في مسيرته 14 مسلسلًا و3 مسرحيات وأكثر من 100 فيلم
محمود عبد العزيز يتألق بجاسوسية "رأفت الهجان"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من القاهرة: تُلقي "إيلاف" الضوء على مسيرة الفنان محمود عبد العزيز الذي قدّم في مسيرته أكثر من 100 فيلم سينمائي وأجمل الأدوار الخالدة بتاريخ الفن المصري. وفي الحلقة السابعة والأخيرة عن الفنان القدير الراحل الذي لُقِّبَ بـ"الساحر"، نضيء على أعماله المسرحية والتلفزيونية إلى جانب أعماله السينمائية اللافتة. ونبدأ بالحديث عن أحد أدواره المدهشة بفيلم "القبطان" الذي قدّمه في العام 1997. وهو قصة وإخراج سيد سعيد. وتقع أحداثه في بورسعيد في أواخر الأربعينات، وعقب الهزيمة العربية في فلسطين، حين بدأت المقاومة المصرية للإستعمار الإنكليزي وأُطلِق على البطل لقب "القبطان" على رجل بورسعيدي كانت لديه قدرة على غزو قلوب النساء، وعلاج الأمراض بما يشبه السحر. ولم يكن يعرفه أحد علي وجه الدقة. فتاه البعض بحقيقة هذه الشخصية بين الواقعية والخيال. ويحدث أيضاً جدلاً حول جنسيته بين المصري واليوناني بحيث تقع في حبه زوجة يونانية هاربة، بينما يهوى هو الفتاة البورسعيدية السمراء، ولكن حكمدار المدينة يتزوجها. كما تكون له علاقة مع صاحبة حانة، وغانية والقبطان في صراع الحكمدار. ويمكن القول إن هذا العمل يصوّر الصراع بين من يدعو للحرية والوعي وبين ممثل السلطة والقمع. وحين يذهب الحكمدار ليتخلص منه نهائيا يكتشف أنه غير موجود. إلا أننا حين نرى الحكمدار مغادراً المدينة نرى القبطان موجوداً يدخن غليونة، ويطلق ابتسامة المنتصر الساخرة. وفي الحقيقة، انها شخصية ساحرة تعامل معها "عبد العزيز" بذكاء وأعطاها الملمح الأسطوري رغم أنها تحيا وسط الجميع، وتقمصها ببراعةٍ حقيقية.
وفي فيلمه التالي "هارمونيكا" الذي قدّمه في العام 1998 من إخراج فخر الدين نجيدة، ينتقل من بورسعيد إلى مدينة القنطرة ليلعب شخصية رجل أرمل يدير إحدى الورش ويعيش مع أخته وأخيه، ويعشق العزف علي آلة الهارمونيكا. ويملك مواصفات الرجل الشهم الذي يرفض السلوكيات والأحلام الطائشة للجيل الجديد، ويصاب بالإكتئاب عندما يغتصب إبن شقيقه فتاة قام بتربيتها. وعندما يحاول شقيقه اغتصاب الإمرأة التي جاءت تبحث عن زوجها، وشعر هو بعاطفة نحوها، وقد اجتهد لتقديم شخصية هذا الأرمل عاشق الهارمونيكا برومانسية الإنسان النبيل، ولكن معالجة ومستوى الفيلم الفني لم يسعفاه.
وفيما تخلو قائمة أفلام محمود عبد العزيز من أي عمل في العام 1999، يقوم ببطولة فيلم "سوق المتعة" في العام 2000. وهو من إخراج سمير سيف، وتأليف وحيد حامد. ويطرح قضية الحرية من خلال رجل يسجن بتهمة لا يعرف عنها شيئا لمدة 20 سنة، وبعد الإفراج عنه يلتقي برجل ثري يشرح له الظروف التي أدت إلى سجنه ظالما، ويقدم له تعويضاً ماديا قيمته 7 ملايين جنيه مقابل آلا يحاول أن يعرف أي شيء أو يسعى لمقابلته مجدداً، ويحاول الرجل وقد أصبح ثريا أن يعيش حياة الحرية، ويحقق رغباته وأحلامه، ولكنه يفشل فقد اعتاد حياة الذل والمهانة والخضوع، وأصبح إنساناً مدمراً، وقد أدى "عبد العزيز"ٍ هذه الشخصية المنكسرة وتفاعلاتها بشكلٍ جيد.
ويمكن التوقف عند ثلاثة أفلام لا تمثل إضافة حقيقية له ، ولكنها لم تسحب من رصيده ونجوميته، وهي "نهر الخوف" الذي قدمه عام 1988 من إخراج محمد ابو سيف. ويدور حول شاب يختطف أوتوبيساً نهريا خوفا من أحد الضباط حيث يتوهم أنه يتتبعه لاتهامه في جريمة اغتصاب فتاة اعتاد معاكستها واغتصبها آخرون، وتكون أحداث الإختطاف واعتبار ركاب الأوتوبيس رهائن فقيرة في إثارتها وقوة حبكتها، وقد اعتمدت على الحوار أكثر من المواقف. وتقوم فكرة الفيلم ويعبّر اسمه عن الخوف الذي يحيط بالمصريين مع اختلاف الأسباب من شخصٍ لآخر.
أما ثاني فيلم فهو "ياعزيزي كلنا لصوص" الذي قُدِّمَ في العام 1989 من إخراج أحمد يحيى. وهو مأخوذ عن قصة بنفس العنوان للكاتب إحسان عبد القدوس. ويصور شخصية إبن إحدى العائلات الثرية التي تفرَض عليها الحراسة. ويصبِح فقيراً وتتخلى عنه زوجته. فيعيش وحيداً في منزله في القرية. وذات يوم يحاول ثلاثة لصوص ريفيين سرقة منزل الكبير الخاوي، وتعقد صفقة بين صاحب المنزل ورئيس اللصوص بين أطراف الفيلم سواء اللصوص الكبار أو الصغار وهي قصة جميلة وجيدة ولكنها نفذت فنياً وإنتاجياً وتمت معالجتها بشكل تقليدي.
ويعتبر فيلم "أبو كرتونة" الذي قدّمه في العام 1991 التجربة الثالثة. وهو من إخراج محمد حسيب، وتدور أحداثه في شركة قطاع عام يقوم بإدارتها رئيس مجلس إدارة وبعض الأعضاء الفاسدين. ويحرص هؤلاء علي تكوين مجلس إدارة جديد يكون من فيه أعضاء من بعض العمال السذج، لإصدار قرارات ببيع بعض المعدات الحديثة بوصفها جردة من أرض الشركة، ومخزون البضائع باعتبارها تالفة. ويكون من بين هؤلاء العمال "أبو كرتونة" الذي يخضع لرغباتهم ، ولكنه سرعان ما يكتشف مؤامرتهم، ويتصدى لهم, لكن، معالجة هذا الموضوع رغم أهميته خرجت ضعيفة وغير منطقية فكانت متواضعة في مستواها الفني.
ويأتي بعد ذلك فيلم "رحلة مشبوهة" الذي قدّمه في العام 2002. وهو آخر أفلام المخرج الراحل رضوان الكاشف. وتوقف محمود عبد العزيز عن التمثيل في السينما بعد هذا الفيلم لمدة خمس سنوات كاملة، حيث عاد بفيلم "ليلة البيبي دول" عام 2008. ثم تجربته في "إبراهيم الابيض" من خلال شخصية الملك زرزو.
في التلفزيون
وقدّم "عبد العزيز" قائمة من المسلسلات التلفزيونية تضم 14 عملاً هي علي الترتيب: "كلاب الحراسة"، "الدوامة"، "اللقيطة"، "ابتسامة بين الدموع"، "الإنسان والمجهول"، "قصيرة قصيرة الحياة"، "عاشت مرتين"، "مبروك جالك ولد" و"البشاير" ثم "رأفت الهجان" الذي قُدِّمَ في ثلاثة أجزاء، وبعده "محمود المصري"، "باب الخلق"، "جبل الحلال"، و"رأس الغول" الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي من العام 2016.
والجدير ذكره هو أن مسلسل "كلاب الحراسة" كان أول أعماله كممثل وبمثابة البوابة التي دخل منها إلى السينما ليصبح أحد نجومها بعد فترةٍ قصيرة. أما مسلسل "رأفت الهجان" فهو أحد أهم الأعمال في تاريخ الدراما التلفزيونية المصرية، إن لم يكن أهمها. حيث أنه لاقى نجاحاً نقدياً وجماهيرياً غير مسبوق. وقُدِّمَت أجزاؤه الثلاثة خلال الفترة ما بين1987-1990، ولعب فيه "عبد العزيز" شخصية ساحرة بالفعل. كتبها صالح مرسي، وبدأت الحلقات منذ كان شاباً "صعلوكاً" حتى أصبح أهم عميل مصري زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل. لقد رفع " رأفت الهجان" شعبية محمود عبد العزيز إلى القمة كبطلٍ وطني من الطراز الرفيع.
مسرح
أما الأعمال المسرحية التي قدمها فهي 3 مسرحيات "لوليتا" مع صفاء أبو السعود وأمين الهنيدي وإخراج نور الدمرداش، "خشب الورد" من تأليف علي سالم وإخراج هاني مطاوع، و"727" من إخراج هاني مطاوع، علماً أن الاخيرة هي فقط التي تم تصويرها للتلفزيون.
ملاحظة: يمكنكم قراءة الأجزاء الستة السابقة تباعاً عبر النقر على عناوينها المرفقة إلى الشمال أعلاه تحت زاوية مواضيع ذات صلة.