ترفيه

إثر أزمة قلبية مفاجئة

رحيل الفنانة العراقية سعاد عبد الله

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
توفيت منتصف ليل السبت الفنانة العراقية سعاد عبد الله عن عمر 69 عاما اثر سكتة قلبية ، وشيعت الى مثواها الاخير بهدوء تام حتى ان اغلب سكان الحي الذي تسكن فيه لم يسمعوا بالخبر .

بغداد: بهدوء .. فارقت الفنانة العراقية الشهيرة سعاد عبدالله الحياة اثر سكتة قلبية مفاجأة داهمتها منتصف ليل الاحد، وهو ما تطلب استدعاء الفنان سامي قفطان الذي يسكن في الشقة التي تحت شقتها الذي سارع للاتصال بالاسعاف ومن ثم تقلها الى مستشفى الكرامة في منطقة الكرخ الا انها كانت قد فارقت الحياة ، وتم دفنها في مقبرة الامام الغزالي في الكرخ .والفنانة سعاد عبد الله، المتميزة بخفة ظلها في ادائها للاغاني الخفيفة، فضلا عن اشتغالها بالتمثيل من مواليد بغداد عام 1945، وبالتحديد في مناطق بغداد القديمة ( الفناهرة /حي الجمهورية، الباب الشرقي) ،هي الاخت الكبرى للاب (عبد الله فدعم القصاب) ، عشقت الغناء منذ طفولتها على الرغم من محاولات اهلها لمنعها الا انها وجدت نفسها تغني اغنيات الاخرين وتضيف اليها من روحها المرحة التي تمنحها طعماً خاصا ً، وهو ما اعطاها نجاحا مميزا ، كما انها مثلت العديد من الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية ، مثل فيلم (عمارة 13) ومسلسل (مناوي باشا) الذي اشتهرت فيه بشخصية (زكية الداكوكة) ، وشاركت في مسلسل (الايام العصيبة) ، ولها مشاركة في فيلمين مصريين هما (امراة في دمي) عام 78 ،بطولة محمود عبد العزيز وسهير رمزي واخراج احمد فؤاد، و(عيون لا تنام ) عام 1981 مع فريد شوقي ومديحة كامل واحمد زكي ونزار السامرائي واخراج رافت الميهي.
وبعد سماعنا لخبر وفاة الراحلة ، اتصلنا بأبن اختها عدي كزار الذي قال : توفيت ليل السبت في مستشفى الكرامة ببغداد وتم دفنها صباح الاحد في مقبرة الغزالي ، وسيقام لها العزاء في حسينية الفناهرة / حي الجمهورية، الباب الشرقي ، في بيت العائلة، اما هي فتسكن في عمارات الصالحية، وحاولت من البارحة ان انشر الخبر على القنوات العراقية ولكن لم استطع .واضاف : الفنانة تزوجت ثلاث مرات ، اولهم المطرب حسين نعمة ، وبعده ياسين الراوي (ليس الملحن المعروف) ولها منه ابن اسمه ماجد ، والاخير ابراهيم داود ولها منه ابن اسمه خليل ، توفي قبل عدة سنوات بعد ان تعرض للاختطاف والقتل ، وكانت تعيش مع ابنها ماجد .وتابع : بعد عام 2003 اختفت عن الاضواء وامتنعت عن الغناء بسبب الاوضاع الامنية التي صارت مخيفة خاصة وان ابنها تم خطفه وقتله ، فقررت ان تعتزل الغناء نهائيا وتعتزل كل شيء وتبقى في بيتها مع اسرتها الصغيرة ،علما انها اكملت دراستها في اكاديمية الفنون الجميلة بداية الثمانينات ، ولم تكن تشكو من شيء وكانت تعيش حياة طبيعية وفجأة شعرت بالتعب الى ان حدث ما حدث .و قال عنها المطرب محمد الشامي : سعاد فنانة عندها حضور مسرحي كصوت وليس كمغنية ، وان كان النطق عندها ضعيف اصلآ ، ولكن دمها خفيف وحضورها ممتع ﻻيمل ، وحتى في الحياة هي مثل ما هي بالتمثيل تعيش بوجه واحد وصوت واحد وسلوك واحد وظلها خفيف.اما الفنان التشكيلي علاء عبد الحسين عبدالهادي، فقال عنها : اقسم بالله انها من اروع النساء اللواتي عرفتهن حيث عملت في مسرح الإحتفالات لمدة سنة عندما كنت انا مديراً للمسرح في تسعينات القرن الماضي .. كانت قمة بالإنسانية والعطف والإلتزام ويؤيدني كل من عرفها عن قرب وعمل معها إنسانة بمعنى الكلمة .واضاف : ما أذكره عنها رحمها الله كانت كل يوم تأتي بطعام من بيتها مع فواكه غالية الثمن في ايام الحصار مثل الموز والتفاح والفراولة الى حراس المسرح حيث كانوا كبار السن وفقراء الحال وكانوا يدعون لها بالخير وكنت أسألها عن السبب وراء عملها هذا فكانت تقول هؤلاء مساكين ، (حسرة) عليهم هذه الفاكهة وهذا الطعام وتقولها بقلب مكسور ملؤه الرحمة والإنسانية ، كما أذكر قصة سمعتها من زميلتي الأخت فرح بنت المخرج الراحل قاسم محمد إن المرحومة سعاد عبد الله كانت تعمل مع المرحوم المخرج قاسم محمد وفي يوم ممطر وبارد زارتهم المرحومة سعاد الى بيتهم وكانت تحمل بيدها أكياس كثيرة فيها خضروات كثيرة مثل الخيار والطماطم وغيرها فسألوها ما كل هذه الخضروات التي تحملينها ؟؟ فأجابتهم رأيت رجلا كبيرا يبيعها على الأرض ويجلس في المطر فتألمت لمنظره وإشتريت كل بضاعته ليذهب الى بيته وكل هذه الخضروات هدية لكم فأنا لست بحاجة لها ،، هذه هي سعاد عبد الله الإنسانة ، كانت رائعة بحق أسأل الله غفار الذنوب وستار العيوب أن يغفر ذنوبها وأتمنى منكم اصدقائي الرائعين أن تذكروها بكل خير رحمها الله تعالى ورحمنا معها ويمكن الاشارة الى ما ذكره الزميل الصحافي معد فياض قائلا : كانت في عمان تحيي الحفلات وتبعث بالاموال للعوائل الفقيرة في بغداد بواقع ١٠٠ $ للعائلة وهذا بمعرفتي.. كما انها تشاجرت مع معاون الملحق التجاري بالسفارة العراقية وقتذاك ١٩٩٦ وكان ضابطا بالمخابرات العراقية لانه هددني بانه سينقلني (عظام مكسرة) الى بغداد.. واسال عنها جيرانها في مجمع ٢٨ نيسان كيف تخدمهم وتساعدهم.. اضافة الى انها ظاهرة فنية متميزة في العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف