ترفيه

المذيعة هاله فهمي: ماسبيرو مبنى أمني إستشرى فيه الفساد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحدثت المذيعة المصرية، هاله فهمي، عن عملها في التليفزيون المصري على مدار أكثر من 20 عامًا، وخبراتها في المجال الإعلامي.

القاهرة: وصفت الاعلامية، هالة فهمي، مبنى التليفزيون المصري "ماسبيرو" بالمبنى الأمني الذي يوجد بداخله فرع لجهاز أمن الدولة المنحل، مشيرة إلى أن الفساد إنتشر فيه وتوغل بشكل كبير حيث باتت عائلات بأكلمها تعمل داخله.

وأضافت هالة في حوار مع "إيلاف" أن هناك الكثير من الصعوبات التي تعوِّق العمل في التليفزيون من بينها تدخل أكثر من جهة، والإعتراض على إنتقاد ما يصدر من المسؤولين، مؤكدة أن هذا الوضع بقي كما هو عليه بعد ثورة 25 يناير.

كيف جاءت بداية عملك في التليفزيون المصري؟
أعمل في التليفزيون منذ عام 1987 حيث التحقت للعمل كمساعدة مخرج بالقناة الثالثة على الرغم من رغبتي بالعمل مذيعة، لكنني انتظرت حتى جاءت فرصتي عام 1991 ونجحت بمجهودي من دون حاجة إلى أية واسطة.

وبعد ذلك ماذا حدث؟
إنتقلت للعمل مذيعة بعد ذلك بوقت قصير، وتنقلت بين أكثر من مكان بسبب أرائي السياسية ومعارضتي لضيوفي ومناقشتهم في الأرقام التي تقال للوصول الى الحقيقة، حتى قرر مسؤولو التليفزيون توجيهي لبرامج الاطفال باعتبار أن هذه البرامج يقدمها المغضوب عليهم في التليفزيون، لكن أيضًا لم اسلم من المشاكل.

كيف؟
برامج الاطفال لابد وأن تحمل رسالة، ليس فقط تعليم تناول الطعام والإرشاد والنصح، ولكن علينا المساعدة في تركيز إدراكهم للواقع الذي نعيش فيه، فمثلاً خلال أحد الحلقات كنت أعرفهم بالقضية الفلسطينية واتهموني بأنني أتحدث في السياسية مع الأطفال واحاول إقحامها في برنامجي وهذا ليس صحيحًا ولكن كان هدفي دائمًا أن يكون الجيل الجديد ناشئ سياسيًا بشكل صحيح.

هل تعرضت لمشاكل أمنية بسبب ذلك؟
بالطبع، فماسبيرو هو أحد قلاع جهاز امن الدولة المنحل، وأتذكر عام 1994 راقبني الجهازلمدة عام تقريبًا لكي يثبت أنني شيوعية حيث كنت وقتها أشتري المجلات والصحف والأجنبية للإطلاع عليها، ومن كان يقوم بهذه الخطوة هو شيوعي من وجهة نظرههم، ولكنهم فشلوا في إثبات ذلك، وبقيت عرضة للإضطهاد في العمل، إضافة الى وجود أكثر من جهة تراقب ما يقال على الشاشة سواء كان مسجلاً او على الهواء.

ألم تأتي إدارة نظيفة قبل الثورة لتعرضي عليها المشاكل والعقبات التي تواجه عملكم؟
بالطبع لا، مبنى ماسبيرو أصبح شبيهًا بالعزبة التي بدأ فيها الفساد صغيرًا وصار جزءًا لا يتجزأ منها، وشروط تولي المناصب القيادية مرتبط بمدى فسادك، وحتى بعد الثورة هذا المنطق لم يتغير، فانا أناضل في التليفزيون منذ ان كانت الاعلامية سهير الاتربي رئيسة له، فأموالنا التي نتقاضيها نحصل عليها من الشعب ولابد ان ادافع عن هذا الشعب ضد إهدار إملاكه.

لماذا تم إيقافك عن العمل قبل الثورة؟
منعت من الظهور على الشاشة عام 2009 بقرار من وزير الاعلام وقتها انس الفقي بسبب التصدي لاتجاه الدولة لبيع مبنى التليفزيون وخصخصته وتصفية العاملين فيه وفقًا لاتفاق كان يتم التحضير له مع الاتحاد الاوروبي، واعتصمت مع مجموعة من زملائي 5 أيام أمام المبنى حتى تدخل الوزير وبدأ بالتفاوض مع كل منا بمفرده، وعادت الاغلبية بعدما حصلت على امتيازات بعضها خاص بالمرتبات وبعضها خاص بالبرامج، بينما منعني بسبب استمراري على موقفي ورفضي فكرة تصفية العاملين بالمبنى، حيث كان وقتها قد بدأ باتخاذ هذه الخطوات وإخبار غالبية العاملين بضرورة قيامهم بالبحث عن مكان اخر للعمل.

بعد الثورة تولت قيادات مختلفة التليفزيون منها العسكري والمنتمي للنظام السابق وحاليًا الأخوان، فما الفرق في سياسة كل منهم؟
لم يختلف الامر كثيرًا، فالوضع كما هو، العسكري أراد أن نكون جنود لديه وننفذ أوامره ونطيعه طاعة عمياء من دون تردد، والأخواني تعامل بديكتاتورية.

كيف يمكن حل مشاكل هذا المبنى الكبير؟
الحل بسيط ومعروف للجميع، ويتلخص في تشكيل مجلس أمناء محايد يضم مجموعة من الشخصيات الاعلامية التي تتفهم طبيعة العمل داخل المبنى، وتتولى إدارته ويخضع العمل فيه لسياسة الثواب والعقاب بحيث يحصل كل من يعمل على حقه، فالمبنى يحقق أرباحًا كبيرة للغاية لكن الفساد الموجود بداخله يبتلعها بشكل كامل.

بعد واقعة حمل كفنك على الهواء وقطع الارسال عنك، ماذا حدث من إجراءات؟
وزير الاعلام الاخواني هو من أمر بقطع البث المباشر عن البرنامج، فهو الوحيد الذي يملك هذه الصلاحية، وانا تعاملت بمهنية إعلامية مع هذا الموقف ولم أسيء إلى أحد، لدرجة أن مدير الشؤون القانونية بالتليفزيون اتصل بي وأخبرني أنني مطلوبة للتحقيق، لكنه لا يعرف ما هي التهمة الموجهة لي، فرفضت بالطبع الذهاب، وأخبرته أن يتصل بي لاحقًا عندما يعرف حتى أطلب من المحامي الخاص بي الذهاب إليه، فهم حتّى الآن لا يعرفون كيف يعاقبونني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف