ترفيه

باسل شبيب: الدراما العراقيَّة ما زالت تحت طائلة الحصار العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رأى الفنان العراقي، باسل شبيب، أنَّ الحصار المفروض على الدراما العراقيَّة سببه سياسي ويعيق تسويقها إلى الوطن العربي.

بغداد: أكد الممثل والمؤلف الدرامي العراقي، باسل شبيب، ان تسويق الدراما العراقية الى الوطن العربي يصطدم بالحصار المفروض على العراق حاليًا على مختلف الاصعدة، مشيرًا الى عدم وجود خصوصية في الموضوع العراقي كما يعلن البعض، ما يجعل الدراما بعيدة عن المواطن العربي.

أوضح باسل الشبيب انه لم يكتب شخصية ما ليمثلها، بل انه يترك خيار ذلك للمخرج او المنتج، معربًا عن سروره لاختياره لشخصية كتبها وتمنى ان يمثلها في مسلسله الجديد "اعماق الازقة/ باب الشيخ"، لكنه لم يضف اليها حرفًا واحدًا فيما بعد.

وقال باسل في حواره مع "إيلاف"ان مخرج العمل عانى من كثرة الاسلاك الكهربائية في الازقة البغدادية، فيما العمل يتناول احداثا قبل 50 عامًا.

اين سنراك في شهر رمضان المقبل ؟
الآن انتهيت من اداء شخصيتي في مسلسل "باب الشيخ" للمخرج ايمن ناصر الدين، كما انتهيت من مسلسل مع المخرج فارس طعمة بشخصية مهمة ورئيسية في مسلسل "قصة حي بغدادي"، ومن المؤمل ان يشاهدني جمهوري الكريم في رمضان على شاشات التلفزيون العراقية من خلال هذين المسلسلين.

باب الشيخ ام اعماق الازقة كما هو معلن ؟
اتفقت اتفاقا مسبقا مع الجهة المنتجة ان هذا العمل بأربعة اجزاء، الاسم الرئيسي للسلسلة هو "اعماق الازقة"، وكل جزء له تسمية خاصة به، مثلا الجزء الاول هو "اعماق الازقة / باب الشيخ" والجزء الثاني مثلا قد يكون في ازقة البصرة او ميسان وهكذا، اذن التسمية الرئيسية واحدة فيما الاجزاء تمتلك تسميات اخرى فرعية.

هل اجزاء العمل منفصلة عن بعضها ؟
متواصلة ما عدا الممثلون فهم غير متواصلين لان الشخوص تتغير عدا ثلاثة او اربعة شخصيات ستستمر.

ما شخصيتك فيه ؟
أجسد شخصية "فؤاد بيك" ابن الباشا القادم من لندن ابان عام 1963 ويجد اخاه "شاهين" الذي يدير دائرة الامن في احدى مناطق بغداد قد تعمق في القتل والذبح للناس هناك، كما علمنا من احدى الصحف ان هذه المنطقة هي "باب الشيخ" و"عكد الاكراد"، شخصية فؤاد مهمة وقد يجدها المشاهدة قريبة منه وينسجم معها انسجامًا عاطفيًا كبيرًا ، هذه الشخصية اعجبتني لكونها محبة للمجتمع العراقي ومحبة للمناطق الشعبية على الرغم من انه ابن باشا، والباشا ابو فؤاد طبعًا شخصية وطنية وهو ضابط وطني في العهد الملكي ولكن ابان عام 1963 فرزت العائلة شخصية شاهين الذي من خلال ترؤسه لاحدى سرايا الحرس القومي استمر هذا القتل والذبح حتى عام 1963 في انقلاب الرجعي على عبد الكريم قاسم، شخصية فؤاد كانت الضد والمنافس لهذه الشخصية التي تنتهي ولكن تبقى ذاكرة فؤاد مستمرة الى الشخصيات الاخرى في الاجزاء الاخرى.

ما الجديد في الاداء ؟
قد يعرفني الجمهور في بعض الاعمال الدرامية السابقة وقد كنت رجل عصابات او ضابطًا او احيانًا في اغلب ادواري انسانًا متوترًا وعصبيًا، الجديد في هذه الشخصية انه انسان رومانسي قليل الكلام هادئ، واعتقد ان الجمهور سيتعاطف كثيرًا معه.

الا توجد فيها نسبة من الشر ؟
نسبة الخير فيها 100 % ولا توجد فيها نسبة شر عدا تنافسه وتضاده مع اخيه شاهين.

كم هي قريبة الى نفسك ؟
عندما كتبت النص قلت في نفسي من سيؤدي هذه الشخصية التي يمتد حضورها الى 14 ساعة تلفزيونية، اي انها تظهر في الحلقة 16 وتستمر الى الحلقة 30، قلت من سيؤدي هذه الشخصية، واذ كنت في بيروت اتصل بي المنتج عمار علوان وقال: تعال فهذه هي شخصيتك، وفي الحقيقة انا فرحت لانني كنت فعلاً متبنيًا لهذه الشخصية اثناء كتابتي للنص، ولكنني اؤمن انه من غير الممكن ان يفرض المؤلف نفسه كممثل على شخصية في احد نصوصه، فأنا اجد هذه الحالة غير صحيحة .

هل هذا يعني انك لم تكتبها لنفسك ؟
لم اكتب الشخصية لنفسي ولكن كنت اتمناها وقد تركت الخيار للمنتج الذي منحني اياها .

بعدما وقع الاختيار عليك، هل اضفت لها حوارًا او مساحة؟
لم اضف اليها حرفًا واحدًا اطلاقًا لان العمل كان حسب رأيي بشخصيات متكاملة والابعاد والظروف متكاملة ايضًا.

المخرج اردني والعمل عراقي تاريخي وفي بيئة عراقية؟
ايمن ناصر الدين له باع طويل في الدراما العراقية وقدم اعمالاً ناجحة، اما مسألة البيئة فيجب ان نتحدث عنها كثيرًا، فقد كنا نعاني من البيئة، كان الفنان والمنتج العراقي يقطنان في البلدان المجاورة وكانت الاعمال الدرامية تعمل خارج حدود العراق، وللاسف منذ عام 2003 ولغاية 2010 تقريبًا كانت الدراما العراقية تفتقر الى البيئة، وظهرت اعمال كبيرة وضخمة ولكنها بلا بيئة حقيقية، ولذلك كانت تفتقد الى الاتصال بينها وبين الجمهور، حيث لا يجد الجمهور كثيرًا من المصداقية بهذه الاعمال، ولكن الحمد لله الفنان العراقي عاد الى العراق وعاد الى مكان ولادته ليقدم دراما عراقية حرة ببيئتها الحقيقية واماكنها الطبيعية .

ما الذي استطعتم ان تقدموه للمخرج لكي ينجح في عمله؟
قبل ان يخترق المخرج اعماق ازقة بغداد، جلسنا جلسة طاولة وعرضنا عليه الكثير من الصور والافلام والشخصيات الحقيقية وتعرف على الازياء اولاً وعلى الشخصيات وعلى الحكايات الشعبية واخذناه ايضًا في زيارة الى منطقة "باب الشيخ" وتكلم مع الناس هناك وخصوصًا مع كبارهم عن واقعة عام 1963 وعاد المخرج بعد هذه الجولة الميدانية الى النص وقرأه قراءة اخرى لكي يصل الى الصورة النهائية عما سيطرحه خلال اخراجه لمشاهد العمل .

العمل يعود تاريخه الى نحو 50 سنة، كيف تعاملتم مع المتغيرات البيئة والمكانية ؟
نحن كعراقيين عندما ندخل في اية منطقة في داخل بغداد نجدها لم تتغير كثيرًا، فلو ذهبنا الى منطقة الكاظمية نجد فيها ازقة العشرينيات والثلاثينيات ولكن هناك متغير واحد للاسف واتمنى ان يزول في الاعوام المقبلة الا وهو الاسلاك الكهربائية للمولدات الكهربائية الاهلية التي تغطي فضاءات تلك الامكنة، وهذه شبكة الاسلاك الهائلة لا يمكن معالجتها، ولذلك انا اضطريت في بعض المشاهد ان احولها من نهارية الى ليلية كي تقوم الاضاءة بواجبها باخفاء هذه الشبكة العظيمة من الاسلاك.

هل تجد صعوبة في تمثيل ما تكتبه انت وهل يفاجؤك اخرون ؟
احيانًا عندما احضر التصوير اكون منبهرًا في اداء بعض الممثلين واقول هذا ما اردته في النص ولكن في مشاهد اخرى اصاب بخيبة امل ولكن بعدها اصل الى قناعة واقول انني ربما كتبت الحالة المثالية وهذه صعبة الاداء ولا يوجد لدينا ممثل مثالي، وفي العالم كله لا يوجد ممثل مثالي، اما انا فحالي حال اي ممثل لابد ان يجد صعوبة في اداء الشخصية، انا اعجبني احد الفنانين النجوم ضمن كادر هذا المسلسل وقد احترمته كثيرًا، حينما اسندت له شخصية "ناظم كزار" التي هي بمشاهد قليلة جدا ربما ثلاثة، وهو الفنان محمد هاشم الذي جاء الى التصوير وكان خائفًا ومرعوبًا من الشخصية، وقد ادهشني وفاء واخلاص محمد هاشم لهذه الشخصية وكان يسأل عنها في الصغيرة والكبيرة، والغريب انه ايضًا بحث كثيرًا عن حقيقة ناظم كزار في الكتب ومن الاشخاص فوصل اليها وكان اداؤه قريبًا جدًا الى ناظم كزار لذلك يستحق منا التحية .

يعيب البعض على تسمية المسلسلات الدرامية بأسماء مناطق ما رأيك ؟
لا اعتقد ان فيها ما يعيب، فمثلاً "باب الشيخ" ليس فيها حكاية واحدة وليست حكايات، فلو قلنا بغداد فهل ستنتهي بغداد بحكاية واحدة، انا اعتقد عندما نشخص المنطقة في العمل الدرامي انما نريد من ذلك صنع البيئة النفسية في داخل المتلقي العراقي، فعندما نقول "باب الشيخ" مباشرة نهييء المتلقي لتصور ازقة المنطقة هذه، ولكننا نعيب على العناوين اذا ما كان التصوير في غير اماكنها، فمن غير الممكن ان اسمي عملي "باب الشيخ" واصوره في سوق الحميدية بالشام .

لماذا ما زلنا قاصرين في تسويق اعمالنا الفنية ؟
لا زلنا الى حد الان تحت طائلة الحصار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، واعتقد ان تجربة سوريا الآن هي خير دليل على ذلك، حيث قررت دول الخليج وبعض الدول العربية مقاطعة الدراما السورية وان كانت قد اخذت مساحة شاسعة وارتقت القمة في الدراما العربية، فتصور ان الدراما السورية حُصرت، فكيف بالدراما العراقية التي هي محاصرة منذ اكثر من عشرين عامًا، انا ارى ان الموضوع سياسي وليس غيره، ونحن الآن نحتاج الى تكاتف القوى السياسية لتفاتح وزارات الثقافة والاعلام في الدول المجاورة لتسويق الاعمال العراقية.

كيف يمكن للدراما العراقية ان تقنع المشاهد العربي بما تقدمه ؟
الدراما العراقية لا تحتاج الى شيء لاقناع المجتمع العربي بشيء ما، احيانًا يقول بعضهم ان الاعمال العراقية لا تسوق لان لها خصوصية الموضوعية ولكن نرى في الدراما السورية خصوصية ايضًا عندما نتحدث عن "باب الحارة" مثلاً، حيث الحارة شامية والحكاية شامية وتسوقت الى بلدان المغرب العربي والخليج ومصر وباسعار هائلة جدًا، انا اعتقد انها مبررات واهية هي خصوصية الموضوع العراقي انما اكرر ان الموضوع هو اننا ما زلنا تحت حصار ثقافي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف