أسعد حطَّاب: لم أصبح رشدي أباظة و"روبي" نجح غصبًا عن الجميع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تخرَّج منذ أكثر من عشر سنوات من كليَّة الفنون الجميلة، قدَّم أدوارًا في سيت كوم "3 بنات"، سلسلة "طالبين القرب"، و"قديس كفيفان"، ليعود وينوِّع عمله بين التَّقديم والغناء والتَّعليم، إنَّه الممثِّل اللبناني، أسعد حطَّاب، 33 عامًا إبن مزيارة في الشَّمال اللبناني، الذي لمع نجمه عند مشاركته في مسلسل "روبي" بدور "كريم"، ذلك الشَّاب الطموح والمجتهد والمتفهم والمدافع عن قناعاته، إذ يبدو أنَّ هذه الشَّخصيَّة تتلاقى في بعض صفاتها مع شخصيَّته الحقيقيَّة.
وشارك حطَّاب في المسلسل بعد أنّْ إستضاف الكاتبة كلوديا مرشيليان في إحدى حلقات برنامجه الإذاعي، وكان ذلك في الوقت التَّحضيري للعمل، حيث كان هناك العديد من الشَّخصيَّات الَّتي يبحثون لها عن ممثِّلين، إلَّا أنَّ الكاتبة رأته في هذا الدور، وهو ما حصل في الأخير.
"روبي" كان فرصتي والآن بطاقة التَّعريف عني
وفي حوارٍ مع "إيلاف" عبَّر "كريم" أو أسعد عن فرحته بالأصداء الَّتي ينالها المسلسل عمومًا على الرغم من بعض الملاحظات الَّتي أبداها بدايةً على بعض مشاهده مع بدء التَّصوير، بيد أنَّ طول مدَّة العمل جعلت جميعأعضاء العمل يتأقلمون معه ومع بعضهم، ما إنعكس إيجابًا على المسلسل ككل.
ويقول أسعد إلى أنَّه بدايةً كان ينزعج من وصفه بالموهبة الجديدة، ولكن سرعان ما رأى أنَّ ذلك منطقيٌّ فهو وعلى الرغم من تخَّرجه منذ أكثر من عشر سنوات لم يشارك في الكثير من الأعمال الدراميَّة وبقي وجهه غير مألوف للكثيرين، لحين مشاركته في "روبي".
ويصف الممثَّل اللبناني الشَّاب "روبي" بالظاهرة الَّتي أعطته الكثير، خصوصًا أنَّه يعرض في العديد من الدول، وحقَّق الكثير من الأصداء الإيجابيَّة الَّتي لم يكن يتوَّقعها ما إنعكس عليه إيجابًامن خلال تعرُّف النَّاس عليه في العالم العربي ككل، مشيرًا إلى أنَّ "روبي" كان في البداية فرصته ليصبح الآن بطاقة تعريف عنه.
تأخَّرت في التَّمثيللأنَّني لم أجرأ على المغامرة
وعن تأخره في البروز في المجال التَّمثيلي خصوصًا أنَّه يتمتَّع بموهبةٍ أشاد بها النقَّاد وجذبت الجمهور له، أشار حطاب لـ"إيلاف" أنَّ الدراما اللبنانيَّة وعلى الرغم من الإنتقادات أو الإشادات الَّتي تطالها، لم تكن في السَّابق كما هي اليوم، ويضيف: "لم أكن أمتلك الجرأة لأمثِّل، لأنَّني كنت أريد عملًا يؤمِّن لي الإستمراريَّة والضمانة الماديَّة، لذلك رفضت الكثير من الأدوار سابقًا لحين عرض عليَّ العمل في "روبي"، والذي شجَّعني هو طول مدَّة التَّصوير الذي إستمر نحو 230 يومًا، أي حوالي السبعة أشهر، ما أمَّن لي عملًا لفترةٍ مقبولةٍ وبسعرٍ مغرٍ، فكانت فرصتي للبروز".
لم أصبح بعد رشدي أباظة
وعن طبيعة وصفات الشَّخصيَّة الَّتي قدَّمها، وكيفيَّة تأثير ذلك على حياته الخاصَّة خصوصًا أنَّ الفتيات ينجذبن إلى الشَّاب المتفهِّم، المدافع عن حبِّه، والمتمسِّك بقناعاته، رأى أسعد أنَّه من خلال هذا الدور يغوص في أعماق "روبي" لأنَّه يرى ويشعر بما تحسُّ به بغض النظر عن تصرفاتها، خصوصًا أنَّها عانت من فقدان الأب والرجل في حياتها، وإستعملت جمالها للوصول إلى ما كانت محرومة منه في صغرها، مشيرًا إلى أنَّه كأسعد لا يوافق على تصرفاتها ولكنَّه يتعاطف معها لأنَّه يهتمّْ لما في داخل الإنسان.
وأضاف: "أمَّا فيما يخصُّ تأثير ذلك على حياتي من ناحية كثرة المعجبات، أرى أنَّ ذلك كان بمثابة تقدير لإطلالاتي، والشعور جميل، لكن ما يزعجني هو عدم قدرتي على الردِّ على جميع الرسائل، ما قد يعطي إنطباعًا بأنَّني مغرور، وهو الأمر البعيد عني، فأنا أدرك أنَّني لم أصبح بعد بمكانة الفنان رشدي أباظة، ومازال عليَّ أنّْ أقدِّم الكثير" .
وأشار: "لقد تأثَّرت حياتي من ناحية أخرى وهي أنَّني بت أركِّز أكثر على صورتي بين النَّاس الذين يستوقفوني في الشَّارع، إذ عليَّ دائمًا أنّْ أظهر بصورةٍ مهندمةٍ ولائقةٍ، وذلك ليس لأنَّ الشَّهرة هي من تفرض ذلك، بل لأنَّ ذلك يهمُّني شخصيًّا أي أنّْ أظهر دائمًا بصورةٍ تقنعني، وأنا راضٍ بذلك".
هناك مشاهد حشو في "روبي" ولكنَّه نجح غصبًا عن الجميع
وعن نقاط القوَّة ونقاط الضعف الَّتي يراها في المسلسل، أشار حطَّاب إلى أنَّ قوَّة "روبي" تكمن في نوعيَّة الصورة، والبذخ الإنتاجي المتجسِّد بإعطاء كل مشهد حقَّه من حيث الموقع وما يستلزمه ليخرج بصورةٍ واقعيَّةٍ ومنطقيَّةٍ، كما أنَّ كثرة الشَّخصيَّات كان لكلٍّ منها خطٌ واضح وثابت ولم تربك المشاهد، والإنصهار والتَّفاهم بين فريق العمل الذي إنعكس على سير العمل، إضافةً إلى العنصر السوري المحترف الذي ساهم في إعلاء العمل.
أما بالنسبة لنقاط الضعف قال أسعد: "أبرز عناصر الضعف تتجسَّد بالملل الذي قد يطرأ على الشَّخصيَّات بسبب كثرة الحلقات، خصوصًا مع وضع مشاهد حشو لم يكن لها من داعٍ فقط لإكمال الحلقات التسعين".
وردَّ أسعد على النقد الذي طال العمل وإطلالات الأبطال وقال: "ما يثير إستغرابي الكلام الذي إنتقد إطلالة سيرين، خصوصًا أنَّ الشَّكل والملابس الباهظة الَّتي ترتديها مبرَّرة دراميًّا بعد زواجها من رجل غني، كما أنَّ اللبنانيين معروفين بحبِّهم للمظاهر، لذلك ليس مستغربًا مثلاً أنّْ نرى "عمر" يضع نظارات من ماركةٍ معروفةٍ، أو يرتدي كل يوم ملابس مختلفة خصوصًا أنَّه طبيب، وأنَّ النَّاس في لبنان تتصرَّف على هذا النحو ولو كانت أوضاعها الماديَّة غير جيِّدة".
وأضاف: "ولكن في النهاية لا يمكن إرضاء كل الأذواق، فلكل إنسان رأيه، وما يحصل ليس بالضرورة بهدف محاربة الدراما، ولكن هناك من أبدى رأيه بصراحةٍ أو عن نيَّة معيَّنةوهناك من لم يقم بذلك، ولكن العمل نجح على الرغم من كلِّ شيء وغصبًا عن الجميع".
جنى العمر
وفي سياق آخر، من المتوقع أنّْ يطلَّ أسعد في مسلسلٍ جديدٍ من 19 حلقى بعنوان "جنى العمر" كتابة ماغي البقاعي، وإخراج ليليان البستاني، وإنتاج أفكار برودكشن، تدور أحداثه في فترة الإنتداب الفرنسي، ويلعب فيه دورًا محوريًّا من خلال تجسيد شخصيَّة كوموندون فرنسي.
كما يكمل في تقديم برنامجيه الإذاعيين "ع رواق" و"بلا كلفة" على إذاعة صوت المدى، إضافة إلى تحضيره لمشروعٍ غنائي من خلال فرقة مؤلَّفة من فتاتين وشابين تعمل على الألبوم الأوَّل الذي سيحمل إسم "In Crocio" أي ملتقى طرق، والذي رأى أنَّه قد يشكِّل خضَّة في حال دُعِم ونزل إلى الأسواق.