ترفيه

بريطانيا تحتفي بأشهر مقدمي برامج المطبخ التلفزيوني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كيث اشتهر بربطة العنق وكاس النبيذ

اعداد أشرف أبوجلالة: خصّصت الصحف البريطانية في اعدادها الصادرة الاربعاء مساحات بارزة لرحيل كيث فلويد، أشهر مقدمي برامج الطبخ على الشاشة البريطانية، الذي داهمته أزمة قلبية مساء الاثنين بعد وجبة غداء فاخرة احتفالاً بعيد ميلاد احدى صديقاته. وعلى حد تعبير "التايمز" فقد رحل فلويد على النحو الذي يحبه، محاطًا بأصدقاء وصديقات .. ونبيذ فاخر. وسيفتقد المشاهدون البريطانيون، وجمهور "بي بي سي" حول العالم فلويد الذي يعتبر اول من روج لبرامج الطبخ التلفزيونية بشكل عصري مثير، فاتحًا الطريق امام ابناء بلده للتعرف على الثوم، بعد ان طبخ وجبة مستخدمًا اكثر من 40 سنا من الثوم محطمًا بذلك خوفهم بعد ان كانوا يعتبرون وحتى اواخر الثمانينات ان اكل اكثر من نصف حصّ توم قد يقتل.

كيث الذي كان قد شخص بمرض سرطان الامعاء توفي مساء الاول من امس نتيجة إصابته بأزمة قلبية بعد أن حظي بشهرة عالمية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي لتمزيقه الشكليات القديمة للطهي التلفزيوني.

وقالت صحيفة "الديلي التلغراف" إن فلويد لم يكن ناجحًا في العديد من المشروعات الخاصة بمطاعمه. وتسرد الصحيفة في بداية تقريرها الذي خصصته للحديث عن فلويد، التفاصيل الخاصة ببداياته، وتذكر بالظهور الأول له على شاشة "البي. بي. سي" عام 1985، حيث كان يقدم فقرة عن الطهي لمدة عشر دقائق، وحقق وقتها انتشارًا لا بأس به، حيث تلقى عشرة آلاف مكالمة من المشاهدين الذين كانوا يطلبون منه وصفات لبعض أنواع الأكلات، كما كانت الفقرة أشبه ببطاقة التعارف بينه وبين المشاهدين، وبخاصة مع الجنس اللطيف.

وعلى مدار الخمسة عشر عامًا التالية، انتج فلويد 19 سلسلة لهيئة الإذاعة البريطانية ( بي. بي. سي ) والمحطة التلفزية رقم 5 من جميع أرجاء العالم، كما كتب أكثر من 20 كتابًا في الطهي جنبًا إلى جنب مع برامجه. وبعد ان هجر شاشات التلفزة البريطانية بفترة طويلة، استمرت البي. بي. سي في عرض برامجه عن طريق وسطاء للجماهير الأجنبية، حيث أثبتت نجاحًا كبيرًا. ونظرًا لجمعها بين السحر الجريء والحماسة المعدية على الشاشة، نجحت برامج فلويد في إلغاء الشكليات الثابتة والتقليدية التي حددت معالم الطهي التلفزيوني لسابقيه، أمثال فاني كرادوك.

هذا وقد اشتهر فلويد أيضًا بميله لتقديم برامجه بعيدًا عن أجواء الاستوديوهات المغلقة، وكان يحرص على تقديمها في الهواء الطلق بأماكن قريبة من بحر الشمال، على سبيل المثال. واشتهر كذلك بتعليماته المازحة لفريق العمل الخاص به من المصورين، وهنا، تتحدث الصحيفة عن اسم المصور الذي ألفه المشاهدين وهو "كلايف" إضافة إلى غيره من باقي المصورين. وهو ما تسبب في التصاق لازمة به، هي " عود لي يا كلايف" - كما تعوَّده الجمهور وهو يحمل كأسًا من الخمر محلي الصنع في يده أثناء طهيه للوجبات. وهذا هو الأمر الذي يدين به لمنتج برامجه في البي.بي. سي دافيد بريتشارد - حيث سبق وأن نصحه بملأ المساحات المملة أثناء تقديمه للحلقات بتناول "جرعة سريعة". وقد كان يشرب فلويد جرعات أكثر من أي طاهي تلفزيوني آخر.

خلال تصوير حلقة

وُلِد فلويد في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر عام 1943 وترعرع في سومرسيت، وهو ابن لأب يعمل في إصلاح اللوحات الكهربائية. وبسبب نشأته الريفية، اكتسب حب الطهي من والدته. بعدها ، دخل فلويد المدرسة، وكان محبًا منذ صغره لرياضة الرجبي. ثم بدأ حياته الوظيفية ككاتب، وبعدها عمل مراسلًا لصحيفة بريستول إيفنينغ بوست. حيث كان يمتلك موهبة الكتابة، وواصل بعدها العمل في صحف أخرى. وفي عام 1971، غادر الجيش، وقام بتأسيس أول مطعم له في بريستول. وبعدها، تطورت إمبراطوريته، ووصلت إلى ثلاثة مطاعم. وخلال الخمسة أعوام التالية، كانت له نشاطات أيضا في فرنسا واسبانيا.

وفي عام 1979، عاد فلويد إلى إنكلترا، وأسس مطعم جديد للسمك في بريستول من خلال أموال اقترضها من أصدقائه. وبفضل نجاح المطعم، كسب الكثير من الأموال، لكنه لم يكن سعيدًا. حيث كان معرضًا دائمًا للاكتئاب، وكان يتذمر باستمرار من عبء الشهرة وضغوطاتها. كما كان يوبخ الصحافة بسبب تطفلها في سبيل معرفة أخباره الشخصية. وهنا، تشير الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم ممّا هو معروف عن فلويد من كاريزما وذكاء وسحر وكرم، إلا أنه عادة ً ما كان يدخل في نوبات غضب عارمة، وكان يشتهر بالتكبر والدخول في نوبات من اليأس الجياش بالعاطفة.

وأكدت الصحيفة في السياق ذاته على أن كثيرًا من نجوم فن الطهي التلفزيوني الذين أتوا من بعده يدينون له بالفضل الكبير. ومن بينهم طهاة معروفين من أمثال ريك شتين، وغاري رودز، حيث كان أول ظهور لهما في برامجه. وفي عام 1995، أتم فلويد زيجته الرابعة وانتقل للعيش في ماربيلا باسبانيا.

وفي نوفمبر/تشرينالثانيعام 2004، منع من قيادة السيارة لمدة عامين ونصف وتم تغريمه مبلغًا قدره 1500 إسترليني بعد أن صدم بسيارته سيارة أخرى، حيث كان يسير بسرعة تزيد عن الحد المسموح ثلاثة مرات ونصف. هذا وقد انتهي فلويد هذا العام من كتابة سيرته الذاتية، التي يتم إعدادها في صورة سلسلة بإحدى الصحف قبيل إطلاقه الرسمي الشهر المقبل في مطعم فرانكي، الذي يديره زميله الطاهي ماركو بيير وايت، الذي وصفه عقب وفاته بأنه كان صاحب موهبة شديدة الخصوصية. وتابع بالقول :" توفيت قطعة صغيرة من بريطانيا أول أمس، وسيكون من الصعب تعويضها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف