ترفيه

في ظل الحضور الخجول للبرامج الدينية

قرّاء "إيلاف" يفضّلون الدراما على برامج الحوار في رمضان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"إيلاف" من القاهرة: إستبقت "إيلاف" شهر رمضان باستطلاع رأي جمهورها عن المحتوى التلفزيوني الذي يفضّلون مشاهدته على الشاشات بالشهر الكريم. وتصدّرت المسلسلات اختيارات الجمهور بنسبة 60.27% وهي النسبة الأعلى على الإطلاق، وبينما جاءت البرامج الدينية في المرتبة الثانية بنسبة 19.18% تلتها برامج المقالب بنسبة 13.70%، فيما حلّت البرامج الحوارية بالمركز الأخير بنسبة مفاجِئة، وهي 6.85%.
واللافت أن اختيارات الجمهور جاءت متوافقة مع الخريطة البرامجية للمحطات الفضائية المختلفة، التي ركزت على الدراما بشكلٍ كبير. بحيث يصل عدد المسلسلات التي تُعرَض خلال شهر الصوم الحالي، الى نحو 45 عملاً درامياً، منها نحو 30 مسلسلاً مصرياً تعرض على الشاشات المختلفة، بينما خرجت أعمال من السباق الرمضاني لأسبابٍ تسويقية وآخرى لضيق الوقت.
ولقد غابت عن الشاشات البرامج الحوارية للمرةِ الأولى منذ سنوات، فلم تعلن أي محطة مصرية أو عربية عن برنامج حواري خاص خلال الشهر المقبل على غرار التجارب السابقة التي كان يقدمها الإعلاميان نيشان ووسام بريدي بالسنوات الأخيرة، فيما ستُطلِق كل قناة مصرية برنامجاً دينياً على الأقل، بالإضافة الى عرض غالبية القنوات للقاءٍ يومي مع شيخ الأزهر على شاشتها، فيما ستُعيد الفضائيات الأحاديث لعدد من المشايخ الراحلين.


عادل
في هذا السياق، تقول أستاذة الإعلام نرمين عادل في حديثٍ لـ"إيلاف"، إن سبب التراجع بتقديم البرامج الحوارية في رمضان يعود لعدم وجود فكرة جديدة ترضي الجمهور الراغب دوماً بمعرفة شيء جيد ومشاهدات خاصة، لافتة إلى أن هذه البرامج إن تواجدت، فهي تعتمد على نجمٍ واحد وليس مجموعة ممثلين تشاهدهم الأسرة، التي تتابع شاشة واحدة. فهي ترى أن هذه البرامج بات يناسبها التواجد أسبوعياً على الشاشة بعيداً عن شهر رمضان. بحيث أن الجمهور يميل الى برامج الحوار الإستفزازية المعروفة بـ"Hard Talk" التي تعتمد على حشر الضيف للخروج منه بإجاباتٍ غير مألوفة.
وتضيف أن اعتماد البرامج الحوارية على البث المباشر في رمضان قد جذب الجمهور لفترة، لكن هذه الموجة انتهت مثلما انتهت نوعيات أخرى من البرامج. مؤكدة على أن نسبة مشاهدة الأعمال الدرامية كبيرة بسبب تركيز الخرائط البرامجية للشاشات عليها، وهي من الوجهات الأكثر تفضيلاً للمعلنين.

وأوضحت أن تراجع نسبة المهتمين بمتابعة البرامج الدينية يعود إلى أن فئة الشباب أصبحت لديها وجهة نظر مختلفة بالتعامل مع هذه البرامج ومقدميها، على عكس الأجيال السابقة التي لا تزال تفضِّل مشاهدة برامج قديمة مكررة لمشايخ كبار، وهم شريحة كبيرة. لكن غالبيتهم لا تجيد التواصل بشكلٍ فعال مع مواقع التواصل.

هذا وتؤكد أيضاً على أن برامج المقالب لا تزال قادرة على إثارة الجدل، خاصةً وأن الشريحة الأكبر التي تشاهدها من الجمهور سيكون هدفها محاولة اكتشاف ما إذا كان البرنامج مفبركاً أم لا من خلال متابعة رد فعل الضيف على المواقف المختلفة. لافتة إلى أن هذه البرامج ستكون مستمرة، لكن نِسَب مشاهدتها تتراجع وتختلف من محطةٍ لأخرى بحسب طريقة تنفيذها.

قاسم
ويتفق معها في هذا الرأي الناقد محمود قاسم الذي يصف برامج المقالب بالسلع المستهلكة، التي يكون الهدف منها هو الإعلانات فحسب، لافتاً إلى أن موضتها ستنتهي خلال فترةٍ وجيزة. فبعدما كانت تحظى بنسب مشاهدة تفوق الأعمال الدرامية باتت شريحة كبيرة من الجمهور مقتنعة بأنها مفبركة وفاقدة لمصداقيتها ما يدفعهم للإحجام عن مشاهدتها.

ويشرح "قاسم" أن الاهتمام بمشاهدة الأعمال بشكلٍ رئيسي يرجع إلى ثقة الجمهور بأن أفضل الأعمال لا تزال تُدرَج على الخريطة الرمضانية من المنتجين بجانب الدعاية المكثّفة للأعمال، سواء من القنوات أو الفنانين أنفسهم، معتبراً أن الرهان للأعمال التي تجد صدى مع الجمهور، لا يرتبط بالدعايات التي تسبق عرضه فقط، ولكن بالمحتوى الذي يتم تقديمه.

ويشير إلى أن أزمة إنتاج البرامج الدينية وقلتها مرتبطة نسبياً بعدم وجود مشايخ مؤثرين في الجمهور بشكلٍ كبير وهم لا يتمتعون بدرجةٍ كبيرة من المصداقية. حيث لا يتجاوز عدد من يثق فيهم الجمهور عدد أصابع اليد الواحدة، وغالبيتهم تقدم برامج بالفعل. كما يشير إلى أن ارتفاع نسبة المشاهدة يعتبَر أمراً طبيعياً نظراً للأجواء الدينية والروحانية التي يعيشها الإنسان خلال شهر الصوم.

ويؤكد أن غياب البرامج الحوارية يرجع للصورة النمطية التي قُدِّمَت بها في السنوات الأخيرة واعتمدت على تلميع النجوم أكثر من مناقشتهم بموضوعية في الأعمال التي يقدمونها، لافتاً إلى أن هذه النوعية بحاجة إلى تطوير بشكل كبير ويجب أن يتمتع مقدموها بالجرأة في الطروحات القائمة على المناقشة الموضوعية دون التجريح أو التلميع. 

جمال الدين
بدوره، يؤكد الكاتب طارق جمال الدين أن ضيق وقت الذروة الذي تعول عليه القنوات لمشاهدة الجمهور بكثافة للشاشة من الفطور للسحور لا يتجاوز 9 ساعات، وهي مدة قليلة مقارنةً بما يتم إنتاجه درامياً خاصة في السنوات الأخيرة مع توجه نجوم السينما للتلفزيون بكثافة. مشيراً إلى أن غياب البرامج الحوارية يأتي كنتيجةٍ طبيعية لارتفاع تكلفتها الإنتاجية وقلة العائد الإعلاني منها. حيث أن الجمهور يُفضِّل متابعة الأعمال الدرامية على حلقة برنامج حواري.

وأضاف لافتاً إلى أن تكرار تجربة الحلقات المنفصلة المتصلة في بعض الأعمال يأتي تماشياً مع عدم قدرة الجمهور على المتابعة بشكلٍ منتظم في "رمضان"، لافتاً إلى أن هناك دراسات رأي عام تقيّم القنوات بالاعتماد عليها في وضع خريطتها خلال الشهر الفضيل، خاصةً وأنه الشهر الذي تحقق فيه القنوات أكبر عائد إعلاني، وبالتالي فإن كل المحطات ستحاول الحصول على النسبة الأكبر من المعلنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف