الفنانون المصريون على خط السِّباق الرِّئاسي

يبدو أنَّ السِّياسة ستظل ملازمة للفنانين المصريين، فبعد القوائم السَّوداء الَّتي أعدَّهاالمتظاهرون الداعمين إسقاط نظام الرَّئيسالسابق، حسني مبارك، بحق الفانين الذي أيَّدوا بقائه، ها هو الاستقطاب السياسي يعود مجدَّدًا إلى الفنانين المصريين من خلال الإنتخابات الرِّئاسية بعيدًا عن اتهامات التَّخوين.

القاهرة: يدخل الفنانون المصريون اختبارًا جديدًا فيما يتعلق بالمشاركة في الحياة السياسية في مصر عقب ثورة "25 يناير"، وذلك من خلال المشاركة في انتخاب رئيس البلاد المقبلبدءًامنيوم الاربعاء القادم، حيث فضل عدد من الفنانين المشاركة في دعم مرشحهم الرئاسي والأعلان عن اسمه، فيما فضل آخرون التزام الصمت خصوصًا بعد القائمة السوداء التي اعقبت ثورة 25 يناير وأدتإلى إفشال عدد من الأعمال الفنية لفنانين ساندوا النظام السابق.

لم ينفصل الفن عن برامج المرشحين للانتخابات الرئاسية، فكل منهم وعد بالمحافظة على حرية الإبداع ودعم الدولة من أجل تقديم اعمال جيدة والعمل على استعادة مصر لمكانتها الفنية مسرحيًا وسينمائيًا وتليفزيونيًا بعدما تراجع النشاط الفني وتخلت الدولة عن دعم الفنانين.

لكن الجديد ان عددًا كبيرًا من الفنانين لم يفصح عن اسمه مرشحه للانتخابات حتى الآن، وربما لن يفصح قبل اعلان النتائج، وهو ما حدث مع محمد فؤادـ وغادة عبد الرازقـ والفنان عمرو دياب وعادل إمامـ والذين تصدرت اسمائهم القائمة السوداء، فيما جاء اختيار المرشح من قبل فناني الثورة اكثر اتساقًا مع افكارهم حيث لم يدعم اي منهم المرشحان المحسبوان على النظام السابق.

وباستثناء الاغنية التي قدمها الفنان الشعبي، شعبان عبد الرحيم، للمرشح عمرو موسىـ التي يقول مطلعها "بحب عمرو موسي المخلص الحسيس"، والاغنية التي قدمها المطرب أحمد سعد للمرشح حمدين صباحي والتي تحمل نفس شعار برنامجه الإنتخابي "واحد مننا"، وأخرى كتبها الشاعر جمال بخيت، اعتمدت اغاني باقي المرشحين على وجوه شابه واعضاء الحملة.

لم تكتف حملة حمدين صباحي بالاغنيتين اللتين قدمهما الفنان الشاب احمد سعد، وإنما قدمت اغانٍ اخرى من بينها اثنتين قام الفنان الشاب سامح عسى يتلحينهما وغنائهما، وثلاثة قام باقي مؤيديه بغنائها ورفعها عبر مواقع اليوتيوبـ إضافة الى عرضها على الشاشات التليفزيونية قبل بدء مؤتمره الانتخابي.

أما عبد المنعم ابو الفتوح المرشح الرئاسي، فأغنيته الرئيسية هي مشروع وطنوتحمل ايضًا نفس اسم البرنامج الانتخابي الخاص به، وقام بغنائها الفنان الشاب حسن يسري وكتب كلماتها ولحنها يحيي عادل، فيما قام انصاره بتقديم اغنيتين احدهما بطريقة الراب فضلاً عن اغنية شعبية انتشرت على اليوتيوب لكن لا يعرف من المطرب الذي قوم بغنائها.

أما المرشح الاخواني محمد مرسي فقامت حملته الانتخابية بتقديم اغنيتين، هما "احلم" و"نهضتنا" واللتين تم نشرهما عبر الفيسبوك وإخراجهما بتقنيات فنية عالية بعكس باقي اغاني المرشحين التي اتسمت بالبساطة في الاخراج.

تأييد الفنانين للمرشحين بات من ابرز ما يميز الفترة الاخيرةفي الترويج للمرشحين في السباق الرئاسي، خصوصًا وان البرامج الفنية سيطر عليها في الفترة الاخيرة الجانب السياسي لدرجة جعلت كل فنان يحضر نفسه للسؤال التقليدي وهو اي من المرشحين ستدعم.

يشارك في حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي المخرج السينمائي خالد يوسف، الذي منح حمدين جزءًا من مكتبه ليكون مقرًا للحملة في منطقة المهندسين كمساهمة منه، فيما تقوم الفنانة راندا البحيري بدعم المرشح ذاته وتشارك معه في الجولات الانتخابية وترسل لاصدقائها لكي تقوم باقناعهم باختياره بديلاً عن اي مرشح اخر.

حصل حمدين صباحي ايضًا على تأييد كل من الفنان خالد الصاوي الذي كان قد اعلن في البداية عن دعمه للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح قبل ان يعدل عن قراره ويقرر اختيار حمدين، فيما أعلن خالد النبوي تأييده للنائب البرلماني السابق من خلال حسابه عبر موقع تويتر أمس.

وحصل ايضًا حمدين صباحي على تأييد عدد من آخر من الفنانين من بينهم نشوي مصطفى، ورياض الخولي، وصلاح السعدني، وفتحي عبد الوهاب، وعمار الشريعي، وفاروق الفيشاوي، والمخرج محمد فاضل وزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد، اضافة الى كل من نبيل الحلفاوي، ورانيا محمود ياسين، وهاني سلامه، وايمان العاصي، وقام وعدد منهم بتسجيل فيديوهات مع اعضاء حملته لاقناع الجمهور بانتخابه وشرح اسباب تأييدهم له.

ويلي حمدين في تأييد الفنانين المرشح الرئاسي عبد المنعم ابو الفتوح الذي حصل على تأييد كل من بلال فضل، وعمرو سلامه، وايناس الدغيدي، ودينا، واثار الحكيم، ومحمد صبحي، ومحمود العسيلي، ومحمد ناير، والمؤلف محمد دياب، وحمزه نمره، وتميم البرغوثي.

فيما ايد الفريق احمد شفيق كل من سمية الخشاب، وهاله صدقي، والفت عمر، ورامي صبري، وطلعت زكريا، وتوفيق عكاشة، بينما لم يحصد محمد مرسي المرشح الاخواني لسباق الانتخابات الرئاسية سوي تأييد عدد محدود من الفنانين المحسوبين على التيار الاسلامي.

تؤكد راندا البحيري في تصريح لـ"إيلاف" على ان مشاركتها في حملة حمدين جاءت نظرًا لاقتناعها به بشكل كامل، مشيرة الى انها رأت انه من دورها أن تقف الي جوار المرشح الرئاسي الذي تتسق افكاره معها، لذا قررت المشاركة في الحملة الانتخابية دعمًا له سواء عن طريق التبرعات او النزول معهم للترويج في مختلف المناطق، موضحة ان المشاركة لم تأخذ منها وقتًا طويلًا.