ترفيه

الدراما العراقيَّة: سبات في الشِّتاء وإزدحام في الصَّيف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد الدراما العراقية أزمة من ناحية الإنتظار حتى حلول فصل الصيف لبدء تصوير الأعمال الرمضانية ما يؤثر بصورة مباشرة على نوعيتها وجودة صورتها.

بغداد: يستغرب الفنانون العراقيون من إصرار القنوات الفضائية وشركات الإنتاج الفني على تصوير مسلسلاتها التلفزيونية في وقت متأخر من الموسم الرمضاني حيث أجواء الصيف غير مناسبة والمنغصات الكثيرة التي تحصل فيه وفي وقت واحد، مما يؤدي الى حدوث إرباك لدى الكوادر الفنية ولاسيما المخرجين والممثلين الذي طالما يرتبوط بأكثر من عمل، وألى الآن وبعد مرور أربعة اشهر على رمضان، لم تدور أية كاميرا لتصوير أي مشهد من مشاهد الأعمال الرمضانية المزمع إنتاجها على الرغم من أن النصوص جاهزة والأجواء ملائمة.

من غرائب الدراما العراقية أن القنوات المنتجة للأعمال التلفزيونية لا تعمل في الأوقات المناسبة للعمل ولا في الظروف المناسبة للتصوير، بل تحصر نفسها في زوايا تؤثر سلبًا على عملها. ففي الوقت الذي يعرف المنتجون والفنانون والمخرجون أن فصل الشتاء هو أفضل الفصول لتصوير الأعمال التلفزيونية، إلا أن القنوات وشركات الإنتاج تتكاسل في ذلك إلى أن يحل فصل الصيف حيث تكثر المشاكل وتتكاثر وتزداد الصعوبات على الجميع، علمًا أن الممثلين العراقيين لطالما كانوا يشكون من الزحام الذي يحصل في المسلسلات التي تصوَّر في وقت واحد، مما يؤدي إلى إرهاق الممثلين خصوصًا الذين يعملون في أكثر من عمل، فتجدهم بعد ان ينتهون من تصوير مشاهد في هذا المسلسل يذهبون سريعًا الى مواقع العمل الآخر لتصوير مشاهدهم فيه، خصوصًا وأن المشاهد المصوَّرة تكون أكثر من المعتاد، لأن الوقت مضغوط ولم يبقَ على ايام رمضان إلا القليل.

يقول الفنان عبد الجبار الشرقاوي: 99 % من الجهات الفنية مرتبطة بقنوات أو شركات انتاج اخرى لديها ميزانيات سنوية تخصصها، يعني نحن الآن قريبون من السنة المالية التي تبدأ مع السنو الجديدة وتقر الميزانيات بدءًا من قناة العراقية المرتبطة بميزانية الدولة وعلى تخصيصات وزارة المالية، فلا تقدر ان تبدأ ان لم تخصص له ميزانية، وبالنسبة للقطاع يحدث الأمر نفسه، فهو مرتبط بقنوات ولدينا ميزانيات سنوية، فالميزانية لم تأت إلا في بداية السنة، ولهذا تتأخر الاعمال.

وأضاف: على الرغم من الوعد الذي قطعه المدير العام لشبكة الاعلام العراقية ومدير قناة العراقية لأن يبدأوا بوقت مبكر لكنهم لا يستطيعون إلا إذا كان لديهم فائضًا من الميزانية، ولا أعتقد أن هذا الفائض موجود، وبالتأكيد أن الحال سيستمر إلا إذا تلافت وزارة المالية والقنوات الموضوع وخصصت ميزانيات بوقت مبكر، وفي الحقيقة هذا خطأ ومن الممكن معالجته بسهولة ان تخصص ميزانية نصف سنوية ويباشرون العمل.

من جهته، يستغرب الفنان ياس خضير ما يجري على الرغم من معرفة الجميع أن فصل الشتاء هو الأفضل للتصوير، فيقول: بصراحة لا أعرف سبب التأخير، حتى أن كلفة العمل شتاء تكون أقل من الصيف، ويكون الكادر كله مرتاحًا والجو جيدًا حتى على صعيد أجهزة الإضاءة والصوت والكاميرا إذ ترتاح أكثر من الصيف وكذلك يرتاح الممثل والمخرج، ولكن من الضروري القول أن هناك خللاً إداريًا، فهم مستوعبون هذه المشكلة ويعرفون جيدًا أن فصل الشتاء هو الأفضل لتصوير المسلسلات، إضافة إلى الوقت تكون فيه فسحة طيبة للكادر ليعمل بسهولة، ولكن الخلل الإداري تتحمَّله إدارات القنوات.

إلى ذلك قال منتج (طلب عدم ذكر اسمه)أن أغلب المسؤولين عن الدراما العراقية ليسوا من أبنائها، لذلك هم لا يفقهون آلياتها، قائلاً: على المسؤولين على الدراما أن يعوا أن فترة التصوير في العراق الذهبية هي فترة الشتاء لأن هناك وضوح في الصورة ويوجد فرز في اللون، فالأبيض أبيض والأخضر أخضر والأزرق أزرق، أما في الصيف فنعاني من مشاكل طبيعية كبيرة جدًا تؤثر على الشريط الذي نصوره، مرة الجو ترابي، مرة الالوان تختلط في بعضها، فأنا اعتقد ان على المسؤول عن الدراما في اية فضائية ان يضع نصب عينيه انه اذا اراد ان يعزز تسويق اعماله فلابد ان يأخذ بنظر الاعتبار فكرة التصوير في الشتاء وليس الانتظار لمرحلة الصيف ويبدأ العمل مع الكثير من المشاكل.

اما الفنانة بتول عزيز، فأشارت إلى عدم وجود تخطيط، وإلا فالعملية سهلة ومن الممكن التحضير والتصوير في الأوقات المناسبة، وقالت: "هذا بسبب عدم وجود تنسيق ولا تخطيط ولا ميزانيات تقر قبل بداية السنة الجديدة، وهذا غير صحيح لأن المفروض أن يوضع جدول مباشرة بعد رمضان، وان تبدأ الحركة، مثلما يعمل المصريون وهم اناس منظمون ويخططون قبل وقت ولديهم تخصص بهذا الجانب، ولكننا مع الاسف انا اعتبر الشتاء يناسبنا اكثر والاجواء افضل وتكون لدينا فسحة من الاسترخاء تسهم في ان نحقق اعمالاً على مستوى جيد، ومن الممكن ان تكون للممثل مشاركات قليلة ولا يكون عليه زخم في وقت محدد وبالتالي لا تظهر الاعمال بالشكل المطلوب، اذن التخطيط مطلوب في الدرجة الاولى، واعتقد ان من يتحمل المسؤولية هي القنوات الفضائية بالدرجة الاولى فالقناة العراقية قناة دولة واذا ما تأخر اقرار الميزانية فسيتأخر العمل ويجب ان تقر ميزانية مسبقة خاصة ويبدأ العمل بعد انتهاء رمضان مباشرة.

من جهته، أكد المخرج أكرم كامل أن الخلل يكمن في مقولة: الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا ما لم يحدث في الإدارات الفنية، وقال هذا السؤال من الممكن أن يوجه إلى مسؤولي القنوات الذين ليس لديهم عقول، هل يمكن ان تتهيأ لرمضان قبل ثلاثة ايام؟ كيف هذا ولماذا ؟ لان كل الذين يديرون العملية الانتاجية الفنية في العراق ليسوا في اماكنهم الصحيحة، وانا اتصور ان اغلبهم غير موجود في العراق حاليًا، بل في الخارج وقبل رمضان بوقت قصير يتذكرون فيأتون للبدء بالتصوير.

وأضاف: التأخير في التصوير يؤذي الجميع، فالممثل الذي هو الطاقة الوحيدة للمنتج يتأذى جدًا ولا تصبح لديه القدرة على المواصلة ومن ثم نبدأ نشتري ثلجًا ونهيىء مكيفات وغيرها، القضية صعبة وتتحملها القنوات.

أما الفنانة بتول كاظم فقالت: البحث في أسباب قيام القنوات بتصوير الاعمال الدرامية في فصل الصيف أو في وقت متأخر سؤال من الصعب الاجابة عليه، ولكن من الممكن ان يجيب عنه المنتجون او القنوات التي تكلف المنتج ان ينتج اعمالها، وربما هناك اسرار في العملية ومن أهمها أن الميزانية تظهر في الصيف وليس في الشتاء، وبالتأكيد ان العمل في ظروف الصيف من الممكن ان تؤذي الممثل والمكياج يضيع ان يشوه الوجه والحالة النفسية تتعب ولكن الظاهر ان القضية مادية.

واضافت: القنوات هي التي تعطي المنتج الاموال لانتاج الاعمال وانا اعتقد أن الأمر لو كان بيد المنتج لعمل قبل هذا الوقت ولكن المشكلة في ميزانيات القنوات، اما نحن كفنانين فبالتأكيد نتضايق منها لاننا جالسون بلا عمل في الشتاء وفي الاجواء الجميلة ومن ثم عندما يبدأ الحر تتكثف الاعمال لمدة شهرين ومن ثم نقعد، اعمالنا كلها تختصر في شهرين قريبين جدًا من رمضان وهو ما لا يعطي الفنان فرصة التقاط انفاسه والاسترخاء في التمثيل والتصوير.

اما مدير التصوير صباح السراج فأكد أن الخلل هو في الإدارات التي تنتظر ان تعمل بعد إقرار الميزانية وهذا خطأ، فقال: المفروض ان يبدأ تصوير الاعمال التلفزيونية من الشهر العاشر الى الشهر الرابع، في هذه المدة الجو يكون مناسبًا جدًا من ناحية درجة الحرارة ومن ناحية اللون، اي انه مناسب جدًا من ناحية التصوير، لكن المصيبة ان ثلاثة اشهر تضيع منهم، العاشر والحادي عشر والثاني عشر على الأقل بسبب الميزانية السنوية، بل عليهم ان ينتظروا الى الشهر الاول الى أن تقر، والمفروض ان يضعوا مبالغ للموسم الثاني، فبعد ان ينتهي رمضان لابد ان تكون هناك اموال مرصودة من اجل ان يشتغلوا مباشرة وان لا يضيعوا الوقت، فالاشهر الضائعة هي بسبب الميزانية.

واضاف: في الشتاء الجو يكون اصفى من الصيف، فنحن جونا ترابي، وفي الصيف تظهر الصورة ضبابية لان الجو مملوء بالغبار، فضلاً عن الحر والتعرق الذي يصيب الممثلين والجهد الذي يبذله الماكيير في سبيل ان يظهر الممثل بشكل جيد، فالممثل يتأذى والصورة تتأذى، واعتقد ان هذا خلل تتحمَّله ادارات القنوات التي اؤكد انها يجب ان تبدأ العمل في الشهر العاشر الى غاية الشهر الرابع وهو اجمل وقت يمكن التصوير فيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف