كريمة الصقلي: الديو مع مروان خوري هو أقل ما يمكن إهدائه لوردة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: شكل الديو الغنائي الذي أداه الفنان اللبناني مروان خوري والفنانة المغربية كريمة الصقلي مفاجأة حفل افتتاح مهرجان موازين، إذ خلال هذه الأمسية التي نظمت على منصة الموسيقى الشرقية بحي النهضة في الرباط٬ قدمت الفنانة كريمة الصقلي بصوتها الشجي الدافئ، والفنان والشاعر والملحن اللبناني مروان الخوري عملاً فنيًا مغربيًا لبنانيًا يتغنى بالعلاقة الروحية والانسانية التي تجمع البلدين الشقيقين، كما أديا بشكل مشترك أغنية "جبال الأطلس" للفنان نعمان لحلو٬ وتوجا تعاونهما الغنائي بأداء الأغنية الشهيرة لمروان خوري "يا رب".
وكانت الصقلي قد انتقلت من أجل إنجاز الديو الذي أعد خصيصًا لهذه المناسبة إلى لبنان لاستكمال التحضيرات لهذا العمل الفني المتميز الذي أشرفت عليه إدارة "موازين".
وأهدت كريمة الصقلي ومروان خوري روح هذه الأمسية الى الفنانة الراحلة وردة.
وقدمت الصقلي باقة متنوعة من أعمالها العاطفية والوطنية والروحية٬ قبل أن تدعو جمهورها الى رحلة في ذاكرة الأغنية المغربية٬ من خلال كشكول لأسماء خالدة من حجم عبد الوهاب الدكالي، والمعطي بنقاسم، ومحمد الحياني، وفتح الله المغاري.
وقالت الفنانة كريمة الصقلي لـ"إيلاف" عقب الحفل الفني الذي أحيته في إطار مهرجان موازين إن وفاة الفنانة وردة الجزائرية كان له تأثير كبير في العائلة الفنية والجمهور العربي على حد سواء، وقالت إنها تعاملت مع الحدث بانفعال طبيعي وقالت إن صوت وردة كان صوت جميل جدًا يمتلك مواصفات خاصة، كما حيث تميزت بلكنة جميلة جدًا وابتسامة لم تفارقها، وحملت الجديد في مسيرة الأغنية العربية، وقالت إنها كان بودها أن تهديها السهرة التي أحيتها بكاملهاوليس الديو الذي قدمته مع مروان خوري فقط، فهي تستحق كل هذا علمًا أنني شخصيًا غنيت لها على المسرح بلكنتي الخاصة فوردة الجزائرية تبقى غالية وكبيرة على كل شيء.
وقالت كريمة الصقلي إن الديو الذي أدته برفقة مروان خوري كان جميلاً جدُاوأشارت إلى أن الموسيقى ليست لها حدود فهي الأكسجين وهي للجميع، وقالت إن الديو الذي أدته مع خوري يعبر عن قصة محبة بين لبنان والمغرب، فالمغاربة - تضيف- قلبهم كبير وواسع لكل الدول وكل الناس وكذلك لبنان، كما أعربت عن تقديرها الكبير لمراون خوري كمبدع وملحن وكاتب له موسيقى جميلة تشمل الجانب الجمالي والجوانب العميقة.
وعن رأيها في الجمهور الذي تابع الحفل الفني الذب أحيته لرفقة مراوان خوري قالت إن الجمهور كان جميل جدًا، وقالت إنها أحست بكونها وسط عائلتها وهي محاطة بالجمهور الكبير الذي تابع الحفل.
وأشارت إلى أن مشاركتها هذه السنة تعتبر الثانية بعد مشاركتها سنة 2006 حيث قدمت عملها الفني "وصلة" من كلمات التونسي أدم فتحي ولحن لطفي بوشناق ومشاركة موسيقيين تونسيين وعازف السكسفون المغربي محمد الإدريسي الشريف، حيث قدمت حينها عرضين بعد إعجاب إدارة موازين بعملها الفني الذي يتطرق للتواصل الثقافي بين المغرب وتونس؟.
ووجهت عتابًا شديدًا لوسائل الإعلام التي اعتبرتها مقصرة في التغطية لهذا العمل الفني حيث اهتم الصحافيون أكثر بلطفي بوشناق الذي استدعته كريمة الصقلي شخصيًا ليغني برفقتها لمدة لا تتعدى 6 دقائق، وقالت إنها ومع تقديرها الكبير للطفي بوشناق فإن الصحافة كانت مقصرة من جهتها حيث لم تنشر سوى مقابلة وحيدة في إحدى الصحف المغربية والتي أجرتها صحافية متدربة.
وأشارت إلىأنه شرف لها كمواطنة مغربية أن تفتتح مهرجان موازين لهذه السنة مشيرة الى أنه ليس المهرجان الوحيد الذي تفتتحه حيث سبق لها أن افتتحت عدة مهرجانات دوليةمثل مهرجان الموسيقى العريقة بفاس، ومهرجانات بيت الدين بلبنان، (قدمت عرض في فصلين سنة 2008)، ومهرجان أوبريت الموسيقى العربية سنة 2008، وعدة مهرجانات في دمشق كما اذ شاركت في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة، ومهرجان الموسيقى العربية في أوبرا دمشق، إضافة الى عدة مشاركات في مهرجانات بقطر وأبو ظبي والبحرين.
وقالت إنها لازالت لم تستوعب سر عدم الإهتمام بالفنانين المغاربة عند مشاركتهم في مهرجانات داخل المغرب من قبيل موازين داعية الىدعم الفنانين الذين أتبثوا استحقاقهم .
وفي سؤال لـ"إيلاف" عما اذا كانت سماء المغرب قد ضاقت بنجومه الفنية وأن السبيل الوحيد الى الشهرة هو الهجرة، قالت كريمة الصقلي إنها إنها ليست ضد هذه الفكرة فهذا يبقى اختيار للفنانين الذين قرروا الإستقرار بالشرق، وقالت إنها لا يمكن أن توجه لهم النقد والعتاب بهذا الخصوص، فالهجرة - بحسب قولها - فرصة لترعرع موهبتهم في أرض أخرى لديها انتاج آخر وعمل مؤسساتي.
وقالت إن لديها غيرة كبيرة على الثقافة المغربية على الرغم من مشاركاتها الواسعة في مختلف التظاهرات الفنية والثقافية في العالم العربي وأميركا وأوروبا، وقالت إنها وعلى الرغم من هذا الإشعاع الذي تحظى به فإنها غير قادرة على الصمود في غياب الدعم، علمًا أن أعمالها لقيت نجاحًا داخل الوطن وخارجه اعتبارًا لكون الفن هو مرآة الوطن.
وقالت إنها ترفض فتح المجال لكل من هب ودب بل تقصد دعم الفنانين الذين يمتلكون قيمة مضافة فنية وثقافية، وأضافت في حديثها لـ"إيلاف" إن الفنانين بحاجة الى فضاءات وأرضية ومجالات للترعرع والإبداع.
وبخصوص جديدها الفني قالت إنها وبعد التجارب التي خاضتها وخصوصًا في موضوع حوار الحضارات وبعد التكريمات العدة التي حظيت بها لعنايتها بالتراث العربي والتراث المغربي كان لزامًا عليها أن تختار التيار الذي يناسبها، وأشارت إلى أنها تشتغل على ألبوم جديد بعنوان "الحب الشريف" وهو الحب الإلهي وهو من شعر كبار الصوفيين ولا سيما الشيخ الأكبر ابن عربي، وأبو الحسن شوشتري، ومن لحن رشيد زروال الذي خاضت برفقته تجربة في مهرجان الثقافة الصوفية بفاس السنة الماضية، حيث تم تكريم النساء الصوفيات، ومن ثم جاءت فكرة إصدار ألبوم "الحب الشريف".
من جهة أخرى، تستعد كريمة الصقلي لتسجيل عملها الجديد"ليلة" وهو عمل صوفي من شعر كبار الصوفيين زينون المصري وابن عربي ومحمد الحراق وعائشة الباعونية، ومن لحن سعيد الشرايبي ضمن ألبوم آخر.
وقالت إنها ستنهي تسجيل هذين الألبومين مع حلول شهر يوليو القادم، وقالت إنها تتمنى احتضان هذا العمل من طرف شركات عربية أبانت عن قدراتها العالية في عملها الإداري وفي تسويق انتاجات فنية معينة، وتساءلت لماذا لا تدعم مثل هذه الشركات نجاحها الإداري عبر إضافة ألون غنائية من الموسيقى العربية حتى يبقى للجمهور حرية الإختيار، فليس لدينا فقط انتاجات المنوعات، لكنها مع ذلك أشارت الى أنها ستكون أسعد اذا تم احتضان هذين العملين من طرف شركة غربية من قبيل معهد العالم العربي بباريس.
للإشارة فإن كريمة الصقلي هي فنانة مغربية معروفة بالتواضع وتحرص على أن تعيش من دون صخب ودعاية بعيدًا عن الأضواء مكتفية بإحياء الحفلات الفنية المباشرة على المسارح الكبرى في الوطن العربي وأوروبا وأميركا، استلهمت لونها الغنائي من نصوص التراث القديم والأغنية العصرية واتخذت منها مادة أغنت بها الخزانة الموسيقية العربية، سطع نجمها سنة 1999 أثناء أدائها لأغنية الراحلة اسمهان في مهرجان ومؤتمر دار الأوبرا، ثم توالت مشاركاتها في المهرجانات المحلية والعربية وفي سائر أنحاء المعمورة، بينما رافقت كبار العازفين والمطربين مثل نصير شامة، ولطفي بوشناق، ومارسيل خليفة، والملحن وعازف العود المغربي سعيد الشرايبي الذي كونت برفقته ثنائيًا مبدعًا، من أشهر أغنياتها "أغار" وهي قصيدة للشاعر السعودي محي الدين خوجة وألحان المطرب المغربي نعمان الحلو.