ترفيه

فنانو العراق سعدون الجابر وزهور حسين وداخل حسن وسعد الحلي غنوا للأم

"ست الحبايب" لـ"فايزة أحمد" تتصدر أغنيات عيد الأم

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تأخذ الأم&اهتماماً وتقديراً واسعاً&العالم&العربي، إلا أن الأغاني العربية رغم زخمها لم تعطها حقها، فالذاكرة العربية&لم تحفظ أغنيات كثيرة لمناسبة "عيد الأم" لتبقى أغنية الفنانة فايزة أحمد "ست الحبايب" في الصدارة على مر الزمن.

بغداد: مع حلول "عيد الأم" بما يحمله من مشاعر رقيقة وعاطفة نبيلة، نكاد لا نسمع من الأغاني العربية إلا أغنية الفنانة الكبيرة فايزة أحمد "ست الحبايب" التي صارت لعيد الأم أشبه بالنشيد الوطني للأم العربية، فيما لا يجد الباحث في سجلات الأغنيات العربية إلا أغنيات قليلة جداً تتحدث عن "الأم"، رغم أن الجميع يتفق على أهمية الأم وتكريمها. في هذا السياق، طرحت "إيلاف" سؤالها: لماذا يندر تكريم الأم في الأغاني العربية بينما تبقى أغنية فايزة أحمد "ست الحبايب" الأكثر شيوعاً على مر السنين؟ وجاءت الإجابات في السطور التالية:

رحيم الحلي: الحبيبة تُحاصر خيال الشاعر
ورأى الناقد الموسيقي والفنان رحيم الحلي، أن سبب غياب الأغنيات الخاصة بالأم هو اهتمام الشعراء بمواضيع الغزل بالحبيبة. وقال: هناك أغاني للأم لكنها معدودة. فقد غنى سعدون جابر للأم أغنية "يا امي ياأم الوفا" ، وغنت زهور حسين "غريبة من بعد عينج يا يمه"، وغنّى داخل حسن "يمة يايمة"، وغنّى قحطان العطار "يمة يايمة شجرالي"، وبكى سعدي الحلي في مواويله الكثيرة غياب أمه التي رحلت مبكراً بشكل مفجع، كما غنّى الفنان السوري دريد لحام للأم ضمن إحدى مسلساته، بينما لاتوجد أغنية عن الأب الذي يجهد كثيراً لإعالة أسرته في وطنٍ يعاني إشكالات وأزمات وديكتاتوريات سياسية. وأضاف: تُعجبني أغنية "يمة يمة شجرالي" لقحطان العطار وقد أبكتني حين غناها المطرب السوري حسين الحسن من قرية اليعربية او القحطانية في القامشلي. وكنت حينها لا أعرف أي خبر عن أمي التي فارقتها عشرين عاماً، فامتلكتني نوبة بكاء شديدة وبقي المطرب يغني بحزنٍ أشد حين كنت أسجّل له "كاسيت" في العام 1999 لصالح تسجيلات بغداد، وهي محل إنتاج فني متواضع جداً أمتلكه في ريف دمشق في تل الصوان قرب عذرا. وتابع : في كل بقاع الأرض ، الأغنية للحبيبة والحبيب هي الأكثر شيوعاً وهذه طبيعة إنسانية. فالحبيبة هي التي تحاصر خيال الشاعر وقلب المطرب والمستمع. هذا بالإضافة لكون الشاعر الرجل هو الأكثر حضوراً. فعدد الشاعرات اللواتي كتبن شعراً أقل بكثير من الرجال وأقل بشكلٍ واضح في مجال الشعر الغنائي.
فريد حسن: لا أغاني موصلية عن الأم&
&وأشار الكاتب فريد حسن، لأن الغناء الموصلي لم يتناول الأم في أي أغنية. وقال: ليست هنالك أغنية موصلية خاصة بالأم ولكن هنالك أغنية فولكلورية تتغنى بالأخت والعمة والخالة وتأتي على ذكر الأم. وهناك قاريء المقام فخري فاضل وهو من الموصل غنًى موالاً عن الأم، وكلمات الموال تقول: "يايمه قومي واغشعي - اشصار بينه وجرى، كلشي بزمنه اختلف من الابرة للطنجرة". وأضاف: هذا فقط الموجود في الغناء الموصلي المعاصر. وحتى حين سألت عن القدامى& كان الجواب بالنفي، ولا أعرف حقيقةً سر عدم التغنّي بالأم على الرغم من أنها تمثل شيئاً عظيماً في حياتنا. وربما يكون السبب أن الكتاب&يهتمون بالحبيبات وقد نسيوا ذكر الأمهات أو عجزوا عن إعطائهن قيمتهن بالأغنية.
بشرى سميسم موضوع مقدس
وأكدت الفنانة التشكيلية والإعلامية بشرى سميسم على قدسية موضوع الأم،&ولكنها شددت على&أن الكتابة عنها يتطلب مصداقية بالطرح ونكران للذات. وقالت: لذلك تبقى أغنية "ست الحبايب" هي الأكثر ارتباطاً بجزئية الأم. وأضافت: أعرف أن هناك أغنيات تغنّت بالأم. فقد تناول سعدون جابر موضوع الأم في أغنيته الشهيرة "ياامي يا ام الوفا"، وهي أغنية جميلة ومؤثرة وفيها دلالات رمزية كبيرة: "يايمة الشمس من تمشين تمشي". الله على الكلمات العميقة والجميلة، الشمس والأم. فهل هناك أكبر من هذه الدلالة والرمزية العميقة. وحتى أغنية محمد فوزي رغم أنه غنّى أغنية للأطفال "ماما زمانها جاية" لكنها بقيت عالقة بالذاكرة، ليس لأنها أغنية للأطفال فحسب، بل لأنها اختزلت كل المعاني بذكر مفردة ماما. وتابعت: أغلب الكتاب انشغلوا بكتابة أغاني سطحية تافهة وتهز وسط الشارع وهذا ليس هدفاً للإرتقاء بالذائقة العربية.
&
ولفتت لأن "ترنيمة الأم" للفنانة العراقية "وحيدة خليل" هي الأجمل والأقرب لقلبها. وقالت: فيها شجن عراقي بحت وفيها حزن موغل بالجنوبية الترفة، فالأم بالجنوب تختلف عن الأم في بغداد،&وذلك لأن&الأم الجنوبية تربّي وتعمل وترسخ لمفاهيم أعمق وأكبر، ويا ليتنا نتذكر أمهاتنا ونحاول أن نغرس ما غرسته فينا من قيمٍ نبيلة ومفاهيم ٍعميقة في حب الإنسان والوفاء للصديق وعدم الخذلان لأحبتنا وأصدقائنا.
طارق شعبان: الفن يتجه نحو السياسة
من جانبه رأى الملحن البصري طارق شعبان، أن الفن يتجه للسياسة، واستدرك قائلاً: صحيح أن الأغاني العربية عن الأم قليلة جداً، ولكن هذا لا يعني عدم وجود أغاني عن الأم. فـ"زهور حسين" غنّت "غريبة من بعد عينك يا يمه" والمطرب الكبير سعدون جابر غنّى إلى جانب أغنيته "يا امي يا أُمي يا ام الوفا" الأغاني العراقية للطفولة وغيرها، لكن الأغاني الإجتماعية بشكلٍ عام قليلة وهذا يرجع للتنسيق الإذاعي أو بالأحرى لقسم الموسيقى في الإذاعة الذي يُعنى بتنسيق التسجيل وتوزيع النصوص بأنواعها. وأضاف: ربما الظرف الحالي هو الذي جعل الفنان يتّجه إلى الأعمال السياسية ودفعه لينسى أهمية الأغنية عموماً في حياة الشعوب. وتابع : أكثر الأغنيات التي تعجبني هي أغنيه فايزة أحمد والأغنيتين العراقيتين. وذلك لأنهما من الأغاني الجيدة، والعراقية الأصيلة، ولأن إعدادها الموسيقي جيد، والجميع يعرف أن زهور حسين رحمها الله مطربة كبيرة والمطرب سعدون جابر مطرب متميز له حضوره العربي والعراقي.
ريسان الخزعلي: الأسباب إجتماعية
وأكد الشاعر والإعلامي ريسان الخزعلي، أن قلة الأغاني الخاصة بالأم تعود لأسباب إجتماعية. وشرح أنه في الأغنية العراقية هناك الكثير من الأغاني التي تذكر الأم وإن كانت لا تتناولها بشكلٍ مباشر أو تتحدث عنها مثل أغنية لفاضل عواد في أغاني الحرب "يمه يمه" حيث كان استهلالها عن الأم وكذلك داخل حسن. وأضاف: السبب في قلة وجود هذه الأغاني يعود لأن أغنية "الأم" ماهي إلا تحنان ودي عاطفي بيتي يرتبط بأسبابه ولا تتسع لجمهورٍ عريض. كما أن انشطارات العائلة بعض أسبابه يكون بسبب الأم. من هنا حصل شبه قطيعة شعرية مع الأم في الأغاني. وختم: أغنية فايزة أحمد تعجبني مثلما تعجب الآخرين أولا لقوة لحنها ومن ثم أغنية داخل حسن "يمه يا يمه"&لعفويتها وصدقها.

فيما يلي روابط أغنية "ست الحبايب" لـ"فائزة&أحمد"، "يا امي يا ام الوفا" لـ"سعدون الجابر"،"يمه يا يمه" لـ"داخل حسن" و"غريبة من بعد عينج يا يمه" لـ"زهور حسين":
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف