ترفيه

لا يحب نقل الواقع المؤلم الى الشاشة

أركان جهاد: النبي أيوب صراع بين عقليتين متخلفة ومتطورة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نتهى المخرج الدرامي اركان جهاد من اخراج مسلسله الذي يحمل عنوان (النبي ايوب)، وهو من تأليفه ايضًا، وتمثيل مازن محمد مصطفى، فائزة جاسم، نجلاء فهمي، اسامة عبد الواحد ، الدكتورة عواطف نعيم، وليد العبوسي، علي المطوع، طه علوان، حسين عبد الرحمن، خالد احمد مصطفى وغيرهم، ويقع في 30 حلقة، ومن المؤمل أن يعرض في رمضان المقبل.

&

بغداد:&أكد المخرج أركان جهاد أنه تعمد أن يضع إسم (النبي ايوب) عنواناً لعمله الجديد دون الإشارة الى أن ما يقصده هو المنطقة التي تعيش فيها شخصيات المسلسل، لأنهم صبروا وصابروا وعانوا الكثير من الآلام في حياتهم، مشيراً الى أن العمل فيه حب ورومانسية، ويخلو من العنف والدم، لانه ضد نقل الواقع الدامي والعنيف الى الشاشة .

*ما هو المحور الرئيسي لأحداث العمل ؟

- أحداث المسلسل ليست غريبة عني، حيث ولدت في مدينة الحلة، ومقام النبي ايوب الذي سميت قرية النبي ايوب نسبة له، كنت أزوره كثيراً مع والدتي رحمها الله، ونبيت فيه، وهناك تقاليد لهذا المقام الجليل لنبينا ايوب عليه السلام ، هناك بئران وطين لمعالجة الجذام وغير ذلك ، هذه القرية لديها قصص وحكايات كثيرة جداً، فاستلهمت الفكرة منها، ففي عنقي دين لهذا المقام، وكنت قد وعدت نفسي أن اعمل له شيئًا في يوم من الايام ، والان أفي بوعدي من خلال هذا المسلسل .

* لماذا اخترت عنوان (النبي ايوب) فقط، وكأنك توحي&بأن المسلسل ديني؟

-هذا جزء من الاثارة، فعندما اقول (النبي ايوب) يتراءى للمشاهد أنه عمل ديني، ولكن بصراحة الرمز نصفه ديني ونصفه الآخر اجتماعي حضاري (مودرن) حديث، فالديني هو صبر النبي ايوب المتمثل بصبر هؤلاء الناس الساكنين في القرية على الجور والظلم .

*اين يكمن الصراع فيه ؟

- الصراع يكمن بين عقليتين اثنتين، العقلية العشائرية القديمة المتمسكة بأعراف اكل الدهر عليها وشرب، بينما نحن نعيش الآن في عصور متطورة، وهناك انترنت وفيسبوك، وهناك تذويب لدماغ الانسان وخصوصاً العراقي الذي بعض اشيائه صارت عادات قديمة، ففي هذه القرية هناك أناس متمسكون بها، &ولذلك خلقت في العمل شيخ عشيرة (مودرن) جداً، فهو خريج كلية آداب، وشاعر، ورسام، ومثقف، ويحمل عقلية تقدمية جميلة ، والكتف الثاني هو ابوه الذي يمثل العقلية القديمة والاعراف، وركزت بالخصوص على الزواج المتبادل الذي يسمى (زواج الكصة بكصة) ، فنجحت ، انا لا اريد أن أتحدث عن العمل وماهيته، ولكنني اعتبر نفسي كمؤلف ومخرج نجحت في تقديم هذه الرسالة .

* الى أي زمن تعود أحداث المسلسل ؟

- الزمن الحالي، وهذه الاحداث من الممكن أن تبقى الى ما بعد عشر سنوات أو أنه يناسب كل الازمان لأن فيه رسالة معينة ومحددة .

* ما الرسالة هذه ؟

- إن أي تغيير في العالم هو سهل، ولكن الصعب هو ما بعد التغيير ، فهو يحتاج الى وقت ويحتاج الى دم ، والكثير من الاشياء حتى يكون بشكله المعقول، التغيير ليس بالنظام بل بالعقول والنفوس ، من اجل أن نكون حقيقيين امام هذا التغيير ، هذه كانت رسالتي .

* اين كانت اماكن التصوير؟

- في شمال العراق ،كردستان، حيث هناك ربط في (الحدوتة) ما بين قرية النبي ايوب في الحلة، وفي قرية في مدينة شقلاوة بكردستان، وفي اربيل حيث هناك بعض المشاهد، وفي الحلة بالمنطقة نفسها التي اسمها النبي ايوب وهناك شيء بسيط في بغداد .

*واللهجة كيف تعاملت معها ؟

- اللهجة لمنطقة الفرات الاوسط، أي أنها ليست جنوبية ، وأجاد الفنانون التحدث بها فضلاً عن أنني استفدت من ممثلين من الحلة كي احافظ على اللكنة الحلاوية ولهجة الفرات الاوسط .

* هل في العمل قصة رومانسية من صلب العمل أم هامشية ؟

- رومانسية جدا، والعمل كله حب، انا مع الجهة التي تقول إن الحب شيء مقدس في الحياة ، الحب هو السمة الغالبة في المسلسل ، من اول مشهد الى الاخير ، تتخلل العمل صراعات في الداخل ولكن الحب هو الاسمى .

* هل قصة الحب مكررة حول ابنة الفقير وابن الغني ؟

- لالا ، انا ليس عندي هذا، انا عندي اختلاف في الآراء وفي البيئة ، مثلا ابن كردستان لا يمكن أن يعيش مع الجاموس ، وابن الهور والجاموس لا يمكنه العيش في الجبل والشمال لعدم وجود نخيل وشطآن وغير ذلك ، وهذا ما حدث مع هروب مجموعة من ابناء الجنوب الى الشمال خوفاً من القتل، فما استطاعوا البقاء هناك فقرروا الرجوع الى (النبي ايوب) والعيش فيها حتى لو تعرضوا للقتل .

*الا ترى أن 30 حلقة مملة ؟

- اعتمدت الشكل الجمالي في الحلقات زائداً أن النص قوي ، ولا اريد أن انفخ في صورة المسلسل، ولكنه جميل وسوف يستقطب مشاهدين كثيرين ، وهذا تعبير عن الثقة مني ومن الممثلين ، خاصة انني اشتغل سينما، لذلك نقلت السينما الى التلفزيون ، ليس عندي شيء اسمه تلفزيوني ابدًا ، فسوف اجعل المشاهد يرى ما لم ترَه عينه .

* ما رأيك بالدراما العراقية بشكل عام بناء على ما قدمته مؤخراً من اعمال؟

- جيدة ولكننا نفتقد الى النصوص الجيدة، نحن نمر الآن بمرحلة صعبة جداً، والمفروض أن يشاهد البيت العراقي مسلسلات تداوي الجراح، مفعمة بالحب وبالكلمة الجميلة والطيبة والحلوة بحيث تنسيك ما يحدث في النهار، فمن غير الصحيح أن اجعله يشاهد الدم في المسلسل أو التفجيرات، لا يجوز نقل ما يحدث في النهار الى الليل .

* هل انت ضد نقل الواقع الى الشاشة الصغيرة ؟

- يكفينا واقعنا المرير، لنظهره ولكن بشكل فني، من الممكن أن اقول حدث انفجار، ولكن لا اظهر مشاهد الانفجار والدم، لا يجوز، ومهما حاولت أن أظهر انفجارات لا أصل الى حقيقة الانفجار ، لذلك مسلسلي ليس فيه عنف ولا دم، وإن وجد فيه فليس الدم المرعب بل الذي ينم عن الحب.

* هل تعني أن مشكلة الدراما العراقية هي النصوص؟

- نعم .. النصوص ثم النصوص،هناك من يرجع الى الاربعينيات ليقدمها ، انا ارى العكس ، علينا أن نقدم الحياة العراقية الآن ، فلا اعتقد اننا بحاجة الى تقديم ما قبل 40 سنة، المفروض أن نكون مثل الاطباء نعطي العلاج الصحيح للمشاهد حتى يستمتع ويرتاح ويسترخي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف