الدراما المصريَّة بعد الثورة تنتقم من رجل الأمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: "سيدنا السيد" هو رجل الشرطة المصري في الواقع، سواء أكان ضابطاً أو أمين شرطة أو مندوباً أو حتى خفير درك، وهو صاحب سطوة وسلطة تعطيه الحق بأن "يسحل" من يشاء ويعفو عمن يشاء، وعلى الرغم من ذلك كانت الدراما والسينما تقدمه على أنه حامي حمى الوطنية والراعي الأمين لأمن المواطن حسب ما قاله عدد ممن استطلعت "إيلاف" آراءهم حول صورة "الداخلية المصرية" في المسلسلات الرمضانية، مشيرين إلى أن المشهد تغيّر تماماً في دراما ما بعد 25 يناير، فقدم كتاب الأعمال الفنية الضباط بشكل قاسٍ ما دفع بالمشاهدين للتعاطف مع المجرمين على حسابهم.
فيما رأى عدد من النقاد أن الدراما ليس من شأنها معالجة موقف رجال الشرطة السيئ وإنما نقل الصورة كما هي، مشيرين إلى أن الواقع هو الذي يقوي العلاقة بين الناس في الشارع وبين رجال الأمن، فلا يمكن أن يقدم كاتب الدراما عملاً يشيد فيه بضابط المباحث في حين أنهفي الحياة العادية يعامل الناس بغطرسة واستعلاء، معتبرين أن انحياز المشاهد للخارج على القانون ضد رجل الشرطة في الأعمال الدرامية، أمر طبيعي لما رأوه من سوء معاملة في عهد النظام السابق.
قبل الثورة
يؤكد الناقد طارق الشناوي أن يد أمن الدولة كانت ممتدة لتعبث بأي نص وسيناريو قبل الثورة، فلم يكن المجال مفتوحاً لتقديم الصورة على حقيقتها، مستدلاً على ذلك بالفيلم السينمائي "أسد وأربع قطط"، والذي كان يحمل اسم "ضابط وأربع قطط"، لكن الأمن - حسب الشناوي - أمر بتغيير الاسم.
وتابع: "كذلك حصل مع مسلسل "حضرة الضابط أخي" الذي صور الحياة وردية مع رجال الشرطة، وعرض الجزء الأول منه قبل ثورة 25 يناير، ولكن الجزء الثاني الذي يسير على نفس الخط تعثر عرضه حتى الآن".
وقال: "إذا كان مسلسلا "خطوط حمراء" و"شمس الأنصاري" قدما الخارج على القانون ضحية، واستعطفا الناس في شخصيتي "دياب" و"شمس" ضد ضابطين متهورين هما "حسام الهلالي" و"سامح الشتيوي"، فإن "طرف ثالث" و"الهروب" قدما صورة متوازنة للتنوع بين العناصر الصالحة والفاسدة من رجال الشرطة.
ورأى الشناوي أن الفن ينطلق من المشاعر وليس من العقل، لذلك لا يمكن وجود إملاءات لتجميل صورة فئة من فئات المجتمع أو تشويهها، إضافة إلى وجود العديد من الدوافع لانتقاد رجال الأمن من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية، أبرزها الظلم الواقع على الناس من رجال أمن الدولة وغيرهم من ضباط الشرطة الذين لم يروا سلطة تعلو سلطتهم، أو قوة تفوق قوتهم في التعامل مع الشعب، فانعكس كل ذلك على الصورة التي نقلتها بعض الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام، مؤكداً أن رجل الشرطة قادر على تغيير هذه الصورة الذهنية عند الناس.
ذنوب الماضي
فيما قالت الناقدة ماجدة خير الله أن الدراما لن تغفر ما اقترفته الشرطة من آثام وذنوب خلال مرحلة ما قبل الثورة، مشيرة إلى أن واقع تعامل رجال الشرطة مع الناس لم يتغيّر كثيراً بعد الثورة وحتى الآن، فالواقع أشد قسوة مما يقدم في الدراما، على حد تعبيرها.
وفي ردها على سؤال لـ"إيلاف" عن ضرورة وجود دراما تصحح صورة رجل الأمن عند الإنسان في الشارع الذي يشهد فلتاناً أمنياً كبيراً، قالت خير الله: "احترام الناس لرجل الشرطة لن يأتي من المسلسلات والأعمال الفنية"، منوهة بأن الشعب في حالة ارتباك وفوضى بسبب غياب رجال المرور وضباط المباحث.
اتجاهات متعددة
من جانبه أوضح الناقد عصام زكريا أن صناع الدراما وجدوا أنفسهم بعد الثورة في طريق متعدد الاتجاهات في تقديم فئات المجتمع المختلفة منها فئة رجال الشرطة التي كانت تقدم قبل ذلك بصورة نمطية، مضيفاً: "لا أظن أن صناع الدراما ثوريون لدرجة أنهم يريدون تشويه صورة الشرطة، ولكن بعضهم وجدوا أن لديهم حرية كبيرة لتناول الشخصيات بالأشكال التي يرونهم بها".
وأكد أن المصداقية الآن تتطلب من الكتاب أن يقدموا الشرطة بشكل موضوعي، موضحاً أن هذه الموضوعية هي التي تترك التأثير على المشاهد، حيث إنه يتعامل مع الشرطة على أرض الواقع، فيقارن بين الدراما والواقع.
بداية كل عهد جديد
ويرى علاء أحمد أن تقديم مساوئ الشرطة في الدراما والسينما مع بداية كل عهد جديد من الحكم أمر طبيعي، مضيفاً: "ففي أوائل الثمانينات رأينا الصورة السيئة لرجل الشرطة المصري، وأبرز مثال على ذلك فيلم "الهروب" الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي وظهر فيه محمد وفيق صاحب الرتبة الكبيرة في الداخلية وحسن حسني مدير الأمن يلعبان بالبيضة والحجر ويفلسفان أخطاء الداخلية في حق الشعب".
وتابع: "مع بداية التسعينات حتى ثورة 25 يناير ظهر رجل الشرطة بأنه صاحب العقل الراجح والروية والحكمة، وأن من حقه أن يبطش ويلفق التهم لكل من لا يروق له، بداعٍ ومن غير داعٍ"، لافتاً إلى أن رجل الشارع العادي لم يكن آمناً في دولة كانت تفرض سطوة أمن الدولة.
فيما قال أحمد لميني: "كنا في الجزائر نرى الشرطي المصري في الدراما والسينما رجل القيم والمبادئ، ولكن الصورة اختلفت كثيراً في الأعمال المقدمة هذا العام خلال رمضان، ففي مسلسل "خطوط حمراء" ظهر أحمد السقا "حسام" بصورة غير مشرفة ولم يحظَ بتعاطفي معه، في حين تعاطفت كثيراً مع "دياب" على الرغم من أنه المجرم الذي يتاجر في السلاح.
الوقت الحالي يحتاج للأمن
وكان لفاطمة العصار رأي آخرإذ أكدت أن الدراما أظهرت الشرطي بشكل متوازن، فهناك العاقل الحكيم الذي يمثله الضابط أحمد في مسلسل شمس "النصار"، وهناك المتهور الذي يمثله الضابط سامح الشتيوي في المسلسل نفسه، مضيفة: "لا نستطيع أن نضع جميع الضباط في خانة الفساد،فهناك من يعلي مصلحة الوطن وأمنه، وآخر تتحكم فيه نزعاته ونزواته الشخصية.
بينما رأت فايزة عبد الله أن المرحلة الحالية هي في حاجة للوقوف إلى جانب رجال الشرطة ودعمهم ومساندتهم لأداء دورهم الطبيعي، لافتة إلى ضرورة تجاهل تجاوزات الماضي على الأقل في ظل الظروف الراهنة التي زادت فيه نسبة الجريمة وأصبح الشرطي شبه غائب عن الشارع.
الشرطة في حاجة للدعم
على صعيد آخر، أبدى عادل محمد ضابط شرطة استياءه مما يتناوله الناس من سوء رجال الأمن، مشيراً إلى أن كل جهاز إداري في الدولة فيه الحريص على صالح البلد والحريص على مصالحهالشخصية، وأن رجال الشرطة ليسوا من الملائكة ولا يخطئون.
وأضاف: "إننا بحاجة إلى دعم الشعب وتعاونهم معنا لاستقرار الأمن في الوطن، لافتاً إلى أن الأعمال الفنية سواء الدرامية أو السينمائية عليها أن توعي الجمهور بأهمية رجل الأمن بدلاً من انتقاده أو تجميل صورته.
التعليقات
سيدنا السيد
غسان جلال -مسلسل سيدنا السيد كان رائع ويشبه الى حد كبير حياة صدام حسين فمثلا لا للحصر السيد فضلون الديناري ( صدام حسين ) وابناءه الذين قتلوا جمعة ( عدي )لانه الاسوء وابو القاسم ( قصي ) لانه الاقل شرا ومغاوري ( عبد حمود سكريتر صدام ) ومصلحي هو ( كامل حنا الذي قتل على يد عدي ) . الا تتفقون معي ؟؟؟
اللحيه
هى الحل -لما كان الرئيس المؤمن الحاج الشيخ مرسى رجلا ملتحيا لزم ان يلتحى رجال الشرطه ايضا ::::::::::::: فاللحيه هى الحل !
اللحيه
هى الحل -لما كان الرئيس المؤمن الحاج الشيخ مرسى رجلا ملتحيا لزم ان يلتحى رجال الشرطه ايضا ::::::::::::: فاللحيه هى الحل !