باسم يوسف يقسم الشارع المصري ويمسك العصا من منتصفها

أشعلت الحلقة الاولى من الموسم الجديد لبرنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف مواقع التواصل الإجتماعي الليلة الماضية، وخلقت ردود فعل متناقضة بين معجب ومنتقد لأدائه بعد عزل مرسي والذي أحاطت به تكهنات كثيرة كان أبرزها الضغوط الأمنية وأن السيسي سيكون خطاً أحمر، ونجح باسم في أن يمسك العصا من المنتصف ويدور حول السيسي موجهاً النقد للشعب المصري من خلال شخصية "جماهير" التي ظهرت كزوجة لمرسي في السابق والآن متزوجة من السيسي عرفياً بورقة "تفويض".
القاهرة:خلال الحلقة الأولى من الموسم الجديد لبرنامج"البرنامج"لف الإعلاميباسم يوسف ودار حول السيسي لكنه لم يجرؤ على انتقاد شخصه بالحدة ولا المباشرة التي كان ينتقد بها مرسي، معززاً فكرةأن السيسي خط أحمر بأمر من غالبية الشعب المصري. من حفر حفرة لأخيه وقع فيهاوسخر يوسف من الإخوان بداية معتبراً أن المبررات التي يسوقها اليوم ممن ينادون بإبادة الإخوان، هي الحفرة التي حفرها الإخوان لمعارضيهم ثم وقعوا فيها،حيث إنمرسي نفسه صاحب فكرة التضحية بجزء من الشعب إذا كان ذلك في صالح الأكثرية، وبررمنطقإغلاق القنوات الدينية بأن الأخوان أنفسهم كانوا يسعون وينادون بإغلاق القنوات الليبرالية خلال فترة حكم مرسي ولم تكن لديهم مشكلة في المبدأ نفسه. وسخر من بعض الشخصيات الإخوانية التي لا تزال تؤمن بإمكانية عودة مرسي للحكم.أغنية ترسخ لفكرة الإنقلابوقدم أغنية رأى البعض أنه دسم من خلالها السم في العسل ليخلص الى نتيجة أن السيسي قام بانقلاب، لكن ممنوع الإعتراف بهذه الحقيقة، وعرج باسم على ردود فعل الإعلاميين الليبراليين بعد عزل مرسي وطريقة كل منهم في التعبير عن الفرحة وكان من بين من طالتهم سهام السخرية زملاؤه في القناة خيري رمضان ولميس الحديدي، لكن نقده لم يزعجهما حيث أشاد كل منهما بالحلقة وهنأ باسم عليها عبر تويتر.
ولم تسلم الإعلامية هالة سرحان من إتهامه لها بتمثيل الفرحة وإنها تستحق جائزة الأوسكار لولا أن المشهد كانت تنقصه الدموع، وكذلك سخر من الإعلامي محمود سعد ومواقف عدة أخرى حول تفسير 30 يونيو إذا كانت إنقلابا أم ثورة.
إعلام الفلول تحت مرمى الناروفضح باسم تناقض موقف بعض ما يعرف "بإعلام الفلول" من ثورة 25 يناير والتحول بالمواقف من النفاق لها إلى نفي حصولها من الأساس، واعتبارها فوتوشوب!! ومنهم رولا خرسا وتوفيق عكاشة. تكشيرة الرئيس الموقت ثم سخر باسم من فكرة أن عدلي منصور واجهة للسيسي وأن تكشيرة الرئيس الموقت بسبب غيرته من حب الناس للسيسي، وأن غالبية الشعب المصري لا تعرفه.عبيد البيادة و"جماهير" السيسيثم جاء دور (عبيد البيادة) وهو اللقب الذي يطلقه الإخوان على مؤيدي السيسي، فنالهم نصيب من النقد، حيث سخر من غادة الشريف صاحبة قصيدة "السيسي عريسي"، والفنانة غادة عبد الرازق التي أشادت بالسيسي في ظهور تلفزيوني سابق، لأنه من نفس برجها، واستخدم باروكة تشبه تسريحتها خلال ظهورها مع نيشان، كما سخر من فكرة عمل شوكولا عليها صور السيسي، والمبالغة في محبته، بطريقة إعتبرها البعض بذيئة جداً ومليئةبالإيحاءات الجنسية، وأغضبت عبارة "بهية (مصر) بتغتصب من 60 سنة، الناصريين منه.
وعادت شخصية "جماهير" التي كانت زوجة لمرسي في إحدى حلقات البرنامج في الموسم الماضي للظهور ثانية وقد تزوجت السيسي إبن خالتها "عرفيا" بـ"تفويض"، في كناية عن علاقة الشعب المصري مع السيسي، وقال باسم إنه لا يجوز إتمام هذا الزواج كي لا ينتج منه "أطفال مشوهون"، في إشارة إلى إمكانية ترشح السيسي رئيساً.الأذرع والحريات الإعلاميةثم إنتقد للمرة الأولى كلام السيسي بشكل مباشر مستخدماً مادة فيديو مسربة يتحدث فيها السيسي حول "استيعاب" الحرية الإعلامية التي ارتفع سقفها بعد الثورة بشكل تدريجي من خلال "أذرع" للجيش بين الإعلاميين.الميدان الثالث
ورغم أن باسمأكد أن هذه الحلقة هي الأولى بين سلسلة حلقات ستتحدث عن مجريات ما بعد 30 يونيو، لكن هذا لم يشفع له بين منتقديه الذين إتهموه بأنه يروج للميدان الثالث الذي يضم "إخوان وخلايا نائمة وإسلاميين" هدفهم تفتيت وحدة الشعب المصري، وإلتفافه حول السيسي، تمهيداً لعودة الإخوان بحلة جديدة،والذين يرفعون شعار "لا للسيسي ومرسي" للتمويه، مستندين الى ذلك بأنه لم يتناول موقف البرادعي المتخاذل بالسخرية، واتهمه البعض الآخر إتهامات متعددة منها:بأنه "طابور خامس" و "عميل أميركي" ، و "يمهد لعودة البرادعي" ، و "خلية إخوانية نائمة" تمهد لفكرة التصالح، وأنه يحاول زرع بذور الفرقة بين الشعب المصري المتحد ضد الإخوان، وإعادة إحياء التصنيفات التي زرعها الإخوان بين الناس بعد ثورة 25 يناير، وتمكنت ثورة 30 يونيو من إذابتها ولم الشمل. "كما رأى بعض الناس أن يوسف لم يلتفت الى ضحايا الإرهاب الإخواني وتجاهل قتلى الجيش والشرطة في أحداث كرداسة وسيناء.إتهامات متناقضةولم يختلف موقف الإخوان عن موقف مؤيدي السيسي، حيث إنهم إعتبروا أن الحلقة التي قدمها باسم تروج للسيسي وترسخ فكرة بطولته وشعبيته، وليس العكس. وكانت أبرز التعليقات تغريدة أحمد محمد مرسي إبن الرئيس المعزول قال فيها: "الأراجوز #باسم_يوسف يدس السم في العسل، وما قام به محاولة لاظهار حرية الاعلام بعد الانقلاب لكن في الحقيقة اعتقد ان من كتب نص الحلقة هم العسكر".
مستشار الرئيس يلجأ لباسم يوسف للانتقام من توفيق عكاشةووزعت وكالة تطلق على نفسها إسم "انباء الشرق الادنى" بريداً إلكترونياً إتهمت من خلاله باسم يوسف بالتواطؤ مع أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس الموقت لتصفية حساباته مع "توفيق عكاشة". ننشر نصه كما ورد:

"قالت مصادر ببرنامج البرنامج للطبيب باسم يوسف ان حلقة اليوم و هي الاولى بعد عودة برنامجه على شاشة قناة سي بي سي ستتناول بالسخرية اللاذعة الاعلامي توفيق عكاشة و ذلك بناء على طلب خاص من الصحافي احمد المسلماني الذي التقى و بعض من مساعديه بباسم يوسف خلال الايام الماضية.و شدد المسلماني على يوسف بضرورة تشويه توفيق عكاشة بهدف التسفيه منه و التقليل من مصداقية ما ينقلهمن اخبار و حقائق سياسية مذهلة و ذلك بسبب مواقفه المعلنة من ان المسلماني يستغل منصبه بالرئاسة لمصالح سياسية خاصة و انه ابرز اعضاء الطابور الخامس في الادارة المصرية و التي تقود نحو الدفع للتصالح مع الاخوان و الرضوخ للاجندة الاميركية في مصر .و لقي طلب المسلماني ترحيبا من باسم يوسف خاصة و انه سبق و تلقى طلبا مماثلا من ادارة جريدة الشروق المصرية التى يكتب بها يوسف مقالاته و المتبنية مواقف تصف ثورة 30 يونيو بالانقلاب و تؤيد الاخوان و تروج للطلبات الاميركية بالتصالح معهم و التي يرأسها ابراهيم المعلم زوج ابنه احمد كمال ابو المجد صاحب مبادرة التصالح مع الاخوان و العفو عنهم و الذي تناوله عكاشة بالنقد مفندا مبادرته التي باءت بالفشل ".غادة عبد الرازق ترد عبر تويتروهاجمت غادة عبد الرازق باسم في عدة تدوينات عبر حسابها الشخصي على تويتر مدافعة عن السيسي والجيش ونافية غضبها هي شخصياً من سخرية باسم منها، وقالت القضية لا تتعلق بها وإنما بهيبة الجيش.إشادات وجاءت أغلب الإشادات بباسم من قبل محبية (خرفان أو عبيد باسم) وهم يشبهون الى حد كبير (عبيد البيادة) و(خرفان الإخوان) ممن يدافعون دفاعاً أعمى عنه ولا يتقبلون أي نقد له حتى لو كان منطقياً، ويرون أنه يصيب دوماً ولا يخطئ،بالإضافة لبعضالوجوه المعروفة إعلامياً لثورة 25 يناير- التي يحاول تيار 30 يونيو تصويرها على أنها حركة إحتجاجية إستغلها الإخوان والأميركان وليست ثورة- ومؤيدي البرادعي، وعاصري الليمون الذين روجوا لفكرة إنتخاب مرسي، وبعض الوجوه من حركات متهمة بأنها واجهة للإخوان مثل ستة إبريل والألتراس وغيرها.رؤية عقلانية: أمسك بالعصا من المنتصفبينما رأت مجموعة من العقلانيين أن باسم إنتقد أخطاء الطرفين ورفض عبادة الفرد، والإتجاه لصناعة ديكتاتور جديد، والتضييق على الحريات الإعلامية، وتحدث بشكل واقعي عن أحوال ما بعد عزل مرسي بموضوعية ودون إنحياز لطرف على حساب الآخر لكنه إستخدم أسلوباً أكثر مواربة، وبعيدا عنالمباشرة، ومختلفا عن ذاك الذي كان يستخدمه في فترة حكم مرسي للإبقاء على إستمرارية البرنامج أي أنه "أمسك العصا من المنتصف" .حيث كتب الاعلامي يوسف الحسيني يقول "الحمد الله على السلامة، كنا بانتظارك و حلقة حلوة "،وقالت رغدة "عندما تشتم من الطرفين إعرف بأنك تسير على الطريق الصحيح". وجاءت تعليقات بعض المشاهدين على تويتر تعكس حالة الإنقسام الذي تسببت به الحلقة:
إذ كتب احمد يقول "اخرك تقعد تتريق على محبين السيسي ..لكن عمرك ماتقدر تقول انه سفاح ولا تتكلم عن مجازر تجاوز ضحايها 2000 واحد ولا تجيب سيرة معتقلين".
وكتبت احمد خطاب منتقداً بذاءة باسم : "انا مش عارف ازاي بعض البنات اللى محترمه على حد قولهم..بيتفرجوا على #باسم_يوسف وقلة الادب الى بيقولها..لا والواحده منهم تقعد تضحك وعادى خالص".وكتبت سحر تقول "كنت متوقعة على فكرة ردود الأفعال على حلقة #باسم_يوسف ..تأكدوا إن أكتر الناس إلي بتبالغ في الكلام عن حرية الرأى بتبقى أكتر الناس فاشيه لو عارضتها".فيما علق هاني قائلا "واضح ان كل الفصائل زعلت من حلقة #باسم_يوسف إلا فصيل واحد!! من غير فشخره (تباهي) أنا من الفصيل ده"، بينما علقت لبني احمد قائلة "ارجع و أكرر #باسم_يوسف لم ينتقد السيسي ولكنه انتقد الشعب الذي يحبه!! لكن توصل رسالة مبطنة انه احنا خونة لمرسي مع السيسي!! هذا ما لا نرضاه!!"وعلقت اسراء تقول "لو انت سيسي , الحلقة مش هتعجبك .. لو انت رابعة برده الحلقة مش هتعجبك .. لو انت "حر" , الحلقة عبقرية". باسم يوسف: الشعب المصري إبن نكتة عندما تتفق مع مزاجه فقطوتعقيباً على ردود الفعل حول حلقته كتب باسم يوسف مغرداً:"تقول الاسطورة ان الشعب المصري ابن نكتة و يتقبل السخرية .هذا صحيح لكن اضف للجملة "اللي على مزاجه فقط"، وذلك بعدما رصد حالة الانقسام وردود الفعل المتناقضة التي جاءته من الجمهور.