ترفيه

"صباح الخير يا لولة"... هل ما زلنا نتذكرها؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"صباح الخير يا لولة" اغنية كانت دائمة البثعند الصباحات العراقية من اذاعة بغداد، وكان الناس يجدون فيها متعة فضلاً عن السرور الذي تبثه كلمات الاغنية وصوت المطربة الاخاذ.

بغداد: ذكرني صديق بهذه الاغنية، "صباح الخير يا لولة"، وما ان سمعتها مجددًا حتى لا اعرف ما الذي استجد في صفحات الحنين في خبايا النفس، وجدتني اغني، ومعي راحت تغني كل السنوات التي كانت مترعة بموسيقى وكلمات هذه الاغنية، فضلاً عن الصوت المميز للمغنية، السنوات البعيدة جدًا عادت تركض حافية مسرعة لتهزمثل عاصفة، اغصان شجرة تكاد تذبل، هذه الاغنية التي كنا صباح كل يوم نسمعها من الاذاعة العراقية، سواء اذاعة بغداد او صوت الجماهير، يوم كان الصباح يتسيده الراديوفقط، وتحرص الناس ان يكون صباحها الهادئ الجميل مقرونًا بالراديو، فتتناول الاصابع عتلته الدائرية الصغيرة بحثًا عن موجات تتغنى بالصباح، وما اجملها من صباحات رائقة مؤثثة بقيام الامهات بتحضير الفطور للاباء العمال والموظفين وللابناء طلاب المدارس، كأن الاغنية تخاطب كل سيدة بإسم (لولة) كأسم دلع، ولان الاغنية مميزة في كل شيء فأنها كانت محببة جدًا من الجميع، مميزة ومعبرة وتفتح ابواب الامل لسامعها بتميز الصوت وكبريائه وبمعنى الكلمات التي تتبارك بإسم الله وتستذكر الخير، كانت هذه الاغنية هي اغنية الصباح الاولى للعراقيين يترنمون معها ويحفظونها ويتفاءلون بها، انها اغنية اصبحت لازمة في ايامهم لابد ان تتفتح صباحاتهم على سماعها.

قلت لصاحبي: "يا سلام، كيف استطاعت جوانحك ان تستعيد هذه الاغنية فتطلق لها العنان".
فقال: "محض صدفة، حين رحت اقلب صفحات كتب الايام المخبأة في طيات الذاكرة، وجدت شريط الاغنية وقد استباحته الاتربة وغطاه النسيان، فتحركت نتوءات في قلبي وهامت خلاياي الحسية".
قلت: "تلك اغنية استوطنت الذاكرة وحفرت لها حكايات لكن الازمنة الغارقة في الانشغالات والسرعة والهموم اسدلت ستائر النسيان على جماليات عديدة، لا يمكن طبعًا من يسمعها الآن ولا تشرئب اعناق حنينه واشواقه وتخيلاته الى الاوقات التي كانت الاغنية تملؤها، ولا اخاله لا يستبيح مشاعره ويطلق زفيرًا، انها اغنية صباحية يومية ضاربة في السنوات، غنتها المطربة المصرية، ملك محمد، فظل صوتها ولحن الاغنية وكلماتها هائمة في عوالم الخلود، على الرغم من غيابها التام على الاثير، اذ ان الاذاعات ما عادت تتعامل مع اغنيات الصباح الجميلة وصارت تفاجئ الناس بأصوات الصخب واغاني الاسفاف وايقاعاتها المبتذلة".

فيما نحن نتساءل الآن: اين اغنية الصباح؟ وتأتي الاجابة: لا اغنية للصباح، وحتى الراديو اكلته الفضائيات الدائمة البث والتي لا تعرف الليل من النهار وقد اختلط نابل برامجها بحابلها، تلاشت اغنية الصباح ولم يعد الناس يستمعون اليها لانها مثلما اصبح الراديو في خانة الذكريات.

وتقول كلمات اغنية "صباح الخير يا لولة":

يا قاصدين باب الله على الله كل متعسر
ومن يقصد جناب الله يعيش العمر متيسر
ولا ينظلم يا لولة ولا ينلام يا لولة
صباح الخير يا لولةصباح الخير يا لولة

بحمدك ساحة الدﮔـلة تروي ارضنا السودة
وتسـﮕـي الخوخ اوعوده بروحتها و في العودة
وتسـﮕـي الورد يا لولة و إنتِ الورد يا لولة
صباح الخير يا لولة صباح الخير يا لولة

يعزُ من يبات قانع من الرحمن يتطلب
يذلُ من يبات طامعيبات الليل يتـﮕـلب
على الجنبين يا لولة و لا يرتاح يا لولة
صباح الخير يا لولة صباح الخير يا لولة

بقي ان نعرف ان هذه المطربة من مواليد 1902 توفيت في 28-3-1983، أطلق عليها محمد التابعي لقبها الذى إشتهرت به وهو "مطربة العواطف"، أما إسمها الفني فإختاره لها محمد حسني والد الفنانتين سعاد حسني ونجاة الصغيرة، وقد بدأت الغناء طفلة وهي فى عمر العاشرة ومن ثم عملت في تقديم فقرات في الأفراح وكانت تقلد منيرة المهدية.

المطربة ملك محمد هي من جمهورية مصر العربية، سكنت العراق لفترة ما وكانت لها اعمال فنية ابرزها اغنية "صباح الخير يا لولة"، إسمها الحقيقي زينب محمد الجندي، بدأت كمغنية عام 1925 عندما كانت تغني الطقاطيق والأدوار بين فصول مسرحيات فرقة عكاشة، و في كانون الاول / ديسمبر 1925 اشتركـت بالغناء فى مسرحيات فرقة الجزايرلي وفوزى منيب بمسرح البسفور.

في ايلول / سبتمبر 1926انضمت كمطربة وممثلة إلى فرقة أمين صدقي، ثم عادت إلى تختها لتغني الطقاطيق بكازينو البوسفور، ولتحيي حفلات الجمعيات الخيرية، كونت بعد ذلك فرقة خاصة بها، للغناء والتمثيل المسرحي، وكانت تقدم أعمالها على مسرح البوسفور عام 1930 ومن هذه المسرحيات: الطابور الأول، طرزان يجد أم أحمد، مايسة، مدام بترفلاي.

و بعد ذلك استأجرت قطعة أرض كانت مملوكة للأميرة شويكار، وأقامت عليها مسرحاً، أطلـقت عليه "مسرح أوبرا ملك" وافتتحته يوم 10/1/1941 بأوبريت "عروس النيل"، وظلت ملك تعمل في المجال الـفني، حتى توقفت نهائيًا عام 1952 بعد حريق الـقاهرة الذى دمر مسرحها تدميراً كاملاً وانتقلت إلى رحمة الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أرددها كل يوم
أحمد ذيب -

ما أروع هذا المقال..! والله لأنا أردد هذه الأغنية كل يوم إذا ما صادف أن استقظت مبكرا .. فلا يليق الصباح المتفائل إلا مع ( صباح الخير يا لولا ).. لكن بما أن كلمات هذا الأغنية تقترب من اللهجة العراقيةفأتمنى على الأخ الكاتب أن يعيد كتابة المقطع الثاني بهذا الشكل : بحمدك ساحت الدجلة( نهر دجلة ) تروّي أرضنا السودة... وتسقي الخوخ والباجلا ( الباقلاء )... بروحتها وفي العودة .... وتسقي الورد ......الخ .... شكرا للأخ الكاتب

شكرا لك
متابع -

شكرا استاذ عبد الجبار على الموضوع الجميل . سجلت الاغنية وسمعتها للوالدفرح بيها و النوبة تذكر بلبل بغداد ويريدني اسجلها .دائما استاذ عبد الجبار تبهجنا بكتاباتك .شكرا لك مرة اخرى

شكرا لك
متابع -

شكرا استاذ عبد الجبار على الموضوع الجميل . سجلت الاغنية وسمعتها للوالدفرح بيها و النوبة تذكر بلبل بغداد ويريدني اسجلها .دائما استاذ عبد الجبار تبهجنا بكتاباتك .شكرا لك مرة اخرى