ترفيه

الصين تتراجع عن خططها لمراقبة الإنترنت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد موجة كبرى من المعارضة عبر الشبكة العنكبوتية
الصين تتراجع عن خططها لمراقبة الإنترنت

إعداد عبدالاله مجيد: تراجعت الصين في اللحظة الأخيرة عن خططها لفرض الرقابة على الإنترنت معلنة تأجيل إطلاق البرمجيات الرقابية التي كان من المقرر أن تباع في كل كومبيوتر إبتداء من الأول من تموز/يوليو. وجاء عدول الصين عن خططها بعد موجة لا سباق لها من المعارضة عبر الشبكة العنكبوتية وإحتجاجات أعربت عنها حكومات أجنبية ونداءات وجهها كتاب مدونات كبار إلى المواطنين الصينيين أن يتسلقوا "سور النار" ويهاجموه ويتظاهروا ضده. وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شنخوا" أوردت نبأ قرار الحكومة تغيير خططها قبل أربع ساعات من موعد طرح البرمجيات الرقابية.

وقالت الوكالة في بيان مقتضب نسبته إلى وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن الصين ستؤجل التركيب الإلزامي لبرمجيات "السد الأخضر ـ مرافق الشباب" في الكومبيوترات الجديدة. وبدا من المرجح أن يفوت موعد إنزال البرمجيات التي تسد الطريق على المواد ذات المضامين الإباحية والعنيفة والحساسة سياسيًا.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية انها لم تعثر على منفذ بيع واحد قام بتركيب "السد الأخضر" أو ألحقه بالكومبيوتر المعروض للبيع. وأضافت الصحيفة ان ما يزيد القضية غموضًا ان شركات "لينوفو" و"سوني" و"ديل" و"هيويت باكارد" رفضت الافصاح عما إذا كانت كومبيوتراتها الشخصية تُشحن الآن مع البرمجيات الرقابية كما أمرتها حكومة بكين الشهر الماضي.

تقول الحكومة ان البرمجيات ضرورية لتنظيف الشبكة الصينية "من المحتويات الضارة" ولكن منتقدين يقولون انها محاولة طائشة لاعادة مارد الانترنت الى قمقمه بقرار من الحزب الشيوعي الذي عليه الآن ان يتحمل مسؤولية أفعاله أمام زهاء 300 مليون صيني يستخدم الشبكة. وقال كاتب المدونة المعروف مايكل أنتي ان برمجيات "السد الأخضر نسخة مصغرة من سور الصين العظيم موضوعة داخل كل كومبيوتر. وان المنطق الحقيقي وراءها هو ان الصين دار حضانة كبيرة حتى الكبار يُعاملون فيها وكأنهم أطفال بحاجة الى حماية".

يرى اسحق ماو ، وهو معلق مختص بالانترنت ، ان الحكومة الصينية ارتكبت خطأ كبيرًا مشيرًا الى ان صراعًا يحتدم بين مواطنين يننتفضون وسلطة تحاول قمعهم. واضاف ان نية الصين تمرير مقص الرقابة على الانتربت باسم "السد الأخضر" أثار استياء كثيرين. واوضح ان الليبراليين ليسوا وحدهم الذين يريدون حرية التعبير بل معهم الشباب الذين يرون في مثل هذه الاجراءات تطفلا على حياتهم الشخصية.

تقول صحيفة "الغارديان" ان الخطة فشلت مؤقتا لكنها نجحت في اثارة الناس ضد الرقيب. ويبقى ان ننتظر لنرى ما إذا كانت الحكومة الصينية ستمضي قدما باقامة "السد الأخضر" أو نسخة ملطفة منه. ولكن كتاب المدونات ودعاة حرية التعبير يقولون ان الاتجاه العام على المدى البعيد اتجاه ايجابي يبعث على التفاؤل. ويذهب بعضهم الى ان افرادًا أكثر فأكثر تبنوا قيمًا اقترنت بعصر الانترنت مثل حرية التعبير وحرية المعلومات والديمقراطية التشاركية. وان هؤلاء الافراد أو "مواطني الشبكة" يعملون على تغيير المؤسسات الاجتماعية خطوة فخطوة. وفي غضون عشر سنوات سيدخل "الشبكة" مزيد من الأفراد وبذلك زيادة فرص بناء ديمقراطية حقيقية في الصين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف