في جدلٍ عميق حول العنصرية
سلمى حايك تُواجه عهد "ترامب" بكوميديا ناقدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من بيروت: تُطِلُ النجمة المكسيكية من أصلٍ لبناني سلمى حايك عبر فيلمٍ كوميدي بعنوان "Beatriz At Dinner". وهو من كتابة مايك وايت وإخراج أرتيتا ميغيل. ويتناول في موضوعه جدلاً يُثار بحفل عشاء حول الإنسانية والعنصرية والتعاطف، فيما سيبدأ عرضه في الولايات المتحدة يوم غد الجمعة.
ورغم أنه كُتِبَ قبل عامين، يبدو أنه- بحسب رأي النقاد- يستحق المشاهدة اليوم، وبشكلٍ خاص في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتميّز بمواقفه التي وُصِفَت بالعنصرية.
وتلعب "حايك" دور بياتريس التي تحضر بالصدفة حفل عشاء في منزل إثنين من عملائها الأثرياء. فيبدأ التوتر حينما تصطدم مع الملياردير المقاول في قطاع العقارات "دوغ" الذي يلعب دوره الممثل جون ليثغو(John Lithgow).
ولقد صرّحت الممثلة "الأميركية- المكسيكية" أن شخصية بياتريس تشبهها كثيراً، لافتة إلى أن "الفيلم" كُتِبَ قبل هذا المناخ السياسي الحالي. لكن من يشاهد العمل يشعر وكأنه يشاهد الأخبار حالياً. ومن يتابع تأزم الوضع الإنساني لا بد من يفكِّر في بياتريس".
يُذكر أن تصوير هذا العمل بدأ قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني 2016 التي فاز فيها "ترامب" الذي يرغب في بناء جدار على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية وفي منع سكان بعض الدول التي تسكنها أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
واللافت أن الناقد السينمائي في مجلة Variety أوين جليبرمان، قال أن الفيلم "يتميز بأنه أول كوميديا ترمز بطريقةٍ صريحة واستفزازية إلى حقبة ترامب". فيما أملت كوني بريتون(Connie Britton)- التي تلعب دور واحدة من عملاء بياتريس- أن يثير "الفيلم" حواراً أوسع بين الجمهور الذي يجب أن يدرك أن ما وصلنا إليه اليوم هو ليس إلا نتيجة للمسارات السابقة".
وعلى ما يبدو، فإن "وايت"، قد قصد كتابة السيناريو لفيلمه الأخير بنوعٍ من التنذر النفسي في مواجهة العنصرية والتطرف. حيث أعطى لـ"بياتريس" الجنسية المكسيكسة. وهي تلعب دور المعالجة النفسية والمُدلكة التي تعيش في ولاية كاليفورنيا، حيث الحياة هادئة وهناك احترام للبيئة. لكنها تمر ّبمحنة حين تكتشف اعتداء أحد الجيران على الماعز الأليفة التي تهتم بها. لتكتشف أن طريقة حياتها وميولها الإنسانية تختلف عن البلاد التي تعيش فيها حالياً.
وتواجه في المسلسل بعض الحظ السيئ حيث أنها حين تتقرر التوجه إلى حي نيوبورت بيتش المترف لتقدّم خدمة التدليك لزبائنها الأثرياء ومنهم كاثي (كوني بريتون)، لا يعمل محرك سيارتها عندما تحاول المغادرة، فيما يتأخر صديقها الميكانيكي بالوصول لساعات. فتجد نفسها بحالةٍ محرجة. ولكن "كاثي" تعتبرها صديقة مميزة لأنها ساعدت ابنتها على التعامل مع مرض السرطان في سن المراهقة. فتدعوها لحفل العشاء الذي تقيمه، ما يثير استياء زوجها غرانت الذي يلعب دوره "ديفيد وارشوفسكي"، لكونه يستضيف إثنين من الأزواج الآخرين، وكلاهما مرتبط بوظيفة "غرانت" في العقارات، إلا أن النقاش العميق يبدأ على المائدة حول الإنسانية والبيئة والرأسمالية.
هذا ويمكن القول، أن العمل يناقش الوحشية الخفية في المجتمع الذي يظهر على أنه مهذباً ويحترم حقوق الإنسان، بينما يمارس العنصرية بحجج ديمقراطية ومبادئ وطنية واهية لا تخدم الإنسانية بصدق، بل تدعم التطرف والعرقية. وعليه، فإن هذا العمل الذي صُنِّف في خانة الكوميديا الإجتماعية، يبدو بعمق مضمونه أقرب إلى الرسالة الإجتماعية البناءة. علماً أن "حايك" سبق وصرّحت بأنها كانت تنتظر مثل هذا الدور في الكوميديا النظيفة الهادفة.