ترفيه

جلال كامل: لم أحقِّق شيئًا وأحلامي مرتبطة بالعالميَّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكَّد الفنان، جلال كامل، أنَّه لم يحقِّق أحلامه الفِّنيَّة الكبيرة لأنَّه ينظر إلى إلمنجزات الَّتي وصل إليها العالم ولم يصل لها هو، وذلك على الرغم من المسيرة الفنِّيَّة الطويلة والمواهب المتعددة له، مشيرًا إلى أنَّه ما زال يتعلَّم.

بغداد: قال الفنان العراقي، جلال كامل، الذي يستعد لاخراج مسلسل تلفزيوني جديد والتمثيل فيه، انه من وقت طويل مضى لم يطرح نفسه ممثلاً على الرغم من العروض الكثيرة التي كانت تقدم لهوكان يعتذر عنها لانشغاله بالاخراج، الا انه قد يفعل ذلك ومن دون اي شروط في حال إقتناعه بالنص.

اي انشغالات فنية لك حاليًا؟
انا بانتظار البددء بتصوير مسلسل عنوانه "أحاديث اول الفجر" للكاتب شوقي كريم، وهو من انتاج القناة الفضائية العراقية، ونحن في صدد التحضير للعمل ووصلنا تقريبًا الى المراحل النهائية للتصوير وان شاء الله ننتظر الاجراءات النهائية للشروع بالتصوير، اي اننا وصلنا الى مرحلة الكتب الرسمية في المخاطبات للدوائر الحكومية ووزارتي الدفاع والداخلية لتسهيل مهمات العمل .

ما فكرة هذا العمل ؟
فكرة العمل تتحدث عن المشاكل الاجتماعية التي لها علاقة بالزيجات، اي اننا ندخل المحكمة الشرعية ومن خلالها نطلع على الكثير من المشاكل التي نحن ابتعدنا عن تصويب الاذن لها، فهناك كم هائل من المشاكل التي تحدث في ثنايا وداخل المحكمة الشرعية ونبدأ نكتشف درامات كبيرة جدًا من خلال هذه المشاكل لشخصيات صاحبة محن حقيقية، وهذه المحن بحاجة الى حلول،ا لقانون وحده ليس كافيًا لحل المشاكل وبالتالي نحن ننظر من خلال الباحثة الاجتماعية التي تقوم بالبحث عن هذه المشاكل، هناك مشاكل ليست لها حلول وهناك مشاكل يساهم في حلها لانها اصلاً قابلة للحل ولكن القانون لم يصوب النظر اليها، كذلك من خلال المسلسل هذا نتعرض الى الارهاب وما سببه من دمار لهذا البلد العزيز .

هل انت مع نقل الواقع إلى الشاشة أم تأجيله إلى وقت آخر؟
سؤال صعب جدًا، هناك الكثير ممن يقولون ان هذه المشاكل نعيشها الآن، وهل من الممكن الهرب منها والذهاب الى مشاكل متخيلة، وفي الحقيقة ان ما يجتذبنا الى عمل مسلسل هو اتقان الورق (النص)، فعندما يكون النص مكتوبًا بشكل جميل يجعلنا نحرص على انتاجه، وكما تعرف ان المشاكل في العالم موجودة ولكن هناك مشاكل متخيلة طرحها المسلسل التركي ولكن هناك اتقان في قضية التقديم والعرض، فأنا مع الفن الجميل بكل الاحوال سواء كان متخيلاً او كان نقلاً للواقع، وبالتأكيد نحن بحاجة الى نقل الواقع ولكن هناك من يقول ان الواقع قد يثير الاخرين في كثير من الاحيان وقد يعطي صورة سوداوية للمجتمع، ونحن نقول حتى لو كانت هناك صفة سوداوية للطرح فأن عولج معالجة فكرية وفنية جميلة فلا ضير، فالدراما يجب ان تساهم في طرح المشاكل بشكل حقيقي لتساهم في ايجاد حلول لها .

هل لدينا أزمة مخرجين فعلاً؟
لا اعتقد أن هناك أزمة مخرجين، ولكن القضية هي عندما الآخر لا يقوم بتشغيل هذا المخرج او ذاك فيقول ان هناك ازمة، انا اقول ان المصنعية هي التي تصنع دراما، نحن الآن في صدد تحول كبير في الدولة، ومن ضمن هذه التحولات ان شئنا ام ابينا سنتحول الى ساحة انتاجية، فبالتأكيد اذا كان هناك كم كبير من المسلسلات فسيكون هناك عجز، ولكن اذا ما كان المخرجون هنا عاطلون عن العمل ويتم جلب مخرجين من الخارج، فهذا لا يعني وجود ازمة بقدر وجود ترويج للفكرة ليس الا، هناك اشكالية ولكن ليست هنالك ازمة .

لماذا برأيك تتعاقد بعض القنوات مع مخرجين عرب، هل لقلة كفاءة العراقي مثلاً؟
يقال (من حكم في ماله .. فما ظلم)، انا لست ضد ان يجلب احد مخرجًا من الخارج ولست ضد اي كفاءة خارجية، اذا كان الهدف الاستفادة فلا ضير والتلاقح مهم، فلا يمكنني ان اسجل ملاحظاتي على شركة انتاجية او قناة تستقطب مخرج او لا، وهذا معمول به في كل العالم، ودعنا لا نصوب النظر كثيرًا على هذا الموضوع ولكن اذا ما وجدت هيئة حقيقية همها الكبير في ان تثري الثقافة العراقية عليها ان تتبنى المخرج العراقي، ويبقى الامر للمنتج الذي لا استطيع ان امنعه، فكل شخص له رأي تجاه الدراما، اما اذا اردنا مناقشتها فنجد ان الامر يتعلق بالقطاع الخاص، ولكن الدولة هي المسؤولة عن تشغيل او عدم تشغيل المخرجين، وكم مخرج لدينا نحن ؟

هل تعتقد ان للعلاقات دورًا في اختيار المخرجين للاعمال؟
هذه قضية موجودة ولكن بالتأكيد اذاكنت تحبني تأتي بي، وان كنت لا تحبني فلا تأتي بي، فقياساتالحب وعدمهموجودة ولكن لا استطيع تعميمها، فهناك من يقول انك لا تعمل فتتكلم وعندما تعمل لا تتكلم، العلاقات موجودة في كل مكان ولكن اذا ارنا مناقشة الموضوع بشكل حقيقي فيجب ان تكون هناك هيئة خاصة لمناقشة وضع المخرجين او الكتاب او العملية الدرامية بشكل حقيقي، وبالتالي وفرة الانتاج توفر فرص عمل للمخرجين، لان الامر يكون مهمًا، فالمخرجون معدودون، وان كانت هنالك عشرة اعمال فسيعملون، ولكن السؤال الخطير هو اذا كان المخرجون المعروفون لا يعملون في هذه الاعمال العشرة، فنقول مثل قيل (اذا رأيت معركة فيها الجبان يكر والشجاع يفر فقل ان الامر لريب) اي لابد من وجود خلل.

هل ابتعادك عن اعمال الكاتب صباح عطوان إجباريًا أم إختياريًا؟
صباح من الكتاب الكبار الذين لايمكن القفز عليهم في حالة وجود فرصة، وانا كان لدي نص مهم له وطرقت الابواب كثيرًا من اجل اخراج النص ولم يسعفني الحظ ان يروج او يقبل هذا النص الى حد الآن.

ذات مرة قالت لي سناء عبد الرحمن انها مع صباح وجلال ثلاثي يمكنه ان يقدم اعمالاً مميزة، ماذا تقول؟
اذا افترضنا ان جلال كامل ممثل جيد ومخرج جيد فبالتأكيد صباح عطوان صباح كاتب جيد جدًا، خصوصًا اذا ما استفزيته وشاكسته فستستخلص منه نصًا دراميًا يستطيع ان يقف مقابل النصوص الدرامية العربية اذا ما توفر انتاج حقيقي، وانت تتعامل الآن مع ناس حرفيين من طراز اول ومعترف بهم جماهيريًا على اقل تقدير، وبالتأكيد بوجود نص جيد وانتاج جيد وممثلين عندهم القدرة على قيادة العملسيكون العمل جيدًا.

هل يعترض صباح عطوانفي حال قمت بشطب أحداث من نصه او أضفت أخرى؟
صباح لديه ثقة كبيرة بي، وفي قضية الشطب والاضافة ارجع له طبعًا واقول له ما سأفعله، وبالتالي لا يعترض لانه يثق بطريقة تفكيري على اقل تقدير، قد نتقاطع في بعض الاحيان ولكن بعد فترة يقول لي اني كنت محقًا، وانا عندما اطرح وجهة النظر لا اطرجها من اجل المشاكسة بل لربما هناك وجهة نظر تضيف للعمل .

من يختار لك الشخصيات التي تمثلها في الاعمال التي تخرجها انت ؟
انا الذي اختارها، يمكن لانني ممثل فأنا عندما اختار اسقط اي اعتبار شخصي بيني وبين اي ممثل اخر، فقط ارى الشخصية واتشبع بها، اما اذا هذه الشخصية مبدئيًا لم توافق فسابحث عن البديل الذي يعبر عن رؤياي لاختيار الشخصية، انا اختار وابدأ احلم مع الشخصية ومع الممثل وصولاً الى اتفاق .

هل يمكن لك ان لا تمثل في اعمالك ؟
من الممكن، لانني في العديد من المسلسلات لا اريد ان امثل، ولكن يحدث ان لا اتفق مع الممثل الذي اخترته او ان يكون مشغولاً فأضطر الى اداء الشخصية، وكما تعرف انا ممثل مطلوب ولما اجد نفسي في شخصية احس انني لا بد ان امثلها، ولا امثلها الا حين اجد لابد ان امثلها، بمعنى لو كان هنالك مخرج اخر لاختار جلال كامل لهذه الشخصية، انا اتحدث من هذا الاعتبار .

هل سبق ان طلبك مخرجون للعمل معهم كممثل ؟
كثيرًا ما استدعيت للعمل ككممثل، ولكن في المدة الاخيرة وضعت حاجزًا لاختياري كممثل، مثلاً المخرج فاروق القيسي اختارني للشخصية الاولى لمسلسل (باشوات اخر زمان)، وبالتأكيد هو ينظر الى جلال الذي اشتغل فيلم (اللوحة) و(الاسوار) ومسلسل (ذئاب اللليل) وغيرها، لا اعتقد انه يحتاج الى توسط بل على العكس لو انني اطرح من خلالك انني موجود في الساحة كممثل وليس عندي اي تقاطعات في قبول نص ما عدا طبيعة النص وان كانتالشخصية ملائمة او غير ملائمة، انا حجرت على نفسي في المدة الاخيرة لان قضية الاخراج بدأت تأخذ وقتًا مني، ولذلك ومن اجل عدم ارباك من اتعامل معه كممثل بدأ الآخرون يحسون انني اعمل مخرجًا واعمل ممثلاً مع نفسي .

ما اصعب ما تواجهه في عملك باخراج المسلسلات ؟
الظروف بشكل عام، ولا تنسى اننا لم نؤسس لساحة فنية متقنة، بمعنى اننا لم نؤسس لمصنعية حقيقية، اولها عدم التواصل مع التقنيات الحديثة التي وصل اليها العالم والتي يتعاطاها الان، نحن ما زلنا نحبو بقضية المصنعية، اما كطريقة تفكير فالكثير من المخرجين بمن فيهم انا أحلم وعندي القدرة بنفس طريقة تفكير اي مخرج في الخارج ولكن اين الامكانيات الحقيقية، ولا اقصد الامكانات المادية فقط، بل التقنية والظروف البيئية، فمن ضمن الاشياء المعجزة والمتعبة بالنسبة لي اننا دائما نشتغل في ظروف هي ليست ملكك، بمعنى اذهب لاختار موقع تصوير جميل وفيه كل المواصفات ولكن يظهر صوت مولدة كهربائية فيدمر الاختيار، هذا ابسط شي، او تختار موقعًا جميلًا جدًاوتكون المعوقات في صعوبة الوصول الى هذا المكان ، يعني انك تعمل بظروف تقدم فيها تنازلات وبالتالي هذه تأكل من جرف العملية الانتاجية .

ما الطموحات التي ما زالت باقية في نفسك ممثلاً ومخرجًا ؟
لا زلت اشعر انني لم احقق شيئًا، لاني بصراحة انظر الى المنجز الخارجي في العالم وأحس انني دائمًا اتعلم وأحس ان هناك احلامًا كبيرة جدًا ولازلت احتاج إلىالكثير الكثير لكي اصل، انا لا اقصد بطريقة التفكير والاحلام، فالاحلام كبيرة ولكن المنجز بحاجة الى الكثير لاصل لما وصل اليه العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف