ترفيه

تقلب صفحات ذكرياتها مع إيلاف (الحلقة الأولى)

مديحة يسري: والدي إعترض على إحترافي التمثيل وحبي الأول فشل

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تستعيد الفنانة مديحة يسري ذكريات المحطات الهامة في حياتها، في حديث مطول خصّت به موقع "إيلاف"، وتتحدث خلاله&بإسهاب بدءاً من ذكريات الطفولة إلى الشباب مروراً بعلاقتها بأسرتها المحافظة التي اعترضت على احترافها التمثيل، وفشلت في ردعها لشدة تعلقها بالفن، حيث نجحت بالإستمرار في عالم السينما، في وقت كانت الفتاة لا تزال ممنوعة من الخروج من المنزل.

&

مديحة يسري على البوستر الدعائي لفيلم أحلام الربيع

&& القاهرة: هي أقدم ممثلة مصرية لا تزال على قيد الحياة من بين فنانات جيلها، يندر أن تجد أحداً لم يشاهد أفلامها، التي حفلت بأدوار متعددة ومتنوعة،&وفي رصيدها ما يقرب من مائتي فيلم منذ إنطلاقتها الفنية في أربعينات القرن الماضي.
هي مديحة يسري التي ستحتفل بعيد ميلادها رقم 94 نهاية العام الجاري، تجمعها بالنجوم والنجمات ذكريات عديدة، بدأتها من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي كانت أغنيته "بلاش تبوسني" سبباً في إحترافها التمثيل.
إيلاف تحدثت مع الفنانة المصرية القديرة عن ذكرياتها وبدايتها في السينما، وعلاقتها بأسرتها، وكيف نجحت في اقتحام مجال التمثيل في نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات، وهي الفترة التي لم يكن مسموحاً للمرأة فيها بالتمثيل، فضلاً عن ذكريات أخرى عديدة سنرصدها في الحلقات القادمة التي ستتحدث فيها عن علاقاتها بأزواجها وإبنها عمرو، ومتى قررت الإعتزال ولماذا،&وغيرها من التفاصيل التي تستحق القراءة لمعرفة تاريخ نجمة تدين لها السينما المصرية بالكثير.
الصفحة الأولى من دفتر ذكرياتها
البداية كانت مع إتصالات هاتفية على مدار عدة أسابيع تأجّل فيها اللقاء عدة مرات بسبب الحالة الصحية التي كانت تمر بها، ودخلت على إثرها للمستشفى، وبعد مغادرتها تم التنسيق للحديث عبر الهاتف كلما أمكن ذلك، بسبب صعوبة اللقاء وجهاً لوجه نظراً لظروفها الصحية.
تستهل مديحة حديثها عن مشوارها الفني بنبرة مليئة بالفخر والسعادة، فهي ترى أنها انجزت فيها على قدر المستطاع على حد تعبيرها، فهي تشعر بالسعادة لأسباب عدة من بينها دخولها البرلمان وإختيارها كعضوة في مجلس الشورى المصري لسبع سنوات، بالإضافة إلى المساهمات التي قدمتها في صناعة السينما عبر إنتاج العديد من الأفلام سواء من خلال شركة افلام الفنان محمد أمين، أو أفلام محمد فوزي، أو المؤسسة العربية للانتاج السينمائي، وأخيراً من خلال افلام مديحة يسري التي حملت اسمها، بينما كانت تلعب أدواراً مختلفة في الشركات الاخرى خلف الكاميرا، سواء في الافلام التي شاركت في بطولتها أو التي اكتفت بانتاجها وتذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فيلم "صغيرة على الحب"، الذي حقق نجاحاً كبيراً في دور العرض السينمائية عند طرحه.

والدي شجع موهبتي بالرسم
تتحدث مديحة عن أسرتها المتوسطة الحال التي لعبت دوراً في تشكيل وجدانها، بالقول: "والدي رحمة الله عليه، كان يحبني كثيراً ويشعرني بأن لي مكانة خاصة في قلبه، وكان يخشى عليّ كثيراً، وشجعني على تنمية هواية الرسم، فكنت أهتم به منذ صغري، وأتذكر أنه وعدني بمكافأة حال تقليد إحدى اللوحات وكانت للأهرامات الثلاثة، وحافظت على الهواية لاحقًا فكنت اقوم بالرسم حتى وقت قريب وأحتفظ ببعض اللوحات في منزلي من التي رسمتها بيدي، وكانت اكثر الفترات التي قمت فيها بالرسم خلال زواجي من محمد فوزي، حيث كان هناك مكان مخصص للرسم بالفيلا قبل أن يتم تأميمها".
وتواصل الفنانة القديرة حديثها قائلة: "كان أبي مهندساً بهيئة السكة الحديدية، وأدخلني مدرسة التطريز لمهاراتي في الرسم وحبي للفن، ورغم ذلك كنت أعرف أنه سيعترض على عملي بالتمثيل لتأثره بالعادات والتقاليد، فعائلتنا كانت محافظة وأتذكر أن أول عريس تقدم لخطبتي كان من الجيران، وكان أول حب في حياتي، أول شخص يدخل حياتي ويطلب الإرتباط بي رسميًا، وإنتهت الخطبة بسبب سفره للعمل في الصعيد وإستجابته لرغبة اسرته في أن يؤجل الزواج حتى يصل إلى عمر الثلاثين، والحمدلله أنه اتخذ تلك الخطوة التي كانت سبباً في تغيير مسار حياتي، رغم انني حزنت كثيراً آنذاك".
تتذكر مديحة تلك الفترة من حياتها قائلة: " كنت لم اكمل عامي العشرين بعد، ورغم تحفظ والدي إلا أنه كان يسمح لي بالذهاب مع صديقاتي إلى جروبي في وسط القاهرة، وكان ملتقى الفتيات، وكنت أتوجه مع صديقاتي إلى هناك&بالتروماي، وكنا نعود مبكراً بالطبع، فلم يكن مسموحاً لنا بالتأخر، وكنت اذهب مرة واحدة في الاسبوع واذهب إلى السينما في يوم الجمعة لمشاهدة الافلام الجديدة".
صدفة قادتني لإحتراف التمثيل
رغم احترافها للتمثيل لاحقاً، إلا أن يسري تؤكد في حديثها مع إيلاف أنها لم تفكر في أن تكون ممثلة رغم إعجابها بنجمات السينما العالمية ووجود الملصقات التي تحمل صورهن على دور العرض حتى جاءتها الصدفة، حيث كانت تتسامر مع صديقاتها في جروبي، وفوجئت بالمخرج السينمائي محمد كريم الذي كان عائداً من الخارج بعدما درس السينما في أوروبا يتحدث معها عن رغبته في أن تكون ضمن الفتيات الموجودات في أغنية "بلاش تبوسني"، التي سيقدمها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلمه الجديد.
تقول " عندما دخل محمد كريم إلى جروبي لم يتعرف عليه أحد، فلم يكن وجهاً معروفاً، والتلفزيون لم يكن موجوداً، وصورة المخرج لم تكن قد عرفت طريقها إلى الصحف، كما اصبح الأمر لاحقًا، لكن بمجرد قوله بأنه سيكون المخرج في فيلم لمحمد عبد الوهاب، قامت جميع صديقاتها بالوقوف وظهر الارتباك عليهن جميعاً، خاصة أن عبد الوهاب كان فتى أحلام البنات في تلك الفترة".
تواصل: " كنت أعرف ردة فعل أبي، فهو رجل شرقي لن يوافق على أن تقوم إبنته بالتمثيل، ورغم ذلك إستمعت جيداً إلى كلام محمد كريم وأتذكر هذا اللقاء كما لو كان بالأمس، فهو ظل يحدثني عن أنه إختارني لأنني مناسبة جداً للوقوف أمام عبد الوهاب بسبب عيوني السوداء التي تعبر عن الفتاة المصرية".

تهديد بالإنتحار
ورغم الإرهاق الذي يتسلل الى صوتها خلال اللقاء، إلا أنك تشعر بأنها سعيدة، وهي تتذكر تلك المرحلة قائلة: "التحدي سمة أساسية في شخصيتي وقدرتي على التمسك بأفكاري كانت سبباً في أنني نجحت بالإستمرار في التمثيل رغم رفض والدي، فعندما عدت إلى المنزل في تلك الليلة بقيت أفكر لفترة طويلة كيف اتصرف خاصة أن محمد كريم طلب مني إصطحاب ولي أمري، فقررت أن اتوجه في اليوم التالي إلى خالتي، وأن اتحدث إليها واطلب منها أن ترافقني دون علم والدي، لكني خفت أن ترفض، فقررت أن ألجأ إلى حيلة التهديد بالإنتحار، وفي الصباح الباكر توجهت لها ووافقت على مضض وذهبنا إلى مكتب المخرج بوسط القاهرة، وكانت المرة الأولى التي التقي فيها بموسيقار الاجيال".
"اصطحبت خالتي ووقعت على التعاقد الخاص بالفيلم، بعد حديث قصير دار بيني وبين الفنان محمد عبد الوهاب الذي توطدت علاقتي به كثيراً بعد ذلك، ولكني يومها لم أنطق إلا بكلمات معدودة، وكان أجري قليلاً للدرجة التي لم تمكني من شراء الفستان الذي سأرتديه خلال التصوير، لذا قمت بدفع باقي ثمنه من مصروفي".
شرط جزائي
وتتذكر أن والدها علم بقصة عملها بالتمثيل لاحقاً من خلال أحد أصدقائه الذي شاهد صورتها بإحدى المجلات، بعدما رشحت لكي تكون البطلة أمام فريد الأطرش في فيلم "أحلام الشباب" .
وتستذكر: "كان والدي منفعلاً، ولم يسمح لي بالإستمرار في التمثيل إلا بعد أن إكتشف أن خالتي وقعت على شرط جزائي بمبلغ ألف جنيه، وهو مبلغ كبير للغاية، وقتها لم نكن نملكه، وإقترحه علي الأستاذ فريد في حينها كي لا يكون هناك مجال للتراجع، خاصة بعدما وجدت أن عشقي للكاميرا أخذني كثيراً".
في الجزء الثاني من الحوار تتحدث مديحة عن علاقاتها بأزواجها، وكيف حافظت على زيجتها من الفنان محمد فوزي لنحو 10 سنوات وسبب إنفصالهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف