ترفيه

ريو 2016:ابتهاج محمد أول أمريكية تخوض الأولمبياد بالحجاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شمعون حافظ

بي بي سبورت

احترفت ابتهاج محمد المبارزة في عمر 12 عاما، لأنها الرياضة التي تسمح لها بتغطية كامل جسدها.

سأل رجل من المارة الرياضية الأمريكية ابتهاج محمد إذا ما كانت تنوي تفجير نفسها، وذلك بسبب ارتدائها للحجاب، لكن بعد نحو أسبوعين من هذا الموقف أعطت ابتهاج السيدة الأولى في أمريكا ميشيل أوباما درسا في المبارزة.

والآن تعيش ابتهاج لحظة حاسمة في حياتها، حيث أنها أول أمريكية محجبة تشارك في الأولمبياد.

وقالت ابتهاج في مقابلة مع بي بي سي سبورت: "في هذا المناخ السياسي الفريد في تاريخ هذا البلد فإنه أمر غير مسبوق أن تشارك امرأة مسلمة في الأولمبياد ضمن الفريق الأمريكي".

وأضافت: "أنا سعيدة لأني سأتحدى الأفكار النمطية والفهم الخاطئ لدي الناس عن المرأة المسلمة. أرغب في أن أعرِّف الناس أننا قادرات ليس فقط على المشاركة في أي فريق أوليمبي، ولكن في الفريق الأمريكي، الذي يعد أقوى فريق في العالم".

ويعتقد كثيرون أن السياسة والرياضة مزيج معقد يجب ألا يختلطا أبدا، لكن ابتهاج سعيدة للغاية لأنها تعلن وجهة نظرها في الأمرين.

وتقول ابتهاج: "باعتبارنا في مجتمع عالمي واحد علينا أن نعمل بمزيد من الجد لتغيير وضعنا الحالي، الذي يعد غير صحي".

التقى أول رئيس أسود للولايات المتحدة بأول امرأة أمريكية مسلمة تشارك في الأولمبياد.

ووقعت سلسلة من الهجمات في الولايات المتحدة وأوروبا الشهر الماضي، وقتل ثمانية من أفراد الشرطة الأمريكية في حادثين منفصلين لأعمال انتقامية، ردا على مقتل رجال أمريكيين سود برصاص الشرطة.

وفي فرنسا، قتل 84 شخصا حينما اقتحمت شاحنة حشدا من الناس في مدينة نيس، خلال الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا، بينما قتل قس بعد اقتحام مسلحين لكنيسة في ضواحي مدينة روان الفرنسية.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسؤوليته عن هذين الهجومين.

وفي ألمانيا قتل 10 أشخاص وأصيب عشرات آخرون، في هجمات منفصلة استخدم فيها سلاح ناري وفأس ومنجل.

لكن ما الذي يسبب "الوضع غير الصحي" للمسلمين الذي تشير إليه ابتهاج؟

ترى لاعبة المبارزة الأمريكية أن "أهم أسبابه هو الفهم الخاطئ".

وتقول ابتهاج، التي ولدت ونشأت في نيوجيرسي: "الفهم الخاطئ للدين، ولما تحتاجه المجتمعات المختلفة لكي تزدهر".

وأضافت: "المشكلة مستمرة منذ أمد طويل، لكن يبدو أنها قد وصلت لذروتها. وفي الوقت الراهن علينا أن نكون ممتنيين لأن أصوات الرصاص والتفجيرات ليس جزءا عاديا من حياتنا".

وأضافت: "أتفهم ما فعلته الرياضة في حياتي كأمريكية، تربيت في أسرة من الطبقة المتوسطة. حينما أفكر في الأشخاص الآخرين الذين هم أقل حظا مني سواء من ناحية القدرة على الحصول على مياه شرب نظيفة أو على التعليم اعتقد أن الرياضة قادرة على تغيير حياة الانسان".

وأردفت: "يمكنني أن أكون مصدرا إلهام ليس للشباب المسلم فحسب، ولكن للأطفال الآخرين الذين يقال لهم إنهم غرباء لأنهم مختلفون. إذا استطعت تشجيع النساء على أن يصبحن فاعلات سيكون ذلك شيئا إيجابيا".

تعاقدت شركة فيزا للبطاقات الائتمانية مع ابتهاج للإعلان عن منتجاتها.

وخلال الإعداد للأولمبياد، ركزت وسائل الإعلام على ابتهاج محمد بسبب إنجازها التاريخي.

وبلغ أثر ذلك إلى أن ضمتها مجلة تايم في قائمة المئة الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2016، بينما وضعت شركة فيزا للبطاقات الائتمانية صورتها في صدارة إعلاناتها.

لكن مهارات ابتهاج الرياضية لم تلق نفس التركيز.

وبعد أن كانت المصنفة رقم 113 على مستوى العالم خلال موسم 2008/2007 صعدت اللاعبة، البالغة من العمر 30 عاما، للتصنيف الثامن هذا الموسم.

وقبل نحو عامين فازت بالميدالية الذهبية مع منتخب الولايات المتحدة في بطولة العالم للمبارزة في روسيا.

وقالت ابتهاج: "المنافسة في الأولمبياد لم تكن أبدا في مخيلتي، لكن هذه اللحظة حاسمة في حياتي، أنا متحمسة لكي أمثل ليس فقط نفسي أو عائلتي أوبلدي، لكن أيضا المجتمع المسلم الأوسع".

ويأتي إنجاز ابتهاج في فريق المبارزة في وقت صعود للمرأة، يمكن القول إنه لم يسبق له مثيل في مجالي السياسة والرياضة.

ففي بريطانيا، اختيرت تيرزا ماي لتصبح ثاني سيدة ترأس الحكومة في تاريخ البلاد، وفي ألمانيا تترأس أنجيلا ميركل الحكومة، بينما تخوض هيلاري كلاينتون سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية آملة أن تصبح أول رئيسة للبلاد.

وفي مجال الرياضة أصبحت فاطمة سامورا أول امرأة تتولى منصب الأمين العام للاتحاد العالمي لكرة القدم فيفا، وهو واحد من أقوى المناصب الرياضية في العالم.

ويمتد تفرد ابتهاج كلاعبة رياضية إلى ارتدائها الحجاب، وفي الحقيقة فقد مارست ابتهاج رياضة المبارزة في سن الثانية عشرة، لأنها كانت أسهل رياضة تسمح لها بالمنافسة وهي تلبس ما يغطي كامل جسدها، دون الاضطرار للبس زي رياضي بعينه.

وفي بلد يبلغ عدد سكانه نحو 324 مليون نسمة، ولا يمثل المسلمون سوى نحو واحد في المئة فقط من السكان، تشعر ابتهاج بارتياح إزاء الانفتاح مع معتقداتها وما يعنيه الحجاب بالنسبة لها.

لكن الأحكام المسبقة تقابلها في ذلك أيضا. ففي أحد مباريات المبارزة في تكساس طُلب منها أن تخلع حجابها، وفي أبريل/ نيسان الماضي سألها رجل في الشارع إذا ما كانت ذاهبة لتفجر نفسها، حيث بدت بالنسبة له مثيرة للارتياب بسبب ارتدائها الحجاب.

وفي ذات مرة دعيت إلى مأدبة في البيت الأبيض بمناسبة عيد الفطر عند المسلمين، داعبها الرئيس الأمريكي باراك أوباما متسائلا عما إذا كان الحجاب "سيمثل ضغطا" على كتفيها خلال منافسات الأولمبياد.

كما أعطت ابتهاج درسا للسيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما في المبارزة، وذلك في نيويورك في احتفال بمرور مئة عام على بداية الألعاب الأولمبية.

وتقول ابتهاج: "الحجاب جزء من هويتي، ويساعدني بلا شك في علاقتي بربي، وهو اختيار شخصي وعلاقة شخصية بين الشخص وربه".

وتضيف: "النساء لسن مضطرات لارتداء الحجاب خاصة في الولايات المتحدة، لكنه قرار واع اتخذته بنفسي".

فازت ابتهاج بالميدالية الذهبية مع منتخب الولايات المتحدة في بطولة العالم للمبارزة في روسيا.

في الوقت نفسه، تعرض المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب للانتقاد، بسبب تعليقاته عن امرأة محجبة هي أم لجندي أمريكي متوفي، مشيرا إلى أنها لم يسمح لها بالتحدث خلال خطبة ألقاها زوجها في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

وكان ترامب قد دعا في وقت سابق خلال حملته الانتخابية إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

وحينما سؤلت ابتهاج عن المكان الذي ستذهب إليه إذا انتخب ترامب وطلب من المسلمين مغادرة البلاد، قالت: "لا أعرف".

ويرى البعض أوجه شبه بين ابتهاج والملاكم الراحل محمد علي كلاي، حيث إنها أمريكية من أصل أفريقي ولها وجهات نظر سياسية، وتنافس باسم الولايات المتحدة في الأولمبياد.

ويعتبر محمد على من أعظم الرياضيين على الإطلاق، وتوفي في وقت سابق من العام الجاري عن عمر ناهز 74 عاما.

وأضافت: "لقد وجد محمد علي في نفسه القوة التي تجعله يعلن آراؤه ولم يخف وكان مؤمنا بصدق بمسيرة حياته".

وتقول ابتهاج: "إذا تمكنت من أن أكون جزءا من ما مثله محمد علي للكثيرين وما دافع عنه كناشط ورياضي وأمريكي سأكون حينها ممتنة وسعيدة ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف