورة التحلي بمزيد من التحفظ
وذكر موقع صحيفة "شتيرن" الألمانية أن حواس تحدث عن احتمالات بأن يكون الملكين قد قبرا في مقبرة واحدة، منوها إلى أن العلماء قاموا خلال الأسبوع الماضي بالعثور على رأس تمثال الملكة كليوباترا، بمعبد "تابوزيرس ماغنا"، كما عثروا هناك على قناع لانطونيوس" و22 قطعة نقود معدنية مصكوكة بصورة الملكة "كليوباترا".
كما أشار إلى اكتشاف عدد من التوابيت التي تقع على انخفاض أعمق في قلب المعبد الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والتي يعتقد استخدام ثلاثة منها لأغراض الدفن، لذا يقدر علماء الآثار احتمالية وجود تابوت لكل من "كليوباترا" و"انطونيوس" داخل تابوت مماثل هناك .
ونوهت إلى شروع علماء الآثار في عمليات التنقيب عن المقبرة الأثرية منذ مئات السنين، مشيرة إلى استمرار أعمال التنقيب الأثرية في الوقت الراهن في ثلاثة مواقع بالقرب من أحد المعابد المكتشفة على بعد قرابة 20 كيلومترا من مدينة الإسكندرية الساحلية شمال غرب مصر .
وأضافت الصحيفة أن كلا من التمثال الحجري لكليوباترا ومكتشفات النقود المعدنية الثرية وغيرها من المنتجات الحرفية القيمة تجعل من مسألة وجود المقبرة الشهيرة في تلك البقعة أمرا منطقيا، منوهة بأن تلك المنطقة قد شهدت منذ ثلاثة أعوام أعمال بحث نفذها علماء أثار مصريون ومن الدومينيكان .
يذكر أن بعثة للتنقيب عن الآثار في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال مصر كشفت أدلة أثرية قد تقود للكشف عن مقبرة الملكة كليوباترا ومارك أنطونيوس، كما كشفت عن سبع وعشرين مقبرة بداخلها عشر مومياوات، فضلاًُ عن عملات برونزية وفضية تحمل صورة كليوباترا وتمثالاً ملكيا ورأساً من الالباستر للملكة التي ماتت بالسم بعد أن أنهى الرومان حكمها عام ثلاثين قبل الميلاد .