ترفيه

عن رغدة ووالدها التسعيني والجيش السوري الحر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتهم المعارضة السورية وبعض أفراد عائلة الفنانة رغدة الأخيرة بأستغلال والدها التسعيني لتلميع صورة بشار الأسد، منذ أن ردت على نشر صورة لوالدها وقد التف حول رقبته علم الثورة السورية وتحتها إدعاء بأن الأب إنضم للثورة السورية ويؤيدها وتبرأ من إبنته.

بيروت: رد المعارض السوري معاذ الصفوك، عضو مجلس الثورة السورية على إتهام الفنانة رغدة بإختطاف والدها على أيدي المعارضة خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "أنا المصري" المذاع على قناة "نور الحكمة"، بأنه أمر عار تماماً عن الصحة، وقال بأنهم تابعوا هذا الأمر للتأكد من صحته وأصدرت قيادة الجيش الحر بياناً نفت فيه هذا الأمر تماماً.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف تكون ردة الفعل على الإستغلال إستغلالاً؟
بمعنى عندما ذهبت رغدة الى حلب لتشارك في مهرجان لدعم الجيش السوري قبل أن تسقط حلب بيد المعارضة، لم تستغل الأب وتصوره وهو يحمل صورة بشار الأسد مثلاً.
ففي الواقع إن من إستغل هذا الرجل التسعيني "الختيار" والذي يعاني من ضعف الذاكرة، هو من صوره للنيل من إبنته في حركة إعلامية "ساذجة" و"رخيصة" إرتدت سلباً على المعارضة.
ومن قرأ النص المكتوب تحت الصورة ولاحظ ركاكة اللغة، والأخطاء الإملائية العديدة في النص يدرك بأن الجيش السوري الحر لا يسيطر على الموقف داخل سوريا، وبحسن نية سنقول إن إعلامه يعاني من أخطاء المنفلتين الذين قد يتصرفون من تلقاء أنفسهم ويفعلون أي شيء للترويج لإنتصاراتهم والنيل من معارضيهم.

صورة والد رغدة المخطوف كما نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي إنه سقوط لا يختلف كثيراً عن الممارسات الساقطة للنظام الذي يعارضونه ويريدون خلعه، وإرهاب لا يختلف كثيراً عن الإرهاب الذي مورس من النظام الحاكم ضد معارضيه المعروفين كـ علي فرزات أو الموسيقي السوري المقيم في أميركا والذي تم تعذيب ذويه من قبل أمن النظام.
وهو أمر يثير قلق أي محب لسوريا، ويطرح سؤالاً جوهرياً ماذا بعد سقوط النظام؟
هناك ثلاثة أطراف واضحة تلعب في الملعب السوري تحت مسمى المعارضة جبهة النصرة المتطرفة المسلحة، والعسكريين المنشقين المسلحين أيضاً، والمعارضين السلميين الليبراليين أو اليساريين الخ من المثقفين الحالمين بسوريا أفضل، والذين أخذوا يدركون أن حلمهم يسرق وأن الدماء تخنقه، وخفتت أصواتهم ودخلوا مرحلة الترقب القلق لما ستسفر عنه الأوضاع.وبالعودة لوالد الفنانة رغدة وقضيته، قال الصفوك أنه يمتلك رقم الهاتف الشخصي للرجل الذي تدعي إبنته أنه مخطوف، وعلى إستعداد كي يعطيه لجميع المواطنين فى مصر والوطن العربي كي يتأكدوا من سلامته، واصفاً حديث رغدة فى هذا الشأن بأنه "عيب" بصرف النظر عن أى خلاف مذهبي أو عرقي أو ديني. السؤال الثاني الذي يتبادر الى الذهن هنا هو قصد رغدة الحقيقي بالخطف، هل يعني بالضرورة أنه مخطوف من بيته ومحتجز في كهف مثلاً؟
لا نعتقد ذلك فالرجل يمكن أن يكون مخطوفاً وهو في بيته ووسط أبنائه، من يمكنه أن يعترض إذا دخل عدد من المسلحين ووضعوا علماً حول رقبة الرجل وصوروه وكتبوا تحت صورته ما يشاؤون؟ ألا يعتبر هذا خطفاً، ونشر الصورة بما كتب تحتها ألا يعد إرهاب ومساومة؟
خصوصاً عندما يتزامن هذا الفعل مع ظهور لرغدة في مناسبة فنية في شرم الشيخ لتكريم عدد من الفنانين التشكيليين السوريين ونجاحها في حمل الحضور جميعاً على غناء النشيد الوطني السوري، وأعقبته لاحقاً بمؤتمر صحفي حملت فيه بشدة على المعارضة.

وبالعودة مجدداً لحديث الصفوك خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "انا المصري" وقوله بأنهم أناس لا يهتمون سوى بالواقع والحقائق، نافياً فى الوقت ذاته ما قالته رغدة بشأن أن المختطفين عرضوا عليها فدية مالية لتسليمه، مشيراً إلى أن والدها رجل كبير في السن ومريض، وهو وأخواتها وأقاربها يقيمون فى بلدة لا أحد يتعرض لها، واستنكر هذه الحجة حيث قال إنهم إن يطلبوا أموالا فكيف يطلبوها من الفنانة رغدة وهي ليست من ذوي الرصيد العالي، كما شدد على أنهم لا يقومون بمثل هذه الاستفزازات وأن ما تفعله رغدة هو محاولة لتلميع ما تبقى من سيدها بشار الأسد.

والسؤال الثالث والذي يتردد بقوة هنا: لمَ لم نسمع والدها أو عائلتها تتبرأ منها قبل سقوط حلب بيد المعارضة، رغم أن موقفها معلن منذ اللحظة الأولى لإندلاع الأحداث في سوريا؟ لم لم يصعد أي من أفراد عائلتها الىالمنبر الذي كانت تدعم منه الجيش العربي السوري ويقاطعها ويقول لها نحن منك براء كما يحدث الآن؟
وإذا كان الصفوك لا يملك الإجابة على الكيفية التي أخذت فيها الصورة للأب التسعيني المريض ونشرت بما كتب تحتها، وتجاهل تبرير هذا الموقف تماماً، رغم أنه نسب للجيش السوري الحر، كيف سيعرف ما المقصود بالفدية المطلوبة منها وهل بالضرورة أنها فدية مالية، فالإبتزاز له أشكال عديدة.
نعتقد أن هذه الحادثة تستحق من الجيش السوري الحر "الإعتذار" لا "التبرير" ليحافظ على قيمه الأخلاقية أمام العالم من الإنهيار، ومن أن يصبح صورة طبق الأصل عن نظام يصمه بالإرهاب والإجرام والوحشية.

مقاطعة فنية وإغتيال معنوي على خلفية مواقف سياسية
أما رغدة المتواجدة حالياً في أحد مستشفيات القاهرة تتعالج من ضيق تنفس يصيب مجاريها الهوائية حيث تعاني من حساسية مزمنة، فإن إختلفت معها أم إتفقت فهي تخوض معركتها بشجاعة، ودفعت ثمن مواقفها السابقة والحالية وربما اللاحقة غالياً، وهيثابتة لم تتغير، وربما كانت رؤيتها أعمق وأبعد من رؤية كثيرين، لطالما إختلفوا معها وأنا منهم.
إتهمت بالدفاع عن الديكتاتور صدام حسين، وهي فعلياً لم تكن تدافع عن شخصه ولكنها كانت مدركة لحجم المؤامرة وأن القادم سيكون أسوأ، وسيضعف العراق القوي لمصلحة إسرائيل، واليوم وبعد عشر سنوات من سقوطه نسمع حقائق كنا ندركها لكنها لم تكن معلنة، المخابرات البريطانية والأميركية تعترف بأنها ساهمت في خداع العالم، وأن مسوغات الحرب على أرهاب لم يكن موجوداً كان هدفها تدمير العراق وإستنزاف خيراته وخيرات جيرانه وإنشاء قواعد عسكرية على أراض كانت عصية عليها قبل سقوط الإتحاد السوفيتي وإختلال توازن القوى في العالم، وكذلك القذافي، فبعد سقوطه صارت ليبيا مرتعاً للتطرف والإرهاب ومخترقة من إسرائيل، وهاهم الإخوان في مصر يظهرون أكثر إنبطاحاً لإسرائيل من مبارك نفسه. كل هذا قالته رغدة وحذرت منه ولم نر فيها سوى "عميلة لهذه المخابرات أو تلك" حسب المرحلة... أو داعمة للديكتاتوريين وغيرها من إتهاماتحاولت النيل منها وإغتيالها معنوياً.
رغدة التي عانت من مقاطعة خليجية فنية تامة بعد مواقفها الداعمة للعراق خلال مرحلة الحصار الإقتصادي وهي بإعتراف المعارض المنتقد ليست ميسورة مادياً (وهو إعتراف ضمني بأنها لا تقبض ثمناً لمواقفها)، عادت لتكرر لنفس "الخطأ" بنظر منتقديها في دعم الأسد والقذافي في مرحلة كان يمكنها خلالها من تملق قطر مثلاًأو غيرها من الدول الداعمة للثورات، لتقضي شيخوختها في عز وأمان مادي،لكن من يعرفها عن قرب يعلم جيداً أنها ضحت بكل هذا ولم تتلون. وأذكر جيداً أنها في بداية الثورة المصرية قالت لي وكانت في زيارة لبيروت وقتها: "هذا إنقلاب ناعم وليست ثورة". وأختلفنا بشدة ولم أصدقها.
واليوم كثر ممنإختلفوا معهايشاطرونها الرأيبأنها كانت محقة تماماً.
ونبقى نحن أمام الإشكالية الأخلاقية الأزلية: هل يجب أن نختار دوماً بين الديكتاتورية والإستقرار؟ طالما أن شعوبنا التي أثبتت أنها رهينة للطائفية والجهل لا تدرك بعد معنى الديموقراطية والحرية، فهي تلغي وتخون الآخر وتسعى لإستغلال المصطلحات الرنانة لفرض أجندة دينية أو في سعي لكرسي إن تمكنت منه لن تتركه.
نعتقد بأنها مشكلتنا الأخلاقية، لا مشكلة رغدة لأنها حسمت موقفها منذ عقود، وإن لم تتفق معها على الإقل إختلف معها بتحضر وبشرف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هزلت اتحداكم ان تنشروا
محمد الجزائر -

مقالك يا مي الياس منحاز تماما للقتلة و المجرمين كان الاحرى بك ان تدافعي عن اليتامى و الثكالى و المنكوبين و ليس عن شبه فنانة و شبه انسانة اتت من عصر اكلة لحوم البشر و الاطفا و تظهرينها على انها ام الشرف و الوطنية

شبيحة قومية
umed -

ان الفنانة رغدة لا تتوارى على الظهور علنا كي تمدح القادة والرؤساء المجرمين والرقص على جثث القتلى فهذه الفنانة التي كنت اكن لها كل الاحترام في السابق ولكنها عندما جاءت للعراق مع حفنة من الممثلين والمطبلين والانتهازين بقيادة الصحفي المنافق الكبير المصري مصطفى بكري مراسل راديو مونتي كارلو السابق فقد سقطت في نظري والتي تبين انها كانت ضمن من كانوا يستلمون كوبونات النفط من نظام صدام البعثي الاجرامي على الرغم انها كانت تعلم كم كان الشعب العراقي يعاني فهاهي اليوم تقف من نظام بشار الاجرامي ولا تهمها الالاف من القتلى حصيلة الثورة المستمرة

اي معركة واي شجاعة
حرية للابد -

الشجاعة الحقيقية هي التي تؤدي بصاحبها لخسارة مصلحة ما في سبيل هدف ما .وانا لا اجد رغدة قد خسرت شيئا .فهي فنانة قديمة اكل عليها الدهر وشرب .حتى ان ....احمد زكي قد توفي.فهي خارج مقاييس الانتاج الفني اليوم .ثم ان الشجاعة عندما تكون انت مع الطرف الاضعف اما حينما تكون مع السلطة المدججة بالمال والسلاح والاعلام هذا هو النفاق والضهف

خطاب متهالك
محمد جميل -

الاخت الكاتبةلست في وارد الدخول في ملابسات موضوع مقالك ولكني فقط اود التطرق الى وا ورد من اشارة فيه الى الرؤية الاستراتيجية العميقة التي تمتعت بها الفنانة رغدة حين دعمت بكل قواها دكتاتورنا المقبور صدام حسين لاشير بانها وبقية الرهط القومنجي اثبتوا تماما هزال منطقهم وححججهم الفكرية بسقوط كل الايقونات الكارثية التي كانوا يصلون تحت ظلالها وليس للامر علاقة برؤيا ثاقبة للاحداث انما هو خطاب رغدة ورهطها من القومنجية الذين صدعوا رؤوسنا حول الامة العربية الواحدة الخالدة المنيعة التي تقاوم الامبريالية الخ من هذا الخطاب المتهالك الذي عفا عليه الزمنولو اقتصر الامر على ذلك الخطاب ربما صنفنا موقفها ضمن خانة المواقف الفكرية التي يجب احترامها مهما اختلفنا معها ,ولكن ما كشف لاحقا وبالدليل القاطع عن شمول الفنانة بمكارم القائد اللاضرورة صدام حسين بمكارم -كوبونات النفط-بمعنى قبضها لثمن موقفها الداعم للنظام ,فقد سقطت ورقة التوت وبانت الدوافع الحقيقية وراء اللهاث لمساندة نظام دكتاتوري مجرم بحجة مقارعة الامبريالية.لا اريد القول هنا انها تقبض ايضا ثمن مواقفها الداعمة لدكتاتور دمشق ولكن اقول انه نفس الخطاب الذي يظن انه يصلح لكل زمان ومكان!!

حرية رأي
حرية -

أرى أن المعارضة و مؤيديها لا يؤمنون بحرية الرأي و التعبير !و لا أعرف كيف سيكون الوضع بعد أن يحكموا , فالجميع مطلوب منه أن يتبنى وجهة نظرهم فقط و لا وجود لغيرها .رغدة و غيرها أحرار في رأيهم و على المعارضة أن تفهم إن للناس آراء