بعضها هزّ مشاعر الجمهور وتسبب بإساءةٍ معنوية
البطالة الفنية في العراق تفتح باب الشائعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&أخذت الشائعات في الوسط الفني العراقي تزداد بشكلٍ لافت، حيث بدأت تتكرر شائعات وأخبار عن سفر ووفاة فنانين أو تعرضهم لحوادث وما شابه ذلك. "إيلاف" طرحت الموضوع في التحقيق التالي:
بغداد: يتعرّض الفنانون للكثير من الشائعات التي تُعلِن موتهم أو تعرّضهم لحوادث مختلفة&مروراً بشائعات الصداقات والعلاقات الخاصة من أخبار زواج وطلاق، وصولاً لشائعات السفر والمنع من السفر، فضلاً عن اختراع مشاكل لا صحة لها. والغريب أنه رغم التكذيب المستمر لهذه الشائعات يستمر البعض بهواية إطلاقها. فقد أعلنت هذه الشائعات موت العديد من الفنانين لأكثر من مرة، الأمر الذي أزعجهم وجمهورهم. وأكثر الفنانين الذين تعرضوا لشائعة الوفاة ولمرات عديدة هم ياس خضر، مائدة نزهت، أمل طه، جلال كامل، خالد جبر وماجد ياسين. لكن المفاجئ في بعض الحالات&هو أن بعض الشائعات تُطلَق من داخل الوسط الفني العراقي نفسه، وذلك&من خلال الأحاديث بين الفنانين بسبب البطالة&التي يعانون منها&بعد&توقف عجلة الدراما بسبب حالة الحرب.&كما أن بعض الفنانين يطلقون الشائعات بأنفسهم لأسبابٍ عدة أهمها إثارة انتباه الآخرين. "إيلاف" طرحت هذه المسألة وبحثت بمسبباتها، وتعرُض الآراء&في ما يلي:
&
&& محمد هاشم: أُفضِّل عدم الرد على الشائعات
وصرّح الفنان محمد هاشم أن شائعة الوفاة تزعجه كثيراً، وقال: كل من يعمل في الوسط الفني يتعرض للشائعات لأنه تحت الأضواء. قد يصدقها البعض فتنتشر وتتضخم وقد لايصدقها أحد. لكن هناك شائعات يُطلقها الفنان على نفسه من أجل الشهرة وليضمن ديمومة حضوره وتداول إسمه. وهناك من يُطلِق الشائعات عن حقد في سياق المنافسة غير المشروعة. وأضاف: إن الصعوبة تكمن في قدرة الشخص على دحض الشائعات التي تُطلَق عنه. وأنا أعتقد أن عدم الرد على الشائعة أفضل حتى تنتهي دون سجالات تبقيها حاضرة. وقال:آلمتني شائعات الوفاة فهي موجِعة بالنسبة للآخرين وليس فقط للفنان الذي يقع ضحيتها. ولقد أزعجتني جداً شائعة موت الفنان جلال كامل. فحينها كان في عمان وهاتفه مغلقاً، ولم نستطع الإطمئنان عليه سريعاً كما نفعل مع زملائنا الفنانين الذين نتصل بهم على الفور لنتأكد من سلامتهم.
&&
&& فائزة جاسم: بعض الفنانين يطلقون الشائعات على أنفسهم!
أما الفنانة فائزة جاسم فقد أكدت أن بعض الفنانين يطلقون الشائعات على أنفسهم، وقالت: تكثر الشائعات حالياً لعدم وجود شغل ولا عمل لدى الفنانين. فيصبح عقل الفنان منتجاً، لكن بطريقة سلبية يخترع فيها الشائعات. فطالما لا يوجد شغل فهناك شائعات، ولا يمكن حصرها لأنها متنوعة ومختلفة. وأضافت: هناك أناس يطلقون الشائعات لأسباب خاصة بهم. أما الفنان فيشيعها بنفسه عن نفسه& لغاية الشهرة أو لكي يشعر بمحبة الآخرين له أو ربما من أجل امرأة إن كان رجلاً أو لأغراضٍ معينة.
وعبّرت عن رأيها قائلة: هذا أمر مزعج للفنان وجمهوره. وأكثر الشائعات التي أزعجتني وآلامتني هي التي تعرضت للفنانة أمل طه التي سمعت عنها هذه الشائعة أكثر من مرة وكنت في كل مرة أحزن عليها بشدة. وكذلك تألمت لشائعة وفاة جلال كامل. وأذكر أن عاملاً في محطة تعبئة الوقود جاءني ليخبرني أن جلال كامل مات. فشهقت في تلك اللحظة، ولم أعرف كيف أشغل محرك& السيارة. فقد بادت اعصابي تماماً. وختمت متمنية العمر الطويل والصحة والعافية لجميع الفنانين، وأملت أن يتعاضد الجميع لوقف الشائعات.
&&
&& عزام صالح: البطالة تسبب انتشار الشائعات
من جانبه، أكد المخرج عزام صالح أن البطالة هي المسبب لانتشار الشائعات، وقال: تكثر الشائعات في الوسط الفني لأن الفنان في الواجهة دائماً. فحين قلّت الإنتاجات وتقشفت الدولة، اصطدم الفنان بهذا الواقع. والظاهر أن البعض يخلق شائعات عن نفسه ليضع اسمه في الواجهة من جديد. حتى بتنا نسمع عن مرض أحدهم أو زواجه أو سفره بلا عودة أو اعتزاله، وغيرها.
وشرح: نحن عاطلون عن العمل الآن بسبب تقشف الدولة. ولذلك لا يجد البعض سبيلاً لإثبات حضوره إلا عبر الشائعات. فالوسط الفني واجهة البلد. لكن برأيي، طالما أن العراق في حالة حرب، فمن المفروض أن يكون هناك عمل للفنان حتى يقوم بالترفيه عن وجع الناس. ويجب أن& تعمل الحكومة على امتصاص الأزمة وكل ما يحدث. لكنها، للأسف، أغلقت باب الإنتاج الفني نهائياً. وبذلك أحدثت فراغاً، الأمر الذي أكثر من جلسات الفنانين الفارغة إلا من تناقل الأخبار والشائعات التي تنتشر بسرعة عبر "القيل والقال".
&&
&& سامر المشعل: الخواء الحضاري على مواقع التواصل الإجتماعي&مصدر الشائعات!
من جانبه، قال&الصحافي سامر المشعل&إن أغرب مشهد وأصعب موقف هو أن ترى شخصاً حياً بعد مماته! فهذه الحالة لا تحدث، الا في العراق. والمشهد بات يتكرر بين الحين والآخر، من خلال الأخبار التي يحلو للبعض نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، كالشائعات عن موت الفنانين التي باتت تطاردهم بكثرة هذه الأيام. وهي تكشف عن حالة مرضية لنفسية باحثة عن جذب انتباه الآخرين من خلال نشر خبر وفاة فنان له مكانته بين الناس. ويقوم البعض بفبركة هذه الشائعات ويتلاعب بأعصاب الناس فقط كي يحصل على أعلى نسبة من التعليقات والمشاركات...! وأضاف: كان آخر مسلسل& لنشر الشائعات ما نُشِرَ عن وفاة الفنان الكوميدي ماجد ياسين، لتتسع دائرة الحديث عن الأخبار الكاذبة بهذا الخصوص. فقد سبق أن اخبرني الفنان الكبير ياس خضر، وهو في أقصى درجات الإنزعاج، أن هناك من أعلن مماته للمرة الثامنة على التوالي عبر الشائعات، حيث قالها لي بحرقة: "الناس تتاجر بموتنا ونحن على قيد الحياة "!!.
وختم المشعل قائلاً: مروجو هذا اللون من الشائعات عليهم أن يدركوا أن الفنان إنسان قبل كل شيء، وأن خبر وفاته يسبب الألم والأذى لمحبيه وأقاربه. ويجب أن يفهموا أن الفنان ليس أداة للإثارة واللهو، إنما هو قيمة إنسانية وثقافية، وهذه الشائعات تكشف عن خواء حضاري لدى مروجيها.
&
&