صحف الكويت تجابه ندرة الإعلانات وقوة الصحف الإلكترونية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن الصحف الكويتية اليومية القديمة لا تزال تتربع على منصة التتويج، ولا تخشى أيا من أنواع المواجهة مع زهاء 10 صحف جديدة صدرت خلال العامين الأخيرين، إلا أن الصحف القديمة أعلنت الإستنفار الصامت لمجابهة ندرة باتت أكيدة في قطاع الإعلانات التجارية، وهو ما يضع الصحف جميعا أمام أزمة حقيقية، إذ إن الإعتماد تجاريا على بضعة آلاف من المشتركين لبعض الصحف لا ينطوي على تغطية تكاليف الإصدار والطباعة والمصاريف التشغيلية الأخرى، إذ أطلقت معارك جذب لافتة لاستمالة القارئ الكويتي، خصوصا وأن الصحف تجابه معركة من نوع مختلف أمام غول تفوق الصحف الإلكترونية.
عامر الحنتولي من الكويت:إنكشف المشهد الصحافي في الكويت خلال الأيام الأخيرة الماضية على ما يمكن اعتباره أسوأ كابوس أفاقت عليه الصحف اليومية الكويتية قديمة وجديدة، حين تأكد لها من قبل شركات الإعلان الكبرى أن الشركات الكويتية الكبرى قلصت الى حدود ضخمة ميزانياتها للإعلان التجاري، وهو الأمر الذي يعني ندرة في الإعلان خلال الأشهر المتبقية من هذا العام، والأشهر الأولى من العام المقبل، إذ من المؤكد أن حصص جميع الصحف من الإعلانات ستنخفض بشدة، وهو ما قد يؤدي الى إرباكات داخل إدارات تلك الصحف التي تعتمد على حيوية قطاع الإعلانات لإنعاش الصحيفة إقتصاديا، إذ قال أحد مسؤولي التسويق في صحيفة يومية كبرى وقديمة إن حصة الصحيفة من الإعلانات للعام المقبل قد انخفضت أكثر من 60%، وهو الإنخفاض المرتبط بأزمة المال العالمية التي ضربت شركات كبرى في الكويت كانت تنفق إعلانيا بموازنة إعلانية لم تكن تقل فيما مضى عن مليون دينار كويتي في العام الواحد للشركة الواحدة، وهو الأمر الذي شجع أكثر من صحيفة للصدور خلال العامين الماضيين أملا في إلتهام أجزاء من الكعكة الإعلانية.
ورغم أن الصحف الكويتية القديمة لا تجابه أي نوع من التحدي أمام الصحف الكويتية الجديدة التي تنوف عن العشر صحف تصدر يوميا باللغة العربية، إلا أن إدارات الصحف الكويتية القديمة أطلقت ما يمكن اعتباره "الإستنفار الصامت" لمجابهة الندرة المتوقعة في قطاع الإعلانات، وسد جزء من العجز الإعلاني المتوقع بحيازة بضعة آلاف من المشتركين الجدد عبر تنفيذ حملات إعلانية ضخمة توزع خلالها آلاف الجوائز الضخمة جدا، والباهظة على المشتركين الجدد، أو ممن يبادرون الى تجديد إشتراكاتهم، إضافة الى تطوير المحتوى المهني لتلك الصحف باعتماد أفكار وصفحات جديدة جاذبة لجمهور القراء، إلا أن خبراء السوق يتوقعون ندرة في عدد المشتركين خلال الأشهر المقبلة، بسبب مغادرة أكثر من 30 ألف وافد للكويت بشكل نهائي خلال الأشهر الماضية، وتوقع عدم عودة رقم مماثل بعد إنتهاء الإجازة الصيفية، إذ فقد الآلاف من الوافدين فرص عملهم الوظيفية بسبب مبادرة مئات الشركات في القطاع الخاص بتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها، كتقليص للنفقات، علما أن القاعدة الإقتصادية للصحف الكويتية تشير الى إستحالة أن تغطي قيمة إشتراكات بضعة آلاف من الأفراد والمؤسسات قيمة المصاريف التشغيلية.
ومن المشكلات الأخرى التي تجابه الصحف الكويتية في صعوبات التسويق منذ أشهر إن على الصعيد الإعلاني أو إستمالة القراء هي القوة التي تظهرها الصحف الإلكترونية الإخبارية الكويتية في تغطيتها للشأن المحلي منذ إنطلاقتها، ومواكبتها أولا بأول مسلسل الأزمات السياسية الطاحنة بين الحكومة والبرلمان، وكذلك انفرادها بالتغطية التفاعلية الحية لسلسلة من الحوادث العرضية التي وقعت مؤخرا في الكويت، واستحوذت على اهتمام وفضول المتابع الكويتي، فيما لا تستطيع إمكانات أي صحيفة كويتية موجودة حاليا في اقتفاء أثر الأزمات العرضية والعاجلة التي تقع في عموم الكويت لأنها تصدر في اليوم التالي بعد أن تكون المواقع الإخبارية على الإلكترونية قد استحوذت على كل التفاصيل وضخت كل متعلقات الحدث، وبالتالي فإن الصحف الورقية لاتجد ما تنافس به فعليا في اليوم التالي، وهو الأمر الذي أثار حفيظة ملاك وقادة الصحف الكويتية الذين خاضوا مؤخرا في آليات من شأنها صد تفوق المواقع الإخبارية الإلكترونية، عبر تحويل المواقع الإلكترونية لصحفهم الى تفاعلية تحدث على مدار الوقت، وهي آلية يقال إنها لا تجدي حتى الآن.
والى جانب الصحف الإلكترونية تبدو خدمة الرسائل الهاتفية القصيرة إن للمواقع أو للفضائيات الكويتية الخاصة مؤثرة أيضا في عملية التراجع التي تجابه الصحف الورقية منذ أشهر، فباستثناء صحف "الراي" و"الوطن" و"القبس" التي تحافظ على ثبات في نسب القراء والمشتركين والإعلانات فإن الصحف الأخرى تجابه في الوقت الراهن إنعطافات خطرة جدا قد تؤدي الى إرباكات داخلها، وفي بنيتها الداخلية، لكن حتى الآن تقوم العديد من الصحف اليومية بالتغطية على المشاكل الداخلية وعدم تسريب تقارير تحتوي على معلومات، وأرقام مقلقة جدا بشأن تراجع الإيرادات الناجمة عن ندرة الإعلانات، وتراجع قاعدة المشتركين.
وتتوقع جهات إعلامية خبيرة عدة بأن يشهد الأسبوع الأخير من العام الحالي قرارات مفاجئة وصادمة من قبل ملاك صحف كويتية صدرت في العامين الأخيرين، إذ يتحضر أكثر من مالك لصحف كويتية جديدة في إعلان إغلاقها وتسريح العاملين فيها، بسبب تفاعلات أزمة المال العالمية، إذ قامت العديد من الصحف بتسريح العمالة غير الضرورية في قطاعات تلك الصحف، فيما قلصت رواتب شريحة كبيرة من العاملين فيها، وقلصت كذلك عدد صفحاتها، فيما عمدت صحيفة أخرى منذ أشهر الى تحرير مواد الصحيفة بالكامل وإخراجها في العاصمة المصرية، وإرسالها كمادة فيلمية ليلا الى الكويت لطباعتها وتوزيعها، وهو إجراء يهدف الى توفير الأيدي العاملة محليا، وتوفير إيجار المقر الذي كانت تتم فيه من قبل تحرير وإخراج الصحيفة.
التعليقات
ما هو السبب
Abdullah -السبب في ذلك هو تركيز الصحف اليومية ذات القاعدة الإجتماعية الكبيرة على التركيز على أخبار الإثارة الطائفية ومقالات الكتاب التي انحرفت إلى العنصرية والطبقية والطائفية وهذا أصبح ظاهرا ولا يحتاج إلى دليل والخسارة سوف تصبح حتما مصير من يخوض أو يشجع أو يدعم أو حتى من ينشر تلك المقالات والأخبار المثيرة للكراهية والفتن.
المشكلة قديمة جديدة
ابو الزوز -المشكلة قديمة جديدة فلم تعد الاخبار سوى اخبار مسيرة وتلبي احتياجات صاحبها فقط، والابتعاد عن الموضوعية والمحاباة، واقتصرت الصحف الصفراء على اخبار الفنانيين، والابتعاد عن الكتابة الواقعية لما يدور حولنا من امور حقيقية، فالسياسة تمتاز بالكذب وصولا الى الصحف، حتى اصبحت الصحيفة تعديد نشر الاخبار يوميا كما هي وان اختلفت الصياغة
agree with abdullah
ali -agree with abdullah