ترفيه

الدراما العراقيّة أمام فرصة ذهبيّة للإنتشار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتقد العديد من الفنانين العراقيين ان امام الدراما العراقية فرصة ذهبية للانتشار على مستوى عربي أوسع في ظل الاحداث الجارية في مصر وسوريا التي أثرت بشكل سلبي على الانتاج الدرامي في البلدين.

بغداد: أكد فنانون عراقيون أنه من السهل على الدراما العراقية في الوقت الحاضر ان تتبوأ مركز الصدارة اذا ما توفرت لها مقومات النجاح كالانتاج الجيد والميزانية الضخمة، مشيرين الى توفر المؤهلات الفنية كافة في العراق ابتداء من النصوص التي تلم موضوعات انسانية، الى المخرجين الجيدين وصولاً الى الممثلين الذين يضاهون اقرانهم العرب، مروراً بالكوادر الفنية التي تمتلك المهارة والخبرة، فيما أشار آخرون الى ان النهوض بالدراما يحتاج الى التخطيط والبرنامج فضلاً عن القائد الذي يمسك بزمام العملية الفنية.

يشير الفنان عزيز خيون الى عدة حالات من شأنها ان تجعل الدراما العراقية اكثر تسويقاً وانتشاراً، ويقول: الظرف السياسي او الاقتصادي يلقي بثقله على الإنتاجات الفنية، ولكن الانتاج يعني الحركة والحياة ويعني الإصرار على الحياة، الانتاج يعني البرنامج والخطة، بالنسبة لي ارى ان هذه الاوضاع قد تؤثر بشكل او بآخر على تطور الدراما. لذلك عندما اقول هناك حياة يعني هناك حركة وبرنامج وميزانية وافكار وموضوعات لان الانتاج التلفزيوني ليس للمتعة والفائدة، بل انه التوثيق لحياة الناس وصورهم وازيائهم.

واضاف: من الممكن للدراما العراقية ان تكون الافضل بمجموعة حالات هي خطة وبرنامج وميزانيات معافات واختصاصيين، نحن الآن يعوزنا شيئان فقط خطة مع برنامج مع اموال، والقائد المخرج، نحن نملك قلة من المخرجين ممن ينافسون عربيا، فالنصوص موجودة وكذلك المواضيع، والممثلون موجودون ولكن ليست هنالك خطط واضحة او برامج، وليس هناك عدد كاف من المخرجين بما يكفي لهذه الموضوعات وما يكفي لما تطرحه روحنا العراقية المبدعة الخلاقة في السوق العالمي او العربي، وهذا هو السبب الاساسي.

أما المخرج فارس طعمة التميمي فقد اشار الى اختيار الموضوعات والانسان المهني الذي يقود العمل، وقال: عندما نريد ان تكون هناك دراما عراقية حقيقية يجب ان نعرف كيف نختار موضوعاتها بالدرجة الاول ، خصوصاً ان هنالك شرخاً كبيراً وفتوراً من قبل الدراما السورية وحتى المصرية، اتمنى ان يكون هناك منتجون منفذون لاعمال درامية تستحق المشاهدة، فعندما نختار موضوعاتنا بالتأكيد الدراما العراقية ستتقدم وتأخذ ريادتها الاولى على مستوى الوطن العربي، محبتي لكل الذين ينحتون بالصخر من اجل دراما عراقية حقيقية، هناك عثرات كبيرة وامامنا طريق طويل، اتمنى ان تعود البسمة والحضور في المهرجانات العربية.

واضاف: نحن نتاج الى حب بعضنا، وان نختار الانسان المهني كي يقود العمل من المنتج والمؤلف والمخرج ومن الفنان، نحتاج الى ان نقف طويلاً امام نصوص الدراما العراقية وامام نتاجاتها، وان نقارن بين الدراما السورية وانتاجاتها الضخمة وبين ضحالة المنتج العراقي الرديء مع الأسف.

لكن الممثل فلاح ابراهيم كان له رأي مغاير، اذا وجد من الصعوبة ان تنهض الدراما العراقية من دون حل المشاكل مع دول الخليج ، فقال: لا يمكن للدراما العراقية ان تنهض لتكون الاولى، لان المشكلة في دول الخليج، فنحن نعرف ان الدراما السورية صنعها الخليج، والخليج لديهم مشكلة مع العراق، والا فمن السهولة ان تكون الدراما العراقية بديلاً ناجحاً، بل ستكون مشرفة للدراما العربية، ولكنها تحتاج الى انتاج وللاسف لا الدولة تعي هذه القضية فتستثمرها ولا الخليج سيستثمرها بسبب المشاكل معهم.

واضاف: الفن يحتاج الى تمويل حقيقي وانتاج حقيقي، الفن العراقي حتى يصبح مهماً لابد ان يباع، وحتى يباع لابد ان يشتريه الخليج، وحتى يشتريه الخليج لابد ان تنحل المشاكل الكبيرة بيننا وبينه.

من جانبه، اكد الممثل حافظ لعيبي على القضية الانتاجية بالدرجة الاولى للارتقاء بالدراما، وقال (وأصر على كلمة يجب) أن يكون للدراما العراقية حضور قوي في الفضائيات العربية في ظل الغياب اللافت للدراما المصرية والسورية، ويجب ان يكون هناك ايضاً اهتمام من قبل المعنيين لكي نصل الى ما ارتقت به الدراما السورية وما ارتقت به الدراما الخليجية او المصرية، ونحن قادرون على ذلك لاننا نمتلك المخرج الجيد والمصور الجيد والممثل الجيد فضلاً عن الفني الجيد والنص الجيد، ولكن الوقفة هنا يجب ان تكون القضية الانتاجية واضحة المعالم ولا نسمح للذين يبحثون عن كيفية ملء الجيوب ولا يفكرون بملء البلد بالثقافة الحقيقية.

في ما افاض المخرج عزام صالح بالحديث عن المعطيات التي ترفع مستوى الدراما في العراق وقال: وضع الدراما العراقية الان مؤهل لكي تبرز للظروف الموجودة في سوريا للاسف، وللظروف غير المستقرة في مصر، على ان تنتج الدراما العراقية بالمستوى نفسه او اكثر منه، يعني ان لا يشتغل العمل بمبالغ زهيدة، فيما الاعمال التي كانت تنتج في مصر وسوريا بمبالغ باهضة جداً، المفروض ان نحذو حذوهم، اولاً باختيار النص الجيد واستقطاب الكاتب الجيد العراقي، مثلا : الكاتب صباح عطوان ومنذ ثلاث الى اربع سنوات ليس لديه نتاج بالمستوى المطلوب ولا فاروق محمد، ثانياً الكادر الفني الجيد، وثالثاً المخرج العراقي الجيد، لا ان اجيء بمخرج عربي ليس بالمستوى بالمطلوب، لكنني مع ان يأتي مخرج عربي بمستوى يستنهض الدراما العراقية، رابعاً ان لا اقدم حكايات تكون لسان حال حزب او حكومة او اي جهة ما بل ان افرشها لتكون اجتماعية او دينية او تاريخية، يعني ان لا ننتج دراما دعائية للبعض بل ان تكون الدراما للتسويق.

واضاف: نحن لهجتنا قريبة من الخليج وهناك اعمال من الممكن ان تباع في ليبيا وتونس والجزائر واليمن والسودان، يعني ان هناك امكانية لاستنهاض الدرامية العراقية اذا ما درست بشكل جيد، والاهم ان يكون هناك تخطيط قبل الشروع بأي عمل، يجب علينا ان نصور في الشهر العاشر لا ان ننتظر الميزانيات ليبدأ التصوير في الشهر الخامس مع هبوب رياح الخماسين التي تجعل اللون مغبراً واللون اصفر، واذا ما توفر كل هذا ستأتي الممثلة الشابة الجميلة التي يمكنها ان تنافس زميلاتها العربيات، فضلاً عن ان المخرج والمؤلف والكادر الفني سيتنهضون قابلياتهم اذا ما وجدوا اجوراً جيدة وننهض مثلما نهضوا.

فيما اكد المخرج هاشم ابو عراق ان من الممكن ان تأخذ الدراما حيزها الصحيح اذا توفر لها راس المال، وقال: ما يحدث في سوريا ومصر قد يساعد على ان يكون العراق هو الاستديو العربي الان وجلب الدرامات العربية للعمل في العراق لكون العراق اصبح اكثر امناً وهدوءاً، فالذي مر بنا من زعزعة وضرب للقاعدة الاجتماعية جعلنا لا نستطيع ان ننتج دراما بالمستوى المطلوب، الان البنية التحتية (المكان) مهيأ لاستقبال دراما عراقية بكامل عناصرها، ومن الممكن ان تنهض لكنها بحاجة الى رأس المال ، فالدراما كصناعة مثل السينما واية صناعة اخرى تحتاج الى العنصر المهم في عملها وديمومتها هو رأس المال، فمتى ما توفر رأس المال يمكن للدراما ان تكون عربية الانتشار، فلدينا كتاب مبدعون يضاهون الكتاب العرب والعالميين، ولدينا مخرجون مبدعون وفنانو اثبتوا جدارة، وأذكر انني اشتغلت عملاً صورته في الاردن عام 1995، فيه ممثلون من سبع دول عربية، وكان الممثل العراقي النجم بين زملائهم العرب.

واضاف: نعم من الممكن للظروف التي تمر بها الشقيقتان العربيتان مصر وسوريا ان تهيأ لنا الارضية الحقيقية لكي نكون الاستديو العربي وبالاخص الدراما العراقية لتأخذ حيزها الصحيح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف